السرطان

أهمية التشخيص المبكر للسرطان

أهمية الكشف المبكر عن السرطان

يُصاب بالسرطان سنويّاً أكثر من 14 مليون شخص، وهو مسؤول عن وفاة واحدة من أصل ستّ وفيات في العالم؛ ولذلك يمكن أن يساعد رَفع الوَعي بضرورة التشخيص المبكر، وتوفير العلاج اللازم لمختلف الحالات على تقليل هذه الأرقام.  وفيما يلي سنتعرف على الأسباب التي تجعل الكشف المبكر للسرطان أمراً في غاية الأهمية:

  • يُوفّر تشخيص السرطان في المراحل المُبكِّرة أفضل فرصة للتعافي، إذ أن المريض يستطيع الحصول على العلاج اللازم في وقت مبكر وبالتالي تزداد احتمالية الشفاء من المرض.
  • يُقلّل الفحص المبكر من التكاليف المادّية التي يتطلّبها العلاج؛ فتكاليف علاج المراحل الأولى تكون أقلّ بكثير من تكاليف علاج المراحل المُتقدِّمة.
  • إن تشخيص السرطان في مراحل متأخّرة، وعدم القدرة على توفير علاج فعّال له من شأنه أن يُؤدّي إلى معاناة كان من الممكن تفاديها.
  • إن الحصول على العلاج والتماثل للشفاء في وقت مبكر سيخفف بالتأكيد من الأعباء النفسية التي يمكن أن يعيشها المريض وذويه خلال فترة العلاج.

فوائد الكشف المبكر للاورام

يعتبر الكشف المبكر عن الاورام أمرا هاما للغاية، وذلك لانه يجنبنا المضاعفات الخطيرة التي يمكن ان تحدث لنا مع تفاقم الحالة، وتخفف مدة العلاج. فالكشف المبكر عن الأورام يساهم في الشفاء 95 ٪، وذلك لاكتشاف الورم من البداية، وسهولة علاجه قبل التفشي.

ومن أبرز فوائد الكشف المبكر عن السرطان الاطمئنان او التخلص من المرض مبكرًا، وعدم الخضوع لمراحل عدة في العلاج مثل الكيميائي والاشعاعي وغيره، لأن في هذه الحالة كل ما يحتاجه المريض إزالة الورم بعملية ثم الخضوع لعلاج هرموني بأقل التكلفة. كما أنه لا يترك آثارا جانبية، كسقوط الشعر او شحوب الوجه.

اختبارات الكشف عن السرطان

1- الفحـوصات التصـويرية :  عن طريق تصوير الأعضاء الداخلية للجسم باستخدام العديد من الأجهزة والوسائل، مما يساهم في تحديد أي تغييرات في الأنسجة، بالإضافة لتحديد أمكان وجود الأورام، ومدى انتشارها، ويتميز هذا النوع من الفحوصات بكونه غير مؤلم، مثل جهاز المرنان المغناطيسي.

2- التخطيط الوعائي : يعتمد على استخدام الأشعة السينية التي تساعد على التقاط الصور الإشعاعية للشعيرات الدموية، والأوعية، مما يساهم في إظهار أي تغيرات فيها، ويستخدم في حال أورام الكلى، ويتم بحقن نوع معين من الصبغات في الشرايين، لتصل إلى الأوعية الدموية، مما يسهل رؤية الأوعية من مختلف زواياها.

3- التخطيط بالموجات فوق الصوتية :  يستخدم لتصوير الأعضاء الداخلية عن طريق اصطدام الانبعاثات الموجية الصوتية بالأعضاء والأنسجة، مما يساهم في تكوين صور مختلفة للأعضاء والأنسجة، ويتم إجراؤه بوضع مرهم على المناطق المراد فحصها، وتصويرها عن طريق تحريك محول الطاقة في مختلف الاتجاهات للحصول على صورة كاملة.

4- التخطيط الشعـاعي الطبقي :  يستخدم لالتقاط صور مقطعية للأنسجة والأعضاء عن طريق توجيه مجموعة من الأشعة السينية حول الجسم، ويتم تركيب الصور لتوضيح الأعضاء، والحصول على تفاصيلها عن طريق الحاسوب، مما يساهم في إظهار التغيرات، وحجمها، ونوعها، ويتم عمله بحقن الوريد بنوع من الصبغات التي تزيد وضوح الأنسجة والأعضاء تحت الأشعة السينية، وقد تستغرق عملية التصوير من نصف ساعة إلى ساعة ونصف، بتمدد المصاب بشكل ثابت، وتمرير الآلة فوقه إياباً وذهاباً، ويستخدم هذا النوع لفحص الكلى.

