منوعات

ما معنى الحكمة

معنى الحكمة في القرآن

– الحكمة في القرآن الكريم:

جاء ذكر الحكمة مرات كثيرة في القرآن الكريم، وفي عدة أماكن من آياته وسوره، وعلى عدة معان حسب المواضيع التي تناولها القرآن الكريم، منها: “حكمة- أ: صواب من قول وعمل، وعلم نافع.
حكمة: ﴿(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ﴾)[سورة آل عمران، الآية:81].
حكمة بالغة- بـ: عظة وعبرة.
حكمة بالغة: ﴿(حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ)﴾[سورة القمر، الآية:5].
الحكمة: (﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)﴾[سورة البقرة، الآية:129]. واللفظ في 151/ 231/ 251/ 269/ مكرر/ البقرة أيضا، و48/ 164/ آل عمران، و54/ 113/ النساء، و110/ المائدة، 125/ النحل، و34/ الأحزاب، و20/ ص، و63/ الزخرف، و2/ الجمعة”[7].
وأن الله تعالى أمر بالحكمة فقال: ﴿(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾)[سورة النحل، الآية:125].
وقد اختلف المفسرون في تحديد معنى الحكمة في القرآن الكريم كما ذكر ابن كثير في تفسيره، في قوله تعالى: (﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ﴾)[سورة البقرة، الآية:269]. “قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: يعني المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله. وروى عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا (الحكمة القرآن).

تعريف الحكمة في الأدب العربي

الحكمة في الأدب العربي

تحديد معنى «الحكمة» من أصعب الأمور؛ شأنها في ذلك شأن الكلمات المعنوية العامة، كالحرية، والجمال، والعدل، وكل ما يستطيعه المعرف أن يذكر أهم الخصائص المميزة للكلمة.

لقد عرفها بعضهم تعريفًا تقريبيًّا فقال: إنها «نظرة — عميقة عملية مباشرة — إلى معاني الأشياء وأغراضها، تصدر عن ذكاء حاد نفاذ دقيق الملاحظة، يستمدها من تجارب الحياة ومن مخالطته العملية بالحياة اليومية»، ويسمى الرجل ذو النظرات هذه حكيمًا، وتسمى الكلمة المشتملة على هذه النظرة حكمة، ومن هذا قيل: «إن من الشعر لحكمة»، وقيل: «الحكمة ضالة المؤمن»، وأحيانًا يلحظ في «الحكيم» أنه يضيف إلى هذه النظرات الصائبة العملَ على وفقها، ومن ذلك قوله تعالى: وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا، وسمي لقمان حكيمًا؛ لأنه ينطق بالحكمة ويعمل بها.

•••

وأيًّا ما كان؛ فهناك فرق كبير بين الفلسفة والحكمة من وجوه؛ أهمها: أن الفلسفة تفكير منظم مبوب، تبنى مسائله على أساس منطقي يأخذ بعضه برقاب بعض، ويوضع لاحقه على أساس سابقه، أما الحكمة فنظرات لامعة خاطفة من هنا وهناك، وطابع الفلسفة طابع تحليلي، تأخذ الفكرة وتحللها وترجعها إلى أصولها وتبين نتائجها، وطابع الحكمة تركيبي يركز التجارب في جملة، ويجمع خلاصة التفصيلات في «برشامة»، ويعصر السحاب المنتشر، في قطرات المطر، والفلسفة تعتمد على التأمل، والتفكير العقلي، والقانون المنطقي، والحكمة تعتمد على الإلهام، والاستعداد الشخصي — مضافًا إلى ما ورثه من أمته — لاجتذاب المعنى العميق من الأحداث السطحية، واستخراج حبة الذهب من تل الرمال، واللؤلؤة الثمينة من أكوام الصدف؛ ثم إن الفلسفة أسلوب الخاصة وعقلية الخلاصة، فلا عجب أن يلفها الغموضُ وتعقدُ الأسلوب، أما الحكمة فثقافة شعبية يدركها الخاصة والعامة على قدر زكانتهم وأحيانًا تكون في شكل جمل مركزة رزينة جميلة، ويفسرونها بمقدار مواهبهم، ومن أجل هذا صيغت الفلسفة صياغة معقدة ثقيلة، وصيغت الحكمة صياغة خفيفة رشيقة.

