منوعات

4 أساليب مختلفة تساعدك على التعلم بسرعة وذكاء

4 أساليب مختلفة تساعدك على التعلم بسرعة وذكاء

عندما يتعلق الأمر بأساليب التعلم، لا ينجح نهج “الأسلوب الواحد المناسب للجميع”؛ فعند تعلم لغة معينة، يفضل بعض الأشخاص سماع هذه اللغة والتحدث بها، بينما يفضل بعضهم الآخر دراسة قواعدها ومفرداتها وصياغتها اللغوية؛ فقد يبحث النوع الأول عن فرص للتحدث بهذه اللغة، في حين يفضل الثاني دراسة الكتب ذات الصلة.

لا يمكن اعتبار أيٍّ من أساليب التعلم خاطئاً، بل إنَّ كلَّاً منها مختلف عن غيره؛ وقد يكون أحدها مناسباً لشخص معين، في حين يكون بعضها الآخر مناسباً لشخص آخر.

تتلخص الحيلة هنا في العثور على أساليب التعلم التي تناسبك أكثر، حيث تتيح لك الأساليب المختلفة التعلم بسرعة وسهولة، وستبدو لك هذه الأساليب مألوفة وطبيعية؛ ممَّا يشجعك على عيش حياة تتعلم فيها أشياء جديدة باستمرار.

هذا ما يدور حوله هذا المقال؛ حيث يساعدك على اكتشاف أساليب التعلم الملائمة لك، ويشجعك على الاستمرار في التعلم دون عناء في حياتك.

ما هي أساليب التعلم؟

تُعرَف أساليب التعلم بأنَّها الطريقة أو التقنية المصممة لمساعدة الناس على التعلم، حيث يوجد في الواقع العديد من الأساليب التقليدية المختلفة للتعلم، والكثير من المدارس الفكرية الأخرى ذات الصلة؛ إذ يوجد ما يزيد عن 70 أسلوباً مختلفاً للتعلم وفقاً لجامعة فاندربيلت (Vanderbilt University)، ولكنَّ الأساليب الأكثر شيوعاً هي الأساليب الأربعة الموضحة في نموذج المدرّس “نيل فليمنج” والمسمّى “نموذج فارك” (VARK):

  1. الأسلوب البصري (المرئي): حيث يتعلم الأشخاص بصورة أفضل من خلال الرؤية.
  2. الأسلوب السماعي (السمعي): حيث يتعلم الأشخاص بصورة أفضل من خلال السمع.
  3. أسلوب القراءة والكتابة: حيث يتعلم الأشخاص بصورة أفضل من خلال القراءة والكتابة.
  4. الأسلوب الحسي/الحركي (الجسدي): وفيه يتعلم الأشخاص بصورة أفضل من خلال الحركة والأنشطة البدنية.

قد يكون من المرجح أنَّك تتعلم باستخدام أحد هذه الأساليب، في حين قد يتعلم بعض الأشخاص بصورة أفضل باستخدام مزيج منها جميعاً؛ لذا دعونا الآن نلقي نظرة أعمق قليلاً على كل أسلوب منها:

1. أسلوب التعلم البصري:

يعدُّ أسلوب التعلم البصري (المرئي) الأسلوب الأنسب للأفراد الذين يحبون مشاهدة مقاطع الفيديو، ويفضلون مشاهدة العروض التقديمية التي تتضمن الصور والمخططات والرسوم البيانية؛ حيث تقول منصة (Education Corner) التعليمية: “يعالج الدماغ البشري المعلومات البصرية أسرع بكثير من النص العادي؛ وبصفتك متعلماً بصرياً، يمكنك استيعاب الكثير من المعلومات والاحتفاظ بها بسرعة كبيرة؛ ذلك لأنَّك تفضل طريقة معالجة المعلومات هذه التي يبرع فيها البشر بالفعل”.

2. أسلوب التعلم السمعي:

يعدُّ أسلوب التعلم السمعي الأسلوب الأنسب للأفراد الذين يحبون الاستماع إلى المحاضرات والكتب الصوتية، حيث يجد هؤلاء المتعلمون أنَّه من الأسهل عليهم تعلم ما يسمعونه، لدرجة أنَّهم قد يتذكرون ما يُقال في فيلم سبق وشاهدوه بدلاً من تذكر الأحداث التي جرت فيه.

3. أسلوب التعلم بالقراءة والكتابة:

يناسب هذا الأسلوب الأشخاص الذين يستمتعون بالقراءة والكتابة؛ وذلك بسبب ترسخ الكلمات التي يقرؤونها ويكتبونها بسهولةٍ في أذهانهم، حيث إنَّهم يحفظون الأفكار والفقرات والفصول بأكملها دون جهدٍ يُذكَر.