5- التصوير بالرنين المغـناطيسي : يستخدم لتصوير مواقع الجسم التي يصعب تصويرها عن طريق استخدام بعض أنواع التخطيط، كموجات الراديو المدمجة بالمجال المغناطيسي بدلاً من الأشعة السينية، ويعمل عن طريق امتصاص أنسجة الجسم للطاقة من موجات الراديو، وإطلاقها بنسب متفاوتة تبعاً لنوع العضو، وترجمة شكل الطاقة المرتدة من الأنسجة باستخدام الحاسوب إلى صور واضحة للأعضاء، ويستخدم هذا النوع لتحديد مدى انتشار الأورام في الأوعية الدموية الرئيسية المجاورة لبعض الأعضاء، كالكلى، ويتم إجراؤه عن طريق تمدد المصاب على سرير ثابت، وإدخاله في غرفة دائرية على طول الجسم، وعادةً ما تستمر لمدة ربع ساعة أو ساعة ونصف.

6- التصوير بالأشعة السينية : يستخدم لالتقاط الصور الإشعاعية للتجويف البطني، وللصدر، ويساهم هذا النوع من الفحوصات في تحديد أورام الرئة، وأورام العظام، حيث يظهر الورم على شكل ثقب بالعظام، كما يستخدم لتحديد مدى انتقال الخلايا السرطانية إلى الغدد الليمفاوية أو الصدر، أو الرئة.

7-تخطيط العـظام : يتم إجراء هذا الفحص عن طريق حقن الأوردة بكمية صغيرة من المركبات الكيميائية ذات الإشعاعات المنخفضة وغير الضارة، حيث تتجمع في الأماكن المتضرر بسبب السرطان، ويتم الاعتماد على كاميرات خاصة للكشف عن الإشعاع، مما يساهم في إظهار الرواسب الصغيرة من الأنسجة السرطانية بالعظام.

8- تخطيط النظائر المشعة : يستخدم هذا النوع لفحص الأعضاء الحيوية، كالدماغ، والعظام، والكلى، ويتم عمله عن طريق استخدام بعض المواد المشعة وغيرالضارة، وحقنها بالجسم، ومسحه بجهاز خاص، مما يساهم في تحديد مواضع الأورام.

9- الخزع الجراحي : يكون عن طريق استخلاص خزعة من أنسجة الورم وفحصها معملياً، ويتم الوصول إلى الأنسجة لاستخلاص الورم عن طريق الاعتماد على موقع الورم، والخبرات والمهارات الطبية، وعمر المريض، ويتم إجراؤه بحقن المريض بتخدير موضعي في المنطقة المراد فحصها، وقد يتم تخديرالمريض في حال أخذ الخزعة من الأوردة.

10- خزع النخاع العـظمي : يستخدم لاستخراج عينة من نسيج النخاع العظمي، وفحصها على المجهر، وعادةً ما يستخدم في حال الأورام الليمفاوية، ويتم إجراؤه عن طريق أخذ عينة من نخاع عظم الورك الخلفي من خلال تمدد المصاب على وجهه، ووضع وسادة تحته لرفع الجسم، ثمّ تحديد الموضع، وتعقيمه، وغرز الإبرة، وأخذ العينة، وعادةً ما يستغرق هذا الفحص 5 دقائق، ثمّ فحص العينة تحت المجهر.

11- البَـزْل القـطني : يكون عن طريق استخلاص عينة من السائل المخي الشوكي المحيط بالحبل الشوكي، والدماغ، ويتم إجراؤه عن طريق نوم المصاب على جانب، وضم ركبتيه بشكل التفافي، وتعقيم منطقة أسفل الظهر وتخديرها موضعياً، وإدخال الإبرة بين فقرتين من الفقرات القطنية، وسحب كمية من السائل لفحص مستوى بعض البروتينات، والجلوكوز.

12- تحليل السمات الورمية : يستخدم هذا الفحص لمعرفة نسبة تركيز بعض المركبات الكيميائية الموجودة في سوائل الجسم، بالإضافة لفحص إفرازات أخرى تنتج عن خلايا السرطان.

13 – تعـداد الدم الكامل : ذلك يكون لمعرفة تعداد مكونات الدم وخلاياه، وحجمها، بمختلف أنواعها من كريات الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية.

