تعليم

مراحل حياة الإنسان

مراحل حياة الإنسان في الدنيا والآخرة

المراحل والدُّور التي يمر بها الإنسان:

خلق الله الإنسان وجعله يمر بمراحل وأزمنة وأمكنة وأحوال ثم ينتهي بالقرار والخلود إما في الجنة أو النار.
والمراحل والدُّور التي يمر بها الإنسان أربع:

الأولى: بطن الأم:

  • وهي أول مرحلة يمر بها الإنسان، وأول دار يسكنها، وإقامته فيها تسعة أشهر، هيأ الله العليم القدير له في هذه الدار المظلمة كل ما يحتاجه من الطعام والشراب، وما يناسبه من السكن والمأوى.
    وهو في هذه الدار غير مكلف بعمل؛ لعجزه وضعفه.
    والحكمة من وجوده في هذه الدار أمران:
    تكميل الأعضاء الداخلية.. وتكميل الأطراف الخارجية.
    ثم يخرج إلى الدنيا بعد اكتمال خلقه ظاهراً وباطناً.
    قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ [12] ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ [13] ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [14]} [المؤمنون: 12- 14].

الثانية: دار الدنيا:

  • وهذه الدار أوسع من بطن الأم، وهي بالنسبة إليها كالذرة بالنسبة للجبل، والإقامة فيها أكثر مدة من بطن الأم.
    وقد هيأ الله للإنسان في هذه الدار كل ما يحتاجه من النعم، وزوده بالعقل والسمع والبصر، وأرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، وأمره بالإيمان به وطاعته، ونهاه عن الكفر والمعاصي، ووعد المؤمنين به الجنة، وتوعد الكفار بالنار.
    والحكمة من وجود الإنسان في هذه الدار أمران:
    تكميل الإيمان.. وتكميل الأعمال الصالحة.
    ثم يخرج الإنسان مع عمله من هذه الدار إلى الدار التي تليها.
    1- قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ [20]} [لقمان: 20].
    2- وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [21] الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [22]} [البقرة: 21- 22].

الثالثة: دار البرزخ:

  • دار البرزخ في القبر، والقبر أول منازل الآخرة.
    ويبقى الإنسان فيه حتى يكتمل موت الخلائق، وتقوم الساعة.
    وإقامة الإنسان فيه أكثر من إقامته في دار الدنيا، والأنس والبؤس فيه أوسع وأكمل من دار الدنيا، والجزاء فيه بحسب عمل الإنسان في الدنيا، فهو إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.
    يبدأ فيه الجزاء، ثم ينتقل منه إلى دار الخلود إما في الجنة أو النار.
    قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [30] نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ [31] نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [32]} [فصلت: 30- 32].

الرابعة: الدار الآخرة:

  • وفي هذه الدار تكون الإقامة المطلقة، وهي دار القرار.
    فمن أكمل في الدنيا ما يحب الله من الإيمان والأعمال والأخلاق، أكمل الله له يوم القيامة ما يحب من الخلود والنعيم، مما لم تره عين، ولم تسمعه أذن، ولم يخطر على قلب بشر.
    ومن اشتغل بما يسخط الله من الكفر والشرك والمعاصي فجزاؤه جهنم خالداً فيها.
    والداران الأُوليان من عالم الشهادة، والأُخريان من عالم الغيب، وكلٌّ حق، وكلٌّ سيراه الإنسان ويعلمه.
    وكلما خرج المؤمن من دار زهد فيما كان عليه أولاً، حتى يستقر في الجنة.
    1- قال الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ [14] فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ [15] وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ [16]} [الروم: 14- 16].
    2- وقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [72]} [التوبة: 72].

