أمراض الغدد

ارتفاع الأجسام المضادة للغدة الدرقية

تحليل anti thyroid peroxidase Abs

بيروكسيداز الغدة الدرقية (TPO) هو إنزيم يوجد عادةً في الغدة الدرقية. يلعب بيروكسيداز الغدة الدرقية دورًا مهمًا في إنتاج الهرمونات الدرقية. يكشف اختبار بيروكسيداز الغدة الدرقية عن وجود الأجسام المضادة لبيروكسيداز الغدة الدرقية في الدم. إذا تم تشخيص حالتك بأنها مرض في الغدة الدرقية، فربما يقترح طبيبك أن تخضع لاختبار الأجسام المضادة لبيروكسيداز الغدة الدرقية بالإضافة إلى اختبارات أخرى تتعلق بالغدة الدرقية للمساعدة على تحديد سبب الإصابة بالمرض.

إن وجود الأجسام المضادة لبيروكسيداز الغدة الدرقية في الدم يرجح أن السبب في الإصابة بمرض في الغدة الدرقية يتمثل في اضطراب مناعي ذاتي، مثل مرض هاشيموتو أو داء غريفز (الدُّرَاق الجُحُوظِيّ). عند الإصابة بالاضطرابات المناعية الذاتية، يكوِّن الجهاز المناعي لديك أجسامًا مضادة تهاجم عن طريق الخطأ الأنسجة الطبيعية. تتسبب الأجسام المضادة التي تهاجم الغدة الدرقية في حدوث تورم نادرًا ما يسبب الألم، وانخفاض وظيفة الغدة الدرقية.

قد يطلب طبيبك أيضًا اختبار للأجسام المضادة لبيروكسيداز الغدة الدرقية إذا كنتِ حاملاً وتعانين من مرض في المناعة الذاتية يشمل الغدة الدرقية، مثل مرض هاشيموتو أو داء غريفز (الدُّرَاق الجُحُوظِيّ).

وربما لا يصاب بعض الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة لبيروكسيداز الغدة الدرقية بمرض في الغدة الدرقية. لكن وجود الأجسام المضادة لبيروكسيداز الغدة الدرقية قد يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية في المستقبل.

الأجسام المضادة للغدة الدرقية والحمل

قد يحدث قصور الدرقية عند النساء اللواتي لديهن مرض درقي مناعي ذاتي نتيجة للتغيرات المصاحبة للحمل بحد ذاته، ونظراً لأن مقدرة الغدة الدرقية لزيادة إنتاجها خلال الحمل تكون ناقصة.

وتزداد مستويات الهرمون المنشط للدرقية (TSH) عند هؤلاء النسوة مع تقدم الحمل، وبالتالي ينبغي مراقبة مستوياته لديهن بشكل دوري كل 4 أسابيع بغية التدخل عند وصول المستويات إلى قيم تشير إلى قصور الدرقية.

تأثيرات الأجسام المضادة على الجنين:

تعبر هذه الأجسام المضادة المشيمة، ولكن لا يترافق ذلك مع اضطراب وظيفة الدرق عند الجنين. وأظهرت بعض الدراسات أن السيلينيوم Selenium يمكنه أن يزيل الأجسام المضادة TPO من النساء غير الحوامل، إلا أن عدة دراسات أخرى أظهرت عدم فاعلية السيلينيوم في إنقاص هذه الأجسام، وبالتالي لا ينصح بإعطائه للنساء خلال الحمل.

وأظهرت الدراسات أن نسبة حدوث الإجهاض عند الحوامل الإيجابيات للأجسام المضادة للدرقية تعادل ضعف الإجهاضات عند الحوامل السلبيات للأجسام المضادة للدرقية.

علاوة على ذلك، تكون نسبة تكرار الإجهاض عالية عند هؤلاء النسوة، كما تكون نسبة الخداج (الولادة المبكرة) مرتفعة أيضاً. وجدير بالذكر أن الدراسات والتوصيات تبين أنه لا فائدة من علاج هؤلاء المريضات بالليفوثيروكسين إذا ما كن بحالة سواء درقي بغية إنقاص نسبة الإجهاض أو الخداج.

المعدل الطبيعي للاجسام المضادة للغُدَّة الدرقية

في البداية نؤكد على أنّ القيم الطبيعية للأجسام المضادة للدرقية يمكن أن تختلف باختلاف المختبر الذي أُجريت فيه الفحوصات، لهذا السبب ترافق نتيجة المختبر عادةً قيم توضح الحد الطبيعي لها، ومن الجدير بالذكر أنّ تقييم الطبيب لوضع الحالة لا يقتصر فقط على معرفة القيمة الرقمية للفحص، وإنما يعتمد أيضاً على الوضع الصحي للشخص المعنيّ وعلى عدة عوامل أُخرى، وبشكلٍ عام يُمكن بيان القيم الطبيعية الإرشادية للأجسام المضادة للغدة الدرقية على النحو الآتية:

  • الأجسام المضادة للبيروكسيداز الدرقي: أقل من 35 وحدة دولية / مل
  • الأجسام المضادة للثايروغلوبيولين: أقل من 20 وحدة دولية / مل
  • الأجسام المضادة لمستقبلات الهرمون المنشط للدرقية: 1.75 وحدة دولية/ مل أو أقل.

