القولون العصبيّ
يُعدّ القولون العصبي أو متلازمة القولون المُتهيّج، أو متلازمة الأمعاء الهيوجة، أو تهيّج القولون العصبيّ (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) واختصارًا IBS أحد الاضطربات الشائعة التي تؤثر في الأمعاء الغليظة،ويتمثل هذا الاضطراب بالمعاناة من ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تختفي لعدة أشهر ثم تظهر فجأة، ومن هذه الأعراض: الانتفاخ، والشعور بآلام في البطن، وحدوث تغيرات في حركة الأمعاء مثل الإصابة بالإسهال أو الإمساك أو كليهما معًا على شكل نوبات واحدة تلو الأخرى. كما قد يلاحظ المصاب ظهور مخاط أبيض اللون في البراز،وعلى الرّغم من أنّ هذا الاضطراب يرافقه ظهور أعراض مزعجة وغير مريحة للمريض إلا أنه يتميّز بعدم تسبّبه بأي تغيّرات في أنسجة الأمعاء أو بارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون.
في الواقع، يُعدّ مرض القولون العصبي من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية شيوعًا، وذلك بحسب دراسة أجريت عام 2016 م في المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية، حيث وضحت بأن معدلات انتشار القولون العصبي في جميع أنحاء العالم عمومًا تتراوح بين 10-15٪،ويجدر التنبيه إلى أنه يوجد ثلاثة أنواع لمرض القولون العصبي، وهي: القولون العصبي المصحوب بالإمساك (بالإنجليزية: Constipation-predominant irritable bowel syndrome)، ويتمثل هذا النوع ببطئ حركة الأمعاء مما يسبب الإصابة بالإمساك، والقولون العصبي المصحوب بالإسهال، حيث تكون حركة الأمعاء متكرّرة بشكل غير طبيعي، ويكون البراز مائيًّا، إضافةً إلى القولون العصبي المصحوب بالإمساك والإسهال معًا.
أعراض القولون العصبي
متلازمة القولون العصبي هي مشكلة مزمنة، تبدأ أعراض القولون العصبي عادة في أواخر سنوات المراهقة وتستمر حتى العشرينات. مدة ظهور الأعراض قبل تشخيص المتلازمة – ثلاثة أشهر على الأقل.
يتم التشخيص بعد تقييم الأعراض وفقا لمعايير معينة وبعد نفى وجود مشكلة عضوية. ومن أعراض القولون الشائعة أن المريض عادة ما يعاني من آلام تشنجية في أسفل البطن، تتميز هذه الآلام بما يلي:
- الألم يخف بعد التغوط.
- الألم يزيد عند وجود ضغط وتوتر نفسي وبعد نحو ساعة – ساعتين من تناول الطعام.
- الألم عادة لا يظهر في الليل.
- المرضى يعانون من الإمساك أو الإسهال، وأحيانا من كلا المشكلتين معا.
- العديد من المرضى يعانون من البراز القاسي في الصباح يليه براز لين أكثر، وغالبا ما ترافقه افرازات مخاطية.
- شكوى شائعة أخرى هي الشعور بالانتفاخ في منطقة البطن.
حدة أعراض القولون ووتيرتها تختلف من شخص لآخر ويمكن أن تتراوح بين أعراض خفيفة جداً لا تؤثر على مسار الحياة الروتينية وأعراض حادة ومتكررة تضر بجودة الحياة.
ملاحظة هامة: النزيف من فتحة الشرج، فقدان الوزن، الاسهال الليلي والحمى ليست مناسبة لتشخيص متلازمة القولون العصبي وتتطلب علاج مختلف وتقييم طبي موجه.
