تعليم

الأمومة شعور متواصل

ما هي الأمومة ؟

  • الأمومة ليست عمل تتمكن من خلاله المرأة الحصول على المال، ولا إنجاز تُمنح عليه مكافأة وشهادة شكر وتقدير، إنما هي فطرة فطر الله عليها كل أُنثى على وجه الأرض، فهي شعور بالحب والحنان والعطف على الأبناء، هي التضحية التي لا يضاهيها مثيل على وجه الأرض، هي الأمان الذي تشعر به بعد خوف، هي الدفء الذي تحصل عليه بعد برودة الجو وعواصف الزمان، هي شعور لا يوصف ولا يمكن إيجازه في كلمات.
  • فمنذ بدء الخليقة والأنثى هي مصدر الدفء ومنبع الحنان، فمنذ الصغر تعمل على العناية بدُماها، فتعتني بمظهرهم، وترغب في إطعامهم وتشاركهم الحديث.
  • وعلى عكس الرجل تماماً بمجرد ما تنضج، تكون فكرة الزواج بالنسبة لها مقترنة بالإنجاب، فتُحاول البحث عن شريك حياتها الذي تجد فيه نعم الأب لأطفالها.
  • وبمجرد زواجها تنتظر ذلك اليوم الذي ستُصبح به أم، فتبدأ بمتابعة أعراض الحمل، وتنزعج كثيراً إن تأخر، وقد تلجأ لمختلف الوسائل والأساليب التي تُزيد من فرصتها على الإنجاب.
  • وبمجرد ما تعلم بحملها، تزداد عاطفتها، وشعورها بالحنين والحب لجنينها حتى قبل أن تراه، فتستشير الطبيب في كل صغيرة وكبيرة، وتتناول الأدوية والعلاج بانتظام، وتحظر من التعرض لأي شيء قد يكون له أي تأثير سلبي على الحمل.
  • كل هذا في سبيل الحرص على صحة جنينها، وحمايته لتكون له خير سكن حتى يصل إلى حياته الدنيا بسلام.

الأمومة شعور متواصل

  • ولا يمكن أن نعتبر الأمومة شعور منتهي، تتخلص منه المرأة بعد الولادة، فعلى العكس تماماً، بمجرد أن ينفصل جسد الجنين عن جسد الأم، وتسمع صرخاته ينفطر قلبها، ويزداد شعور الأمومة لديها، وتبدأ مسيرتها في التضحية والعطاء مع كل خطوة يخطوها طفلها في حياته.
  • فتُضحي براحتها وسعادتها، وتتحمل صرخاته، وتتنازل عن الكثير من طلباتها في سبيل إشباع رغباته ومتطلباته.
  • ومع كل هذا لا يمكن أن يراودها الشعور بالحزن أو الألم لذلك، بل على العكس تماماً فهي تُضحي وهي سعيدة، وتتنازل على أمل أن يكون هو الأفضل.
  • ومن هنا يُمكننا أن نعتبر أن مفهوم الأمومة لا يقتصر على ولادة رضيع فقط، بل هو رسالة متواصلة، تعمل بها الأم على العناية بطفلها ليس من النواحي الجسدية فقط، بل ومن الجانب الأخلاقي، والفكري، والعملي، وذلك من أجل تقديمه كمواطن نافع، ذو مستقبل مشرق، وبذلك يكون مصطلح الأُمة، مشتق من الأمومة، فالمرأة هي من تصنع الأُمة.

الامومة في القرآن الكريم

وُردت كلمة الأمومة بمشتقاتها في العديد من المواضع بالقرآن الكريم، ومنها:

  • قوله عز وجل في سورة الأحقاف بالآية الخامسة عشر “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا”، وفي هذه الآية إشارة من المولى سبحانه مدى الألم والضعف الذي تعيشه المرأة أثناء فترة الحمل.
  • كذلك كرم الله الأم، ومنحها مكانة مقدسة، فحرم الزواج منها في قوله بسورة النساء “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ”.
  • وللتأكيد على أن الأم هي منبع الحنان والعطف، قال عز وجل في سورة الأعراف “قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”، وفي تلك الآية كان نبي الله هارون يتحدث إلى أخيه موسى، ويذكره بأمه ليكسب تعاطفه وحنانه.
  • كما نجد في قصة أم موسى عليه السلام العبرة، حيث كان من الوارد أن يأمرها الله تبارك وتعالى أن تلقيه في اليم، ولا يهتم بأمرها لكنه سبحانه يعلم أن قلب الأم أضعف وأرق من أن يتحمل فراق الابن، فوعدها بأنه سيعود إليها مرة أخرى فلا تخاف ولا تحزن، وجاء هذا في سورة القصص بالآية السابعة ” وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ “.
  • وكدليل على رقة قلب الأم، وانفطار قلبها على ابنها إن أصابه أي سوء، وُرد قول الله في الآية العاشرة من نفس السورة “وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ”.
السابق
ثمار ذكر الله تعالى
التالي
حب العمل في الإسلام

اترك تعليقاً