أحكام شرعية

هل يجوز صوم عاشوراء فقط

هل يجوز صوم عاشوراء فقط حيث سمي يوم عاشوراء بهذا الاسم لأنه اليوم العاشر من شهر محرم، كما تعددت الأحاديث عن فضائل هذا اليوم، فهو يوم عظيم ومبارك منذ القدم، ويتساءل الكثير من المسلمين حول جواز صلاة يوم عاشوراء فقط دون صلاة يوم قبله أو بعده، وهو ما سنجيب عنه بالتفصيل من خلال ما يلي عبر موقعنا.

هل يجوز صوم عاشوراء فقط

أجابت دار الإفتاء عن سؤال عن هل يجوز صوم عاشوراء فقط حيث سمحت دار الإفتاء المصرية بالصيام وحده يوم عاشوراء دون صيام يوم قبله أو بعده، موضحة أن هذا العام يصادف يوم السبت، ويجوز صيامه منفردًا.

كما أضافت دار الإفتاء أيضًا عن سؤال هل يجوز صوم عاشوراء فقط في صفحتها الرسمية على فيسبوك أن معظم العلماء يعتقدون أنه لا بأس من صيام يوم عاشوراء فقط إذا كان هناك سبب للصيام، وكان يوم السبت يتزامن عادة مع الصائم.

فمثلاً، من صام يوماً ويفطر يوماً واحداً، أو إذا صادف يوم عرفات أو يوم عاشوراء، أو يقضي صيامه ما يجب على المسلم من رمضان مثلاً، أو إذا صام المسلم قبل يوم السبت أو بعده.

وأكدت دار الإفتاء أن من صام في تاسوعاء وعاشوراء صح صومه ولا يشترط يوما ثالثًا، وهنا وقد أجابت دار الإفتاء عن سؤال هل يجوز صوم عاشوراء فقط ؟

ما هو حكم صيام يوم عاشوراء؟

يتساءل كثير من الناس عن حكم صيام عاشوراء، والإجماع على حكم صيام عاشوراء تؤكده السنة، أي لا حرج في الإفطار، ولا حرج على المفطرين، حيث أن الصيام ليس فرضًا ولا واجبًا.

وبالتالي يستحب حكم صيام عاشوراء، فلا ضرر على الصائم، ولا ضرر لمن فاته، ويجب على السنة إتمام الصوم من اليوم السابق، أي يوم تاسوعاء وصوم عاشوراء أو صوم اليوم التالي، أي اليوم الحادي عشر.

كان صيام عاشوراء إلزاميًا لمدة عام واحد، وبعد إدخال الصيام، أصبح صيام شهر رمضان المبارك فرضًا، وصيام عاشوراء تطوعيًا، ولصيامه أجر وثواب؛ لأن صيام هذا اليوم فضل عظيم.

والجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت ذلك أنه كان يصوم يوم عاشوراء وأنه يريد أن يصومه، ويستحسن أن يصوم اليوم السابق له واليوم الذي يليه، هذا على النقيض من حقيقة أن اليهود كانوا يكتفون بالصيام إلا في يوم عاشوراء.

فقد نقل الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “اختلفوا عن اليهود بصوم ليلة هذا اليوم، وفي اليوم التالي بعد ذلك “.

ما هو سبب صيام يوم عاشوراء؟

وصل الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة المنورة ووجد أن اليهود كانوا يصومون يوم عاشوراء، فلما سألهم عن سبب صيامهم أجابوا أن “هذا هو اليوم الذي نجى فيه الله تعالى موسى عليه السلام وقومه”.

كما أغرق فرعون وجيشه فصام موسى عليه السلام يوم عاشوراء شكرًا لله، وأمر بالصوم هذا اليوم وقال للصحابة: (فأنا أحقّ بموسى منهم، فصامه وأمر بصيامه)، وربما يكون قد صام قبل ذلك، لأنه لا يوجد في الحديث ما يدل على أن هذا الوقت كان وقت عاشوراء الصيام.

فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى- عند مسلم شكراً- فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه).

لم يكن صيام النبي على اليهود بل على موسى عليه السلام، وفي هذا الصدد قال ابن عباس رضي الله عنه:

“إنني أحق بموسى منكم، فصام وأمره بالصيام “.

قصة نجاة موسى – صلى الله عليه وسلم – وموت فرعون مذكورة في القرآن الكريم، في قوله تعالى:

(“فألهمنا موسى أن أضرب بالعصا البحر فأنقسم، وكل فرق يكون كالصاعقة”).

وكان ذلك عندما أنكر فرعون الله تعالى وتكبر فقرر موسى عليه السلام أن يخرج مع قومه تبعهم فرعون حتى بلغوا البحر، فأمر الله تعالى موسى عليه السلام اضرب البحر بعصاك حتى ينقسم إلى قسمين.