إن شئت مثلًا للموازنة فاقرأ باب السياسة في كتاب «عيون الأخبار» لابن قتيبة، أو «العقد الفريد» لابن عبد ربه، وهو الباب الذي سمياه «كتاب السلطان»، ثم اقرأ فصلًا من فصول كتاب السياسة لأرسطو؛ تخرج بالنتائج التي ذكرتها؛ نظرات عملية، تجريبية، ملهمة، مفرقة، مركبة، مصوغة صياغة جميلة (في الأول)، ونظرات منطقية، تحليلية، تأملية، مرنة، معقدة (في الثاني)؛ فالأول حكمة، والثاني فلسفة.

•••

والأمثال يعد كثير منها ضربًا بدائيًّا من ضروب الحكمة، وهي والحكمة — عامة — تكاد تكون في كل جماعة، وكل أمة؛ بدوها وحضرها.

ولكن ما يلفت النظر ويبعث على التفكير غزارتها وكثرتها في الأمم الشرقية كالمصريين، والبابليين، والصينيين، والهنود، والعبرانيين، والعرب، بل أحزر — وإن لم أتيقن بعد — أن الأمثال والحكم اليونانية صدرت عن اليونانيين الذين كانوا في آسيا الصغرى، أكثر مما نبعت من اليونانيين في أوربا، فتلحظ الكثرة الوافرة من الحكم الهندية في مثل كليلة ودمنة، والعبرية في كثير من أجزاء التوراة، والمصرية فيما يرويه علماء الآثار المصرية من أمثال؛ ولعل الأمم السامية في ذلك أوفر حظًّا، ولعل العرب من بينهم أعلى شأنًا؛ فحكمهم تمتاز مع كثرتها؛ بلمعان الفكرة، وجزالة العبارة، وتركزها، وشدة العناية بالناحية الخلقية، كما يقرر ذلك بعض علماء المقابلة بين الأمثال.

وهذا يدعو — بحق — إلى التفكير في علة غزارة هذا النوع من الأدب في هذه الأمم الشرقية؛ ولعل مما يلفت النظر أيضًا ظهور الأديان العظيمة في مواطن الحكمة، فالأديان أقرب إلى الحكمة منها إلى الفلسفة.

قد يقال: إن كثرة غزارة الحكمة في الشرق، وتفوقه على الغرب، أن الحكمة — كما قلنا — تنبع من الإلهام، والفلسفة تنبع من المنطق والتفكير العقلي، والشرق معروف من قديم بأنه موطن الإلهام، فكان أكثر حكمة.

وقد يقال: إن مزاج الشرق تركيبي، ومزاج الغرب تحليلي، فازدهرت الحكمة في الشرق؛ حيث المزاج التركيبي، وازدهرت الفلسفة في الغرب؛ حيث المزاج التحليلي؛ ولكن التهجم في تعيين خصائص للأجناس أو للأقطار في منتهى الخطورة، ويجب أن يعالج بكثير من الحذر.

قد قال قوم: إن الحكمة خاصة البدائيين، وإنها المادة الأولى التي يبني عليها الفلاسفة فلسفتهم، فإذا وفق البدائيون للحكمة؛ أخذها الفلاسفة وحللوها ورتبوها وشرحوها وعللوها وأنتجوها، فكانت الفلسفة، ولكن لا أظن هذا صحيحًا، فالفلسفة غير الحكمة، وهما مختلفان في المنبع والمصب، ولكلٍّ طريقه، ولكلٍّ أدواته، وليست الفلسفة طبقة عليا بُنيت على الحكمة، ولكن الفلسفة والحكمة بيتان عاليان مختلفان.

