أمراض الغدد

أين تقع الغدة الصنوبرية

أين تقع الغدة الصنوبرية

يتكون الدماغ من نصفين متصلين ببعضهما بمجموعة من الألياف، وهنا تقع الغدة الصنوبرية في منتصف الدماغ بين نصفيه، تحديدًا في الجزء الخلفي من تجويف البطين الثالث للمخ الذي يمتلئ بالسائل، ويبلغ طولها عند الأشخاص البالغين حوالي 5-9 ملم، ولا يزيد وزنها عن حوالي 0.1 غرام، وفي مُعظم الأحيان تكون أكبر حجمًا قبل سنّ البلوغ.

بالحديث عن الخصائص التشريحية للغدة الصنوبرية يجب الإشارة إلى أنَّها تحتوي على أجزاء من الخلايا العصبيَّة، وهي الخلايا الدِّبقيَّة العصبية (Neuroglial cells)، وتعرف بأنّها نوع مُحدَّد من خلايا الدماغ التي تدعم الخلايا العصبيَّة، كما تحتوي بصورة أساسيّة على خلايا تُعرف بالخلايا الصنوبريَّة، وهي من أنواع الخلايا الصَّماء المسؤولة عن إفراز الهرمون، ويحتوي الجسم الصنوبري عند البالغين على كميات قليلة من ترسبات الكالسيوم، وهو ما يجعلها مرئيةً خلال اختبار التصوير بالأشعة السينية.

وظائف الغدة الصنوبرية

  • تتحكم الغدة الصنوبرية في وظائف الجسم بشكل عام حيث إنها تعمل بشكل متوازن ومتناسق مع مهاد المخ أو الهيبوثلامس.
  • تتحكم في إفراز الميلاتونين، حيث إنّها تحتوي على خريطة كاملة لمجال الرؤيا في العينين وبالتالي تقوم على تنبيه العينين وذلك عن طريق كمية الضوء الداخلة إليها لذلك فهي تسمى بالعين الثالثة، فمثلاً في حالة الضوء تقوم العين بإرسال سيلاً عصبياً إلى الهيبوثلامس وذاك يعاود إرسال السيل العصبي إلى الغدة الصنوبرية وبالتالي يقلّ إفراز هرمون الميلاتونين بينما في الظلام يحدث العكس فيقل إفراز السيلانات العصبية وبالتالي يزيد إفراز هرمون الميلاتونين ولذلك يطلق عليه أيضاً اسم هرمون الظلام.
  • تعمل على تنظيم أوقات النوم وأوقات الاستيقاظ أيضاً.
  • المسؤولة عن إحساس الجسم بالعطش أو الجوع أو حتى الرغبة الجنسية حيث إنّ تلك الأحاسيس تتأثر بمستوى الميلاتونين في الدم.
  • الغدة الصنوبرية هي المسؤولة عن الحالة النفسية عند الإنسان والمتغيّرة باستمرار.
  • مسؤولة عن تنظيم الوقت فهي تعمل مثل الساعة البيولوجية داخل جسم الإنسان، وبالتالي تنظم للجسم وقت النوم والاستيقاظ كما أسلفنا، ولذلك السبب يحتاج الإنسان بعض الوقت للتأقلم على فرق التوقيت عندما يسافر من بلد إلى آخر بسبب اضطراب إفراز هرمون الميلاتونين.
  • تساعد في منع تشكل الأورام السرطانية.

تجدر الإشارة إلى أنّ الغدّة الصنوبريّة تتألّف من خلايا صنوبرية يتمّ اشتقاقها من البطانة العصبية لمنطقة فوق المهاد وهي إما خلايا فاتحة وإما غامقة، تحتوي على حبيبات صبغية لا يعرف تركيبها بعد بالإضافة إلى ترسبات جليكوجينية.

أعراض اضطراب الغدة الصنوبرية

تظهر أعراض اضطرابات الغدد الصماء في الجسم بسبب الغدة الصنوبرية على شكل:

  • الشعور بالصداع الشديد.
  • حدوث نوبات أو تشنجات.
  • الشعور بالتعب والقيء والغثيان.
  • مشاكل في التوازن.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • مشاكل في الرؤية.

