أدباء وشعراء

3 قصائد متنوعة من شعر نزار قباني عن فلسطين

شعر نزار قباني عن فلسطين يعبر عن مدى تمسكه بالقضية الفلسطينية وحبه لفلسطين، استطاع الشاعر نزار قباني أن يجمع مختلف الشعوب على قصائده مؤيدين لما يطرحه من قضايا بأسلوبه البسيط، وكانت من أهم القضايا التي طرحها القضية الفلسطينية، لذلك سنتعرف على كل ما يخص شعر نزار قباني عن فلسطين من خلال موقعنا.

شعر نزار قباني عن فلسطين

ولد الشاعر نزار قباني في حي مئذنة الشحم في مدينة دمشق، قد ورث الشعر عن عم والده أبو خليل القباني، تخرج من كلية الحقوق وعمل في السلك الدبلوماسي، كانت المرأة تشغل حيز كبير من شعر نزار قباني ودواوينه، ترك لما الشاعر نزار قباني أكثر من 10 مؤلفات نثرية، وأكثر من 50 قصيدة شعرية وذلك بالإضافة إلى المسرحيات، وكان من شعراء العصر الحديث.

توفي الشاعر نزار قباني في بريطانيا في مدينة لندن في إبريل 1998 تاركًا خلفه العديد من الأعمال الفنية العظيمة، ومن هذه الأعمال العظيمة بعض الأشعار الخاصة بالقضية الفلسطينية، وعند ذكر شعر نزار قباني عن فلسطين يجب أن نذكر العديد من القصائد، ولكن أولهم هي قصيدة طريق واحد.

قصيدة طريق واحد

كتب الشاعر نزار قباني قصيدة طريق واحد بعد عام من النكسة مما بيّن لنا مدى تأثير القضية الفلسطينية على نزار قباني وأنها عالقة في ذهنه، كانت من أروع ما جاء به شعر نزار قباني عن فلسطين يوضح بها الشاعر مدى تقديره للكفاح الفلسطيني، وفيما بعد قد قامت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم بغناء هذه القصيدة، وقد أعاد غنائها مرة أخرى الموسيقار الراحل عبد الوهاب.

تصف هذه القصيدة وضع فلسطين في هذا الوقت والذي لم يختلف كثيرًا عن وقتنا الحالي لذلك حين نسمعها الآن نشعر بما يدور حولنا وكأن الزمن لم يمر، وتقول القصيدة:

أريد بندقيه..

خاتم أمي بعته

من أجل بندقيه

محفظتي رهنتها

من أجل بندقيه..

اللغة التي بها درسنا

الكتب التي بها قرأنا..

قصائد الشعر التي حفظنا

ليست تساوي درهمًا..

أمام بندقيه..

أصبح عندي الآن بندقيه..

إلى فلسطين خذوني معكم

إلى ربىً حزينةٍ كوجه مجدليه

إلى القباب الخضر.. والحجارة النبيه

عشرون عامًا.. وأنا

أبحث عن أرضٍ وعن هويه

أبحث عن بيتي الذي هناك

عن وطني المحاط بالأسلاك

أبحث عن طفولتي..

وعن رفاق حارتي..

عن كتبي.. عن صوري..

عن كل ركنٍ دافئٍ.. وكل مزهريه..

أصبح عندي الآن بندقيه

إلى فلسطين خذوني معكم

يا أيها الرجال..

أريد أن أعيش أو أموت كالرجال

أريد.. أن أنبت في ترابها

زيتونةً، أو حقل برتقال..

أو زهرةً شذيه

قولوا.. لمن يسأل عن قضيتي

بارودتي.. صارت هي القضيه..

أصبح عندي الآن بندقيه..

أصبحت في قائمة الثوار

أفترش الأشواك والغبار

وألبس المنيه..

مشيئة الأقدار لا تردني

أنا الذي أغير الأقدار

يا أيها الثوار..

في القدس، في الخليل،

في بيسان، في الأغوار..

في بيت لحمٍ، حيث كنتم أيها الأحرار

تقدموا..

تقدموا..

فقصة السلام مسرحيه..

والعدل مسرحيه..

إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ

يمر من فوهة بندقيه..

