العلوم الإنسانية

الثقافة والمجتمع في علم الاجتماع

الثقافة والمجتمع

  • يصعب على الباحثُ أن يفصل بين المفهومين وأن يعين الحدود القائمة بينهما،وبالتالي فإن التمييز بينهما أمرٌ بالغ الصعوبة وفيه الكثيرُ من المجازفة، وهذا من شأنه أن يبرر استخدامهما الإخر، حيثُ يبتدئ الثقافي في اطار اجتماعي، ويندرج الثقافي في اطار اجتماعي.وبوضوح أكثر يقولُ الفاروق زكي يونس:” إن الظواهر التي يعبران عنها لا ينفصلُ بعضها عن بعض إلا في الحقيقة وفي الواقع، فالثقافة لا توجد إلا بوجود المجتمع، ثم إن المجتمع لايقوم ويبقى إلا بالثقافة. إن الثقافة طريقٌ متميزٌ لحياة الجماعة، ونمط متكامل لإفرادها، ومن ثم تعتمدُ الثقافة على وجود المجتمع، ثم هي تمد المجتمع بالإدوات اللإزمة لاطراد الحياة فيه”.
  • وعلى الرغم من التداخل الكبير بين المفهومين توجد محاولات سوسيولوجية للتمييز بينهما، وفي هذا السياق يميز غي روستر( gwy rocher) بين نظامين حيثُ يشتملُ النظام الثقافي على نسقٍ من القيم والمعارف والإيديولوجيا أيّ على منظومةٍ من العلاقات الرمزية التي تواجه أيّ فعل اجتماعي، أما النظام الاجتماعي فيتمثلُ في جملةٍ من الشروط التي تحيط بعملية التفاعل بين الناس الواقعيين الذين يشكلون جماعات معينة وهي جماعات تتكون من أعضاء محدوديين.
  • ما يهمنا في الثقافة والمجتمع أبعاد هذه العلاقة، لمعرفة منزلة الثقافة وتأثيرها في المجتمع من وجهة نظر علماء الاجتماع ومن هذه الأبعاد:-
  • تكوين نظرة كلية عن المجتمع، باعتبار أن الثقافة هي أوسع مفهوم، يضم ويستوعب مختلف عناصر المجتمع.
  • الكشف والتعرف على مكونات الاختلاف والتمايز لمجتمعٍ على حساب مجتمعاتٍ أخرى. ولا شك أن الثقافة هي أقدر المفاهيم في تحليل وتفسير الاختلاف والتمايز بين المجتمعات. وذلك باعتبار أن الثقافة تعرف بأنها طريقة الحياة الشاملة لكل مجتمع، أو أنها تعبر عن النمط الكلي لحياة شعب ما، وبتعبير الأستاذ مالك بن نبي هي أسلوب حياة، الأسلوب المشترك لمجتمع بأكمله من علمائه إلى فلاحيه. وهذا التعريف يراد منه تعريف الثقافة، ويراد منه أيضاً تحديد ما يختلف فيه مجتمع عن آخر.
  • تقوم بدور إدماج الفرد في المجتمع، وتهيئته نفسياً وذهنياً واجتماعياً، ليكون عضواً منسجماً مع المجتمع الذي ينتمي إليه، ومتكيفاً مع نسقه القيمي ومنظومته الجمالية والأخلاقية، وأنماطه السلوكية، ونظام رؤيته إلى العالم. وهذا ما يفسر الميل الفطري عند الناس في كل مجتمع، بإظهار التشابه والتوافق فيما بينهم على مستوى النظام العام، والذي يتجلى في طريقة المخاطبة والكلام، وفي نوعية التفضيلات والتحسينات في نمط الأعراف والتقاليد، إلى نوعية الطعام وطريقة الناس في الأكل، وبصورة أعمق يتجلى في الفنون والمعتقدات والقوانين ونظم العلاقات والتعاملات.
  • تعدّ الثقافة من أكثر العوامل تاثيراً على المجتمع، بحكم أن كل شيء في المجتمع يتأثر بالثقافة كمنظومة القيم، والفنون الجمالية، ونظام المعتقدات، ومناهج التفكير، وهندسة العلاقات الاجتماعية. وهناك أكثر من طريقة للتأثير في الثقافة، فتارة يكون التأثير فيها عن طريق اللغة، وهذا ما سعى إليه الفرنسيون للتأثير في ثقافات المجتمعات التي استعمروها، وتارة يكون التاثير في الثقافة عن طريق التعليم ومناهج التعليم، وتارة عن طريق الإعلام ووسائل الاتصال إلى غير ذلك. وفي تاريخ المجتمعات نجد أن أكثر الناس تأثيراً في الثقافة هم أعمق الناس تأثيراً في مجتمعاتهم.