الغدة الصنوبرية والسرطان

كما بينت الأبحاث والدراسات الجديدة دورًا لهرمون الميلاتونين في تثبيط النمو السرطاني داخل الجسم بطرق متعددة، وهي كالاتي:

  • تعزيز صحة جهاز المناعة بدوره عاملًا مهمًا في تنشيط الإنزيمات المضادة للأكسدة.
  • يساعد في تنشيط الفسفرة التأكسدية داخل الميتوكوندريا، وهذا بالطبع من شأنه المساعدة في حماية الحمض النووي داخل الخلية من التحطم والطفرات الجينية الضارة التي تؤدي إلى نشوء السرطان.
  • يلعب الميلاتونين دورًا في الحماية من نشوء السرطان عن طريق تحفيز وتنشيط عملية موت الخلايا المبرمج، وهي عملية مبرمجة تقوم فيها الخلية بالتخلص من نفسها في حال وصولها لمرحلة الانتهاء أو في حال وجود أي خلل في حمضها النووي.
  • يساعد الميلاتونين في تثبيط بعض الجينات داخل الخلية الذي يؤدي نشاطها إلى تنشيط النوم السرطاني داخل الخلية، بحيث يؤدي نشاط هذه الجينات إلى زيادة امتصاص الخلية لحمض اللينوليك الذي يؤثر سلبًا على الحمض النووي ويزيد من خطر إصابة الخلية بالسرطان

يتم إفراز الميلاتونين ليلًا أثناء النوم، وفي حال اضطراب نظام الجسم كالعمل ليلًا والنوم نهارًا لفترات طويلة؛ فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض نسبة هرمون الميلاتونين في الجسم، فيؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان وخاصة سرطانات الثدي، والرحم، والقولون، والبروستات.

وتشمل أعراض سرطان الغدة الصنوبرية على ما يأتي:

  • الصداع.
  • غثيان واستفراغ.
  • تغيرات في الرؤية، مثل: صعوبة التركيز على شيء معين، أو صعوبة رفع البصر إلى الأعلى، أو ازدواج الرؤية.
  • مشكلات في الذاكرة.
  • تعب عام واضطراب في التوازن والحركة.

علاج الغدة الصنوبرية

تشمل خيارات علاج الورم الصنوبري الأرومي ما يلي:

  • جراحة لتخفيف تراكم السائل في الدماغ. قد ينمو الورم الصنوبري الأرومي ليمنع تدفق السائل الدماغي الشوكي، الأمر الذي يمكن أن يسبب تراكم السائل؛ الأمر الذي يؤدي إلى الضغط على الدماغ (الاستسقاء الدماغي). قد يوصى بالخضوع لعملية لإنشاء مسار للسائل ليتدفق خارج الدماغ. أحيانًا يتم الجمع بين خزعة الجلد أو الجراحة لإزالة الورم.
  • جراحة لإزالة الورم الصنوبري الأرومي. سيعمل جراح الدماغ (جراح الأعصاب) على إزالة الورم الصنوبري الأرومي بهدف إزالة أكبر قدر ممكن من الورم. ولكن غالبًا يتعذر إجراء إزالة الورم بشكل كامل لأن الورم الصنوبري الأرومي يتكون بالقرب من بِنَى حرجة عميقة داخل الدماغ. يجب أن يتلقى معظم الأطفال المصابين بالورم الصنوبري الأرومي علاجات إضافية بعد الجراحة لاستهداف الخلايا المريضة المتبقية.
  • العلاج الإشعاعي. يستخدم العلاج الإشعاعي حزما عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية أو البروتونات، لقتل الخلايا السرطانية. أثناء العلاج الإشعاعي، يستلقي طفلك على طاولة بينما تتحرك الآلة حوله، ويتم توجيه أشعة إلى الدماغ والحبل الشوكي وأشعة إضافية إلى الورم. ونظرًا لوجود مخاطر عالية أن تنتشر الخلايا الورمية خارج الموقع الأولي إلى مناطق أخرى من الجهاز العصبي المركزي، يوصى باستخدام العلاج الإشعاعي الموجه إلى الدماغ والحبل الشوكي بالكامل للأطفال الأكبر من 3 سنوات.
  • العلاج الكيميائي. يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية لقتل الخلايا السرطانية. قد يوصى بإجراء العلاج الكيميائي بعد الجراحة أو العلاج الإشعاعي لدى الأطفال المصابين بالورم الصنوبري الأرومي. في بعض الحالات، يتم استخدامه في نفس الوقت مع العلاج الإشعاعي. بالنسبة للأورام الأكبر حجمًا، قد يُستخدم العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم الأورام وجعلها أسهل في الإزالة.
  • الجراحة الإشعاعية. تركز الجراحة الإشعاعية التجسيمية، وهي نوع من الإشعاع من الناحية الفنية وليست عملية جراحية، العديد من الحزم الإشعاعية على نقاط محددة لقتل خلايا السرطان. يتم استخدام الجراحة الإشعاعية أحيانًا لعلاج الورم الصنوبري الأرومي الذي يتكرر مرة أخرى.
  • التجارب السريرية. التجارب السريرية هي دراسات للعلاجات الجديدة. توفر لك هذه الدراسات فرصة تجربة أحدث الخيارات العلاجية، ولكن قد تكون مخاطر آثارها الجانبية غير معروفة. اسأل طبيبك عما إذا كان طفلك مؤهلاً للمشاركة في التجارب السريرية.