مراحل حياة الإنسان من الإخصاب إلى الموت

  1. التكوّن أثناء الحمل
  2. مرحلة الرضاعة
  3. مرحلة الطفولة
  4. مرحلة المراهقة
  5. مرحلة البلوغ
  6. مرحلة الكهولة
  7. مرحلة الشيخوخة
  • التكوّن أثناء الحمل يتكون الجنين خلال الأربعين أسبوعاً التي تلي عملية الإخصاب، حيث يبدأ الجنين في هذه المرحلة كخلية واحدة، ثمّ تواصل هذه الخلية تكاثرها لتكوين العديد من الخلايا، والتي تُكوِّن بدورها أعضاء الجسم وأجزاءه الضروريّة للحياة البشرية الجديدة، وبالتالي يتكوّن الطفل بشكل كامل، ويكون مهيئاً من أجل الخروج من رحم أمه والدخول إلى العالم الجديد.
  • مرحلة الرضاعة الرضيع هو الطفل الصغير منذ ولادته وحتى بلوغه سن 12 شهراً، وقد تمتدّ مرحلة الرضاعة ما بين الميلاد إلى اكتساب اللغة بعد حوالي 1-2 سنة. ويُصنَّف نمو الرضيع كالآتي: النمو الاجتماعيّ: يتمثّل النمو الاجتماعيّ في تفاعل الطفل مع الوجوه والأصوات، مثل تعلُّم الابتسام والمُناغاة، وقد يشير تأخُّر النمو الاجتماعيّ إلى وجود مشاكل سمعيّة، أو بصريّة، أو مشاكل في التطوّر العقليّ أو العاطفيّ. التَّطور الحركيّ الكبير: يتمثّل في عدة حركات، مثل: تثبيت الرأس، والسحب، والجلوس، والدوران، والمشي، والتأكد من عدم وجود مخاطر صحية مؤثّرة على التطوّر الطبيعيّ للطفل في حالة البطء الشديد لدى المبتدئين. التَّطور الحركيّ الصغير: يتمثّل في عدة حركات، مثل: التنسيق بين العينين واليدين، وتعلُّم كيفية الإمساك بالأشياء والتلاعب بها، وقد يدل إتمام هذه الحركات في سنّ مبكر على تحكُّم الطفل بيديه بشكل جيد، ولكن تأخّرها لا يشير إلى ما يضرّ الطفل.
  • التطوّر اللغويّ: يعدّ التطوّر اللغويّ الاستقباليّ أي فهم الطفل للأشياء بشكل جيد أفضل من التطوّر اللغويّ التعبيريّ أي كلام الطفل بشكل جيد، من حيث قياس التَّحسُّن، وقد يشير بطء التطور اللغويّ إلى وجود مشاكل سمعية أو بصرية. مرحلة الطفولة تعدّ مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة الأساس الاجتماعيّ، والماديّ، والمعرفيّ لحالة الرفاهية والتعليم والصحة التي يتمتّع بها الفرد طوال الحياة، وتنتظم مراحل نمو الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة كالاتي: الطفولة المبكرة: تُعرف الطفولة المبكرة بأنّها الفترة العمرية حتى سنّ الثامنة، وهي فترة التطوّر الهائل من الناحية المعرفيّة، والجسميّة، والاجتماعيّة، والانفعاليّة، واللغويّة.
  • الطفولة المتوسطة: تُعرف الطفولة المتوسطة بأنها الفترة العمرية من سن السادسة وحتى الثانية عشر، وهي فترة تطوير الأطفال للمهارات الضرورية لبناء العلاقات الاجتماعيّة السليمة، وتعلُّم الوظائف التي تساعد على تحضيرهم لمرحلة المراهقة ثمّ مرحلة البلوغ. بالإضافة إلى ذلك فإنّ مرحلتي الطفولة تشكّلان مرحلة التفوّق المدرسيّ، وتعلُّم القراءة والكتابة، والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة، والتهذيب الذاتي، والمحادثات لتكوين العلاقات السليمة مع العائلة والأصدقاء، إضافةً إلى تعلُّم عادات الأكل.
  • مرحلة المراهقة هي المرحلة الانتقالية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، وعادةً ما تصف الفترة العمرية من سنّ الثالثة عشر وحتى التاسعة عشر، وبالرغم من ذلك فإنّ التغيرات النفسيّة والجسديّة المرافقة لمرحلة المراهقة تبدأ قبل هذه الفترة وتحديداً من سن التاسعة وحتى الثانية عشر، وقد تكون هذه المرحلة وقتاً لاكتشاف الذات، كما يمكن أن تُثار مجموعة من القضايا في هذه الفترة الانتقالية، وأهمها تحديد الهوية الذاتية والاستقلالية، بالإضافة إلى زيادة الميل للاهتمام بالمظهر الخارجيّ والحياة العاطفيّة، كما قد يواجه بعض المراهقين العديد من الخيارات الصارمة فيما يتعلّق بحياتهم الاجتماعيّة، أو واجباتهم المدرسيّة، أو تعاطيهم للمخدرات أو الكحول.
  • مرحلة البلوغ  هي الفترة العمرية التي يُحقِّق فيها الإنسان النضج الفكريّ والبدنيّ بشكلٍ تامٍ، ويُعتقد بأنّ هذه المرحلة تبدأ من سن العشرين تقريباً، وتتبعها مرحلة الكهولة في بداية الأربعينات، ثمّ الشيخوخة في بداية الستينات،ويُستدَل على مرحلة الرُّشد بعدة علامات بما فيها إتمام التعليم، وتأسيس مسكن مستقلّ، واكتساب الاكتفاء الإقتصاديّ الذاتيّ، والزواج، والعمل في مهنة بدوام كامل، والخدمة في الجيش وغيرها.
  •  مرحلة الكهولة أو كما تُعرَف فترة منتصف العمر هي فترة البلوغ التي تسبق سنّ الشيخوخة، وبالرغم من اختلاف الفترة العمرية التي تُحدِّد هذه المرحلة بين الأفراد، إلا أنّها عادةً ما تُمثِّل الفترة العمرية التي تمتدّ من سنّ الأربعينات إلى الستينات، ويُذكَر بأن هذه الفترة تتميز بالهبوط التدريجيّ في القدرات البدنية والإحساس بالوفاة، كما تتميز بتوجه الجهد الفردي إلى تذكُّر الماضي بدلاً من التَّطلُّع للمستقبل، وقد تؤدي هذه المرحلة إلى تحضير الفرد إلى شيخوخة إنتاجية ومُرضيَة.
  • مرحلة الشيخوخة هي عملية التقدّم بالسن بشكل محدد جينياً ومعدَّل بيئياً، وتعتبر الشيخوخة المرحلة النهائية من الحياة الطبيعية للإنسان، ويختلف تحديد مرحلة الشيخوخة من حيث الناحية البيولوجيّة، أو الاجتماعيّة، أو الوظيفيّة، أو الديموغرافيّة، ولكن عادةً ما يتم تحديد الشيخوخة تبعاً للأهداف الإحصائية على أنّها الفترة العمرية التي تلي سنّ الستينات، ومن علامات التقدّم في السن: الصلع أو الشيب، وفقدان الأسنان، وانحناء الظهر، والصمم، ويعتبر الضعف أكثرها وضوحاً.

