إذا كنت تبحث عزيزي القارئ عن ما هو حكم الحلف بغير الله ؟، فإننا سوف نُجيبك في مقالنا على هذا التساؤل المطروح عبر محركات البحث بكثرة، فقد كَثُرت عمليات البحث عن هذا الاستفسار عن هذا التساؤل بسبب وجود العديد من الناس يقومون بالحلف دون الله، حيث إنهم يستخدمون بعض الكلمات مثل الحلف بالنبي أو الحلف بالمصحف الشريف أو الكعبة المشرفة وغيرها.
كما أننا يُمكننا معرفة رأي علماء الدين والفقه، إلى جانب حكم الشريعة الإسلامية في هذه المسألة عبر السطور التالية من هذا المقال، تابعونا.
حكم الحلف بغير الله
لا يجوز الحلف بغير الله جل جلاله فهو الواحد الأحد الفرد الصمد، إذ أن القسم يكون بالله وحده فقط، كما جاء في عدد من الفتاوى الصادرة عن الشيخ ابن باز والشيخ نوح على سليمان في فتاي الأيمان والنذور؛ عدم إجازة هذا الحلف مستشهداً في رأيه بالعديد من الأحاديث النوبية الشريفة، فيما جاءت هذه الأحاديث على النحو التالي:
- عن عبد الله بن عمر يقول: “أنَّهُ أدْرَكَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ في رَكْبٍ وهو يَحْلِفُ بأَبِيهِ، فَنَادَاهُمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَا، إنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أنْ تَحْلِفُوا بآبَائِكُمْ، فمَن كانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ، وإلَّا فَلْيَصْمُتْ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- فيما ذكر عبد الله بن عمر عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه أنه قال “لا تحلفْ بأبيك ولا بغيرِ اللهِ فإنه من حلفَ بغيرِ اللهِ فقد أَشركَ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إن كان الغرض من الحلفان هو التعظيم من الاسم الذي قام الفرد بالحلف به فهو يُعتبر شرك بالله.
- رأى بعض علماء الدين والفقه أن الحلف يكون للإجلال والتعظيم، لهذا السبب لا يجوز أو يكون هذا التعظيم لغير الله جل جلاله فلا يوجد في هذه الدنيا من هو أعظم وأجل من المولى تبارك وتعالى.
- إذا كان الحلف لغرض التأكيد مثلما هو موجود في عادات العرب لا يُعد هذا شرك، لكن من الأفضل عدم الحلفان بغير الله العزيز الحكيم.
- واستشهاداً بما جاء عن مسلم وأبي داوود بخصوص هذه المسألة أنه قال: أن أعرابياً قد أتى إلى رسولنا الكريم ليسأله عن فرائض الإسلام، فأجابه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فقال الرجل:”والله، لا أزيد على ذلك ولا أنقص، فأخبر النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أنَّه أفلح وأبيه إن صدق” وهذا من باب التأكيد من الرسول الكريم على كلام الرجل.
امثله على الحلف بغير الله
- لا ينبغي علينا الحلف بغير الله أبداً، على سبيل المثال: الحلف بالنبي صلوات الله وسلامه عليه أو بأي كائن ومخلوق أخر في الكون أو حتى بالأشياء المادية، فالله جل جلاله هو العظيم الواحد القهار، ومن أمثلة الحلفان بغير الله؛
• الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم.
• الحلف بالكعبة المشرفة.
• الحلف بالأمانة.
• الحلف بالمصحف الشريف.
• الحلف بالآباء وغيرهم.
- فقد أجمع علماء الدين والفقه على عدم جواز الحلف بغير الله مستشهدين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن الحلف الآباء وهو “فمَن كانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ، وإلَّا فَلْيَصْمُتْ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- كما يوضح حديث أبي هريرة عن رسولنا الكريم في الصحيحين أن الحلف بغير الله يُعد نوع من أنواع الشرك بالله، فإذا حلفت بغير الله دون قصد، فلتقل كلمة التوحيد، فيما جاء الحديث على النحو التالي: ” مَن حلفَ منكُم فقالَ في حَلفِهِ : واللاَّتِ والعزَّى ، فليقُلْ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ومَن قالَ تعالَ أقامِرْكَ فليتصدَّقْ”.
- ولا سيما أن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه قد حلف ذات مرة باللات والعزى، فذهب ليخبر النبي، فقال له صلى الله عليه وسلم ” قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، وانفث عن يسارك ثلاثاً، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تُعد”.
إلى هنا عزيزي القارئ نصل وإياكم إلى نهاية هذا المقال الذي تمحور حول الإجابة على سؤالكم ما هو حكم الحلف بغير الله ؟، إذ تناولنا في مقالنا رأي علماء الدين والفقه وأحكام الشريعة في هذه المسألة.