أهمية الحكمة في حياتنا

تعريف الحكمة في الإسلام

الحكمة علم يبحث فيه حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية، فهي علم نظري غير آلي. والحكمة أيضا هي هيئة القوة العقلية العلمية المتوسطة بين الغريزة التي هي إفراط هذه القوة، والبلادة التي هي تفريطها. وتجيء على ثلاثة معان: الأول الإيجاد، والثاني العلم. والثالث الأفعال المثلثة، كالشمس والقمر وغيرهما، وقد فسر ابن عباس، رضي الله عنهما، الحكمة في القرآن، بتعلم الحلال والحرام. وقيل الحكمة في اللغة العلم مع العمل. وقيل الحكمة يستفاد منها ما هو الحق في نفس الأمر بحسب طاقة الإنسان. وقيل كل كلام وافق الحق فهو حكمة، وقيل الحكمة هي الكلام المقول المصون عن الحشو. وقيل هي وضع شيء في موضعه. وقيل هي ما له عاقبة محمودة. وأصل الحكمة في اللغة: ما أحاط بحَنَكَي الفرس، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّها تمنعه من الجري الشَّديد، وتُذلِّل الدَّابَّة لراكبها، حتى تمنعها من الجِماح، ومنه اشتقاق الحِكْمَة؛ لأنَّها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل. وأَحْكَمَ الأَمْرَ: أي أَتْقَنَه فاستَحْكَم، ومنعه عن الفساد، أو منعه من الخروج عمَّا يريد

وقال ابن القيِّم: (الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي) . وقال النَّووي: (الحِكْمَة، عبارة عن العلم المتَّصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النَّفس، وتحقيق الحقِّ، والعمل به، والصدِّ عن اتِّباع الهوى والباطل، والحَكِيم من له ذلك) .

والحكيم هو شخصٌ عاقل يرجح الأمور نحو الصواب بما امتلكه من خبرات عبر تجاربه في الحياة. وقد شهد تاريخ الإنسانية العديد من الحكماء العرب وغير العرب، حيث تعتبر جزءاً من التقاليد والعادات التي يجب أن يراعيها الإنسان أثناء تأدية أعماله اليومية بغض النظر عن الدين والعرق والقومية. حيث عرف بعضهم أن الحكمة عمل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي أي بما معناهُ وضع الأمور في نصابها، حيث هناك حكم اصلحت للتطبيق لمختلف العصور فكانت عميقة المعنى وبعض منها ما لا يصلح إلا زمن من الأزمنة فتكون سطحية المعنى وقد تأتي الحكمة في النثر والشعر.

كيف تأتي الحكمة

ماهي الحكمة؟ وهل يمكن لنا أن نتعلمها؟ الحكمة شيء يصعب تعريفه، وفي نفس الوقت يسهل علينا معرفته عندما نراه.

يحافظ الحكماء على هدوئهم في أوقات الأزمات، وهم قادرون على الرجوع خطوة للوراء والنظر إلى الصورة بشكل أشمل. فهم عميقو التفكير، ويجيدون التأمل في قدرات الذات، ويدركون حدود معرفتهم الخاصة، ويفكرون في البدائل، ولا ينسون أن العالم يتغير على الدوام.

وينبغي علينا عدم الخلط بين الحكمة والذكاء، فرغم أن الذكاء مفيد، يمكن أن يكون المرء ذكيا دون أن تكون حكيما.

كما أن الحكماء يمكنهم التعامل مع مواقف تتسم بعدم الوضوح، ومع ذلك يظلون متفائلين بأنه مهما كانت المشاكل أمامهم معقدة، هناك حلول. كما أن بإمكانهم التمييز بين الخطأ والصواب.

إنها قائمة طويلة من الصفات التي يتمتع بها الحكماء، فكيف يمكنك أن تُصبح أكثر حكمة؟

يعكف علماء النفس على دراسة مفهوم الحكمة منذ عقود طويلة، ولديهم من الأخبار ما يسرنا في هذا الشأن، إذ يمكننا جميعا بذل الجهد لكي نصبح أكثر حكمة، ومن المرجح أن ننجح في ذلك.

السبب في أنه ينبغي علينا اتباع هذه النصيحة يتجاوز مجرد الفائدة الواضحة المتمثلة في اكتساب الحكمة التي تؤهلنا لاتخاذ قرارات جيدة.

فالحكمة مرتبطة بكثير من الإيجابيات في حياتنا، مثل الرضا بشكل أكبر عن الحياة، وتراجع نسبة المشاعر السلبية، واكتساب علاقات أفضل، وتراجع معدلات الاكتئاب، حسبما يقول عالم النفس إيغور غروسمان، من جامعة ووترلو في كندا.

وقد توصل غروسمان وزملاؤه إلى أدلة تشير إلى أن الحكماء من الناس يعيشون أعمارا أطول من غيرهم. وفي المقابل، لا يصنع الذكاء أي فرق فيما يتعلق بالعيش الرغيد، وذلك لأن مستويات الذكاء لا تعكس في الغالب قدرة الإنسان على تعزيز علاقات جيدة مع الآخرين، أو اتخاذ قرارات مناسبة في الحياة اليومية.