ارتفاع الأجسام المضادة للغدة الدرقية

تُوجَد بعض الحالات التي تُؤدِّي إلى الإصابة باضطراب مناعيّ ذاتيّ، ويُسبِّب ذلك تحفيز جهاز المناعة لمُهاجمة الغُدَّة الدرقيّة، ويتمّ ذلك عن طريق إنتاج أجسام مُضادّة تُؤدِّي إلى إتلاف الغُدَّة الدرقيّة، ومن هذه الحالات: داء هاشيموتو، وداء جريفز.

أولاً: داء هاشيموتو:

يُعَدُّ داء هاشيموتو، أو ما يُعرَف ب(التهاب الغُدَّة الدرقيّة المُزمن) السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغُدَّة الدرقيّة، أو ما يُسمَّى (خمول الغُدَّة)، وهي حالة يُهاجم فيها الجهاز المناعيّ الغُدَّة الدرقيّة، ويُمكن أن يُصيب الذكور، والإناث في أيِّ سنٍّ، إلا أنَّه يُعتبَر أكثر شيوعاً عند النساء في مُنتصف العُمر، وتتضمَّن أعراض، وعلامات مرض هاشيموتو ما يأتي:

  • الإجهاد، والتعب.
  • جفاف الجلد.
  • تعرُّق قليل.
  • تباطؤ نبضات القلب.
  • ألم المفاصل.
  • ألم العضلات.
  • مشاكل في الخصوبة.
  • دورة طمث غير منتظمة.
  • المُعاناة من الإمساك.
  • الاكتئاب.
  • المُعاناة من الحساسيّة الزائدة للبرودة.
  • تورُّم الوجه.
  • زيادة في الوزن.
  • شعر جافّ، ورقيق.

ثانياً: داء جريفز:

يُعتبَر داء جريفز السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الغُدَّة الدرقيّة، ويُمكن الكشف عن هذا المرض من خلال إجراء فحص الدم؛ لتحديد مستويات هرمونات الغُدَّة الدرقيّة، ومستويات الهرمون المُنبِّه للغُدَّة الدرقيّة، كما يُمكن أن يتطلَّب التشخيص إجراء فحص اليود المُشعِّ، وذلك عن طريق إعطاء المريض كمّية صغيرة من اليود المُشعِّ، وقياس كمّيته في الغُدَّة الدرقيّة باستخدام كاميرا مُخصَّصة، وفي حال عدم المقدرة على إخضاع المريض لليود المُشعّ، مثل: النساء الحوامل، يتمّ اللُّجوء إلى الأشعَّة فوق الصوتيّة، وتُوجَد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض جريفز، ومنها ما يأتي:

  • الإصابة بمرض مناعيّ ذاتيّ آخر.
  • إصابة أحد أفراد العائلة به.
  • أن يكون المريض أنثى.
  • أن يقلَّ عُمر المريض عن 40 سنة.

ومن الأعراض، والعلامات التي تُصاحب مرض جريفز ما يأتي:

  • القلق.
  • التهيُّج.
  • ارتجاف في اليدَين.
  • الحساسيّة المُفرطة تجاه الحرارة.
  • انخفاض الوزن.
  • ضعف العضلات.
  • الإسهال.
  • اضطرابات النوم.
  • الإرهاق.
  • زيادة سُرعة ضربات القلب.

ما هو علاج ارتفاع الأجسام المضادة للغُدَّة الدرقية

أولاً: علاج مرض هاشيموتو:

يحتاج معظم المصابون بهذا المرض للخضوع لعلاج، والعلاج هنا هو عبارة عن دواء يعمل على إعادة هرمونات الغدة الدرقية لمستوياتها الطبيعية بشكل تدريجي، وعادة لا يكون لهذا العلاج أي عوارض جانبية.

ولكن يجدر بنا التنويه هنا إلى أن العلاج المذكور يحتاج منك الامتناع عن تناول بعض أنواع الأدوية والمكملات الغذائية (أو تعديل طريقة وتوقيت تناولها) والتي قد تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العلاج والاستفادة منه، لذا يجب مناقشة الطبيب في حال كنت تتناول أي من الأدوية والمكملات التالية:

  • مكملات الحديد.
  • أدوية الكولسترول.
  • مكملات الكالسيوم.
  • أدوية الأستروجين.

ولكن وفي حال لم يؤثر المرض على الغدة الدرقية، فقد يلجأ الطبيب لوضع المريض تحت مراقبة مستمر وفحوصات دورية لا أكثر.