14- التحاليل الخلوية : تستخدم لتصنف الأورام الليمفاوية وبعض الأورام الصلبة كأورام اليوينغ، حيث تعتمد على دراسة تغيرات الصبغات الوراثية، والحمض النووي للخلايا الورمية، وللكشف عن الخلايا السرطانية باستخدام الأجسام المضادة، مما يساهم في تحديد نوع الورم وخصائصه، ويتم إجراء هذه التحاليل عن طريق أخذ عينات من السائل المخي الشوكي، والنخاع العظمي، والغدد الليمفاوية.

أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي

في كثير من الحالات، هذا الفحص يطمئنك من خلال التأكيد عن عدم وجود أي تغيرات أو شذوذ على مستوى الثدي. فالكشف المبكر يساعد على احتواء الورم ومعالجته قبل أن ينتشر، وبالتالي يزيد من فرص الشفاء وتجنب العلاج المكثف والقاسي ويحافظ على سلامة الثدي، وبالتالي فهو يساعد على معالجة المرض بشكل أفضل، دون أن يؤثر على سلامتك.

الكشف المبكر عن السرطان الثدي

تشمل طرق الكشف المبكر عن سرطان الثدي ما يلي :

1- الفحص الذاتي لتشخيص سرطان الثدي :

  • يتضح أن نسبة قليلة من النساء يجرين الفحص الذاتي كل شهر. وليس هناك علاقة بين جيل النساء، المهنة، سنوات الدراسة أو معرفة أساسية حول سرطان الثدي، وبين القيام بالفحص الذاتي.
  • يجدر الاعتناء بشكل خاص بالنساء اللواتي يفتقرن إلى الدرجة الكافية من الثقافة الصحية وتوفير المعلومات لهن للحد من الشعور بالقلق.
  • ويوصى بالفحص من قبل الطبيب عند: 
  1. الشعور بكتلة، تصلب أو منطقة متكتلة محددة في الثدي لم تلاحظ من قبل
  2. شعور بعدم الراحة
  3. ألم غير عادي في الثدي
  4. تغير في شكل الثدي، مثل تقلص الجلد، تشوه أو تداخل الحلمة
  5. عند ظهور تغييرات في جلد الحلمة / الهالة، وإذا اقترنت بإفرازات دموية أو مائية تلقائية من حلمة واحدة.

2- فحص التصوير الشعاعي للثدي (Mammography)

  • يستخدم فحص التصوير الشعاعي للثدي، كفحص مسح، وهو مستعمل منذ حوالي 50 عامًا. إن المميز في هذا الفحص هو قدرته على تحديد الافات الصغيرة أو التكلس المشتبه بأنه خبيث.
  • يزود التصوير الشعاعي للثدي طبيب الأشعة السينية بالمعلومات البصرية، يتم تحديد النتائج استنادًا إلى خبرة الطبيب. تكون نتائج الفحص في كثير من الحالات، غير محددة أو واضحة بما فيه الكفاية، لذلك، يجرى فحص أخر لاستكمال عملية التحقق وهو عبارة عن أخذ عينة من الجزء المشتبه به في الثدي بواسطة خزعة الإبرة (Biopsy) إما بمساعدة التوجيه التجسيمي (Stereo – tactic) الذي يتم فيه تحديد مكان وخز الإبرة بمساعدة صور الأشعة السينية، والطريقة الأخرى هي بمساعدة مسح فوق سمعي (الموجات فوق الصوتية – US) هذه الإجراءات مهمة جدا، حيث أنه أحيانا يتم تشخيص الفحوصات الأولية بشكل خاطئ فتقوم هذه الفحوصات بتأكيد / نفي النتائج الأولية.
  • من الصعب لدى النساء الشابات حتى سن 50 سنة، تحليل التصوير الشعاعي للثدي بشكل دقيق وذلك لقرب الأنسجة الغدية في الثدي (وهو أمر طبيعي في هذه الأعمار). أما عند النساء المصابات بسرطان الثدي الفصيصي (Lobular) الذي يشكل حوالي 15 % من افة أورام الثدي، فيمكن التشخيص بواسطة الفحص اليدوي، إلا أنه لا يمكن التأكد من ذلك بواسطة التصوير الشعاعي للثدي.
  • لقد طور في الماضي، برنامج محوسب لتقدير مدى احتمال تواجد الأورام الخبيثة، وهذا البرنامج يساعد في اتخاذ القرار حول الحاجة لأخذ خزعة.
  • يمكن، بدلاً من استخدام البرنامج (الذي لم يكتسب رواجاً كافياً)، الاستعانة بتحليل التصوير الشعاعي للثدي من قبل طبيب إضافي (Second Opinion). لقد شكك الباحثون في السنوات الأخيرة، في دراسات عديدة، في أن التشخيص المبكر لسرطان الثدي عن طريق استعراض التصوير الشعاعي للثدي، يزيد من احتمالات الشفاء، الاستنتاج الأكيد هو أن احتمالات الشفاء تزيد نتيجة لعلاج الأورام السرطانية بواسطة العلاج الإشعاعي، العلاج الكيميائي، الهرموني والبيولوجي.
  • لا تزال احتمالات الشفاء منوطة بالتشخيص المبكر. إن التشخيص المبكر هو محصلة لمدى الوعي عند المرأة، التحقق يدويًا من قبل الجراح واستخدام مجموعة متنوعة من فحوصات التصوير. ولا يتحقق فقط عن طريق فحص التصوير الشعاعي للثدي. التوصية العامة هي مسح التصوير الشعاعي للثدي، من سن 50 سنة مرة كل سنتين.
  • هناك نسبة اخذة بالازدياد لإصابة النساء بسرطان الثدي، تحت سن الـ 50 سنة، خاصةً في المجتمعات الغربية. ربما حان الوقت للتفكير مجددا وملائمة هذه التوصيات وفقاً للمستجدات.
  • أما النساء اللواتي ينتمين إلى الفئات المعرضة أكثر لخطر الأصابة بسرطان الثدي، فيوصى بإجراء صور الثدي الشعاعية (ماموغرافيا)، بدءًا من سن 40 سنة مرة كل سنة ومتابعة توصيات الطبيب المعالج.

