تعليم

الخجل وأعراضه

تعريف الخجل

يُعرف الخجل بأنّه عاطفة قويّة تدفع الشخص للشعور بأنّه مليء بالعيوب، وغير مقبول من الآخرين، ولا يمكنه إصلاح أخطائه، ومن أعراض الشعور بالخجل أن يحسّ الإنسان بكونه مخطئاً بشكل كليّ، بحث لا يستطيع أن يحمل أفكاراً جيّدة تجعله يشعر بالإيجابيّة والرضا عن نفسه، وقد يؤثر وجود مثل هذه الصفة لديه على سلوكيّاته بشكل كبير.

أضرار الخجل

ما هي أضرار الخجل؟

أشد أضرار الخجل عند الطفل أنه يجعله لا يقوى على الاندماج في الحياة مع زملائه ويمنعه من التعلم من تجارب الحياة كما يجعل سلوكه يتصف بالجمود والخمول في وسطه المدرسي، و يتجنب الاتصال بالأطفال الآخرين ولا يرتبط بصداقات دائمة كما أنه يبتعد عن كل طفل أو شخص يوجه له لوما أو نقدا ولذلك يتسم الطفل الخجول بمحدودية الخبرة والدراسة مما قد يجعله عالة على نفسه، أسرته، ومجتمعه.

تشخيص الخجل

يترك الخجل آثارا سيئة على نفسية كل شخص يصاب به ويسبب له العديد من المشاكل، إذ يجد الخجول صعوبة في تكوين العلاقات مع الأصدقاء و الأقارب وكل من يحيط به ، كما أن الخجل يخلق عند المصاب به خوفاً من القيام بأي مهارة أو عمل خشية من الإخفاق بسبب ما يجده من صعوبة في التركيز على ما يجري من حوله.

فوائد الخجل

يعتبر الخجل والحياء صفات أساسية يتميز بها البشر عن الحيوانات بهذه العملية المعقدة وهي: الخجل؟ على الرغم من ذلك فقد أثبت علماء النفس فوائد كثيرة للحياء. فهاهو الباحث Feinberg من جامعة تورنتو University of Toronto بكندا يقول: إن الخجل والإحساس بالحياء واحمرار الوجه نتيجة بعض المواقف المحرجة، هو عملية فيزيولوجية ونفسية مفيدة جداً للإنسان، ويجب ألا يخفيها فهي تكسبه ثقة من حوله ويزيد من جذب الناس إليه ومحبتهم له.كما يؤكد هذا الباحث أن عدم الإحساس بالخجل يعتبر أمراً سئياً! لذلك فإن الحياء يخدم غرضاً ما وهو مفيد على المدى الطويل.ويؤكد الباحث Ray Crozier من جامعة Cardiff الفوائد الكبيرة للخجل أو الحياء واحمرار الوجه، وبخاصة للنساء حيث تزيد من جاذبية الشريك، بل إن الذين يبحثون عن الارتباط بزوجة غالباً ما يفضلون الفتاة الخجولة، على عكس من يبحث عن علاقة عابرة.يقوم العلماء اليوم بدراسة الأثر النفسي والفيزيولوجي للحياء على الإنسان، حيث تبين أن هناك مراكز خاصة في الدماغ تعمل بصورة أفضل أثناء الحياء، وهذا يؤدي لتنشيط خلايا الدماغ وتساهم في رفع النظام المناعي للجسم… إذاً الحياء لا يأتي إلا بخير.. هذا ما يقوله العلم.إذاً الحقيقة العلمية تؤكد أن للحياء فوائد طبية ونفسية، ولكن ماذا عن حبيبنا عليه الصلاة والسلام؟ كيف تعامل مع الحياء، هل نهى عنه أو أمر به؟طبعاً لو كان هذا النبي يريد الشهرة والسلطة، إذاً لكان أخفى الحياء ونهى عنه وتميز بالجرأة والوقاحة والغلظة؟ ولكن هذا لم يحدث، بل اعتبر أن الحياء من الإيمان!! قال عليه الصلاة والسلام: (الحياء من الإيمان).. [رواه البخاري].وكما أن الدراسات العلمية أكدت أن الخجل هو أمر صحي وله فوائد عديدة، ولا يقدم للإنسان إلا الخير والفائدة.. فإن النبي صلى الله عليه وسلم سبق العلماء إلى الحديث عن ذلك فقال: (الحياء لا يأتي إلا بخير).. [البخاري ومسلم]. كما اعتبر أن الصفة التي تميز المسلم عن غيره هي الحياء، فقال: (إنَّ لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء).. [رواه ابن ماجة].بل إن النبي أخبر عن صفة يحبها الله في المؤمن فقال: (إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر والحياء).. [رواه أبو داود]… ولذلك فإن حبيبنا عليه الصلاة والسلام كان أشد الناس حياء، بل كان أشد حياء من العذراء في خدرها.. وهذا دليل على أنه رسول من عند الله جاء رحمة للدنيا.. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} .. [الأنبياء: 107].

