أمراض الغدد

أين تقع الغدة النخامية

أين تقع الغدة النخامية

الغدة النخامية هي إحدى الغدد التابعة لجهاز الغدد الصمّاء، وما يُميّز الغدد الصمّاء أنّها تقوم بإفراز هرموناتها مباشرةً إلى الدم. وأمّا بالنسبة لموقع الغدة النخامية؛ فحقيقة تقع في الجمجمة أسفل الجزء المتوسط من الدماغ، وبالتحديد في التركيب العظميّ المعروف بالسرج التركي (Sella turcica)، والذي يقع خلف الأنف وأسفل منطقة تحت المهاد مباشرةً، ويبلغ حجم الغدة النخامية في المتوسط حجم حبة البازيلاء، وتزن لدى الأشخاص البالغين ما يُقارب 500-900 مغ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الغدة النّخاميّة تقوم بإفراز مجموعة من الهرمونات المهمة للجسم، ويتحكّم بإفراز هذه الهرمونات مستوى بعض الهرمونات الأخرى في الجسم، وكذلك منطقة في الدماغ تُعرف بمنطقة تحت المهاد، ويجدر التنبيه إلى أنّ الهرمونات التي تُفرزها الغدة النخامية قد يكون لها تأثيراً مباشراً في الجسم، وقد تؤثر في الجسم بطريقة غير مباشرة عن طريق تحكّمها بغدد الجهاز الصمّاء الأخرى.

الغدة النخامية وأعراضها

أعراض الإصابة بقصور الغدة النخامية:

تعتمد أعراض الإصابة بقصور الغدة النخامية على الهرمون المفقود، وتتمثل الأعراض بما يأتي:

  • أعراض نقص هرمون النمو: يتسبّب نقص هذا الهرمون لدى البالغين بتدني مستويات الطاقة والنشاط البدني، وزيادة الدهون، وانخفاض كتلة العضلات، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة الشعور بالعزلة الاجتماعية، بينما يسبّب نقص هرمون النمو لدى الأطفال تباطؤ النمو، وزيادة دهون الجسم.
  • أعراض نقص الهرمون المُوَجِّه لقشر الكظر: يتسبّب انخفاض مستوى هذا الهرمون في الجسم بنقص إفراز الكورتيزول، ممّا يؤدي لظهور العديد من الأعراض، مثل انخفاض ضغط الدم، وانخفاض مستويات الصوديوم في الدم، و بالشعورالضعف والإرهاق، وفقدان الوزن، وآلام البطن، ويمكن أن يؤدي نقص الكورتيزول في الجسم إلى الإصابة بالغيبوبة أو الوفاة خلال فترة الإجهاد الشديد، مثل الإصابة بالعدوى، أو أثناء الخضوع لعملية جراحية.
  • أعراض نقص الهرمون المُنَبِّه للغدة الدَّرقية: يسبّب نقص الهرمون المنبه للغدة الدرقيّة العديد من الأعراض، مثل الإرهاق والضعف، وصعوبة فقدان الوزن، وانتفاخ الجسم، والشعور بالبرد، والإمساك، ومشاكل الذاكرة، وعدم القدرة على التركيز، وجفاف الجلد وشحوب لون البشرة، كما يمكن أن يتسبّب بارتفاع مستويات الكولسترول، وفقر الدم، وأمراض الكبد، وفي حال استمر نقص هذا الهرمون لفترة طويلة، أو في حال كان النقص حاداً جداً يمكن أن يدخل المصاب بغيبوبة، وتنخفض حرارة جسمه، وقد يؤدي الأمر لوفاته.
  • أعراض نقص الهرمون الملوتن والهرمون المنشط للحوصلة: يتسبّب نقص هذين الهرمونين لدى النساء بغياب الدورة الشهرية، والعقم، وانخفاض الرغبة الجنسية، وجفاف المهبل، وهشاشة العظام التي تزيد من خطر الإصابة بكسور العظام، بينما يتسبّب نقص هذين الهرمونين لدى الرجال بفقدان الرغبة الجنسية، وعدم القدرة على انتصاب القضيب، والعقم بسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وهشاشة العظام التي تزيد من خطر الإصابة بالكسور.
  • أعراض نقص الهرمون المانع لإدرار البول: يمكن أن يؤدي نقص هذا الهرمون إلى الإصابة بمرض السكري الكاذب (Diabetes insipidus)، وتتمثل أعراضه بزيادة العطش، والتبول المتكرر، وخاصة في الليل.
  • أعراض نقص هرمون البرولاكتين: يمكن ألّا تستطيع الأم إرضاع طفلها طبيعياً بعد الولادة في حال نقص مستوى هرمون البرولاكتين في جسدها.