مراحل عمر الإنسان في القرآن

  • النمل:64] القرآن الكريم أيضا دكتور تحدث عن مراحل عمر الإنسان من الطفولة إلى الشباب إلى الشيخوخة، {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير}[الروم:54]

مراحل نمو الإنسان للاطفال

مراحل نموّ الأطفال

صُنّف نمو الطفال إلى أربع مراحل على النّحو الآتي:

مرحلة ما قبل الولادة

  • وتكون هذه المرحلة من بداية تكوّن الجنين داخل رحم أمّه من لحظة إخصاب البويضة وحتّى عمليّة الولادة وخروجه إلى عالمه الحقيقيّ، ولهذه المرحلة أهميّة خاصّة لما يكون فيها من التّأسيس السّليم للنّمو الحيوي النّفسي، وسير عمل التّغيّرات والتّطوّرات التي تحصل للجنين في هذه الفترة، وتؤثّر في سير حياة الفرد فيما بعد، فيتأثّر الجنين في مرحلة الحمل بالعديد من العوامل الداخليّة كالعوامل الوراثيّة من الصّفات الجسميّة الفسيولوجيّة وبعض الأمراض ومستوى الذّكاء العقلي وغيرها.
  • قد يتأثّر نمو الجنين أيضاً بالعوامل الخارجيّة أو البيئيّة كالأمراض التي قد تتعرّض لها الأمّ الحامل، وتغذية ونفسيّة الأم أثناء الحمل، وتناول العقاقير الطّبيّة وتعرّض الأم للإشعاع، كلّ هذا يؤثرفي الجنين وتفاعلاته وسلوكيّاته ونموّه مستقبلاً، فإذا كانت الأم ذات اتّجاهات إيجابيّة تجاه إنجابها للطّفل وكانت في حالة نفسيّة مستقرّة وتغذيتها جيّدة، ولم تتعرّض لأي عوامل خارجيّة تؤثّر بشكل سلبي في الجنين فإنّ ذلك يقودها إلى إنجاب طفل سويٍّ ومستقر.