قصيدة المهرولون

تعتبر هذه القصيدة من أجمل ما قدم من شعر نزار قباني عن فلسطين، فقد بيًن لنا في هذه القصيدة موقفه ضد التطبيع والسلام الزائف، فإن الانقلابات السياسية التي تحدث في البلاد هي من تدفع بإلهام وحماس الشعراء بجانب الأمور الأخرى، وما حدث في فلسطين من قبل إسرائيل كان له أثر كبير في نفس الشعراء، فجاء في هذه القصيدة:

سقطت آخر جدران الحياء.

وفرحنا.. ورقصنا..

وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء

لم يعد يرعبنا شيئٌ..

ولا يخجلنا شيئٌ..

فقد يبست فينا عروق الكبرياء…

2

سقطت..للمرة الخمسين عذريتنا..

دون أن نهتز.. أو نصرخ..

أو يرعبنا مرأى الدماء..

و دخلنا في زمان الهرولة..

ووقفنا بالطوابير، كأغنامٍ أمام المقصلة.

وركضنا.. ولهثنا..

وتسابقنا لتقبيل حذاء القتلة..

3

جوعوا أطفالنا خمسين عامًا.

و رموا في آخر الصوم إلينا..

بصلة…

4

سقطت غرناطةٌ

للمرة الخمسين من أيدي العرب.

سقط التاريخ من أيدي العرب.

سقطت أعمدة الروح، وأفخاذ القبيلة.

سقطت كل مواويل البطولة.

سقطت كل مواويل البطولة.

سقطت إشبيلة.

سقطت أنطاكيه..

سقطت حطين من غير قتالً..

سقطت عمورية..

سقطت مريم في أيدي الميليشيات

فما من رجلٍ ينقذ الرمز السماوي

و لا ثم رجولة…

5

سقطت آخر محظياتنا

في يد الروم، فعن ماذا ندافع؟

لم يعد في قصرنا جاريةٌ واحدةٌ

تصنع القهوة والجنس..

فعن ماذا ندافع؟؟

6

لم يعد في يدنا

أندلسٌ واحدةٌ نملكها..

سرقوا الابواب

و الحيطان والزوجات، والأولاد،

و الزيتون، والزيت

و أحجار الشوارع.

سرقوا عيسى بن مريم

و هو ما زال رضيعًا..

سرقوا ذاكرة الليمون..

و المشمش.. والنعناع منا..

و قناديل الجوامع…

7

تركوا علبة سردينٍ بأيدينا

تسمى (غزةً)..

عظمةً يابسةً تدعى (أريحا)..

فندقًا يدعى فلسطين..

بلا سقفٍ لا أعمدةٍ..

تركونا جسدًا دون عظامٍ

و يدًا دون أصابع…

8

لم يعد ثمة أطلال لكي نبكي عليها.

كيف تبكي أمةٌ

أخذوا منها المدامع؟؟

9

بعد هذا الغزل السري في أوسلو

خرجنا عاقرين..

وهبونا وطنًا أصغر من حبة قمحٍ..

وطنًا نبلعه من غير ماءٍ

كحبوب الأسبرين!!..

10

بعد خمسين سنة..

نجلس الآن، على الأرض الخراب..

ما لنا مأوى

كآلاف الكلاب!!.

11

بعد خمسين سنة

ما وجدنا وطنًا نسكنه إلا السراب..

ليس صلحًا،

ذلك الصلح الذي أدخل كالخنجر فينا..

إنه فعل إغتصاب!!..

12

ما تفيد الهرولة؟

ما تفيد الهرولة؟

عندما يبقى ضمير الشعب حيًا

كفتيل القنبلة..

لن تساوي كل توقيعات أوسلو..

خردلة!!..

13

كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

و هلالٍ أبيضٍ..

و ببحرٍ أزرقٍ.. وقلوع مرسلة..

و وجدنا فجأة أنفسنا.. في مزبلة!!.

14

من ترى يسألهم عن سلام الجبناء؟

لا سلام الأقوياء القادرين.

من ترى يسألهم

عن سلام البيع بالتقسيط..

و التأجير بالتقسيط..

و الصفقات..

و التجار والمستثمرين؟.

من ترى يسألهم

عن سلام الميتين؟

أسكتوا الشارع

و اغتالوا جميع الأسئلة..