ثانياً: علاج داء جريفز:

  • الأدوية ضد الدرقية: إذ تتضمن هذه الفئة كل من بروبيل ثيوراسيل وميثيمازول، كما يمكن استخدام حاصر مستقبلات البيتا (Beta-blocker) للتخفيف من الأعراض التي تعاني منها إلى حين البدء بالعلاج عن طريق اليود المشع.
  • العلاج باليود المشع: تعتبر هذه الطريقة الأكثر شيوعاً وفاعلية لعلاج مرض جريفز عن طريق أخذ اليود-131 وتتم عن طريق تناول حبوب تحتوي هذا النوع من اليود.
  • استئصال الغدة الدرقية جراحياً: على الرغم من عدم شيوع استئصال الغدة الدرقية كعلاج لمرض جريفز، إلا أنه يبقى خياراً متاحاً يمكن اللجوء إليه في عدة حالات، كحالات فشل خيارات العلاج السابقة أو في حال الشك بوجود سرطان الغدة الدرقية أو في حال كانت المصابة امرأة حامل إذ لا تستطيع أخذ اليود المشع خلال فترة الحمل.

علاج ارتفاع الأجسام المضادة للغُدَّة الدرقية بالاعشاب

إليك بعض الطرق الطبيعية التي تساهم في علاج أمراض الغدة الدرقية:

1- اضافة أعشاب البحر إلى غذائك

تعد اعشاب و خضروات البحر مصدرًا طبيعيًا لليود الذي يدعم الغدة الدرقية، و إن دمج بعض الخضار البحرية في نظامك الغذائي يمكن أن يكون بسيطًا مثل:

  • إضافة قطعة كومبو إلى وعاء من الفول أو الحساء أثناء الطهي
  • رش حبيبات عشب البحر على السلطات الخاصة بك أو الأطباق الساخنة مثلما تستخدم الملح.

2- لا تتناول بعض المكملات

لا يوجد دور مثبت للمكملات الغذائية في علاج أمراض الغدة الدرقية، حيث يمكن أن تفسد العلاج الخاص بك، كما أنها ربما تكون ضارة، فمكملات اليود مثلًا يمكن أن تتسبب إفراط في إفراز هرمونات الغدة، لذلك يفضل استشارة الطبيب في حال تناول المكملات أو الأعشاب مع الأدوية.

3- تناول أطعمة تحتوي على السيلينيوم

  • السيلينيوم هو عنصر يلعب دورا في إنتاج هرمون الغدة الدرقية، وهناك العديد من الأطعمة التي تحتوي على السيلينيوم مثل لحوم البقر التي تتغذى الأعشاب والتونة والديك الرومي والبندق البرازيلي.
  • من المهم أن تتحدث مع طبيبك حول كمية السلينيوم المناسبة لك.

4- نظام غذائي خالٍ من السكر

  • السكر والأطعمة المصنعة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الالتهاب في الجسم، حيث أن السكر يعزز مستوى الطاقة فقط على المدى القصير، والتخلص منه يساعدك في تنظيم مستويات الطاقة الخاصة بك.
  • ليس من السهل تبني نظام غذائي خالٍ من السكر، لكن الفائدة المرجوة منه لصالح الغدة الدرقية قد تكون تستحق العناء.

5- تناول فيتامين B12

تناول بعض الفيتامينات يمكن أن يكون له تأثير على صحة الغدة الدرقية، وخاصة تناول فيتامين B12، حيث يساعدك على إصلاح بعض الأضرار التي تسبب بها أمراض الغدة الدرقية، حيث يقلل من التعب.

وهناك العديد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين B12 ومنها:

  • بازيلاء
  • حبوب السمسم
  • تونة
  • جبن
  • الحليب او البيض

6- تناول مكمل البروبيوتيك

  • إن اضطراب قصور الغدة الدرقية، يعمل على حدوث مشاكل في فرط نمو البكتيريا في المعدة، مثل الخميرة، وإن تناول مكملات البروبيوتيك التي تحتوي على البكتيريا الحية يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة معدتك.
  • كما أن الأغذية والمشروبات المخمرة، مثل الجبن الخام واللبن الزبادي تحتوي على بروبايوتك مفيد.

7- تناول الزبدة

تعد الزبدة صديقة الغدد الصماء، لكن إذا كنت تفضل استخدم أشكال اخرى لمنتجات الألبان يمكنك استعمال الحليب والجبن.

8- التقليل من أكل الدهون

قلل من الأطعمة المشبعة بالدهون مثل اللحوم الحمراء، واستبدلها بمجموعة واسعة من الفواكه والخضروات، وخاصة الخضار الملونة مثل التوت والعنب، حيث تحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة الصحية.

9- الوخز بالإبر

قد يحسن علاج الوخز بالإبر الأعراض المصاحبة لأمراض الغدة الدرقية، كما يمكن أن يساعد جسمك على الاستجابة للعلاج المنتظم.

10- ممارسة اليوغا

تعد اليوغا من الرياضة التي يفضل ممارستها لمرضى الغدة الدرقية، حيث أنها تساعد على الاسترخاء، وتساهم في تحسين تدفق الدم إليها.

السابق
ما هو تضخم الغدد الليمفاوية
التالي
المتحدث الرسمي لوزارة التعليم يحدد موعد الدراسة على مدرستي

اترك تعليقاً