نُجيبك عزيزي القارئ في مقالنا عن هذا التساؤل المطروح بشدة عبر محركات البحث وهو ما الفرق بين الجدال والحوار ؟، إذ نتناول في مقالنا أُسس التواصل اللفظي لمعرفة الإجابة الصحيحة على هذا السؤال من خلال موقعنا.
كما نوضح أن التواصل اللفظي هو أحد أوجه التواصل بين الأشخاص، حيث يقوم الشخص بإيضاح وتوصيل أفكاره إلى الشخص الآخر وذلك عن طريق التواصل اللفظي، كما يتيح أن يرد الطرف الآخر عليه ويظهر له بعض أفكاره هو أيضاً، مما يجعل التواصل اللفظي هو الكاشف الفعلي لمدى الثاقفة واللباقة التي يتمتع بها المحاور، فإذا كنت تبحث عزيزي القارئ عن الفروق والاختلافات بين الحوار والجدال عليك متابعة السطور التالية:
الفرق بين الجدال والحوار
يلتقي الجدال والحوار في نقطة واحدة وهي أنهم عبارة عن حديث بين شخصين أو أكثر، لكن يوجد فرق شاسع بين المجادلة والحوار، حيث نوضح الاختلافات بين الحوار والجدال على النحو التالي:
الحوار
الحوار هو نوع من أنواع الحديث أو مراجعة الكلام بين شخصين أو بين عدة أشخاص بأسلوب حضاري وعلى أجزاء متكافئة تتيح للشخص أن يأخذ مساحته في الحوار حتى يتمكن من إيضاح أفكاره وإيصالها للطرف الآخر، حيث إن هدف الحوار هو الوصول للحقيقة أو إثبات فكره وإيضاحها إنما ليس للثرثرة أو التباهي، فقد تم بناء الحوار على أساسيات واضحة تمثلت في:
- أن يحترم كل طرف من الطرفين الآخر أثناء الحوار.
- أن يتم التنسيق فيما بين الطرفين على المكان والزمان المناسبين للحوار.
- تحدد هدف قبل البدء في الحوار حتي يتسنى لكلا الطرفين النقاش السليم دون الحاجة للعصبية أو التمسك بالرأي.
- عدم استخدام ألفاظ تخرج عن أساسيات الحوار المهذبة، إذ يتم استخدام ألفاظ تليق بكلا الطرفين بعيداً عن السب والعنف والشتائم.
الجدال
الجدال هي المجادلة والمنازعة على شئ ما والهدف منه هو إلزام الخصم وإجباره على التنازل عن رأيه المقتنع به والاقتناع بالرأي الآخر دون أي أسباب واضحة تقنعه، كما أنه يدل على الأنانية والعناد، إلى جانب التمسك بالرأي والتعصب، فهو يختلف كل الاختلاف عن الحوار لأن هدفه ليس إظهار الحقيقة أو الوصول إليها، فقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز عن هذا الجدال المزموم، فقال سبحانه وتعالي في سورة الحج الآية رقم 3 “وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ” صدق الله العظيم.
- لكن يوجد جدال لا يقوم على هذه الأسس وهو الجدال المحمود لا المزموم، فقد أمر المولى عز وجل رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه بالجدال، حيث قال تعالى في سورة النحل الآية رقم 125 “ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” صدق الله العظيم.
أسلوب الحوار الناجح
- خُلو القلب من الحقد والكراهية والحسد، حيث إذا كان الإنسان حاقداً كارهاً للطرف الآخر فلن يتمكن من إقامة حوار سليم وناجح.
- عليك أن تتعامل بالألفاظ المهذبة والطيبة والابتعاد كل البعد عن السب والشتائم والعنف، إذ أن استخدام هذه الألفاظ يُمكن أن يهدم كل الحوار.
- عليك أن تحترم الرأي الآخر حتى وإن لم يكن يُعجبك أو كان ضدك، لأن هذا الاحترام من أداب الحوار.
- يتوجب وجود ثقة بين الطرفين في الحوار في المطروحة والبعد عن التوتر أو التشنج حتى لا يُضعف رأيه أمام الطرف الآخر ويضيع الحق إذا كان بجانبه.
- على المحاور مواصلة الحوار حتى النهاية للوصول إلى نتيجة حتى وإن استمر لعدة جلسات وليست جلسة واحدة.
- تحديد هدف للوصول إليه في نهاية الحوار من خلال المعاملة المهذبة.
- الابتعاد عن الثرثرة والكلام الذي ليس له معني، بالإضافة إلى التعصب أو العناد والتمسك بالرأي.
- عليك أن تثبت على مبدأ واحد أو نقطة محددة في الحوار حتى تتقارب وجهات النظر مما يؤدي للوصول لنتيجة ترضي الطرفين في النهاية.
- يجب على المتحاور أن يكون متواضع في أقواله وأفعاله، حيث إن التكبر في الحوار لا يصل بالطرف الآخر لأي نقطة سوى أنه المتحدث متكبر.
إلى هنا هنا عزيزي القارئ نصل وإياكم إلى نهاية هذا المقال الذي تمحور حول الإجابة على سؤالكم ما الفرق بين الجدال والحوار ؟، إذ تناولنا في مقالنا تعريف الحوار وذكر عناصره السليمة، بالإضافة إلى تعريف معنى الجدال وتوضيح أنواعه، مع شرح بسيط لأسلوب الحوار النجاح بين شخصين أو أكثر.
آملين الله أن نكون قد وفرنا عليكم عناء البحث الطويل وأجبناكم بشكل بسيط عن الفرق بين الجدال والحوار ، فيما يُمكنك معرفة المزيد من المعلومات حول الحوار والجدال بشكل عام وكافة التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع عن طريق زيارة موقعنا