أمراض الغدد

أعراض نقص هرمون النمو

هرمون النمو

يعرَّف هرمون النمو على أنَّه مادة تتحكَّم بنمو جسم الإنسان، ويعدُّ هذا الهرمون ضرورياً للنمو والتطوُّر الطبيعي لدى الأطفال، إذ إنَّه يعزِّز نمو العظام منذ الولادة حتى سن البلوغ، إذ تحتاج العظام إلى ما يكفي من هرمون النمو خلال الطفولة والمراهقة لاكتساب الطول المناسب، كما أنَّ هرمون النمو يساهم في تنظيم عملية الأيض لدى كلٍّ من الأطفال والبالغين، إذ يساعد على تنظيم معدل إنتاج الجسم للطاقة من الغذاء، إضافة إلى دوره في تصنيع الدهون والبروتينات وسكر الجلوكوز، كما أنَّه يساهم في تنظيم إنتاج خلايا الدم الحمراء وكتلة العضلات، وكذلك يحفِّز هرمون النمو الكبد على تكوين مادة تُسمَّى عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1 (Insulin-like growth factor)، واختصاراً IGF-1 التي تساهم هي وغيرها من المركبات المماثلة في نمو العظام، وبناءً على ذلك تزداد مستويات هرمون النمو أثناء الطفولة لتبلغ ذروتها أثناء البلوغ.

متى يفرز هرمون النمو

إن كل من النوم وممارسة التمارين الرياضية يعملان على إفراز هرمون النمو، الذي يعمل على إعادة بناء الجسم والعضلات من الضغوط التي يواجهها الفرد يوميًا.

حيث أنه خلال فترة 24 ساعة التي يتكون منها اليوم تقوم ما تحت المهاد بإرسال إشارة للغدة النخامية لإفراز هرمون النمو، ويتم إفرازه على فترات متقطعة، من 6-10 فترات تقريبًا خلال 24 ساعة.

وتختلف كمية هرمون النمو الذي يفرز خلال كل فترة تبعًا لعدد من العوامل، ولكن الذروة تكون خلال الليل أثناء النوم.

ويقدر الخبراء نسبة هرمون النمو الذي يفرز خلال النوم بـ75% من إجمالي نسبة هرمون النمو الذي يفرز يوميًا.

وغالبًا ما يتم إفراز معظم هرمون النمو عند الأشخاص الأصحاء في المرحلة الثالثة من النوم (وهي مرحلة النوم العميق) ليلًا، وتكون هذه المرحلة تقريبًا بعد ساعة من النوم، وتمثل هذه المرحلة حوالي ربع ما تنامه في كل ليلة.

أعراض نقص هرمون النمو

عند الحديث عن أعراض نقص هرمون النمو يجب فصل أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال والأعراض التي تظهر عند البالغين الذين يعانون من نقص هرمون النمو، حيث أن الأعراض تختلف وهي كالآتي:

أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال : وتشمل الأعراض ما يأتي:

  • قصر القامة.
  • النمو البطيء والتأخر في مراحل البلوغ.
  • زيادة كمية الدهون حول منطقة الخصر.
  • قد يبدو الطفل أصغر من الأطفال الآخرين الذين في عمره.
  • تأخر نمو الأسنان.
  • تأخر البلوغ.

أعراض نقص هرمون النمو عند البالغين: تشمل الأعراض ما يأتي:

  • زيادة الوزن وخاصة في منطقة الخصر.
  • انخفاض كتلة العضلات.
  • انخفاض القوة وقدرة التحمل.
  • انخفاض الطاقة.
  • الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب أو الحزن والتغير في السلوك الاجتماعي.
  • جلد رقيق وجاف.

أعراض زيادة هرمون النمو عند الأطفال

غالبًا ما يكون سبب زيادة هرمون النمو (Gigantism) ورم الغدة النخامية، التي تفرز الهرمونات المتحكمة في عديد من وظائف جسمك. هناك أيضًا حالات وراثية نادرة يمكن أن تسبب العملقة دون إصابة الطفل بورم الغدة النخامية. عند زيادة هرمون النمو، فقد تلاحظين أنه أكبر بكثير من الأطفال الآخرين من نفس العمر. أيضًا، قد تكون بعض أجزاء الجسم أكبر بما يتناسب مع أجزاء أخرى. ومن الأعراض الشائعة ما يلي:

  • أيدي وأقدام كبيرة جدًا.
  • أصابع سميكة.
  • جبين وفك بارزان جدًا.
  • فجوات بين الأسنان.
  • ملامح الوجه الخشنة.
  • قد يكون لدى الأطفال الذين يعانون من العملقة أنوف مسطحة ورؤوس أو شفاه أو ألسنة كبيرة.

قد تعتمد الأعراض التي يعاني منها طفلك على حجم ورم الغدة النخامية. مع نمو الورم، قد تشمل أعراض العملقة ما يلي:

  • التعرق المفرط.
  • الصداع الشديد أو المتكرر.
  • الضعف العام.
  • الأرق واضطرابات النوم الأخرى.
  • تأخر البلوغ في الأولاد والبنات.
  • فترات الحيض غير المنتظمة في الفتيات.
  • الصمم.
  • تغييرات في الصوت.
  • قد يضغط الورم على الأعصاب في الدماغ لهذا يعاني عديد من الأطفال من الصداع أو مشكلات في الرؤية أو الغثيان من الأورام في هذه المنطقة.