مرحلة الرّضاعة

  • ينتقل الطّفل في هذه المرحلة من كائن ساكن إلى كائن متفاعل، يستجيب للمثيرات من حوله بشكل واضح، ومن فرد معتمد على أمّه في جميع وظائفه الحيويّة إلى فرد مستقلّ بذاته فسيولوجياً، كما تعتبر هذه المرحلة مرحلة انطلاق الطّفل بكامل نشاطه لتعرّفه إلى عالمه، فيكون نموّه الجسمي سريعاً يظهر فيه التّآزر الحسّي الحركي، والتّحكّم بحركاته كالحبو والمشي والجلوس والوقوف، وكلّما تقدّم الطّفل في هذه المرحلة تظهر الفروق الفرديّة بينه وبين أقرانه، كما يبدأ باكتساب وتعلّم اللّغة، وتكوين السّلوك الاجتماعي ومفهومه عن ذاته، وتظهر انفعالات الطّفل في هذه المرحلة بشكل واضح كالفرح والضّحك والبكاء وغيرها من الانفعالات التي يستجيب بها للمثيرات من حوله، وأبرز العوامل المؤثّرة في الطّفل في هذه المرحلة الفطام، وبزوغ الأسنان، وتعلّم الطّفل استعمال الحمّام.

مرحلة الطفولة المبكّرة

  • بعد أن تعلّم الطّفل في مرحلته السّابقة أساس مهاراته الحركيّة واللغويّة والاجتماعيّة وغيرها فإنّ ميله للحركة والشّقاوة في ازدياد ليزيد تعرّفه على عالمه وكل ما يحيط به، ويكون نموّه في هذه المرحلة سريعاً لكنّه أبطأ من مراحله السّابقة، كما يميّز هذه المرحلة اتّزان العمليّات الفسيولوجيّة، والتّحكّم الجيّد بعمليّة الإخراج، كما يتميّز الطّفل بالاستزادة العقليّة المعرفيّة فيريد معرفة كل شيء عن كل ما يثير انتباهه، فتكثر أسئلته بشكل كبير، وتظهر العمليّات العقليّة عند الطّفل من الفهم والتذكّر والتخيّل، وتتطوّر قدرته في تركيز الانتباه شيئاً فشيئاً، وعلى الرّغم من أنّ قدرته الإبداعيّة تكون في ذروتها في هذه المرحلة إلا أنّ تفكيره يكون مادّياً بحتاً، فهو لا يفهم المجرّدات، أمّا نمو الطّفل اللّغوي فيكون سريعاً، ويظهر في التّحصيل اللّغوي، وزيادة مخزون المفردات عنده، أو بالتّعبير عن ذاته وفهمه للغة الكبار من حوله، كما يتحسّن النّطق وسلامة مخارج الحروف، وتسمّى هذه المرحلة أيضاً بمرحلة ما قبل المدرسة.