أسباب الخجل

  • يكون الخجل ناتجاً عن أسباب وراثية بحيث يرث الشخص صفة الخجل من أهله.
  • تركيبة الدماغ تكون مهيّئة لتقبل ظاهرة الخجل والعمل بها.
  • تعرّض الشخص للعديد من العوامل البيئية المحيطة به من قبل الأهل أو المدرسة، والتي تحثّه على السكوت وتمنعه من إعطاء رأيه.
  • وجود مشاكل متعلقة بصحة الشخص منذ ولادته كنقص تغذيته، وإصابة أمه أثناء الحمل به بالعديد من الاضطرابات النفسية والإرهاق الجسدي ممّا يؤثّر على نمو جهازه العصبي.

علاج الخجل

تصف الدراسات النفسية الأشخاص الذين يشعرون بعدم الارتياح مع الآخرين بأنّهم أشخاص خجِلون، وهو أمر طبيعي لدى الإنسان؛ إذ بيّنت بعض الاستطلاعات أنّ 40٪ من الناس اختبروا شعور الخجل في حياتهم. وتجدر الإشارة إلى أنّ الخجل يصبح مشكلة عندما يزداد عن حدّه فيصبح خجلاً شديداً، علماً بأنّه يمكن معالجة الخجل باتِّباع هذه النصائح:

  • التصرُّف بثقة: وهي خطوة تحتاج إلى الممارسة؛ حتى يستطيع الشخص الخجول أن يصبح تلقائيّاً في ثقته؛ إذ لا بُدّ من أن يشعر بالقلق، والتوتُّر في البداية. الانخراط: تكمن المشكلة منذ البداية في تجنُّب الجلسات، والحوارات الاجتماعية؛ ولهذا ينبغي أن يتحدّى الخجول نفسه؛ فيبدأ بالانخراط بالغرباء، والأشخاص الذين يشعر نحوهم بالراحة، والحب.
  • التجارب الجديدة: إنّ الخروج من منطقة الراحة، وتجربة تجارب جديدة حتى لو كانت مقلقة يساعدان على تجاوُز الخجل الشديد؛ لأنّهما يزيدان من ثقة الشخص بنفسه، ويدفعانه إلى مواجهة مخاوفه.
  • التحدُّث: وذلك بزيادة التفاعل مع الأشخاص من خلال التحدُّث، وإلقاء النكات، وسَرد القصص، وعدم الاكتراث بإعجاب الآخرين، أو عدمه.
  • لغة الجسد: إنّ التفاعل مع الآخرين باستخدام لغة الجسد، كالنظر في العينَين أثناء الحديث، وإبراز الصوت، والمصافحة هي أمور تساعد على تجاوز الخجل الأوّلي عند التفاعُل الاجتماعي.
  • التخطيط: قد يأتي الخجل عند الخوف من الفشل؛ ولتجاوز ذلك فإنّ التخطيط، ومحاولة معرفة الطريقة الصحيحة للتصرُّف في الموقف مُسبَقاً يساعدان الشخص على تجاوُز خجله.
  • التركيز على الآخرين: عند إجراء محادثات اجتماعيّة، فإنّ الأسئلة المُوجَّهة إلى الآخرين بدل الحديث عن النفس تساعد على التقليل من التوتُّر، وهو أيضاً أمر مُحبَّب لدى الناس.
  • تقليل الانتقاد الداخلي: غالباً ما يكون الأشخاص الخجولون شديدي الانتقاد لأنفسهم؛ وذلك يُضعِف الثقة بالنفس؛ فمحاولة تغيير الانتقاد الداخليّ من السلبيّ إلى الإيجابيّ أمر من شأنه زيادة الثقة بالنفس، ومن ثَمّ التقليل من الخوف الاجتماعي، والخجل الشديد.