تحليل هرمون النمو للاطفال

يُمكن بيان أنواع تحليل هرمون النمو على النّحو الآتي:

  • تحليل مستوى هرمون النمو في المصل: إذ تُظهر نتائج اختبار هذا النوع مستوى هرمون النمو في الدم في وقتٍ واحد؛ وهو الوقت الذي أُخِذَت فيه عينة الدم، حيثُ تكون النتائج غير كافية، نظراً لتفاوت مستويات هرمون النمّو خلال النّهار.
  • تحليل مُحفز هرمون النمو: يُساعد الاختبار على تشخيص وجود فائض أو نقص في إنتاج هرمون النمو.
  • تحليل مثبط هرمون النمو: يُساعد الاختبار على التأكيد ما إذا كان الجسم يُنتج كميّاتٍ كبيرة من هرمون النّمو أم لا.
  • تحليل عامل النمو الذي يشبه الإنسولين 1: (بالإنجليزية: Insulin-like growth factor-1)، إذ يوضّح هذا التحليل مدى الارتفاع أو الانخفاض في مستوى هرمون النّمو في الجسم، حيثُ يتميّز تحليل عامل النّمو الذي يشبه الإنسولين 1 ببقاء نسبته ثابتة خلال اليوم بعكس هرمون النمو.

هُناك بعض الإجراءات التي يجب اتّباعها قبل إجراء تحليل هرمون النّمو، والتي نذكر منها ما يأتي:

  • الصيام لمدة 12 ساعة على الأقلّ قبل إجراء الاختبار.
  • التوقّف عن تناول بعض أنواع من الأدوية الموصوفة قبل بضعة أيام من الاختبار، نظراً لكونِها قد تؤثر في دقّة نتائج تحليل هرمون النمو؛ ومنها حبوب منع الحمل والإنسولين.
  • الامتناع عن ممارسة الرياضة قبل إجراء التحليل بنحو 10 ساعات على الأقلّ.

كيفيّة إجراء تحليل هرمون النمو:

يتمّ سحب عينة من الدم بعد الصّيام حسب المّدة المذكورة سابقاً، ثم يُعطى للطفل عقار الأرجينين (Arginine) أو الكلونيدين (Clonidine)، أو الجلوكاجون (Glucagon)، وللكبار عقار ماسيمورلين (Macimorelin)، ثم يتمّ سحب عيّنات من الدم على فتراتٍ زمنيّة مُعينة، وفي حال عدم حدوث تحفيز في مستويات هرمون النّمو على النّحو المُتوقّع فقد يدلّ ذلك على الإصابة بنقص هرمون النّمو.

تحفيز هرمون النمو طبيعياً

هناك طرقاً طبيعية تعمل على تحفيز الغدة النخامية على زيادة إنتاج هرمون النمو بشكل آمن 100% دون أي أضرار صحية ومن أهمها:

  • النوم وهرمون النمو: الحصول على كميات كافية من النوم بشكل يومي من الأمور التي لا تؤدي فقط إلى منح الجسم والعقل الراحة اللازمة والقوة الجسمانية والذهنية فقط، بل أيضاً يعزز الحصول على ساعات مثالية من النوم في أثناء الليل -تتراوح ما بين 7 و9 ساعات- على زيادة إنتاج هرمون النمو بصورة مثالية، ولكن بشرط أن أن يحرص الإنسان على الابتعاد عن شرب مشروبات الصودا والكافيين وكميات المياه الكبيرة قبل النوم، كما تجب مراعاة انخفاض درجات الحرارة داخل غرفة النوم بشكل مناسب.
  • علاقة الصيام بهرمون النمو: تُعتبر تقنية الصيام المتقطع من أهم طرق العلاج المستخدمة في جميع دول العالم من أجل ضبط كميات الأنسولين في الدم بالنسبة لمرضى السكري وتحسين الصحة العامة والأداء البدني للجسم، وأيضاً تعزيز إفراز هرمون النمو الذي تزداد نسبته بالصيام بشكل متقطع ليومين أو 3 أيام في الأسبوع.
  • النمط الغذائي وهرمون النمو: من أهم العوامل التي تتحكم بشكل أساسي في نسبة إفراز الجسم لهرمون النمو بصورة طبيعية؛ فالنظام الغذائي الذي يحتوي على البروتينات غير الدهنية أو قليل الدهون مثل البيض واللحوم والأجبان بجانب الارتكاز على الخضراوات والفواكه والحصول على الدهون الصحية القادمة من المكسرات والأسماك الدهنية وزيت الزيتون يؤثر بشكل إيجابي للغاية في زيادة إفراز هرمون النمو وهرمون التيستوستيرون -المسؤول عن زيادة الكتلة العضلية والقدرة الجنسية- مع الحرص على التقليل قدر الإمكان من الكربوهيدرات الضارة والأطعمة السكرية.
  • مستوى الدهون: يرتبط بهرمون النمو الدهون المتراكمة بداخل الجسد لا ترفع من احتمالية الإصابة بالأمراض المتعددة مثل أمراض القلب فحسب، بل إنها تؤثر بشكل مباشر على نسبة إفراز الجسم من هرمون النمو. الدهون المتراكمة حول الخصر والبطن -وفقاً للدراسات الطبية الحديثة- من أخطر أسباب الإقلال من إفراز هرمون النمو.
  • المكملات الغذائية مهمة لهرمون النمو: المكملات الغذائية لها دور بارز في رفع إنتاج هرمون النمو داخل الجسم بصورة آمنة تماماً دون أي أضرار؛ فالمكملات الغذائية التي تحتوي على الأحماض الأمينية -BCAA- تساعد الجسم على إنتاج هرمون النمو بصورة تنعكس على النشاط والأداء البدني للرياضيين وحجم كتلهم العضلية بشكل أكثر قوة، وتحقق لهم الاستفادة من الحصول على هرمونات الجلوتامين والليسين والجلايسين بجانب التيروسين وأرجنين.
  • النشاط البدني وهرمون النمو: بذل النشاط البدني بغض النظر عن نوعه، أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل مكثف خلال فترة زمنية لا تتجاوز الساعة، يجعلان الجسم يزيد من إنتاج هرمون النمو بصورة أكثر من الرائعة؛ ما يعزز من الصحة العامة والنشاط البدني والتكوين الجسماني بشكل عام.
  • النوم والأكل وهرمون النمو: والمقصود بالعنوان السابق هو الابتعاد التام والامتناع عن تناول أي وجبة دسمة أو رئيسية كبيرة قبل موعد النوم المعتاد بساعتين بحد أدنى؛ لأن حدوث مشاكل هضمية وعدم منح المعدة الوقت الكافي لهضم الطعام بصورة طبيعية بسبب النوم ترفع من نسبة السكر في الدم، وهو الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي للغاية على إنتاج هرمون النمو وتعزيز الجسم بمستويات جيدة من الطاقة والتعرض لخطر الاضطرابات الهضمية.
  • الراحة السلبية مهمة لهرمون النمو: الحصول على فترات كافية من الراحة السلبية الخالية من القيام بأي مجهود لها تأثير مهم وأساسي في زيادة إفراز هرمون النمو داخل الجسم؛ وذلك لأن حصول الجسم على الراحة يثبط من نسب وجود هرمون الكورتيزول -هرمون الإجهاد- داخل الجسم، وهو الأمر الذي يعزز من الطاقة الذهنية والبدنية وإعادة شحنهما ومنح فرصة للجسم لإنتاج هرمون النمو.

تحفيز هرمون النمو بالأعشاب

قد تتوفر فعلًا بعض الأعشاب القادرة على علاج نقص هرمون النمو أو تحفيز إنتاجه داخل الجسم، لكن يجب التنبيه هنا إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء باستهلاك أي من هذه الأعشاب، والتي من أبرزها ما يلي:

  • الموقونة (Mucuna): تُعرف هذه العشبة بأسماء أخرى؛ كالفاصولياء المخملية والميقونة الشهوانية، لقد تحدثت إحدى المراجعات العلمية عام 2017 عن إمكانية أن تكون هذه العشبة مفيدة لمواجهة انحسار مستوى بعض النواقل العصبية في الدماغ التي قد تكون مسؤولة عن حدوث نقص في هرمون النمو نتيجة للتقدم بالعمر، خاصة الدوبامين والنورإبينفرين.
  • الجنكة (Gingko): تحتوي الجنكة بيلوبا أو المعبل ذو الشفتين على مثبطات للأكسدة تُدعى بأكسيداز أحادي الأمين، التي بوسعها الحد أيضًا من تدهور حالة النواقل العصبية؛ كالدوبامين والنورإبينفرين، وهذا يعني إمكانية أن تكون هذه العشبة قادرة على تأخير أو منع تدهور حالة إنتاج هرمون النمو نتيجة للتقدم بالعمر، وفي الحقيقة فإن هذا الكلام قد ورد في نفس المراجعة العلمية 2017 التي ذكرت مسبقًا.
  • العنزة (Epimedium): تشتهر هذه العشبة بأسماء كثيرة؛ كالأبيمديون، والإبيمديوم، والنباقة، وغيرها من الأسماء، وهي تحتوي أيضًا على مثبطات أكسيداز أحادي الأمين التي وردت مسبقًا، وقد سعت إحدى الدراسات إلى تحري تأثير هذه العشبة وغيرها من الأعشاب الصينية على إنتاج بعض النواقل العصبية داخل غدة تحت المهاد، وتوصلت الدراسة إلى كونها قادرة بالفعل على زيادة إنتاج الدوبامين والنورإبينفرين وغيرها من النواقل العصبية التي تحفز إنتاج هرمون النمو.
السابق
دواء إريتك – Iritec يستخدم في علاج سرطان القولون
التالي
رابط الدخول لمنصة مدرستي الجديد https schools t4edu com

اترك تعليقاً