مفهوم الثقافة في علم الاجتماع

  • أخذ علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا على عاتقهم وضع تعريف دقيق للثقافة، ومن أشهر التعريفات وأكثرها شمولاً القول بأنّ الثقافة هي المركب الشامل الذي يضمّ المعارف البشريّة، بما في ذلك العقيدة، والأخلاق، والقوانين، وكلّ ما يكتسبه الإنسان من المجتمع الذي يعيش فيه، وبذلك يمكن أن تكون الثقافة لدى شعب معيّن هي كلّ ما يرتبط بأسلوب معيشته الاجتماعي، والفكريّ، والماديّ أيضاً، وليس فقط الإنتاج الفنيّ والأدبيّ المرتبطين بفئة محدودة للغاية من فئات المجتمع.

الثقافة من منظور علم الاجتماع

المحدّدات الاجتماعية لمعنى الثّقافة

  • الثّقافة، كنتاج لفعل معرفي، عبارة عن تبادل جدلي بين ذات تعرف، وموضوع يُفكر فيه. وفي العلوم الاجتماعيّة، هناك حقيقة أساسيّة، وهي أنّ المجتمع البشري، ممكن الوجود فقط، بفضل الثّقافة، فالسّلوك الاجتماعي بجوهره منمط ثقافياً. والثّقافة مرهونة بوجود إنسان اجتماعي، وإذا كان لا إنسان بلا تاريخ، فإنّه أيضاً لا ثقافة بلا إنسان. إذ أن الانطواء على الذات هو بمنزلة لعنة، وليس سياقاً اجتماعياً، والأفراد ليسوا كيانات نفسية منعزلة، لكنّهم كائنات اجتماعية، وسواء كان ذلك حسناً أم سيئاً، فالجميع مندمجون في العنصر البشري، وذلك الاندماج الاجتماعي، هو الّذي يمكن العلم الاجتماعي من الاعتبار بالأذواق.
  • والافتراض الأول في نظرية الثّقافة هي أنّ الثّقافة تنتقل بالاكتساب: إنّ الإنسان يكتسب الثّقافة منذ مولده، فالثّقافة لا تنتقل بالوراثة، لكنها تتكون من خلال التنشئة الاجتماعية، أو الانتشار، أو التثاقف، أو الاستعارة، أو التماثل والاستيعاب. ولا يدخل فيها السلوك الفطري والأفعال المنعكسة، ومع ذلك لا يمنع أن تكون بعض النظم الثقافية قد أوجدها الإنسان لإشباع حاجاته الفطرية، كنظام جمع الطعام أو الصيد أو الزراعة. وهي تكتسب عن طريق التعلم، لذلك يمكن تطويرها كلما تطورت قوانين التعلم وتقنياته. وبفضل اللغة يستطيع كل جيل أن ينقل خبراته بطريقة رمزية إلى الجيل الناشئ.
  • ذلك أن الثّقافة تتعلق بما يعتقد الناس بشكل عام، وبما يعززونه بانتظام، إذ تكون هناك مكافأة على فعل ما هو صحيح، وغرامة على عدم فعله، وكذلك التعاملات ذات المعنى الّتي تجري بين البشر، الّذين يتشاركون في العناصر الذاتية والرمزية، لما يشكل الثقافات.
  • ومن الجدير بالملاحظة أن التعليم الثقافي لا يتم بالضرورة عن طريق الوعي، إذ أنه يحدث عندما يمرر الأفراد، عبر أدوارهم المؤسساتية، معتقدات وسلوكيات، مقرة ثقافياً، للآخرين، ومن خلال تلك الخبرات، تعد الثّقافة الناس لكي يفهموا العالم، ويفسروه، وأن يتصرفوا بصورة فعّالة فيه.
  • والآليات النفسية الّتي تسمح بانتقال الثّقافة ظهرت إلى الوجود على مدى مسيرة التطور البشري منذ الإنسان الأول. والحقيقة أن البشر قادرون على تجميع مواردهم المعرفية على نحو لا تستطيعه أنواع الحيوانات الأخرى، عن طريق المحاكاة، والتعليم التلقيني والتعليم التعاوني.
  • إن فهم الآخرين باعتبارهم كائنات لها نواياها وقصدها شأنها شأن الذات، هو فهم محوري وحاسم بالنسبة للتعلم الثقافي البشري، ذلك لأن المصنوعات الفنية الثقافية والممارسات الاجتماعية – الّتي تتمثل على نحو نمطي في استخدام الأدوات والرموز اللغوية – إنما تشير بشكل ثابت ومطرد إلى ما يعدها هي نفسها لتصل إلى كيانات مماثلة قائمة خارج ذاتها – الأدوات تشير إلى المشكلات الّتي صممت الأدوات لحلها، والرموز اللغوية تشير إلى مواقف التواصل والّتي صممت لتمثيلها. لذلك فإن الأطفال لكي يتعلموا اجتماعياً الاستخدام التقليدي لأداة أو لرمز يتعين عليهم أن يفهموا لماذا ولأي هدف خارجي يعمد الشخص الآخر إلى استخدام الأداة أو الرمز.