ادوية التهاب القولون العصبي
دواء كولونا colona
دواء كولوسبازمين فورت Colospasmin fort
دواء جاست ريج Gast Reg
أقراص سبازمورست Spasmorest
أقراص كولو ريلاكس colo relax
أقراص ميباكولون Mepacolon
أقراص دوسباتالين Duspatalin
مهدئات القولون العصبي
يمكن علاج أعراض متلازمة القولون العصبيّ المتوسطة إلى الشديدة عن طريق أخذ الأدوية التالية حسب العَرَض الذي يعاني منه المريض كما يلي:
إذا كان المريض يعاني من الإمساك، يمكن أخذ مكمّلات الألياف مثل السيلليوم (بالإنجليزية: Psyllium)، وإذا لم تُجدِ هذه الألياف نفعاً يمكن تناول هيدروكسيد المغنيسيوم (بالإنجليزية: Magnesium hydroxide)،أو البولي إيثيلين جلايكول (بالإنجليزية: Polyethylene glycol).
إذا كان المريض يعاني من الإسهال يمكن تناول الأدوية المضادة للإسهال كاللوبيراميد (بالإنجليزية: Loperamide).
إذا كان المريض يعاني من تشنّجات البطن، يمكن أن يصف الطبيب الأدوية المضادة للكولين (بالإنجليزية: Anticholinergic medications) كالديسيكلومين (بالإنجليزية: Dicyclomine).
إذا كان المريض يعاني من الاكتئاب، أو يعاني من ألم البطن والإسهال، يمكن أن يصف الطبيب مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants) كالإيميبرامين (بالإنجليزية: Imipramine) أو ديسيبرامين (بالإنجليزية: Desipramine).
إذا كان المريض يعاني من الاكتئاب وكذلك من ألم البطن والإمساك، يمكن أن يصف الطبيب مضادات الاكتئاب من نوع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: (Selective serotonin reuptake inhibitor (SSRI) مثل فلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine) أو باروكسيتين (بالإنجليزية: Paroxetine).
إذا كان المريض يعاني من آلام البطن الشديدة أو الانتفاخ، يمكن أن يصف الطبيب أدوية للتخفيف من هذه الأعراض كالغابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin) أو بريغابالين (بالإنجليزية: Pregabalin).
تشخيص القولون العصبي
يجب استبعاد وجود نزلة معوية والتي تحتوي علي أعراض مثل الاسهال وارتفاع درجة الحرارة، كما يجب استبعاد وجود ديدان في البطن وذلك قبل تشخيص القولون العصبي.، وعادة ما يتم تشخيص القولون العصبي بالآتي:
الشعور بألم ومغص يقل بعد البراز.
حدوث انتفاخ، وقد يأتي باسهال أو بامساك أو بالمشكلتين بالتبادل.
غالبا ما تظهر الأعراض أو تزيد مع طعام معين ومع القلق والتوتر العصبي.
يأتي في أي عمر ولكنه مشهور أكثر في البنات في السن الصغير.
تأثير المسكنات على القولون
تظهر اضطرابات عمل القولون على هيئة الإمساك أو الإسهال، إضافة إلى ألم في البطن أو انتفاخ البطن بالغازات.ولبعض أنواع الأدوية تأثيرات سلبية على عمل القولون، ولذا قد يسبب تناول بعضها الإمساك، بينما قد يسبب تناولبعضها الآخر الإسهال.
وعندما يؤدي تناول بعض أنواع الأدوية إلى خمول وكسل في عمل شبكة الأعصاب المغذية للقولون، أو خمول وكسل في نشاط الأليافالعضلية المغلفة لمجرى القولون، فإن حالات الإمساك قد تظهر على الشخص. والسبب أن حركة القولون الدافعة لإخراج الفضلات تعتمدعلى نشاط تلك الشبكات العصبية، كما تعتمد على نشاط انقباضات وانبساطات الألياف العضلية للقولون. وبالتالي يصعب إخراج الفضلاتبشكل طبيعي ومريح.