أعراض فرط نشاط الغدّة النخاميّة:

يمكن أن يتسبّب فرط نشاط الغدة النخامية بالعديد من المضاعفات ذات الأعراض المختلفة، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

  • أعراض زيادة هرمون النمو: يتسبّب فرط إفراز هرمون النمو بضخامة الأطراف (بالإنجليزية: Acromegaly)، وتظهر أعراضه على شكل ضخامة اليدين والقدمين، وبروز الفك وزيادة حجم الأنف واللسان والشفتين، وزيادة سمك البشرة وخشونتها، وزيادة الإفرازات الدهنية، وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، والنوبات القلبية، وبعض أنواع السرطان، وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء، وعدم القدرة على الانتصاب لدى الرجال.
  • أعراض زيادة الهرمون الموجه لقشر الكظر: يؤدي زيادة إفراز هذا الهرمون إلى الإصابة بمتلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing’s syndrome)، أو فرط كورتيزول الدم، ويؤثر هرمون الكورتيزول في عملية التمثيل الغذائي للبروتينات والدهون والكربوهيدرات، وفي استجابة الجسم الالتهابية والمناعية، وتتمثل أعراض متلازمة كوشينغ بتراكم الدهون في الجزء العلوي من الجسم، وزيادة نمو شعر الوجه لدى النساء، وظهور خطوط وردية وأرجوانية اللون على البطن، وسهولة تكون الكدمات تحت الجلد، وسهولة الإصابة بكسور العظام.
  • أعراض زيادة الهرمون المنشط للغدة الدرقية: يمكن أن تتسبّب زيادة إفراز هذا الهرمون بالإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، وتتمثل أعراضها بالعصبية، وزيادة ضربات القلب أو عدم انتظامها، وفقدان الوزن، والإعياء، وضعف العضلات.
  • أعراض زيادة هرمون البرولاكتين: يمكن أن يتسبّب فرط إفراز هرمون البرولاكتين بتعطيل الوظائف التناسلية الطبيعية لدى الرجال والنساء، عن طريق التأثير في الهرمونات التي تنتجها الخصيتين والمبايض، فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي فرط إفراز هرمون البرولاكتين لدى النساء غير الحوامل وغير المرضعات إلى الشعور بألم الثدي عند لمسه، وإفراز الحليب من الثدي، وعدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها بشكل كامل، وفقدان الرغبة الجنسية، والجماع المؤلم بسبب جفاف المهبل، والإصابة بالعقم، بينما يمكن أن يتسبّب فرط إفراز هرمون البرولاكتين لدى الرجال بضعف الانتصاب، وانخفاض أو فقدان الرغبة الجنسية، وانخفاض الخصوبة، وفقدان الطاقة، وفي حالات نادرة يمكن أن يؤدي إلى إفراز الحليب من ثدي الرجل، وقد يتسبّب فرط إفراز هرمون البرولاكتين الناتج عن الإصابة بورمٍ كبير إلى بالإصابة بالعمى أو صعوبة الرؤية.

هل ورم الغدة النخامية خطير

رغم أن ورم الغدة النخامية الحميد لا يشكل خطرًا على حياة المريض، إلا أن خطورته تكمن في مضاعفات الضغط على العصب البصري التي تصل إلى فقدان النظر تمامًا والعمى.

الغدة النخامية والدورة الشهرية

هناك عدة اضطرابات قد تحدث في انتظام الدورة الشهرية من تأخر أو تقارب في موعدها وفي كمية الدم الذي تفقده السيدة في كل دورة من غزارة أو قلة في الدم، وهذه الاضطرابات قد تكون بسبب اضطراب العلاقة بين الغدة النخامية والدورة الشهرية وقد تكون لسبب آخر يتعلق بالغدد أو غير ذلك، وهنا بعض الأسباب لاضطرابات الدورة الشهرية:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية: هناك مايدعى بمتلازمة السرج التركي الفارغ، وهي أحد أهم أسباب اضطراب الدورة الشهرية وهي حالة وجود كبر في حجم السرج الذي يحتوي الغدة النخامية فيبدو على الأشعة وكأنه فارغ الذي يحدث عند النساء البدينات لسبب مجهول أو يحدث بسبب جراحة أو أشعة على الغدة النخامية.
  • انقطاع الدورة الشهرية: قد يكون بدئي أي أن المرأة لم تر دمًا في حياتها أبدًا، وقد يكون ثانويًا أي حدثت الدورة الشهرية لفترة ثم توقف نزول الدم لفترة طويلة وأحد أسبابه هو وجود ورم في الغدة النخامية، وهو نادر الحدوث، وهناك أسباب أخرى لانقطاع الدورة الشهرية لا تتعلق بالغدّة النخامية كالحمل أو وجود قصور في المبيض أو حدوث سن الضهي وكذلك فقدان الوزن المفاجئ قد يسبب انقطاع طمث.
  • قلة عدد مرات الدورة الشهرية: وهي تختلف عن الانقطاع في أنها تحدث لكن بفواصل متباعدة وأحد أسبابها الذي له علاقة بالغدة النخامية هو ورم البرولاكتينوما وهو ورم على حساب الغدة النخامية يرتفع فيه هرمون الحليب الذي يسبب تثبيط هرموني Fsh و LH الأساسيان في حدوث دورة شهرية منتظمة، ومن أعراضه خروج حليب من الثدي خارج فترة الإرضاع.
  • غزارة الدورة الشهرية: تحدث لعدة أسباب أهمها الأورام العضلية الملساء في الرحم، التي تسبب ألم وحس ثقل في الحوض وكذلك قد تكون سببًا في العقم وتحدث في سن الإنجاب.

