تعليم

طرق علاج الإنحراف الفكري

الإنحراف الفكري هو من المططلحات والمفاهيم التي ظهرت مؤخرًا، ويعني عدم الإلتزام بالقواعد والمعايير الإجتماعية، وهذا بالمعنى العام للإنحراف الفكري، أما في المعنى الإسلامي فهو العمل على تجنب المعروف و عمل المعاصي والذنوب، أي ترك الاستقامة، ومن الناحية القانونية، فهو إنحراف عن الضوابط القانونية ومخالفة القوانين، وقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان سويًا على الفطرة لا يميل إلى الإنحراف، ولكن الذي يشكل الإنحراف الفكري هو البيئة الذي يعيش فيها الإنسان والظروف التي يمر بها تكون قادرة على تحويل الشخص من شخص سوي إلى شخص منحرف، والإنحراف الفكري يظهر في المجتمعات النامية التي تعاني من سوء وضنك في المعيشة، أو في المجتمعات التي يكثر فيها الحروب حيث تعم الفتن داخل المجتمعات وتؤثر على سلوكهم السوي، والإنحراف الفكري هو مفهوم نسبي غير ثابت؛ بمعنى أن يكون فعل في مجتمع ما سليم، ونفس الفعل في مجتمع آخر غير سليم، وذلك لأن لكل مجتمع ثقافته وأصوله الدينية التي تميزه عن غيره من المجتمعات، والإنحراف من الناحية الإجتماعية أو من وجهة نظر المجتمع هو ذلك الفعل الذي يخالف القيم الأخلاقية والعقل والمنطق والتفكير السليم وأن يخالف الضمير الإجتماعي أيضًأ.

مظاهر الإنحراف الفكري :

يوجد العديد من المظاهر التي تثبت أن الشخص منحرف فكريًا، ومن هذه المظاهر:

  • يستطيع الفكر المنحرف العمل على تشويه الحقائق وتغيير المفاهيم الأصلية واستبدالها بغيرها من الحقائق والمفاهيم المزيفة، والعمل على تشجيع ظهور مفاهيم جديدة وطمس المبادئ القديمة بدون وجود أدلة أو براهين كافية، وذلك من خلال الاعتماد على كلمات غير واضحة وقد تحمل أكثر من معنى في نفس الوقت.
  • قدرة الفكر المنحرف على التضليل و الخداع، ويظهر ذلك واضحًا من خلال بعض الرموز الفكرية الضالة التي تتسم بالانحراف الفكري، بأنها تقوم بخداع وتضليل الشاب في سن صغير والقيام بما يسمى بعملية ( مسح الدماغ)، حيث تقوم هذه الرموز الفاسدة بتضليل الشباب والعمل على تحريضهم على القتال والتخريب بتقديم أدلة وبراهين وهمية كاذبة.
  • ميل أصحاب الفكر المنحرف إلى الخلافات والصراعات المستمرة مع الأسوياء، فمن رحمة الله عز وجل أنه وجد الإختلاف بين الناس ولكن في نهاية الأمر يجتمعون على رأي واحد يسيرون عليه، ولكن أصحاب الإنحراف الفكري دائمًا في صراعات نفسية وخلافات مع الآخرين.
  • يميل الفكر المنحرف إلى تبرير الغايات، فمن الطبيعي أن يسير الأشخاص تبعًا لقوانين محددة، ويجتنبوا نواهي أخرى، ولكن أصحاب الفكر المنحرف يبررون لأنفسهم أي تصرف، وإتباع أي وسيلة لإتمام حاجتهم دون النظر عن كونها شرعية أو غير شرعية، فمثلًا يستحلون القتل وسفك الدماء وتبريرهم الجهاد في سبيل الله.
  • يتسم أصحاب الفكر المنحرف بالتناقض الفكري، فهم يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون، بمعنى أنهم يعظون الناس وينصحوهم بإتباع الخلق والدين وهم ليسوا كذلك، فصاحب الفكر المنحرف يمتلك قناعًا ليقنع الناس بصدق كلامه وفكره.
  • يقوم صاحب الفكر المنحرف بالنظر إلى الأشياء بنظرة غير متوازنة، ويقوم بالتقليل من الأعمال العظيمة وتسفيهها.