4. أسلوب التعلم الحسي / الحركي:

يعدُّ أسلوب التعلم الحسي / الحركي مناسباً للأفراد الذين يفضلون “التدريب العملي اليدوي”، فعلى سبيل المثال: قد ينجذب هؤلاء إلى موضوعات العلوم المختلفة التي تسمح لهم بالمشاركة في التجارب العلمية، أو إلى فروع أخرى في المرحلة الجامعية، مثل الهندسة الميكانيكية التي تعدُّ من المجالات التي تتضمن الكثير من الحركة والأنشطة البدنية.

هل التقيُّد بأحد أساليب التعلم مفيد دوماً؟

يجب أن يكون هناك بعض المرونة في نهج التعلم الذي نتبعه رغم اختلاف أساليب تعلم كل فرد منَّا، فعلى سبيل المثال: إذا كنت تستمتع بالتعلم من خلال قراءة الكتب، فلا ينبغي أن تقيد نفسك بوسيلة التعلم هذه فحسب، حيث ستفوت على نفسك بعض المحتوى الرائع الموجود في مقاطع الفيديو والعروض التقديمية المباشرة وغيرها.

رغم أنَّ معرفتك بأسلوب التعلم السائد لديك قد تكون مفيدة لك، لكن لا ينبغي أن تسمح له بأن يجعلك رهينة له، بل عليك أن تكون حراً ومرناً في تعلمك؛ وهذا من شأنه أن يجعلك متعطشاً للتعلم ويبقي عقلك منتعشاً على الدوام.

قد يكون من الجدير بالذكر أيضاً أنَّه لا يوجد إجماع علمي على دقة أساليب التعلم هذه، وقد كرست مجلة “ساينتفك أمريكان” (Scientific American) مؤخراً مقالاً كاملاً عن هذا الموضوع، وكان المقال بعنوان “المشكلة في أساليب التعلم” (The Problem With Learning Styles)، والذي تناول الأدبيات العلمية حول أساليب التعلم، وكشف وجود عدد قليل من الأدلة التي تدعم الفكرة التي تقول أنَّ نواتج التعلم تكون أفضل عندما تتوافق تقنيات التدريس مع أساليب التعلم لدى الأفراد؛ لذا وكما ترى ممَّا سبق، لم يستقر العلم على هذا الأمر بكل تأكيد؛ ولهذا السبب نوصي باتباع نهج فردي بذهن منفتح.

اتباع نهج فردي بذهن منفتح:

تختلف سرعة وسهولة تعلم الأفراد اختلافاً كبيراً، إلَّا أنَّ أساليب التعلم الفردية ليست سوى جزء صغير من الحل، حيث يتعلم معظم الأشخاص بصورة أفضل من خلال مجموعة متنوعة من أساليب التعلم؛ لذا نوصي بتجربة عدة أساليب تعلم بدلاً من التركيز الكبير على أسلوب واحد فحسب، فهذه هي الطريقة الأكثر فاعلية لتعزيز قدراتك على التعلم.

لقد خلصت مقالة عن هذا الموضوع من المجلة الدولية للبحوث الطبية التطبيقية والأساسية (International Journal of Applied and Basic Medical Research) إلى ما يلي:

“ساعد وعي الطلاب بأساليب التعلم الفردية واستخدام استراتيجية منظمة لتعزيز التعلم على التكيف مع أساليب التعلم الأخرى، وقد أدى ذلك إلى تعزيز استخدام أساليب تعلم أفضل، وبالتالي تحسين نتائج التعلم؛ لذا لا ينبغي اعتبار معرفة ميول الطالب إلى أسلوب معين من أساليب التعلم الخاصة بنموذج فارك (VARK) بمثابة تقييد لاستخدام هذا الأسلوب المحدد فحسب، بل ينبغي على المعلمين بدلاً من ذلك بذل جهد واعٍ للسماح للطلاب باستكشاف أساليب التعلم الأخرى أيضاً”.

5 نصائح لتعلم أسرع وأسهل:

هل أنت مستعدٌّ لجعل تعلمك أسرع وأسهل؟ نفّذ إذاً هذه النصائح الخمسة:

1. جد أسلوب التعلم المناسب لديك، وابحث في أيِّ جوانب حياتك يمكنك تطبيق ذلك:

على سبيل المثال: إذا كنت تتعلم كيفية صنع خزانات لمنزلك، فهل ستتعلم بصورة أفضل من خلال مشاهدة العديد من مقاطع الفيديو الإرشادية؟ أم بوجود شخص معين يوضح لك طريقة القيام بذلك مباشرة؟

وماذا عن حفظ اسم شخص جديد تعرفت عليه للتو؟ ربَّما سيكون من الأسهل تذكره عندما تدون اسمه، كأن تضيفه كجهة اتصالٍ في هاتفك الذكي.