الغدة الصنوبرية والفلورايد

من اسوء المواد التي تضر بالغدة الصنوبرية هو (الفلورايد)، والفلورايد تجده في ملح الطعام، في المياه المعدنية، في العديد من الأطعمة المعالجة بشكل تقليدي وفي معجون الأسنان الذي يشكل خطرا خاصاَ على الغدة الصنوبرية، لأن الفلوريد يتراكم في أنسجة الغدة ويؤدي في النهاية إلى تصلبها. التكلس هو أكبر مشكلة، يتراكم الفلوريد في الغدة الصنوبرية أكثر من أي عضو آخر ويؤدي إلى تكوين بلورات الفوسفات، وكلما زادت صلابة الغدة الصنوبرية بسبب إنتاج الكريستال، قل إنتاج الميلاتونين. كما تعلم الآن، يؤثر هذا بشكل سلبي على دورة النوم والاستيقاظ، تظهر التقارير البحثية أيضاً أن الفلورايد يسرّع التطور الجنسي لدى الأطفال، وخاصة الفتيات. وأفادت دراسة أجريت قبل 30 عاماً أن 40 في المائة من الأطفال الأمريكيين تحت سن 17 لديهم تكلس في الغدة الصنوبرية، خاصة الفتيات في عصرنا هذا يجربن البلوغ مبكرا جدا.

كيف انشط الغدة الصنوبرية

يُجرى تنشيط الغدَّة الصَّنوبريَّة من خلال اتباع ما يلي:

  • شرب كميات كبيرة من الماء والسَّوائل الطبيعيَّة، فإذا كان الشخص يميل إلى شرب القهوة أو الشاي طوال اليوم؛ فإنّ التحول إلى الماء أو مشروب آخر خالٍ من الكافيين يشكّل عونًا كبيرًا، إذ أثبتت بعض الدراسات أنّ الكافيين يتداخل مع إنتاج الميلاتونين ويُعرقل من عملية النوم.
  • الاستفادة من عتمة الليل والمحافظة على غرفة النوم خافتة، إذ يساعدان في تعزيز الشعور بالاسترخاء مع استعداد كل من الجسم والدماغ للنوم، كما أنّ الظلام هو ما يدفع الجسم إلى تكوين الميلاتونين.
  • الابتعاد عن التَّوتر والعصبيَّة والقلق الزائد والمشاعر السلبيَّة، فعلى الرغم من أنّه لا يمكن دائمًا تجنب الإجهاد، إلّا أنّه يُفضّل تجنب التعرض للضغوطات والقلق في المساء، إذ يتجنب الشخص مشاهدة الأخبار، أو التحقق من رسائل البريد الإلكتروني الخاص بالعمل، أو الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، واستبدال التأمل أو القراءة بذلك كله.
  • ممارسة التمارين الرياضية، إذ تزيد التمارين الرياضية المنتظمة من معدلات الميلاتونين، ويرتبط هذا على الأرجح بحقيقة أنّ الهرمونات والناقلات العصبية التي يطلقها الجسم أثناء التمرينات تدعم إفراز الميلاتونين، وتُمارَس التمارين الرياضية في وقت مبكر من اليوم.
  • التأمل، يُمارَس التأمل في المساء وسيلة جيدة لتعزيز إفراز الميلاتونين، إذ يساعد التأمل في تخفيف القلق، وتعزيز استرخاء العضلات، وتخفيف جهد الجهاز العصبي السفلي، مما يساعد في تعزيز إفراز الميلاتونين.
السابق
عدد الغدد الليمفاوية تحت الإبط
التالي
دواء امبيبلس – Ampiplus لعلاج التهابات المسالك الصفراوية

اترك تعليقاً