و جميع السائلين…

15

… وتزوجنا بلا حبٍ..

من الأنثى التي ذات يومٍ أكلت أولادنا..

مضغت أكبادنا..

و أخذناها إلى شهر العسل..

و سكرنا.. ورقصنا..

و استعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل..

ثم أنجبنا، لسوء الحظ، أولاد معاقين

لهم شكل الضفادع..

و تشردنا على أرصفة الحزن،

فلا ثمة بلدٍ نحضنه..

أو من ولد!!

قصيدة أنا مع الإرهاب

تعد قصيدة أنا مع الإرهابي من أفضل شعر نزار قباني عن فلسطين، حيث جاء في هذه القصيدة موضحًا ظاهرة الإرهاب التي أصبحت تنتشر في الوطن العربي وخاصة في دولة فلسطين على يد الصهاينة، فقد قدم صورة عما يحدث في الشرق الأوسط وبيًن أن الإرهاب ما هو إلا تطرف فكري يزهق العديد من الأرواح البشرية، فجاءت القصيدة:

متهمون نحن بالإرهاب

إن نحن دافعنا عن بكل جرأة

عن شعر بلقيس …

وعن شفاة ميسون …

وعن هند … وعن دعد …

وعن لبنى … وعن رباب …

عن مطر الكحل الذي

ينزل كالوحي من الأهداب !!

لن تجدوا في حوزتي

قصيدة سرية …

أو لغة سرية …

أو كتبا سرية أسجنها في داخل

الأبواب

وليس عندي أبدا قصيدة واحدة

تسير في الشارع وهي ترتدي

الحجاب

****

متهمون نحن بالإرهاب

أذا كتبنا عن بقايا وطن …

مخلع … مفكك مهترئ

أشلاؤه تناثرت أشلاء …

عن وطن يبحث عن عنوانه …

وأمة ليس لها سماء !!

***

عن وطن .. لم يبق من أشعاره

العظيمة الأولى …

سوى قصائد الخنساء !!

***

عن وطن لم يبق في آفاقه

حرية حمراء .. أو زرقاء … أو

صفراء …

***

عن وطن … يمنعنا ان نشتري

الجريدة

أو نسمع الأنباء …

عن وطن … كل العصافير به

ممنوعة دوما من الغناء …

عن وطن …

كتابه تعودوا أن يكتبوا

من شدة الرعب …

على الهواء !!

***

عن وطن يشبه حال الشعر في

بلادنا

فهو كلام سائب …

مرتجل …

مستورد…

وأعجمي الوجه واللسان …

فما له بداية …

ولا له نهاية …

ولا له علاقة بالناس … أو

بالأرض …

أو بمأزق الإنسان !!

***

عن وطن …

يمشي إلى مفاوضات السلم

دونما كرامة …

ودونما حذاء !!

***

عن وطن رجاله بالوا على

أنفسهم خوفا …

ولم يبق سوى النساء !!

***

الملح … في عيوننا …

والملح في شفاهنا..

والملح … في كلامنا

فهل يكون القحط في نفوسنا

إرثا أتانا من بني قحطان ؟؟

لم يبق في أمتنا معاوية …

ولا أبو سفيان …

لم يبق من يقول (لا) …

في وجه من تنازلوا

عن بيتنا .. وخبزنا .. وزيتنا …

وحولوا تاريخنا الزاهي…

إلى دكان !!

***

لم يبق في حياتنا قصيدة …

ما فقدت عفافها …

في مضجع السلطان…

**

لقد تعودنا على هواننا ..

ماذا من الإنسان يبقى …

حين يعتاد الهوان؟؟

**

عن أسامة بن منقذ …

وعقبة بن نافع …

عن عمر … عن حمزة …

عن خالد يزحف نحو الشام …

ابحث عن معتصم بالله …

حتى ينقذ النساء من وحشية

السبي …

ومن ألسنة النيران !!

ابحث عن رجال آخر

الزمان…

فلا أرى في الليل إلا قططا

مذعورة …

تخشى علي أرواحها …

من سلطة الفئران !!

السابق
هل تخصص أمن المعلومات صعب؟
التالي
أجمل أشعار محمود درويش عن فلسطين الحبيبة

اترك تعليقاً