بمجرد أن تفهم أسلوب التعلم الذي يناسبك، يمكنك عندئذ تقييم المجالات والجوانب الحياتية التي يجب تطبيق ذلك عليها، وأين يمكنك الاستفادة من أساليب التعلم الأخرى في مواقف أخرى تتطلب ذلك.

2. ادمج تقنياتك معاً:

يمكن لدماغك أن ينمو عندما تغير روتين تعلمك المعتاد، تماماً كما يمكن لعضلاتك أن تقوى عند ممارسة التمرينات الرياضية؛ حيث تدعم دراسة بحثية حديثة أجرتها كلية الطب بجامعة “جونز هوبكنز” (Johns Hopkins) هذا الأمر، فتقول: “ما وجدناه هو أنَّك إذا عملت على نسخة معدلة قليلاً في كل مرة تقوم بها بمَهمَّة تريد إتقانها، فأنت في الواقع تتعلم بصورة أكبر وأسرع ممَّا لو كنت تعمل على الأمر نفسه عدة مرات على التوالي”.

3. حسِّن وعزز جوانب الضعف لديك:

ربَّما اكتشفت أنَّك لست متعلماً سمعياً؛ لكن بدلاً من أن تستبعد التعلم السمعي كلياً، انظر إليه على أنَّه تحدٍّ مشوّق للتحسن في هذا المجال؛ حيث يعدُّ بذل الجهد المتواصل للاستماع إلى المدونات والكتب الصوتية أحد الطرائق التي يمكنها مساعدتك في ذلك.

يعدُّ التعلم مسألة صقل وتحسين للمجالات التي تكون ضعيفاً فيها؛ لذلك من الذكاء التركيز على التعلم بحد ذاته للحصول على نتائج سريعة ومفيدة، والخبر السار هنا هو أنَّ التعلم سيصبح أسهل بالنسبة إليك عندما تعزز مهاراتك عموماً.

4. اقرأ كل ما تحاول تعلمه بصوتٍ عالٍ للاحتفاظ بهذه المعلومات بصورة أفضل:

هل سبق لك أن حاولت القيام بذلك عند قراءة مقالٍ أو كتابٍ معين؟

إنَّه لمن المؤكد أنَّ ذلك يبطئك قليلاً، ولكنَّه يساعد حقاً في الاحتفاظ بالمعلومات التي تقرؤها وتتحدث عنها في ذهنك وفي ذاكرتك، فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة واترلو (Waterloo) ما يأتي: “يساعد الحديث بصوت عالٍ في تحويل الكلمات المقروءة إلى ذاكرة طويلة الأمد”.

5. اختبر نفسك بانتظام:

يعدُّ اختبار نفسك بالمعلومات التي تتعلمها من أفضل الطرائق لتعزيز احتفاظك بها، فعلى سبيل المثال: إذا كنت تشاهد مقطع فيديو حول آلية بدء مشروع تجاري، فلا تكتفِ بمشاهدته فحسب، بل اختبر نفسك في اليوم التالي حول المعلومات الرئيسة المذكورة في الفيديو، وسيساعدك هذا بالتأكيد على تذكر وفهم المحتوى.

في الختام:

نأمل أن تساعدك هذه النصائح على التعلم بصورة أسرع، إلَّا أنَّك بالطبع تحتاج إلى وضع هذه النصائح موضع التنفيذ في حياتك حتى يكون لها تأثير حقيقي؛ فأن تقرأ عن شيء معين هو نصف الحل، وأن تفعل شيئاً حيال ما قرأت هو النصف الآخر.

ومع ذلك، فنحن على يقين أنَّ لديك الدافع اللازم لتطبيق هذه النصائح والاستفادة منها؛ وذلك نظراً إلى أنَّك وصلت إلى نهاية هذه المقالة تقريباً؛ لذا نضمن لك أن تبدأ التعلم بصورةٍ أفضل من أيّ وقتٍ مضى، وسيتطور لديك بالنتيجة شغفٌ جديدٌ للتعلم يدوم مدى الحياة.

وكما تقول “تايلور كالدويل” (Taylor Caldwell): “ينبغي أن يكون التعلم ممتعاً ومليئاً بالإثارة والتشويق؛ فهو أعظم مغامرة في الحياة، ورحلة رائعة في أذهان النبلاء والمتعلمين”.

السابق
لماذا لا تعد المشاعر السلبية سيئة للغاية؟ وكيف تتعامل معها؟
التالي
كيفية معالجة التنمر

اترك تعليقاً