  • والافتراض الثاني في نظرية الثّقافة هو أنّها اجتماعية: فالحياة تكون مع الناس، وأكثر ما يهم الناس هو كيف يودون أن يرتبطوا بالغير، وكيف يود الغير أن يرتبطوا بهم، وبينما تخبرنا معظم النظريات في العلوم الاجتماعية، كيف يشرع الأفراد، أو الجماعات في الحصول على ما يريدونه من الحكومة، أو الأسواق، فإن نظرية الثّقافة تسعى إلى شرح لماذا يريدون ما يريدونه، وكيف يشرعون بالحصول عليه، وهكذا فإن تركيزها على صياغة التفضيلات، وليس فقط درجات تحقيق التفضيلات.
  • والناس يحصلون على تفضيلاتهم، من اندماجهم بالآخرين، والعلاقات الاجتماعية هي أكبر مدرسة للحياة الإنسانية. إنها تمدنا بمفاهيمنا حول المرغوب فيه، وحول الجميل والمفزع، والعادي والغريب، فلا مفر من هذا النفوذ الاجتماعي، إذ يرى دوركهايم أنه لا الخبرة الفردية، ولا العقل النظري، يستطيع توليد مثل تلك الأفكار الأساسية، كالزمن والفضاء، والسببية، ولا سبيل لفهم كل من الطبيعة المشتركة للفئات وتنوعها عبر الأمكنة والأزمنة المختلفة، إلا بادراك الأصول الاجتماعية للفكر، فالعلاقات الاجتماعية تولد أنماطاٍ لإدراك العالم، تساهم في الحفاظ على تلك العلاقات.
  • والمسلمة الّتي تنطلق من هذا الافتراض هي أن الفكر الإنساني هو بطبيعته اجتماعي إلى الحد الأسمى: هو اجتماعي بأصوله، وبوظائفه وبأشكاله، وفي تطبيقاته في الأساس، إن التفكير هو نشاط علني عام، موطنه الطبيعي هو باحة المنزل والسوق وساحة البلدة.
  • ومعظم الأفراد، يمكن فهمهم بدرجة أكبر، من خلال نمط العلاقات الاجتماعية القائم، فعلاقاتنا الاجتماعية هي الّتي تقدم لنا الكثير من الأفكار حول ما هو متوقع وما هو طبيعي، وما هو عادل، وهكذا، والقول بأن تلك الظواهر الحتمية هي بذاتها محصلة للأفعال والأهداف والتطلعات الفردية، لا يتعارض بأي حال، مع الأطروحة الجمعية، بأن التفضيلات الفردية تتشكل عن طريق العلاقات الاجتماعية.
  • ويربط ماركس الوعي بنشاط الإنسان الاجتماعي، وكمثال يستعرض اللغة قائلاً: أن اللغة قديمة قدم الوعي، هي الوعي العملي الّذي يوجد للأشخاص الآخرين أيضاً، ولهذا السبب وحده، يوجد الوعي فعلاً بالنسبة لي شخصياً أيضاً، التعبير عن الأفكار، ووجود شيء يتجاوز مجرد الإحساس، يتوقف في الواقع على وجود اللغة، لكن اللغة منتوج اجتماعي، و إنما يكتسب الفرد بفضل عضويته في المجتمع، الفضيلة اللغوية الّتي تكون حدود وعيه، أو نطاقه.
  • و يرى شتراوس أن ثمة أساس مشترك بين كافة مجالات الحياة الاجتماعية، و بالتالي حقيقة اجتماعية توضح السمة الجوهرية للثقافة، هذا الأساس المشترك هو نشاط العقل البشري، و هذا النشاط ليس شعورياً، و إنما نشاط لاشعوري، ويمثل قوانين بنيوية معينة فرضتها منطقة اللاشعور في الذهن البشري على أكثر المضامين تبايناً. وتعتبر اللغة والثّقافة بالنسبة لهذا النشاط شكلين متوازيين، فاللغة انعكاس للثقافة أو شرط للثقافة. ومن الناحية النظرية يمكن القول أن اللغة هي شرط الثّقافة، لأن المادة الّتي تبنى منها اللغة هي من نفس طراز المادة الّتي تبنى منها الثّقافة ككل: العلاقات المنطقية والتقابلات، والترابطات .. وما إلى ذلك. واللغة من هذه الزاوية تبدو أنها تضع أساساً لبنى أكثر تعقيداً تطابق الجوانب المختلفة للثقافة.