ويبدو غروسمان مقتنعا بأن الحكمة ليست ببساطة سمة فطرية مستقرة ينبغي أن تتمتع بها من البداية، أو لا تمتلكها بالمرة. وإذا صحت وجهة نظره، فهذا أمر مفيد لنا. فهو يعني أننا يمكن أن نجتهد لنكون حكماء في بعض الأحيان على الأقل.

هناك أسئلة محددة طرحها غروسمان على المشاركين في دراسته حول الحكمة، من قبيل: فكر فيما حدث معك بالأمس، وفي الموقف الأكثر صعوبة وتعقيدا الذي واجهته خلال يومك؟ وكيف تصرفت إزاء ذلك الموقف؟

وكتب المشاركون عن بعض المواقف التي مروا بها بالفعل، مثل الوصول المتأخر إلى الاجتماع بسبب المواصلات، أو الدخول في شجارات عائلية أو مع بعض الزملاء.

وقد درس الباحثون أسلوب المشاركين في عرض تلك الأسباب لكي يختبروا مدى حكمتهم.

فهل يعترفون مثلا بأن معرفتهم محدودة؟ وهل كانوا يرون أي جانب إيجابي فيما يعتبرونه موقفا سلبيا؟ وقد تبين للباحثين أن بعض المشاركين بدوا حكماء في موقف ما، ولم يكونوا كذلك في موقف آخر.

لكن لماذا ذلك الاختلاف من موقف لآخر؟

يصبح الناس أكثر حكمة عندما يكونوا مع أصدقائهم. فذلك يجعلهم أكثر ميلا للنظر إلى الصورة الكلية للأمور، وللتفكير في الجوانب المختلفة لتلك الأمور، والتعرف على حدود المعرفة التي يمتلكونها. لكن عندما يكون الناس بمفردهم، فإنهم في الغالب لا يفكرون حتى في إيجاد بدائل.

وهذا يعني أن الحكمة ربما تكون أكثر انتشارا مما نظن. ويقول غروسمان: “لدينا جميعا القدرة على أن نتحلى ببعض مظاهر الحكمة، ولكن ليس طوال الوقت”.

لكن بعض الناس يُظهرون حكمة أكثر من الآخرين بشكل عام، والبعض الآخر يكون أكثر حماقة. لكن بما أن ذلك لا يحدث في جميع المواقف، فهذا يعطينا بعض الأمل.

فإذا كان باستطاعتنا أن نكون حكماء لبعض الوقت وفي بعض الظروف، ربما كان باستطاعتنا أن نتعلم كيف نكون حكماء في أوقات وظروف أخرى. ومع التوصل إلى أن الحكمة تتحسن مع تقدم العمر، فمن المفترض أننا يمكن أن نتعلم كيف نصبح أكثر حكمة بمرور الوقت.

السؤال هو كيف يمكننا أن نفعل ذلك؟ يعتقد عالم النفس روبرت ستيرنبيرغ، من جامعة كورنيل بالولايات المتحدة، أن الحكمة ما هي إلا القدرة على الموازنة بين الأمور.

ويرى ستيرنبيرغ أن الشخص الحكيم هو الشخص الذي لديه القدرة على الموازنة العقلية بين نتائج الأمور على المدى القصير والمدى البعيد، وبين المصلحة الشخصية ومصالح الآخرين، وذلك مع التفكير في جميع الخيارات المتاحة، وفقا للوضع القائم، أو من خلال السعي لتشكيل وضع جديد.

ولاتباع ذلك النموذج الذي يطرحه شتيرنبيرغ للحكمة، فإن ما تحتاج إليه هو أن تحاول أولا أن تعرف المصالح المختلفة التي يمكن أن تتضمنها أي معضلة تمر بها، سواء على المدى البعيد أو على المدى القصير، مع الانتباه إلى الظروف المتغيرة المحيطة بالموقف، وكيف يمكن أن تتشكل.

وقد أجرى غروسمان تجارب باتباع استراتيجيات مختلفة للتعرف بصورة عملية عن مفهوم الحكمة. وشملت تلك التجارب تعليم الناس النظر للموقف من زاوية مختلفة، من خلال تخيل أنهم يلقون نظرة فاحصة على الوضع بصورة عامة كما لو كانوا يراقبون الأحداث بهدوء من بعيد، وبلا تدخل.