3- الموجات فوق الصوتية

  • كثيرا ما نسمع من نساء بأنه تم اكتشاف المرض فقط بعد إجراء فحص الامواج فوق الصوتية (أولترا ساوند – US). لكن الامر ليس بهذه البساطة ولا يزال هذا الفحص (US) لا يشكل فحص مسح للكشف المبكر، حيث أن عيبه الواضح هو اعتماده على الفاحص (Operator Dependent)، مثل الفحص اليدوي للطبيب.
  • ربما تمكن التكنولوجيا في المستقبل من استخدام هذا الفحص كفحص مسح. إن فحص الامواج فوق الصوتية، حاليًا، هو فحص مكمل لفحص التصوير الإشعاعي للثدي (ماموغرافيا)، يتم استخدامه للتاكيد على نتائج الأشعة السينية، يسمح بسهولة أخذ عينات من النسيج باستخدام إبرة الخزعة الموجهة.
  • لذلك، عند العثور على شكل في الثدي مشبوه / شاذ / غير واضح ويكون التصوير الإشعاعي للثدي سليما، عندها يجرى فحص الامواج فوق الصوتية لتوضيح النتائج. يمكن فحص الامواج فوق الصوتية أحيانًا، من تشخيص حالات غير سرطانية، مثل الأكياس (Cyst) أو كتلة صلبة. يتم أخذ عينة \ خزعة من الكتلة الصلبة، لتشخيص دقيق وأكيد. إذا ما تم تشخيص كتلة (ورم) على أنها حميدة، فنادرا ما تكون أي أهمية سريرية (إكلينيكية) لفحص خزعة الإبرة، ولا تكون حاجة لإجرائه.

4- فحص الرنين المغناطيسي

  • فحص الرنين المغناطيسي (MRI)، معد لاجراء فحوصات للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 عامًا، ناقلات الطفرات BRCA 1 ،2 BRCA، والنساء مع احتمال بنسبة 20 % أو أكثر من سرطان الثدي. لتقييم مدى انتشار المرض قبل الجراحة، أو بعد جراحة الاستئصال الجزئي، الذي فيه التشخيص المرضي (باثولوجي – Pathology) يشير إلى احتمال وجود أنسجة ورمية في عدة مواقع إضافية. والتقدير هو أن استخدام هذا الفحص سيكون أكثر شيوعاً في المستقبل.
  • هناك فحص اخر، وهو استخدام جهاز تصوير في الطب النووي، في تكنولوجيا التصوير الجزيئي (MBI). ميزته في تحديد الافات الصغيرة. تساعد الخبرة المتراكمة في تحديد المساهمة الفعلية لهذا الجهاز، في تشخيص سرطان الثدي المبكر.
السابق
أعراض بداية سرطان الرحم
التالي
أعراض سرطان العظام للأطفال

اترك تعليقاً