والمشكلة في الإمساك لدى المرضى عموما، وخاصة لدى كبار السن، أنه متى ما حصل فإنه يتطلب بضعة أيام، أو بضعة أسابيع كييزول بالكامل وتعود حالة الإخراج إلى وتيرتها الطبيعية.
والأدوية التي تسبب الإمساك كثيرة، ومن أهمها بعض أنواع الأدوية المستخدمة في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم، وأدوية فئة مضاداتالكولين، وحبوب الحديد التعويضية لمعالجة حالات فقر الدم (الأنيميا )، وأدوية علاج حموضة المعدة المحتوية على معدن الألمونيوم، مثلالتي في أنواع الشراب الأبيض لمعالجة الحموضة كعقار “مالوكس” الشهير.
وعليه، فإن متناولي الأدوية التي قد تسبب الإمساك عليهم التنبه إلى ضرورة الحرص على الإكثار من شرب الماء وتناول السوائلبأنواعها. وكذلك الاهتمام بتناول الأطعمة العالية المحتوى بالألياف النباتية، مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة غير المقشرة كالتيتوجد في خبز البر الأسمر. ومن أفضل الفواكه المشمش والتين والتمر. ويفيد في تخفيف الإمساك الحرص على رياضة المشي بالذات،لأنها تسهم في تحريك عضلات القولون وفي تنشيط الشبكات العصبية له.
ومن المهم التذكير بضرورة عدم اللجوء إلى تناول الأدوية الملينة أو الأدوية المهيجة لتنشيط حركة القولون والإخراج. وأن لا يكون ذلك إلاتحت الإشراف الطبي، وعندما لا تفلح الوسائل المتقدمة الذكر في تخفيف الإمساك. والسبب أن لتلك الأدوية أيضا آثارها الجانبية،والوسائل الطبيعية البديلة متوفرة وممكنة.
وهناك أدوية ذات تأثيرات تسبب الإسهال. ومن أهمها وأكثرها استخداما هي المضادات الحيوية. وثمة عدة آليات قد تسبب المضاداتالحيوية من خلالها حدوث الإسهال. ومن أهمها هو قضاء المضادات الحيوية على تجمعات مستعمرات البكتيريا الصديقة في القولون.وهذه البكتيريا الصديقة تعمل على تكوين حالة من التوازن داخل بيئة القولون، ولا تعطي مجالا مريحا لنمو وتكاثر أنواع البكتيريا الضارةبالجسم، وبالتالي لا تعطيها الفرصة لإفراز سمومها التي قد تهيج حصول حالات الإسهال وإخراج المخاط والدم مع البراز.
وبشكل عملي، تشير المصادر الطبية إلى أن تناول أي نوع من كل أنواع المضادات الحيوية قد يكون سببا في نشوء حالة الإسهال. ومعهذا هناك أنواع دون غيرها من المشهور أنها تسبب الإسهال. ومن أهمها نوع “أوغمنتين” وهو من المضادات الحيوية التي تحتوي علىعقار أموكسيل، وعقار كلندامايسن ومجموعة عقارات كيفالوسبورين.
وهناك أدوية قد تسبب الإسهال عبر آليات لا علاقة لها بتجمعات البكتيريا الصديقة، مثل عقار كوليشيسين، وأدوية تخفيف حموضةالمعدة المحتوية على معدن الماغنيسيوم، مثل عقار مالوكس المتقدم الذكر. وهذه النوعيات من الأدوية تعمل على نشوء اضطرابات فيالضغط الأسموزي لسائر الفضلات المار من خلال أجزاء القولون. وبالتالي لا تتم بشكل كامل عمليات امتصاص المياه من الفضلات، وتخرجفي هيئة أشبه بالسائلة.
كما يجب أن لا يغيب عن الذهن أن الإفراط، ولفترات طويلة، في تناول بعض أنواع علاج الإمساك قد يؤدي إلى تلف في النهايات العصبية للقولون، وبالتالي قد يكون سببا في الإسهال.