والفكرة هنا تكمن في محاولة أن تُبعد نفسك عن الانخراط في الموقف الراهن وتفاصيله حتى يمكنك أن ترى الصورة الكلية. وحتى الحديث عن نفسك كشخص آخر يمكن أن يكون مفيدا، إذ يمكنك أن تسأل: ماذا يمكن أن يفعل جاك في هذا الموقف؟

أحيانا أخرى، يمكننا أن نسأل شخصا آخر عما يعتقد أن علينا فعله. فنحن غالبا نكون أكثر حكمة تجاه حياة الآخرين مقارنة بحياتنا الشخصية.

فعلى الرغم من أننا لا نجيد الحكم مثلا على الفترة الزمنية المطلوبة منا لإنجاز عمل معين، إلا أننا نجيد تقدير ما يحتاجه الآخرون من وقت لإنجاز بعض المهام.

أنواع الحكمة

الحِكْمَة نوعان:

النَّوع الأوَّل: حِكْمَة علميَّة نظريَّة، وهي الاطلاع على بواطن الأشياء، ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها، خلقًا وأمرًا، قدرًا وشرعًا.
النَّوع الثَّاني: حِكْمَة عمليَّة، وهي وضع الشيء في موضعه

طرق اكتساب الحكمة

طرق اكتساب الحكمة

الحكمة صفة مكتسبة وليست سمة فطرية، إذ يمكن للشخص أن يتعلمها، فالحكمة متعلقة بكثير من الأمور الإيجابية في الحياة، كالرضا والقناعة، وتكوين علاقات جيدة مع الآخرين، ومن الطرق العملية لاكتساب الحكمة ما يأتي:

  • معرفة الله تعالى وصفاته وأسمائه، والإيمان بها، والتفقه في أمور الدين، وتعلم العلم النافع المفيد.
  • تجربة أشياء جديدة غير الأشياء الذي اعتاد عليها المرء؛ مثل السفر إلى أماكن لم يزرها من قبل، وخلق نشاطات اجتماعية جديدة، وخوض تجارب يومية جديدة.
  • أن يواجه المرء مخاوفه ويتغلب عليها؛ وهذا لا يكون إلا بمعرفة المرء لنقاط ضعفه التي هي سبب خوفه، والخروج من دائرة الخوف تلك.
  • التحدث مع أشخاص من مختلف الطبقات والخلفيات، والاستماع الجيد لحديثهم وأفكارهم، وطرح الأسئلة عليهم؛ لمعرفة المزيد عن طرق تفكيرهم ونظرتهم للأمور، فكل ذلك يوسع آفاق المرء في تحليل الأمور وكيفية التعامل معها، ويزيد من حكمته.
  • البعد عن التسرع وإطلاق الأحكام وخاصة في الأمور التي لا يملك المرء فيها الخبرة الكافية، فبعض الأمور تحتاج إلى دراسة وتمعن، وتحليل منطقي واعٍ، إذ إن عادة إطلاق الأحكام والتسرع فيها هي نقيض للحكمة تمامًا.
  • التعلم من أهل الحكمة وأصحابها، فالمرء يحيا طيلة حياته يتعلم الدروس والحكم في هذه الحياة من أخطائه وأخطاء غيره، فالحياة هي أكبر مسرح لتعليم الحكمة.
  • التواضع ومعرفة المرء لحدود قدراته وإمكانياته هو أصل الحكمة وعينها فـ “الحكمة الوحيدة هي أن تعرف بأنك لا تعرف شيئًا أبدًا”؛ هذه المقولة للفيلسوف سقراط، ، ففي بعض الأمور تغيب الحقيقة ويصعب على المرء معرفة الصواب من الخطأ، فلا بد من التروي والنظر الشامل للأمر، ومن ثم طلب العون من الله في إظهار الحق.
  • طلب المشورة من الآخرين، فبعد التفكير بعمق والنظر للأمر من عدة زوايا، فإنه من الجيد أيضًا استشارة أصحاب الخبرة والحكمة فهذا يمنح المرء فرصة استخدام عقولهم والاستفادة منها.
السابق
دواء تراجينتا – trajenta لضبط مستوى السكر في الدم
التالي
دواء تراتول – Tratul مسكن للألم

اترك تعليقاً