العلوم الإنسانية

بحث عن علم الاجتماع

تعريف علم الاجتماع عند ابن خلدون

مفهوم علم الاجتماع عند ابن خلدون

  • يُعرّف ابن خلدون علم الاجتماع بأنّه “العلم الذي يعرض لطبيعة العمران البشري من الأحوال مثل: التوحش، والتأنس، والعصبيات، وأصناف التغلبات، للبشر على بعضهم البعض، وما ينشأ عن ذلك من الْمُلْك، والدول ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم، ومساعيهم من الكسب، والمعاش، والعلوم، والصنائع، وأثر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال، وما لذلك من العلل، والأسباب”.
  • في هذا التعريف أدرك ابن خلدون أنّ الظواهر الاجتماعية هي موضوع هذا العلم الجديد، ومنهجه وصفي تجريبي، وأوضح أنّ الغاية منه هي دراسة تلك الظواهر، واستخلاص القوانين المعبرة عنها، وهي على حد قوله ليست خاضعة لمزاجية البشر، ولا للمصادفات، بل إن لها عللاً، وأسباباً، وذلك يعود لخضوع المجتمع لقوانين تنظمه، وتدير شؤونه.
  • استطاع ابن خلدون من بحثه واكتشافه لهذا العلم أن يسبق العالم أوغست كونت، والذي قال إنّ الظواهر الاجتماعية خاضعة لقوانين، ولا تسير وفق الأهواء، والمصادفات، وما على الناس إلا إدراكها، ومعرفتها.
  • المفهوم العام لعلم الاجتماع علم الاجتماع هو ذلك العلم الذي يدرس الظواهر، والنظم، والعلاقات الاجتماعية دراسةً علمية باستخدام المنهج العلمي، والذي يوصلنا إلى معرفة الظواهر التي تنظم الظواهر، والقوانين، والعلاقات الاجتماعية في المجتمعات. إنّ الغاية من دراسة علم الاجتماع هي: دراسة الظواهر الاجتماعية المتعددة. استخلاص القوانين المنظّمة لتلك الظواهر الاجتماعية.

نشأة علم الاجتماع

نشأة علم الاجتماع وتطوُّره

  • تأثَّرت نشأة عِلم الاجتماع بالنتاج الفكريّ، والفلسفيّ للقرنَين: الثامن عشر، والتاسع عشر، وما صاحبها من تطوُّر في المجالات الاقتصاديّة، والسياسيّة، حيث يعود تأسيس مصطلح (علم الاجتماع)، إلى الفيلسوف الفرنسيّ أوغست كونت، الذي عَزَم على تقديم التفسير العلميّ الذي يُفسِّر ظواهر المجتمع، والقوانين الضابطة لها، فشَهِد هذا الميدان العلميّ نُموّاً مع جهود العلماء في ألمانيا، وفرنسا، فكان نتاجهم أقرب ما يكون إلى البحوث النظريّة، إلّا أنّ عِلم الاجتماع ازدهرَ بجهود علماء الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة في منتصف القرن العشرين؛ حيث تركَّزت جهودهم على الجوانب التطبيقيّة، والميدانيّة العلميّة، إلى أن تكلَّلت الجهود في بريطانيا مع بدايات القرن العشرين بتدريس عِلم الاجتماع لأوّل مرّة.
  • توالَت جهود تطوير، ونَشْر علم الاجتماع منذ إطلاق هذا المصطلح عام 1838م، وحتى نهايات القرن التاسع عشر، حيث استطاع رُوّاد هذا العِلم توظيفه؛ لخدمة الاقتصاد، والتجارة، والأسرة، والسياسة، والتربية، وحقوق المرأة، ونَبذ العُنصريّة، والفقر، والطبقيّة المُجتمعيّة؛ ففي أمريكا، وتحديداً في جامعة شيكاغو في عام 1892م، تأسَّس أوّل قِسم مُتخصِّص في تدريس عِلم الاجتماع، ليبدأ بعدها بعام التعاوُن الدوليّ في مجال علم الاجتماع، وفي عام 1911م، أصبح منهاج علم الاجتماع مُقرَّراً دراسيّاً في أمريكا لطلبة المرحلة الثانويّة، بعد أن تأسَّست الجمعيّة الأمريكيّة لعلم الاجتماع عام 1905م، والتي تُعتبَر أكبر رابطة لمُتخصِّصين في عِلم الاجتماع على مُستوى العالَم.
  • كما أنّ الثورة الصناعيّة أثَّرت في نشأة عِلم الاجتماع، حيث إنّ التطوُّر المُذهل، والمُتسارِع في مجال الاتِّصالات، ساهم فيما يُعتقَد بأنّه عمليّة إعادة إنتاج للمُجتمع بوَصْفه مجتمعاً بشريّاً واحداً، وليست مُجتمعاتٍ لكلٍّ منها عاداته، وتقاليده، وصفاته، ونَمَط حياته الذي يُميِّزه عن سواه، والسؤال اليوم، هل يمكن لوسائل التواصُل العابرة للقارّات، والتي ألغَت حدود المكان، والزمان، أن تُلغيَ الفوارق المُجتمعيّة المُتعدِّدة في العادات، والتقاليد، والعقائد، والكُلّيات التي يُؤمن بها المجتمع؟ فتصبحَ المجتمعات -بعد تفتيت تمايُزها- خاضعةً للمُؤثِّرات ذاتها في مجتمع العولمة، أو عولمة المُجتمَعات.