الثقافة والمجتمع في علم الاجتماع

  • يعتبر مفهوم الثقافة من أكثر المفاهيم جدليّة بين علماء الاجتماع، حيث وضع العلماء تعريفات متعدّدة لمفهوم الثقافة، وكان أهمّ ما ترتكز عليه هذه التعريفات أنّ الثقافة هي محصّلة القوانين والأعراف التي تحكم مجتمعاً معيّناً، ومنها العادات والتقاليد، والفنون، والمعايير الاجتماعية، والموروث الثقافي الماديّ. لعلّ أهمّ ما يميّز ثقافة مجتمع ما، أنّها تنتقل من جيل إلى جيل، ليس بالمفهوم البيولوجيّ وإنّما بالتلقين، والتربية من خلال المؤسّسات المجتمعيّة التي يتعرّض لها الفرد منذ ولادته، كالأسرة، والمدرسة، والجامعات، والمساجد، والكنائس. أمّا المجتمع، فيمكن القول بأنّه مجموعة من الناس تعيش على مساحة جغرافية محدّدة، تجمع بينهم عوامل مشتركة كالثقافة، أو الدين، ولهم أهداف ومصالح مشتركة. يتكوّن المجتمع بشكل عام من شرائح اجتماعيّة متعدّدة، تعتمد على التقسيم الطبقيّ، أو الدينيّ، أو الجنسيّ، والعديد من التقسيمات الأخرى إلا أنّ هذا لا ينفي مصالحهم وتطلّعاتهم المشتركة.