فيستطيع موسى وقومه العبور، لكن فرعون تجاهل ما رآه واستمر متعجرفًا، وانضم هو وجنوده إلى موسى – صلى الله عليه وسلم، فأغرقه الله وجنوده وأنقذ موسى – صلى الله عليه وسلم – ومن آمن به.

مع العلم أنه يستحب أن يصوم من صام عاشوراء معه في اليوم التاسع أو الحادي عشر من شهر محرم لمخالفة اليهود، لأنهم كانوا يصومون اليوم العاشر فقط، كصيام اليوم الذي يسبقه أو بعده، يضمن للصائم عدم الوقوع في الخطأ الذي قد ينشأ عند تحديد بداية الشهر القمري.

فضل صيام عاشوراء

يكتسب المسلم بصوم يوم عاشوراء فضائل عظيمة منها:

  • الكفارة عن خطايا العام الماضي

وفي حديث أبي قتاد – رضي الله عنه – في حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: (عندما سئل عن صيام يوم عاشوراء؟ قال: يكفر عن العام الماضي).

  • اعتقد النووي والقاضي عياض أن صيام عاشوراء يكفر عن الصغائر وليس الكبائر، لأن الذنوب العظيمة تتطلب التوبة ورحمة الله تعالى، و التكفير عن الخطايا بالحسنات – للصغار.

كما في قوله – صلى الله عليه وسلم: (خمس صلوات يومية وجمعة واحدة كفارة لما يقع بينهما، إذا لم تخف الذنوب).

  • اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا:

وروي من كلام ابن عباس – رضي الله عنه – عند سؤاله عن يوم عاشوراء قال: (لم أكن أعلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صام يومه طالبًا نعمته في كل الأيام إلا هذا اليوم).

  • اقتداء بالأنبياء مثل نبي الله موسى – صلى الله عليه وسلم – وحقق الشكر لله العلي على فضله وكرمه، وخلاص المؤمنين، وإتلاف الجحود في ذلك اليوم العظيم.
  • اتباع نهج الصحابة – رضي الله عنهم – في صيام يوم عاشوراء، وصيام أولادهم في هذا اليوم؛

وبحسب الربيع بنت عفراء – رضي الله عنها – فقد ورد أنها قالت: (أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم التالي عاشوراء إلى قرى الأنصار التي أحاطت بالمدينة، فابتدأ يصوم، فليتم صومه، وأصبح مفطرا فليكمل بقية اليوم وصومنا صبياننا من الصغار إن شاء الله ونذهب إلى الجامع فنجعل عندهم لعبة من العهن فلو بكى أحدهم من الطعام أعطيناه في الإفطار).

مشروعية صيام عاشوراء

عاشوراء هو أحد الأيام المقدسة للمسلمين وبعض اليهود، لأنه في هذا اليوم خلص الله القدير سيدنا موسى وشعبه من فرعون، وبهذا يكون صوم عاشوراء سنة على سلطان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واتفق عليه فقهاء وعلماء المسلمين، معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:

“هذا هو يوم عاشوراء، وليس فرض للصيام، فمن أراد أن صومه يصوم، ومن شاء فليفطر”.

كما ورد حديث يؤكد أن صوم عاشوراء سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم،

وبحسب أمر عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “كان يوم عاشوراء من صوم قريش في الجاهلية، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما أتى المدينة صام وأمر بالصيام، ولما وجوب رمضان ترك يوم عاشوراء”.

مراتب صيام عاشوراء

ينقسم صيام يوم عاشوراء إلى أربعة مستويات من حيث الأفضلية على النحو التالي:

  • المرتبة الأولى: صيام التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم، لما ورد في حديث عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – من الحديث:

(صوموا يوم عاشوراء واختلفوا عن اليهود في ذلك اليوم فصوموا اليوم السابق له واليوم الذي يليه)، كما أن صيام ثلاثة أيام يزيد من عدد صيام النفل.

  • المرتبة الثانية: صوم العاشر والتاسع من محرم، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم:

(إذا بقيت لمساعدة المحتاجين أصوم اليوم التاسع).

  • المرتبة الثالثة: صوم اليوم العاشر والحادي عشر من شهر محرم.
  • المرتبة الرابعة: صوم يوم عاشوراء فقط نيلًا لفضله في قوله – صلى الله عليه وسلم-

(صوم يوم عاشوراء يكفر عن ذنوب السنة التي قبلها).

السابق
تجربتي مع سورة البقرة للزواج
التالي
تجربتي مع سورة الفاتحة للرزق

اترك تعليقاً