تاريخ علم الاجتماع

  • كان للفيلسوف الفرنسي أوغست كونت (بالإنجليزية: Auguste Comte) الفضل في كتابة أول سطور علم الاجتماع وذلك في عام 1838م، وقد لقب على أساسها بـأب علم الاجتماع، حيث رمى من وراء هذا العلم أن يقوم بدراسة المجتمع العالمي، والقوانين التي تحكم حياة وتصرفات البشر في مختلف المجتمعات؛ إيماناً منه أن الأمر مشابه كما في الظواهر العلمية، حيث توجد قوانين تحكمها، فإنّ السلوكيات المجتمعية لها قوانين تضبطها أيضاً، وبالتالي وضع نصب عينيه أن يقوم بتعريف مفهوم القوانين الوضعية المجتمعية التي توضح الحقائق العلمية وراء كل تصرف، وسلوك مجتمعي يحدث؛ لأن اعتقاده كان جازماً في مدى فائدة ما يقوم به سيؤول إلى مساعدة البشر في تطوير مستقبلهم نحو الأفضل.
  • خلال القرنين التاسع عشر والقرن العشرين، جرت أحداث واضطرابات اجتماعية عديدة، أسهمت في تطور علم الاجتماع ودعت علماء الاجتماع للاهتمام بها، حيث شهدت قارة أوروبا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ثورات سياسية، أحدثت تغييرات كبيرة في الأنظمة الاجتماعية، حيث لا يزال علماء الاجتماع يدرسوها حتى يومنا هذا، ومن المؤثرات الكبيرة في سير تطور علم الاجتماع نرى أن كلاً من الثورة الصناعية، وظهور الرأسمالية، والاشتراكية بالإضافة للتطور الذي شهدته المدن والتحولات الدينية.

مفاهيم علم الاجتماع

أبرز مفاهيم علم الاجتماع

  • المجتمع هو عبارة عن مجموعة من الأفراد الذين يعيشون على قطعة من الأرض لفترة طويلة، تسمح لهم بإقامة العلاقات الاجتماعيّة المستمرة والمستقرة، ومن مقوّمات المجتمع: أرض معينة، وسكان، وعلاقات تاريخية، وحد أدنى من الاكتفاء الذاتي.
  • الثقافة هي كلّ ما يكتسبه الإنسان من الحياة باعتباره فرداً في المجتمع، أو يُمكن تعريفها بأنّها إرث من العادات والتقاليد التي يتبعها الفرد لتلبية حاجاته، وتوجد ثقافتين ماديّة، وهي كلّ شيء ملموس، وثقافة معنويّة، وهي كلّ ما يتصل بالرموز، والتقاليد، والعادات، كما أنّ الثقافة تتميّز بعدة خصائص هي أنّها عامة يشترك فيها كلّ المجتمع، كما أنّها تُكتسب بالتعلم، وهي رمزيّة وتجريديّة.
  • البناء الاجتماعي هي العلاقات الثابتة والمستقرة عبر الزمن كالأسرة، ولفهم البناء الاجتماعي لا بدّ من فهم ما يأتي: المكانة الاجتماعيّة: يُقصد بها الموقع الذي يشغله الفرد، ويتحدد بناءً على تقييم المجتمع للأفراد.الدور الاجتماعي: هو الجانب السلوكي للمكانة الجتماعيّة، أي ما هو مطلوب من الفرد القيام به لتحقيق هذه المكانة.
  • النظام الاجتماعي هو عبارة عن مجموعة أدوار اجتماعيّة منظمة ومتصلة بمجال محدد من مجالات الحياة، وخاضعة لقواعد ومعايير اجتماعية ثابتة مثل العمل والأسرة.
  • العمليات الاجتماعيّة هي عبارة عن مجموعة من التفاعلات والتغيرات المؤدية إلى ظهور نمط سلوكي متكرر والتي تخلق حركة دينامكيّة تجعل المجتمع في حالة تغيير مستمر.
  • النسق الاجتماعي يُقصد به العناصر التي تتفاعل مع بعضها، والتي يحقق كلّ منها وظيفة في المنظومة العامة للنسق الاجتماعي، ويمكننا أن نطلق على كلّ من وحدات السلوك نسق إذا توفرت فيها شروط معينة وهي: وجود عناصر أو مكوّنات. توفر وظائف واضحة للعناصر. توفر التفاعل بينها. توفر قوانين ومعايير. وجود بيئة خارجيّة يتعايش معها النسق ليؤدي وظيفته.
  • الفعل الاجتماعي هو كل سلوك يحقق هدف معين باستعمال وسيلة أو طريقة مشروعة بناءً على قاعدة سلوكية يقرها المجتمع .
  • الفاعل والآخر إنّ الفاعل هو الفرد الفاعل للسلوك، أما الآخر فهو الفرد الذي يستقبل هذا السلوك ويشكّل التفاعل الاجتماعي.

