أحكام شرعية

هل يجوز كره الأب

هل يجوز كره الأب هذا السؤال أحد الأسئلة التي يسألها بعض الأبناء، نظرًا لأن الشعور الطبيعي الفطري الذي يشعر به أي شخص تجاه أبيه هو الحب، لكن في بعض الحالات قد يكون الأب ظالم أو قاسي المعاملة مع الأبناء مما يجعلهم يشعرون بكره في القلب تجاه الأب، لهذا سوف نتعرف معكم اليوم من خلال موقعنا على رأي الدين في هذه المسألة.

هل يجوز كره الأب

لقد رد علماء الفقه والشريعة على السؤال الذي يطرحه البعض وهو هل يجوز كره الأب وكان الرد كالتالي:

  • الواجب شرعًا هو بر الأب وعدم الإساءة إليه ومعاملة الأب معاملة حسنة وذلك ما أمرنا به الدين الإسلامي الحنيف.
  • قد يتعرض البعض لسوء المعاملة من الوالد، أو سوء أخلاقه أو تقصيره في تربية الأبناء وغيرها من الأمور التي تدخل الكره في نفوس الأبناء.
  • لكن يجب الالتفات لقول الله تعالى:

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الأسراء: 23 ـ 24}.

  • بالإضافة إلى قول الله تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث. وثلاثة

    لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى . رواه النسائي وأحمد والحاكم.

حكم مقاطعة الأب الظالم

يرتكب الكثير من المسلمين ذنب مقاطعة الأب بسبب ظلمه لهم دون العلم برأي الدين في هذه المسألة، لهذا فقد أكد علماء الفقه والشريعة بعدم جواز مقاطعة الأب لأن ذلك يعد من عقوق الوالدين، لكن لا مانع من مخاصمة الأب فترة قصيرة من الوقت إذا كانت بهدف رفع الظلم أو استرداد حقوق ولكن بأدب ودون رفع الصوت على الأب أو الإساءة إليه.

لقد نهت الشريعة الإسلامية عن هجر المسلم لأخيه المسلم حتى وإن كان لا يوجد بينهم صلة رقابة، لهذا فإن هجر الأب يعد من العقوق التي نهت عنها الشريعة الإسلامية حتى وإن كان هذا الأب كافر أو مشرك، كما أنه لا يحق للابن هجر الأب حتى وإن كان عاصي ولكن عليه نصح الأب والالتزام لأوامر الأب طالما أنه لا يطلب طلب فيه معصية الله.

كيفية التعامل مع الأب الظالم

بعد التعرف على الإجابة على هل يجوز كره الأب فإن البعض يسأل كيف يمكنهم التعامل مع أبوهم الظالم؟ وتكون الإجابة كما يلي:

  • الأصل في التعامل بين الأبناء والآباء هو المعروف والإحسان إلى الأب في المعاملة.
  • لا حرج في أن يكون بين الآباء والأبناء وساطة من أهل الخير والدعوة للمساهمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • كما ينبغي على الأبناء التوجه لله تعالى بالدعاء للأب بالهداية وصلاح الأحوال، بجانب الإحسان له.
  • أما حساب الأب الظالم فإن الله تعالى هو وحده المسؤول عن ذلك، لأن الله تعالى نهى الظلم بكل أشكاله.
  • لهذا على الأبناء ترك العقاب لله تعالى وعليهم حسن التعامل مع أبيهم لعدم إغضاب الله تعالى من خلال عقوق الوالدين.
السابق
هل يجوز قول مثواه الجنة
التالي
لصقات الرؤوس السوداء

اترك تعليقاً