أسباب الإنحراف الفكري :

  • سوء النشأة الإجتماعية :

تعتبر من أهم أسباب الإنحراف الفكري هو سوء التربية والتنشئة الإجتماعية، فمن أخطر أساليب التنشئة سوء المعاملة والقسوة والعنف، كما أن التدليل الزائد يحدث مشاكل وخيمة أهمها الإنحراف الفكري، وهذه الأساليب الخاطئة تحدث مفاهيم خاطئة لدى الأشخاص فيتجهون إلى الفكر المنحرف.

  • سوء أحوال المعيشة :

إن التطرف الفكري يظهر في الأماكن التي تعاني من غلو الأسعار والضنك وسوء أحوال المعيشة، حيث يبحث الأشخاص الذين يعانون من سوء أحوال المعيشة والفقر إلى الطرق الغير شرعية.

  • تهميش المسسات التعليمية :

من الأمور التي تؤدي إلى الإنحراف الفكري هو تهميش دور المدارس والتعليم، حيث لا يقوم المدرس بتهذيب سلوك الطالب وتنمية أفكاره، ولكنه يقتصر دوره فقط على إلقاء المنهج أو المحتوى الدراسي فقط على الطلاب.

  • اليأس والإحباط :

من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإنحراف الفكري هو اليأس والإحباط الشديدين، كما أن إنخفاض الروح المعنوية وعدم تكيف الفرد مع ظروف المجتمع التي يعيش فيها، ويشعر دائمًا بأنه مغلوب على أمره يؤدي إلى الوصول إلى الفكر المنحرف حتي يشعر بذاته.

  • الإقناع :

إن أصحاب الفكر المنحرف قادرون على إقناع الشباب السوي وتغيير ميوله وإتجهاته من الفكر السوي إلى الفكر الغير سوي المنحرف، حيث يقوم أصحاب الفكر المنحرف بتقديم الفكر المنحرف مدعوم بالبراهين والأدلة المزيفة التي تعجب الشباب وتثير ميولهم، فيتطرقون إلى السير على نهج أصحاب الفكر المنحرف.

  •   العزلة الإجتماعية :

من أسباب الإنحراف الفكري العزلة الإجتماعية، حيث أن الشخص المعزول إجتماعيًا لا تنمو لديه شعور الحب والإنتماء للوطن والمجتمع الذي يعيش فيه، مما يدفعه إلى التمسك بالفكر المنحرف والقيام بأعمال القتل والتخريب.

  • التقليد الأعمى :

يشير بعض الباحثين في مجال الإنحراف الفكري إلى أن تقليد الشباب الأعمى لجماعات الإنحراف الفكرى واحد من أسباب الإنحراف الفكري، فلا يتم استخدام العقل بالشكل الذي نشأه الله عليه في التفكير ولكن يتحول إلى التقليد فقط.

  • التمسك بالمعتقدات القديمة :

إن التمسك بالأفكار والمتقدات القديمة أحد أسباب الإنحراف الفكري، فقد يكون ثبت أن هذه المعتقدات غير سليمة ولا يجب التمسك بها، وبالرغم من ذلك يظل متمسكًا بهذه المعتقدات والتي تكون سببًا في وصول الشخص إلى التفكير المنحرف.

  • العمل على رفع المدعيين بالعلم والمشيخة وجعلهم في صفوف العلماء والشيوخ، وإدخال أفكار خاطئة منحرفة عن الأفكار السليمة، والعمل على تعظيمهم وتمجيدهم مما يعمل على البعد عن السلوك السليم واتباع السلوك المنحرف.

آثار الإنحراف الفكري :

يؤثر الانحراف الفكري على كل من الحالة الإجتماعية أو الدينية أو السياسية أو الأمنية أو  الإقتصادية وغيرها وهذه الآثار هي:

أولًا : آثار الإنحراف الفكري الأمنية :

  • إرتفاع معدلات الجريمة داخل البلد، حيث يستحل أصحاب الإنحراف الفكري القتل وسفك الدماء.
  • العمل على التخلص من مطاردات الحكومة لهم من خلال زعزعة الثقة بين الشعب والجهات الأمنية.
  • تهديد الشخصيات الهامة المسؤلة عن حماية البلد بالقتل والإعتداء على أسرهم.