العلاقة بين الثقافة والمجتمع في علم الاجتماع

  • من التعريفات السابقة للثقافة والمجتمع بدا واضحاً مدى صعوبة الفصل ما بين الثقافة والمجتمع، إذ إنّهما متكاملان، فلا وجود للثقافة من الأصل لولا وجود مجتمعات تتبنّاها، ولا وجود لمجتمعات دون ثقافة تنظّمها، إذ إنّها تتحوّل إلى غابة، وأبسط مثال على ذلك اللغة، حيث تعتبر اللغة المكوّن الأوّل للمجتمعات، والموروث الثقافي الأهمّ لأيّ مجتمع ولولا وجود اللغة لانعدمت أهمّ وسيلة اتصال بين الناس في المجتمع، ولذلك فإنّ أيّ محاولات للفصل ما بين المفهومين ستذهب سدىً. كما هو حال الإنسان إذ يتأثر بعوامل خارجيّة، كذلك أيضاً الثقافة والمجتمع تتعرّضان اليوم للعديد من التحديات، ولعلّ أبرز التحديات هو تحدي العولمة، الأمر الذي أفقد المجتمعات خصوصيّاتها الثقافية، فبدا العالم كقرية صغيرة مفتوحة على بعضها، ممّا جعل الكون يبدو كأنّه ثقافة واحدة، وبالتالي شعور الإنسان نفسه في حالة اغتراب عن مجتمعه، فمن ناحية يخضع لمنظومة ثقافيّة واجتماعيّة على أرض الواقع، ومنظومة ثقافيّة واجتماعيّة على وسائل التواصل الاجتماعيّة مختلفة.
  • من هنا يأتي دور كلّ دولة في تحديد ما يتناسب مع ثقافتها، ومعاييرها، وأخلاقيّاتها لتعمل متكاتفة للتصدّي لكلّ ما هو دخيل عليها ولا يناسبها دون التعرّض لحقوق المواطن المتعلّقة بخصوصياته وحياته.

الثقافة وتأثيرها على المجتمع

للثقافة آثار كثيرة وواضحة على المجتمع، وبعض هذه الآثار تسير في المنحى الإيجابي وبعضها الآخر يسير في المنحى السلبي وأبرز هذه الآثار ما يلي:

  • تطور المجتمع وازدهاره، فالثقافة الإيجابية والتي تواكب التطور تسهم في تطور المجتمع وازدهاره ورقيه ومواكبته لأحدث ما توصلت إليه الثورات الصناعية والتكنولوجية والعلمية والثقافية.
  • تأخر المجتمع، فبعض المجتمعات تنتهج ثقافة رجعية ومتخلفة في أصولها مما يتسبب في تراجع هذه المجتمعات وتخلفها عن ركب الحضارة والتقدم بكل أشكاله.
  • الارتقاء بحياة الأفراد، فالمجتمع الذي يتمتع بثقافة عالية يسهم برفع سوية الأفراد الذين يعيشون فيه وتُسهم ثقافته في تيسير الطريق أمامهم وفي شق طريق النجاح والوصول إلى الطموحات وتحقيق الغايات، والأمر على النقيض تمامًا بالنسبة للمجتمعات التي تنتهج ثقافة رجعية.
  • ارتفاع مستوى المعيشة بالنسبة للأفراد، فالثقافة تعني التطور الفكري في كل المجالات مما يعني زيادة الإنتاجية في كل المجالات وارتفاع معدلات الدخل بالنسبة للأفراد مما يحقق لهم الرفاهية في العيش.

ما علاقة الثقافة بقيم المجتمع

ثمار الالتزام بثقافة المجتمع الصحيحة إنَّ للالتزام بالمعايير والأسس الصحيحة في ثقافة المجتمع، له آثار طيبة على الفرد وعلى المجتمع على حد سواء.