مرحلة الطّفولة الوسطى

  • تتميّز هذه المرحلة بهدوء عمليّة النّمو بالنّسبة إلى مرحلة الطّفولة المبكّرة السّابقة ومرحلة المراهقة اللّاحقة، كما تعتبر هذه المرحلة الفترة المناسبة لعمليّة التّنشئة الاجتماعيّة، وغرس القيم الأخلاقيّة، ويعيش الطّفل نشاطاً زائداً ممّا يجعله يعيش حياةً مليئة باللّعب، كما يميل الطّفل إلى الاستقلاليّة وتحمّل المسؤوليّة والاعتماد على الذات، ويعايش الطّفل في هذه المرحلة الخروج الفعلي للمدرسة، وبالتّالي اتّساع دائرته الاجتماعيّة واستقلاله عن والديه، وتكوينه للصّداقات، وممارسة اللّعب الجماعي، ممّا يفتح للطّفل آفاقاً جديدة تجاه نفسه وأصدقائه، وفرض مكانته الاجتماعيّة، وفي هذه المرحلة يفقد الطّفل أغلب أسنانه اللبنيّة، وتنمو جميع الأسنان الدّائمة في نهاية الطّفولة المتأخّرة، وفي هذه الفترة يستطيع الطّفل تكوين الجمل المركّبة الطّويلة، وتتطوّر قدرة الطّفل على التّعبير من الشّفوي إلى التّعبير التّحريري مع مرور الوقت، وانتقال الطّفل من مرحلة دراسيّة للأخرى.

مرحلة الطفولة المتأخرة

  • يزداد التّباين الجنسي بين الذّكور والإناث تمهيداً لمرحلة المراهقة التي تلي هذه المرحلة، وفي هذه المرحلة يميل الطفل إلى السّيطرة وممارسة الألعاب المختلفة، وخاصّة التي تتطلّب مهارات كثيرة، فيصبح قادراً بشكل أفضل على التحكّم بحركاته، وزيادة سرعتها وقوّتها، كما يُقبل الطّفل على قراءة القصص، وتظهر قدرته على التقليد، وتُسمّى هذه المرحلة أحياناً بمرحلة المغامرة والبطولة.
    تكمن أهميّة هذه المرحلة في أنّ الطّفل يصبح مسيطراً تقريباً على المهارات القرائيّة، فتتطوّر لديه القدرة على الفهم والتّأثير، ويتّضح في هذه الفترة فهم الطّفل للمعاني المجرّدة كالصّدق والأمانة والكذب وغيرها، وتتطوّر القدرة الذاتيّة للطّفل على الضّبط الدّاخلي للسّلوك، ويزداد نموّه اللّغوي فيصبح قادراً على إنشاء حوار منطقيّ، ويكون التّفاعل الاجتماعي مع أقرانه في أوجه، حيث تشكّل جماعة الرّفاق البيئة المجتمعيّة العظمى لدى الطّفل.

أهميّة معرفة مراحل النّمو في الطفولة

  • يتوجّب على أهالي الأطفال ومعلميهم الدّراية الكافية بمراحل نموّ الأطفال والتغيّرات الجسميّة والعقليّة والانفعاليّة التي تطرأ عليهم، ومعرفة التطوّر الطّبيعي الذي يسير عليه الطّفل في عمليّته النمائيّة لملاحظة القصور في أي جانب من هذه الجوانب؛ لإحداث التّدخل الإيجابي اللّازم، ومنه إلى فهم سلوكيّات الطّفل وانفعالاته مع ملاحظة المؤثّرات الخارجيّة والداخليّة التي تؤثّر في سير هذه السلوكيّات وتلبية حاجاته في كل مرحلة من هذه المراحل، كما يجب الإحاطة بالاضطرابات المتوقّع أن يمر بها الطّفل، وكيفيّة التّعامل معها، والتحكّم بها، والطّرق المناسبة لعلاجها.