أفضل علاج لالتهاب القولون من الصيدلية
العلاجات الدوائية
نصائح تخفيف آثار أعراض القولون المزعجة والمؤلمة
1- قومي بتقسيم وجباتك إلى 6 وجبات صغيرة، بدلاً من تناول 3 وجبات كبيرة، واحرصي على مضغ الطعام ببطئ
2- تجنبي تناول الأطعمة المسببة للانتفاخ كالبقول مثل الفول والحمص والفاصولياء البيضاء، كما لابد أن تتجنبي تناول بعض الخضراوات كالملفوف، والقرنبيط، والبصل، والثوم
3- يمكنك إضافة النعناع الأخضر إلى العصائر الطبيعية فهو بمثابة مضاد طبيعي للتشنج، ويساعد على ارتخاء العضلات الملساء في الأمعاء، وتخفيف الشعور بالانتفاخ والتشنج
4- تجنبي تناول الأطعمة الحارة، والكثيرة التوابل، بالإضافة للمأكولات الغنية بالدهون والمقلية فهي مضرة جداً بالقولون
5- استبدلي الحليب باللبن الزبادي فهو يحتوي على بكتريا نافعة من شأنها أن تخفف من أعراض القولون العصبي
6- احرصي على تناول 8 أكواب من الماء يومياً، فالماء يسهل حركة الكتلة الغذائية داخل الأمعاء ويعالج الإمساك
7- كما يمكنك تناول بعض المشروبات الدافئة كاليانسون أو النعناع أو الزنجبيل بعد الوجبة الدسمة لتساعدك على الهضم وتخفف من حدة الانتفاخ
8- احرصي على ممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم وخاصة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يومياً على الأقل
9- تناولي الأغذية الغنية بالألياف كالفاكهة والخضار وحبوب الشوفان والخبز الأسمر ولكن باعتدال ودون مبالغة، فالألياف تساعد على تقوية حركة الأمعاء
10- لا تتناولي الطعام مباشرةً قبل النوم، احرصي على تناول آخر وجبة قبل النوم بساعتين على الأقل
11- تجنبي المشروبات المحتوية على الكافيين كالشاي والقهوة والنسكافيه فهي مهيجة للقولون
12- تجنبي العلكة فهي تساعد على إدخال الهواء إلى الجهاز الهضمي وبالتالي سوف تزيد الانتفاخ بشكل أكبر
13- ابتعدي قدر الإمكان عن التوتر والضغوطات النفسية، فهي تزيد من أعراض تشنج القولون، احرصي على الاستلقاء وأخذ قسط من الراحة وعدم التفكير والقلق المستمر، وتجنبي تناول الطعام لدى إحساسك بالتوتر
أهم الأعشاب لعلاج القولون العصبي
– النعناع: لأنه يحتوي على زيوت طيارة تساعد على تهدئة حركة القولون واسترخاء عضلاته، ومن الأفضل استخدام كبسولات زيت النعناع
– الكراويا: مضاد للإنتفاخ، وبذلك فإنه يساهم في التخفيف من أهم أعراض القولون العصبي
– اليانسون:يعمل على تهدئة الأعصاب والمزاج العام، وبما أنه يقوم بتهدئة التوتر، فهو بذلك يعد مصدراً ممتازاً للتخفيف من أعراض القولون
– الحلبة: تعيد للقولون عافيته وتخلصه من المخاط الزائد، كما تساعد في عملية الإخراج وبذلك تداوي الإمساك الحاصل عند أغلب مرضى القوى العصبي
– الشمر: يساهم مغلي بذور الشمر في تسكين وتلطيف القولون والقضاء على الألم الحاصل بسبب حركة جدران القولون
– الزنجبيل: يحتوي الزنجبيل على الكثير من العناصر الغنية التي تحتوي بدورها على الكثير من المواد الفعالة التي لها تأثير على الحركة العصبية للقولون