أعراض الخجل عند الأطفال

  • رفض الحديث والتزام السكوت
  • التلعثم
  • التوتر
  • احمرار الوجه
  • تحاشي النظر إلى وجه المتكلم

الخجل والحياء

الفرق بين الحياء والخجل يظنّ بعض الناس أنّ الحياء هو ذاته الخجل، والحقيقة أنّ هناك اختلافٌ واضحٌ بينهما، فالحياء خُلقٌ عظيمٌ يحمل صاحبه على فعل الأمور الفاضلة الخيّرة، وينهاه عن فعل الأمور السيئة المشينة، أمّا الخجل فإنّه يؤدي بالإنسان إلى ترك الفضائل ومكارم الأخلاق، وممّا قاله الحسن إنّ الحياء قسمان، الطرف الأول منهما الإيمان، والطرف الآخر العجز، فالطرف المتصل بالإيمان هو الحياء الذي يأمر الإنسان بفعل الجميل وترك القبيح، والطرف المتصل بالعجز هو الخجل الذي يترك من أجله الإنسان ما ينفعه من أمور الدين والدنيا، وقد يحمله على الوقوع في أمورٍ لا ينبغي له أن يقع فيها، ولذلك فإنّ بعض العلماء يطلقون على الخجل اسم الحياء المذموم، وإن كان الأولى والأفضل ألّا يسمّيه الإنسان حياءً أصلاً، لأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال عن الحياء: (الحياءُ لا يأتي إلَّا بخيرٍ)، ولذلك فالخجل عجزٌ وخوارٌ لا حياءٌ محمودٌ.

ومن أمثلة الخجل المذموم أنّ يمتنع الإنسان عن إنكار المنكر الذي يراه قائماً أمامه، ولن يحصل له ضررٌ إن أنكره، ومع ذلك فهو يترك إنكاره خجلاً، ومثاله أيضاً أن يُحدث الإنسان أثناء الصلاة فيخجل أن يقطع صلاته أمام الناس، ويستمر بها رغم حدثه، وقد يترك الإنسان السؤال عن شيءٍ يجهله ويحتاج أن يحيط به علماً بسبب خجله، مع أنّ الأصل أن يسأل ويتعلّم، بل وحتى في مجال طلب العلم، والسؤال في سبيل تحصيله فإنّ هناك من يخجل حينها، فتفوته المعلومة، وقد يخجل الإنسان من فعل السنن، ونقل الفائدة للناس، ومن صور الخجل أيضاً ما يحمل الإنسان على فعل الأمور القبيحة خجلاً من الناس، وذلك كمثل من يسبل ثوبه خجلاً من زملائه وأقربائه وأصحابه، والحقيقة أنّ السبب الذي يؤدي بالإنسان إلى الخجل ويقوده إليه هو ضعف ثقته بنفسه، ويجدر بمن وجد في نفسه هذه الصفة أنّ يتخلّص منها، ويستبدل خجله بالحياء المحمود.

السابق
ما هي خطوط الطول والعرض
التالي
كيف تعرف انك محبوب بين الاخرين

اترك تعليقاً