أهداف علم الاجتماع

  • دراسة المبادئ العامّة والدعامات التي تقوم عليها الحياة الاجتماعية. دراسة أنماط السلوك البشري الاجتماعي ومعرفة آثاره على الفرد والمجتمع.
  • دراسة وتحليل أجزاء البناء الاجتماعي دراسةً تفصيليّة؛ والسبب في ذلك يعود إلى تأثر كافة المؤسسات الأخرى السياسية والاقتصادية والتعليمية بالنظام الاجتماعي السائد.
  • معرفة قوانين التحول الاجتماعي، وهي القوانين التي تهدف إلى دراسة الأسس والقواعد التي يجب على المجتمع أن يتبعها لعمل نقلة نوعيّة في حالة المجتمع.
  • تشخيص مختلف المشاكل الاجتماعيّة التي يُعاني منها المجتمع، ومعالجتها ووضع الخطط المختلفة للتصدي لها. إبراز المفاهيم الاجتماعيّة الصحيحة، والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالحياة الاجتماعيّة.
  • وضع أسس المجتمع المثالي.
  • التعريف بالمؤسسات الاجتماعية المختلفة والتي تعمل على خدمة المجتمع.
  • إيضاح مفهوم الوحدة الاجتماعيّة وحث المجتمع لتحقيق هذا المفهوم.
  • دراسة العلاقات الاجتماعيّة التي تجمع بين الأفراد. تطوير النظريّات الاجتماعية المختلفة.

لماذا ندرس علم الاجتماع

  • يعدّ علم الاجتماع أحد البرامج التي تتمّ دراستها في قسم علم الاجتماع، والعمل الاجتماعيّ، والمهن الحضريّة،[١] وتنبع أهميتها من خلال عملها الدائم على تطوير قدرة الفرد على التنوّع، وحبّ التعلّم، وتعزيز مهارات الكتابة والدراسة، بالإضافة إلى تشكيل قاعدة للمعرفة حول السلوك البشريّ، والتنظيم الاجتماعيّ، وتطوير الثقافة.
  • ويتم التعبير عن علم الاجتماع فيما يأتي:مجموعة السلوكيات. القيم. السلوكيات. العمليات السياسية المختلفة. المنظّمات. الحكومات. الأسر.
  • فهم القوى الاجتماعية يُمكّن علم الاجتماع من فهم أفضل للقوى الاجتماعية التي تشكل الحياة، ويتيح للفرد كيفية التعامل معها، كما ويوفّر علم الاجتماع المعرفة الأساسية حول التفاعلات الاجتماعية، والمجتمع، والمنظّمات، الأمر الذي يساعد على تطوير الحياة المهنية، والعملية، ويعمل على تشجيع الفرد في الاستعداد لتجربة مهن محددة، وذلك من خلال دراسة قطاعات معينة من المجتمع، وتحسين المهارات الاجتماعية المختلفة، مثل: التفكير التحليليّ، وحلّ المشاكل، وجمع المعلومات، وتفسيرها، وكتابة التقارير.
  • كما ويساعدنا ميدان علم الاجتماع في النظر بطريقة موضوعيّة في المجتمع المعاش، ويلفت الانتباه نحو كيفية تناسب أجزاء المجتمع مع بعضها البعض، وكذلك يبيّن أسباب ونتائج التغيير الاجتماعي، فعلى سبيل المثال: تتميّز البيئة الاجتماعية في المجتمعات الصناعية البيروقراطية الحديثة بتعقيدها المتزايد وتغييرها المتسارع، وبذلك فإنّ دراسة علم الاجتماع توفّر الأدوات المفاهيمية والمنهجية لفهم الحياة المعاصرة، وذلك من خلال التركيز على المعيقات الخارجية المتعلقة بالعمل الاجتماعي، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على فهم النفس البشرية، وفهم دوافع الآخرين بشكل أفضل، ومن الجدير بالذكر أنّ علم الاجتماع يوفّر كافة الأدوات التي تمكّن من القيام بدور نشط في المجتمع، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
  • علم متعدد المزايا لا يزال التدريس وعمل الأبحاث هي الأنشطة المهيمنة بين الكثير من علماء الاجتماع، ولكن ورغماً عن ذلك يشارك علماء الاجتماع في العديد من المسارات المهنية والحرفية، وأشكال أخرى من العمالة التي تنمو بشكل متزايد في العدد والأهمية، فعلى سبيل المثال يعمل علماء الاجتماع مع الاقتصاديين، والعلماء السياسيين، وعلماء النفس، وعلماء الأنثروبولوجيا، والأخصائيين الاجتماعيين، وما إلى ذلك، وبالتالي فإنّ هذا يعكس مدى مساهمة علم الاجتماع في التحليل، وفي التخصّصات المتعددة.
السابق
مفهوم علم التفسير
التالي
خصائص علم الاجتماع

اترك تعليقاً