ثانيًا : آثار الإنحراف الفكري الدينية :

  • الإساءة لسمعة كل من المسلمين والإسلام، حيث يتخذ أصحاب الفكر المنحرف الإسلام واجهة لهم، ويبدأ أصحاف الفكر المنحرف في تقديم أدلة وبراهين مزيفة من القرآن.
  • العمل على نشر المحرمات التي نهى الله عنها، كالعمل على نشر الفتنة بين الناس، ومنع الأعمال الصالحة وتحجيم الأعمال الخيرية.
  • العمل على الإستهزاء بالدين وبالعلماء والشيوخ الكبار وكل ما يمت بصلة إلى الدين.

ثالثًا : آثار الإنحراف الفكري السياسية :

  • تشجيع العزلة الإجتماعية وعدم الإحتكاك أو الإختلاط بالناس مما يعمل على عدم تعزيز وضعف الإنتماء لمجتمعهم ووطنهم.
  • من أخطر آثار الإنحراف الفكري هو العمل على زعزعة الأمن والإستقرار وقطع الروابط بين الدول الإسلامية وبعضها البعض.
  • ظهور ما يسمى بظاهرة الإسلاموفوبيا وهي العمل على تخويف الناس من الإسلام وتكريههم في دينهم وتشكيكهم فيه.

رابعًا : آثار الإنحراف الفكري الإقتصادية :

  • حالات من الفوضى والتخريب العامة في جميع المنشآت والممتلكات العامة، بحجة تطهير البلد من الفساد.
  • تخويف المستثمرين الأجانب، وزعزعة ثقتهم في البلاد، مما يؤثر على الدخل القومى للبلد، وقلة العملة الصعبة.
  • عدم القدرة على عمل مشاريع تنمية جديدة، وتطوير في المشآت، بسبب أن الأموال تستخدم في تصليح المنشآت التي تم تخريبها.

خامسًا : آثار الإنحراف الفكري الإجتماعية :

  • العمل على إنتهاك الحقوق من خلال إشاعة الفتن الطائفية وكذلك الفتن المذهبية.
  • السيطرة على عماد أي بلد وهم الشباب والسيطرة على عقولهم وتغيير سلوكهم السوي إلى سلوكيات خاطئة، مثل تحريضهم على القتل وعقوق الوالدين.
  • تشرد المجتمعات وجميع أفراد الأسرة.

طرق علاج الإنحراف الفكري :

  • العمل على تعزيز وتشجيع النشئة الإجتماعية السليمة، وعناية الأسر لأولادها وتربيتهم تربية سليمة وحثهم على الإنتماء لوطنهم، وعلاج بعض الإنحرافات الفكرية التي قد تنتج في سلوكهم بطريقة سليمة، والقيام بمراقبة أولادهم ومراقبة سلوكهم حتى لا يتعرضوا إلى الفكر المنحرف، والعمل على تشجيعهم على التحلي بالقيم والأخلاق والسلوكيات الإسلامية السامية.
  • تعزيز دور العلم والعلماء، لأن العلم هو الذي يهدم الجهل والحق هو الذي يهدم الباطل، فيجب دعم الطلاب بالتوعية اللازمة، والتي توجههم إلى الفكر السليم والعد عن التفكير المنحرف.
  • التوعية من خلال وسائل ودور الإعلام، حيث أن وسائل الإعلام آداة فعالة لتغيير السلوك المنحرف، وتشجيع الأشخاص على التحلي بالسلوك السوي.
  • تفعيل دور المؤسسات الدينية الإجتماعية كالمساجد والخلاوي القرآنية والإهتمام بها لتثبيت وترسيخ العقيدة الإسلامية بالنفوس.
  • توحيد الأفكار والمعايير والمعتقدات داخل المجتمع، حتى لا يختلط الأمر على الفرد، حيث أن توحيد الفكر هو الطريق للفكر السليم أما تعدد الأفكار يؤدي إلى الفتن بين الناس والحروبات الأهلية والفكر المنحرف.
  • الإهتمام بالدراسات الحديثة والبحوث العلمية المتقدمة في مكافحة الإنحراف الفكري وكيفية التخلص منه نهائيًا داخل المجتمعات، والطرق المجدية في التخلص من الفكر المنحرف كالترابط والتواحد.
  • العمل على سن القوانين الرادعة والتي تجرم العمليات الخطيرة التي تنشأ عن الإنحراف الفكري، حتى لا يتحلى الأشخاص بالسلوك المنحرف خوفًا من العقاب.
السابق
مما يتم تصنيع العطور
التالي
استعلام عن موعد قضية برقم الهوية 1442

اترك تعليقاً