  • الآثار على الفرد: يشعر الفرد بالراحة والطمأنينة، ويتذوَّق حلاوة العدل، وإيجابيَّة نظرة المجتمع نحوه، وبالتالي تزداد إنتاجيته ويزداد عطاؤه في المجتمع، ويشعر بالانتماء الحقيقي له، وتتحقّق لديه العبوديَّة الحقيقيَّة لله في أبهى صورها، وتتبلور بذلك معالم شخصيّته الصحيحة والسويَّة، ممّا يعطي نظرة إيجابيَّة لعلاقة الفرد بالمجتمع، ودوره الفاعل فيه.
  • الآثار المجتمعية: أمَّا بالنسبة للمجتمع فثمة آثار إيجابيَّة أيضاً، حيث تسود المحبَّة بين أبنائه، ويعمَّ التماسك والترابط علاقاتهم فيقوى المجتمع بأبنائه، ويتقدّم ويزدهر بهم، ويرتفع شأنه بين المجتمعات المحيطة ويأخذ دوره الإيجابي في صناعة الحضارة، وعكس ذلك يؤدي إلى الفصام بين المجتمع وأبنائه، فتتسمّم العلاقات، ويضعف الترابط بين الأفراد، ويصبح المجتمع ضعيفاً متهاوياً للسقوط يعمُّه الفشل والاضطراب والتخلُّف. إنَّ المجتمعات الحيَّة هي التي تقيم مراجعات دائمة لأنمطه العلاقات الاجتماعيَّة والنظم التي تسيِّرها، فتترك كلّ ما هو سلبيّ، وتعمل كلّ ما هو إيجابيّ، في ظلال مراجعة تقييميَّة شاملة، تقود المجتمع إلى التقدّم والازدهار، وتقوية عناصر القوَّة والمنعة فيه، ونبذ عوامل الضعف والانهيار، فهكذا تبنى المجتمعات بشكل سليم وهكذا تبنى الأمم أيضاً.

مفهوم الثقافة الفرعية في علم الاجتماع

  • ثقافة الفرعية في علم الاجتماع والانثروبولوجيا، تشير الثقافة الثانوية[1]، الفرعية[2] أو الخاصة[3] إلى مجموعة من الناس أو شريحة اجتماعية معينة تختلف في وجهة معينة عن ثقافة أكبر هي جزء منها, وقد يكون الاختلاف متعلق بنمط الحياة والمعتقدات أو التخصص في أحد مجالات المعرفة أو طريقة رؤية العالم.
  • الثقافة الفرعية يمكن أن تجمع بين مجموعات من الناس ذات خصائص مماثلة، مثل العمر والعرق والطبقة الاجتماعية أو الدين أو المعتقدات السياسية. كل ثقافة فرعية معينة تعكس المعارف والممارسات أو التفضيلات —الجمالية أو الدينية ، أو السياسية أو الجنسية أو غير ذلك — وتعرف في بعض الأحيان بطبقة اجتماعية أو أقلية— لغوية و/أو عرقية و/أو سياسية و/أو دينية — أو منظمة اجتماعية . إن التعريف الوارد للفرعية في كثير من الأحيان هو معارضة لقيم الثقافة الأكبر التي وكأنهم فيها منغمسون، ولكن على هذا لم يكن هناك اتفاق بين علماء الاجتماع.
  • من النادر أن يطلق على أعضاء وظيفة معينة تسمية “ثقافة فرعية” أو “فئة فرعية” . وقد ينطبق تعبير الفئة الفرعية على بعض المهن التي تتطلب الانتقال من مكان إلى مكان مثل البحارة أو الدبلماسييين أو المبشرين ، بحكم انتمائهم إلى شعوبهم من جهة ، ويختلفون عن الأغلبية في بعض التفضيلات التي اكتسبوها في الغربة .
  • وفي عصر الحاسوب ظهرت فئة من المبرمجين المتمكنين تسمى هكر تنتمي إلى الفئة الكبيرة للمبرمجين ، وتعودت وسائل الإعلام على إنساب هذه التسمية إلى المفسدين الذين يقومون بأعمال تخريب في الإنترنت والذين يسميهم البعض قراصنة الحاسوب.
  • كما أنه يمكن القول بأن الفئة الارستقراطية في مجتمع تنتمي إلى “ثقافة فرعية ” حيث أن لهم عادات وتفضيلات تختلف بعض الشيء عن الطابع العام .
السابق
دواء جوسوي ترايجليس Joswe Trigless يستخدم للتحكم بمستويات الدهون
التالي
مفهوم الحاجة فى الفلسفة

اترك تعليقاً