الغدة النخامية والحمل

تعتبر الغدة النخامية مهمة بسبب تحكمها في الكثير من العمليات في الجسم عن طريق الهرمونات التي تفرزها، وعند النساء توجد علاقة تربط بين ورم الغدة النخامية والحمل حيث قد يؤدي الورم إلى العقم وأعراض أخرى تتعلق بالدورة الشهرية، ويرجع ذلك إلى اختلال إفراز الهرمونات مثل الهرمون اللوتيني، وهرمون تحفيز الحويصلات في المبيض.

ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب

إن العلاقة بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب تأتي بشكل رئيس من الأعراض التي تتسبّب بها زيادة إفراز هرمون الحليب من هذا الورم، بالإضافة إلى الأعراض التي تنجم عن الضغط المباشر من الورم فعليًا على الأعضاء والعناصر الحيوية المجاورة، ومن الممكن أن يكون هذا السبب هو الوحيد الذي يكشف البرولاكتينوما عند المريض، ولكن بشكل عام يمكن تمييز نوعين من الأعراض بحسب الجنس، حيث يمكن أن يتظاهر ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب المفرط عند النساء بما يأتي:

  • غياب انتظام الدورة الشهرية، أو غياب الدورة الشهرية بالكامل.
  • نزول الحليب من الثديين دون وجود الحمل أو الإرضاع الطبيعي.
  • الألم أثناء الجماع نتيجة للجفاف المهبلي الناتج عن التغيرات الهرمونية.
  • زيادة ظهور حبّ الشباب ونمو الأشعار في العديد من المناطق، حتّى غير المألوفة منها عند المرأة، كالوجه على سبيل المثال.

أمّا عند الرجال، يمكن أن تتظاهر زيادة نسبة هرمون الحليب ما يأتي:

  • ضعف الانتصاب.
  • انخفاض في نمو أشعار الجسم والوجه.
  • ضخامة الثديين بشكل غير شائع -أو ما يُعرف بالتثدّي-.

أمّا عند الجنسين، يمكن أن يتظاهر البرولاكتينوما أو ورم الغدّة النخامية بما يأتي:

  • ضعف الكثافة العظمية.
  • نقص في إفراز الغدّة النخامية للعديد من الهرمونات الأخرى نتيجة لضغط الورم على بقية أجزاء الغدّة، وهذا الأمر يمكن أن يترافق مع نقص إنتاج العديد من هرمونات الغدد الأخرى.
  • نقص الرغبة الجنسية.
  • الصداع.
  • اضطرابات الرؤية.
  • العقم.

علاج الغدة النخامية

يكون علاج قصور الغدة النخامية من خلال تناول الأدوية الهرمونية البديلة التي تساعد في تنظيم وظائفها وإنتاج الهرمونات الخاصة بها، وتشمل:

  • الكورتيكوستيرويدات: هي الأدوية البديلة عن هرمونات الغدة الكظرية التي تتأثر بسبب قصور الغدة النخامية.
  • ليفوثيروكسين: وهو دواء هرموني لعلاج مشكلة نقص الهرمون المنشط للغدة الدرقية، والذي يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية في حالة انخفاض مستوياته.
  • أدوية الهرمونات الجنسية: سواء هرمون التستوستيرون للرجل أو هرمونات الإستروجين والبروجسترون للمرأة. كما يمكن أن يصف الطبيب أدوية أخرى لزيادة الخصوبة لدى الرجال والنساء.
  • أدوية هرمون النمو: تساعد هذه الأدوية في علاج نقص هرمون النمو الذي يسببه قصور الغدة النخامية، وبالتالي يحفز نمو الجسم والعضلات.
  • تتطلب بعض الحالات تناول هذه الأدوية بشكل مؤقت، حيث يستجيب الجسم إليها وحينها تبدأ الغدة النخامية في إنتاج الهرمونات بشكل طبيعي. ولكن في بعض الحالات، يستلزم تناول الأدوية مدى الحياة للحفاظ على مستويات الهرمونات وإنتاجها. وقد يضطر الطبيب إلى اللجوء للتدخل الجراحي في حالة وجود ورم يؤثر على الغدة النخامية، حيث يقوم باستئصال هذا الورم والحصول على العلاج المناسب لتفادي انتشاره في بقية أجزاء الدماغ.
السابق
دواء ادفاجراف – advagraf يستخدم في كبْحُ المناعة بعد زراعة الأعضاء
التالي
ما هي أسباب زيادة نمو الشعر(الشعرانية)

اترك تعليقاً