مراحل حياة الإنسان في القرآن

  • بيّن الله -تعالى- مراجل خَلْق الإنسان في القرآن الكريم؛ حيث قال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ*ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)؛وبيان ذلك فيما يأتي. المرحلة الأولى خلق الله -تعالى- الإنسان من عنصرين؛ وهما: الماء والتراب، وعندما امتزج التراب مع الماء تكوّن الطين اللزج المتماسك ليشدّ بعضه بعضاً، وإنّ التراب الذي خُلق منه الإنسان جُمع من جميع تراب الأرض؛ ولذلك اختلف النّاس في أوصافهم، وألوانهم، وأشكالهم،فكانت هذه أوّل مرحلة من مراحل خَلْق الإنسان، وإنّ أوّل إنسان خُلِق هو آدم عليه السّلام.
  • المرحلة الثانية إنّ المرحلة الثانية من مراحل خَلْق الإنسان هي مرحلة النطفة؛ والنّطفة في اللغة هي: الماء الصافي أو القطرة، أمّا النّطفة في الاصطلاح فهي المني؛ والمني يدلّ على معنيين؛ الأوّل: ماء الرجل الذي يخرج عند الشهوة ويكون غليظاً ودافقاً، والمعنى الثاني: ماء المرأة الذي يخرج عند الشهوة ويكون رقيقاً بعكس ماء الرجل، وقد ورد ذكر المني في القرآن الكريم بشكلٍ عام ولم يخصّص ماء الرجل أو ماء المرأة،وبناءً على ذلك فإنّ النّطفة تكوّنت من اختلاط ماء الرجل بماء المرأة، فالإنسان لم يكن موجوداً في الحيوان المنويّ كما يعتقد البعض ولا في البويضة.
  • المرحلة الثالثة إنّ المرحلة الثالثة من مراحل خَلْق الإنسان هي مرحلة العلقة، والعلقة في اللغة قطعة من دم يمتاز بأنّه غليظ وجامد، فبعد أن تتكوّن النّطفة تتحرك باتجاه الرحم، ثمّ تتعلّق بقوّة في جدار الرحم، ولذلك أطلق الله -تعالى- عليها اسم العلقة، ثمّ تخرج من العلقة زوائد تمتد في بطانة الرّحم، وتقوم هذه الزوائد بامتصاص الغذاء من دم الأم، وفي الحقيقة تتكوّن العلقة من نوعين من الخلايا؛ النوع الأول: الخلايا الداخلية التي تتكوّن من طبقتين ويتشكّل الجنين منها، والنوع الثاني: الخلايا الخارجية التي تتكوّن منها المشيمة، والمشيمة منفصلة عن الجنين ويتم التخلّص منها بعد الولادة.
  • المرحلة الرابعة المرحلة الرابعة من مراحل خَلْق الإنسان هي مرحلة المضغة، والمضغة في اللغة هي: القطعة من اللحم وغيره إذا مُضغت،والمضغة في الاصطلاح الشرعيّ هي: قطعة صغيرة من لحم تكون بحجم ما يُمضغ من الطعام، وهي المرحلة التي تأتي بعد مرحلة العلقة، والمضغة تمرّ بمرحلتين؛ المرحلة الأولى: المضغة غير المخلّقة؛ وفي هذه المرحلة لا يتميّز أي عضو من أعضاء جسم الإنسان ولا أي جهاز من أجهزته، والمرحلة الثانية هي: مرحلة المضغة المخلّقة؛ وفي هذه المرحلة تتم عدّة تغييرات دقيقة في نموّ الجنين، فتنمو خلايا الجنين وتتطوّر ثمّ يتشكّل الإنسان في أحسن تقويم.
  •  المرحلة الخامسة بعد أن يشكّل الله -تعالى- المضغة وهي قطعة اللحم؛ تتحوّل قطعة اللحم إلى هيكل عظميّ، ثمّ يتشكّل حول الهيكل العظميّ اللحم والعضلات، لتلتفّ كأنّها كساء وغطاء له،وقد جاء ذكر مرحلة العظام في القرآن الكريم في مرحلة مستقلة عن المراحل الأخرى، والعظام في جسم الإنسان تختلف عن بعضها البعض وتتغيّر أوصافها وتتبدّل، وخَلْق الله -تعالى- للعظام تترتّب عليه عدّة آثار ونتائج، وهي:التسوية: والفعل سوّى يدّل على معنيين؛ المعنى الأوّل: الاعتدال؛ وهو اعتدال الجنين من المرحلة العقوفة بشكل تدريجيّ، والمعنى الثاني: اختفاء التجاعيد، فتتسوّى التجاعيد وكذلك الانتفاخات الجسميّة بعد نشأة الهيكل الغضروفيّ لجسم الجنين. التصوير الآدميّ: إذ إنّ الجنين في الأسابيع السبعة الأولى لا يختلف شكله عن شكل الحيوان، ثمّ يصبح مظهره آدميّاً في الأسبوع الثامن من الحمل.
  • المرحلة السادسة إنّ المرحلة الأخيرة من مراحل خَلْق الإنسان التي بيّنها القرآن الكريم هي مرحلة النشأة وتُسمّى أيضاً مرحلة الخَلْق الآخر، وفي هذه المرحلة يكون نفخ الروح في الجنين، ففي هذه المرحلة يتخلّق الجنين بخلقة مختلفة عن خلقة المراحل السابقة، ثمّ تكون مرحلة تكوين حاستيّ السمع والبصر، ويستمرّ نموّ الإنسان في رحم أمّه حتى تكتمل خلقته.

