السعودية

أين تقع الحجاز والأهمية التاريخية والدينية والإقتصادية

أين تقع الحجاز الحجاز أو شبه الجزيرة العربية تعتبر من أهم وأعرق المناطق في آسيا سواء في العصور القديمة أم حاليًا، وتتميز بمكانة عظيمة في الإسلام.

أين تقع الحجاز

تحتل بلاد الحجاز موقع جغرافي متميز في المنطقة الآسيوية، والذي سوف نعرضه بالتفصيل لكم فيما يلي:

  • تقع الحجاز في قارة آسيا في منطقة الجنوب الغربي الحجاز، حيث تقع في شمال غرب وغرب شبه الجزيرة العربيّة، واُطلق عليها اسم الحجاز لأنها تقوم بحجز نجد عن تهامة، ويمكن أن يكون الوصف الأفضل لها؛ فهو يحدد حدودها بين نجد وتهامة.
  • جغرافيًا تُعد منطقة الحجاز شبه جزيرة، لذا أُطلق عليها اسم (شبه الجزيرة العربية)، ويحدها من الغرب البحر الأحمر ومن الشمال الشرقي الخليج الفارسي، ومن الجنوب الشرقي المحيط الهادي، ومن الشمال الأقصى بلاد الشام.
  • تغطي الحجاز مساحة تصل إلى 3 ملايين و200000 كليو متر مربع تقريباً.
  • تم تقسيم الحجاز إلى سبع دول عربية وهم: الإمارات العربية المتحدة، دولة الكويت، دولة قطر، سلطنة عمان، مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية.
  • بينما قديمًا قام المؤرخون المسلمون بتقسيم الجزيرة العربية إلى عدة أقاليم؛ إقليم اليمن، إقليم الحجاز، إقليم نجد، إقليم الأحقاف، إقليم البحرين.
  • أرض الحجاز تمتد بين كلٍ من الباحة وتبوك، حيث كان إقليم الحجاز من أهم الأقاليم الإدارية التي كانت تابعة للدولة الإسلامية بدايةً من عصر نبي الله الأعظم -عليه الصلاة والسلام- إلى العصر العباسي، مرورًا بخلافة الخلفاء الراشدين، وعصر الدولة الأموية، والدولة العباسية، والدولة الفاطمية، وعصر دولة المماليك.
  • الحجاز تعتبر سلسلة جبال ضخمة على امتداد البحر الأحمر من الغرب، ومن هنا أُطلق على إقليم الحجاز اسم (الجلس)، ويعني الأرض العالية.
  • إن أرض الحجاز تضم الكثير من المناطق وهي: منطقة مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومنطقة الباحة، ومنطقة تبوك؛ وتعتبر منطقة مكة المكرمة أوسع في المساحة مما كانت عليه في السابق.

أهمية بلاد الحجاز

تمتلك هذه المنطقة أهمية كبرى، والتي سوف نتعرف عليها فيما يلي:

  • تعتبر الحجاز للمسلمين المركز الروحي، حيث بها الكعبة المشرفة التي أرسى إبراهيم عليه السلام قواعدها، وقد وُلِد فيها نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وقام بالهجرة إلى المدينة وتوفى فيه، ويتوجه المسلمون إلى الحجاز لأداء مناسك الحج والعمرة.
  • تمتلك الحجاز موارد نفطية هائلة، وتوجد في المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة، والبحرين، واليمن، وقطر، ويعود شعب الجزيرة العربية في الأصل إلى القبائل السامية، وظهرت عمليات التوحيد منذ ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • تعد منطقة الحجاز موطن للعديد من الأماكن الإسلامية المقدسة؛ مثل: المدينة المنورة، ومكة المكرمة، لذلك فهي من المناطق الأكثر أهمية في تاريخ الإسلام والتطور العربي والتاريخ السياسي.
  • يوجد بها أبرز المعالم السياحية وذلك لمرورها بعدة عصور تاريخية وغزوات وحروب ونهضة ثقافية، لذا فهي منطقة عالمية، بالإضافة إلى الكثافة السكانية في هذه المناطق.

الأهمية التاريخية لبلاد الحجاز

شهدت منطقة الحجاز تاريخ حافل وملئ جدًا بالغزاوت والحروب ومرت بعدة عصور، والتي سوف نقدمها على النحو الآتي:

  • لقد مرت الحجاز بالعديد من العصور والحروب وواجهت أزمة الاحتلال، حيث اُحتلت الجزء الشمالي منها منذ بداية الفرن السادس قبل الميلاد، وأصبح ضمن الإمبراطورية الرومانية، وبعدها أصبحت الحجاز تابعة للمملكة النبطية خلال سنة 100 قبل الميلاد، والتي كانت مدائن صالح مركزًا لها، ومع مرور الوقت تحولت الحجاز إلى عشائر وقبائل كبيرة تسيطر على الحجاز.
  • وأثناء ظهور وانتشار الرسالة الإسلامية بدأت الغزوات والحروب لتوسيع وتطوير الدولة الإسلامية، وبعد ذلك مرت بعدة عصور من الدولة الأموية والمماليك إلى وقوعها تحت احتلال الدولة العثمانية عام 1517م، ولكن ظلت شيوخ القبائل في مكة في يدهم الحكم الأسمى حتى أوائل القرن التاسع عشر وظهور الاضطرابات الدينية، وبعد ذلك قام العثمانيين بإعلان السيطرة التامة على الحجاز، وأيضاً قاموا ببناء سكة الحجاز وذلك لسهولة الانتقال بين الحجاز وبلاد الشام.
  • ظهر الشريف حسين، وتمرد وثار على الحكم ودمر سكة الحجاز، وذلك مع قدوم الحرب العالمية الأولى، وعُين ملكاً على الحجاز حتى انتهى ملكه عام 1924م بعد تخليه هو وابنه عن الحكم والتنازل عنه عام 1926م، وتم تعيين ابن سعود سلطان نجد ملكاً على الحجاز، وبذلك تم تشكيل المملكة العربية السعودية، وتوحيد منطقة الحجاز مع نجد عام 1932م.

الأهمية الدينية لبلاد الحجاز

  • ترجع أهمية الحجاز قبل ظهور الإسلام في المقام الأول إلى المركز الديني، حيث يوجد بها العديد من الأماكن المقدسة التي يقصدها الحجاج كل عام في مواسم؛ حيث تشترك قبائل العرب فيها ومن أشهر هذه المعابد في الحجاز (الأقيصر) في مقدمة الشام، وتمتلكه قبائل لخم وعاملة وجذام وقضاعة، وأيضاً بيت (ذي الخلصة) بين الطائف ومكة بتبالة، وهو تابع لقبائل خثعم ودوس وبجيلة، وغيرهم من العرب، بالإضافة إلى (العزى) بنخلة لقوم قريش وبني كنانة، و(مناة) للأوس والخزرج، وكان على ساحل البحر الأحمر مقامة، ولكنه لم يجتمع لبيت واحد من تلك البيوت المقدسة ما اجتمع للكعبة المشرفة (بيت الله الحرام) بمكة المكرمة.
  • لقد كانت الكعبة قديماً ومازالت أمنًا للناس ومثابة لهم ولا أحد يُمنع من التعبد عندها وزيارتها، وقام العرب بالجلب إلى ساحة الكعبة الأصنام وكانت في نظر العرب تضم جميع الآلهة.
  • وقد قامت قدسية البيت الحرام على أساس أن بيت الله الحرام هو المتوجه إليه بالقداسة ولا يُنظر إلى ما اشتمل عليه من الأوثان والأصنام، حيث أن العرب يعبدون إلهاً أعظم عن جميع الآلهة، فيتوجهون إليه في الخشوع والدعاء وهذه حقيقة لا تقبل الشك، وكما ذُكرفي القرآن الكريم أنهم يعبدون الأصنام ليتقربوا إلى الله زلفى.

الأهمية الاقتصادية لبلاد الحجاز

  • بجانب الأهمية الدينية هناك أهمية اقتصادية لبلاد الحجاز، وذلك لأنها جسرًا بين اليمن والمحيط الهندي من جانب، ومن جانب آخر بين الشام وحوض البحر المتوسط.
  • يمر شريان رئيسي في بلاد الحجاز من شرايين التجارة العالمية حين ذاك، وهو الطريق البري الذي يصل بين شمالي شبه الجزيرة العربيّة وجنوبيها، وتتفرع منه عدة طرق ناحية الشرق والشمال الشرقي، ويوازيه شريان آخر، وهو البحر الأحمر الذي كان له خطره وأهميته القصوى في التجارة العالمية.
  • ولأهمية منطقة الحجاز حاول الرومان واليونان بعد سيطرتهم على مصر والشام، احتلال الحجاز وذلك ليتمكنوا من وضع أيديهم على الطريقين البحري والبري، والوصول إلى اليمن، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، وحينما فقدوا الأمل في احتلال الحجاز والسيطرة عليها بالوسائل المباشرة قاموا بوضع خطة للحرب للاستيلاء على الحجاز من الجنوب من خلال طريق الحبشة التي كانت من حلفاء الروم البيزنطيين.
  • وقد استولت الحبشة على اليمن عام 525م، فأخذ القائد الحبشي أبرهة الأشرم جيش كبير وذهب للاستيلاء على مكة التي أصبحت الآن مركز تجمع الشعوب العربية المسلمة، ثم التقدم نحو الشمال لدوام الإتصال بينه وبين حلفائه من الروم، ولكن أخفقت وفشلت الحملة الحبشية، وقد أدى ذلك إلى تفكك جيش الحبشة ثم ضعف قوة الحبشيون في اليمن وقد سهّل ذلك علىُّ سيف بن ذي يزن وتدخل دولة الفرس في طردهم من بلاد اليمن، بالإضافة إلى الدعم الذي قام به مركز الحجاز بين العرب ودعم أهمية ومكانة مكة.

لقد قمنا في هذا المقال بالتعرف على أين تقع الحجاز، وأهمية بلاد الحجاز، والأهمية التاريخية لبلاد الحجاز، والأهمية الدينية لبلاد الحجاز، والأهمية الاقتصادية لبلاد الحجاز.

السابق
طرق الصدقة
التالي
قوة اليقين بالله

اترك تعليقاً