المراحل الانتقالية في حياة الإنسان

  • قد يخفى على كثير من الناس بما فيهم بعض أولياء أمور طلاب وطالبات التعليم العام أهمية المراحل الانتقالية ومتطلباتها والتي سيمر بها الأفراد خلال مراحل حياتهم المستقبلية متضمنة المراحل النمائية والتعليمية والعملية ، ويأتي قصور المعرفة بسبب تدني المستوى التعليمي لبعض الأفراد أو بسبب انهماكهم بتأدية واجبات ومتطلبات المرحلة التي يمرون بها ، و ترتبط أهمية إعداد المتطلبات ومعرفتها بتعدد المراحل الانتقالية التي يمر بها الإنسان منذ طفولته وحتى وصوله سن متقدم في العمر ، و كل مرحلة من المراحل لها متطلبات بدون تحققها لا يصل الإنسان لمستويات متقدمة في النواحي التعليمية والنمائية وحتى المجال المهني ، فجميع مراحل النمو للجسم الإنساني تتطلب توافر نوعيات معينة من الغذاء المناسب للعمر والعناية الصحية الشاملة للجسم ، ومتطلبات تربوية وتعليمية تتناسب مع المرحلة السنية التي يمر بها الفرد وخاصة المراحل المبكرة من العمر ، كما تؤثر الأسرة على الجوانب السلوكية والنفسية للفرد قبل التحاق الصغار بدور العلم ، ويتبعها في تجاذب التأثير بعد سنوات قليلة مؤسسات التعليم النظامية انطلاقا من رياض الأطفال وحتى مدارس التعليم العام والتعليم الجامعي والتعليم العالي ، و لرجال التعليم الأكفياء أثر كبير في نمو شخصيات تلاميذ العلم وطلابه في جميع المراحل التعليمية ودون استثناء ، وتقع مسؤوليات ضخمة على مؤسسات التعليم في ضرورة تهيئة الطلاب للمراحل التعليمية المقبلة ، و تبصيرهم بما تحتاجه هذه المراحل المتقدمة من التعليم من جهود مضاعفة واطلاع واسع وزيادة في ساعات تحصيل المواد الدراسية ، والاستعانة بالمكتبات التقليدية والمكتبات الرقمية على شبكة الإنترنت ، وكيفية الحصول على المعلومات و تجميعها وتنظيمها من مصادرها الصحيحة والموثقة ، ويعد الاطلاع على المناهج والمقررات الدراسية فقط غير كاف في الوقت الراهن بسبب التراكم المعرفي ، واقتصار المناهج الدراسية على أجزاء بسيطة من المعرفة وليس كلها ، نظرا لعدة عوامل تحتم الاكتفاء بالجزء وليس الكل لأن ساعات الزمن و أيامه عوامل هامة في التحصيل العلمي والخطط التعليمية ، و عرض ما يشكل أساس لطيف واسع من المعرفة التي توصل لها الجهد العلمي وأبحاثه ، والتي شكلت تراكم معرفي غزير يثري كل من يهتم به فكريا ومهاريا ، ويجد المتعة في كل كتاب يطلع عليه بل وكل صفحة يدرك مضمونها المعرفي ، وعندما يتزود الفرد بمتطلبات مراحل حياته الانتقالية سينجح في تخطي كل مرحلة وتأديتها كما يجب ، ولا يتوقف الجهد الإنساني عند تخطي المراحل الانتقالية ومعرفة متطلباتها بل يسهم في خدمة و إثراء مجتمعه معرفيا ومهاريا ، ويتطلع للمزيد من تحقيق النجاح الشخصي والمجتمعي لكل من يؤثر ويتأثر به .

 

السابق
ما هو مضاد الهستامين
التالي
كيفية تطويل الجسم

اترك تعليقاً