أمراض الغدد

مضاعفات إزالة الغدة الدرقية

استئصال الغدة الدرقية

توجد بعض الحالات المرضية التي تصيب الغدة الدرقية ولا يجدي معها العلاج نفعًا، وتسبب مشاكل صعبةً ومزعجةً للمصابين بها، مثل: سرطان الغدة الدرقية وهو حالة أخطر من جميع مشاكل الغدة لدى الرجال، ويؤدي إلى تورم الرقبة والغدد اللمفاوية وبحة الصوت وصعوبة التنفس والبلع، أو التّضخم غير السرطاني الذي يؤدي إلى تورم تفاحة آدم وضيق الحلق وصعوبة التّنفس والبلع، أو فرط نشاطها كثيرًا أو وجود عقيدات في الغدة الدرقية تسبب فقدان الوزن والشهية والأرق وصعوبة البلع والتنفس والسعال المستمر، فيجب حينها استئصال الغدة الدرقية إما استئصالًا جزئيًّا أو استئصالها كليًّا، وهذا قد يلغي تمامًا إفراز الهرمونات التي تلعب دورًا هامًّا في الإثارة الجنسية، مما يؤثّر على الخصوبة وعلى الإثارة الجنسية للرجل والمرأة، فلذلك يجب عليهم تعويض هذه الهرمونات عن طريق أخذ جرعات تعويضيّة من هرمون الثيروكسين وأدوية أخرى يصفها الطبيب، وأيضًا يجب على المريض متابعة مستوى هرمون الثيروكسين بالدم وزيارة الطبيب دوريًا ليكون المريض بحالة طبيعية ومستقرة تمامًا.

متى يجب استئصال الغدة الدرقية

هناك بعض المؤشرات التي تجعل استئصال الغدة الدرقية أمر ضروري، وهي:

1- الإصابة بتضخم الغدة الدرقية

  • يعد تضخم الغدة الدرقية من المشاكل الشائعة، وتؤثر هذه المشكلة على التنفس والبلع بشكل طبيعي، كما أنها تسبب الشعور بالإنزعاج والألم بالإضافة إلى التورم في منطقة أسفل الذقن والرقبة.
  • وفي هذه الحالة، يمكن أن يكون استئصال الغدة الدرقية كلي أو جزئي، ولا يشكل خطورة على الشخص المصاب، بل أن استئصالها سوف يساعد في تفادي مخاطرها.

2- فرط نشاط الغدة الدرقية

  • أيضاً يعتبر فرط نشاط الغدة الدرقية من المشكلات المنتشرة بشكل كبير، حيث تقوم الغدة بإفراز مستويات مرتفعة من الهرمونات، مما يؤدي إلى أضرار صحية عديدة.
  • يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية من خلال تناول الأدوية، ولكن في بعض الحالات، يتطلب الأمر استئصال الغدة الدرقية، حيث لا تتمكن الأدوية من علاج المشكلة، وتزداد المضاعفات التي تسببها.
  • كما أن أدوية فرط الغدة الدرقية يمكن أن تسبب بعض المشكلات الصحية لدى المريض، مما يستلزم إجراء الجراحة.

3- سرطان الغدة الدرقية

  • عادةً ما يلجأ الطبيب إلى استئصال الغدة الدرقية بالكامل عند إصابتها بالأورام السرطانية، وذلك حتى لا تنتشر الأورام في الأجزاء المحيطة بها وتسبب مشاكل صحية خطيرة تهدد الحياة.
  • وفي هذه الحالة، يكون عدم وجود الغدة الدرقية في الجسم أفضل من بقائها، ويمكن للمريض العيش بدونها مع استخدام الأدوية البديلة لها.

4- عقيدات الغدة الدرقية

  • هي عبارة عن كتل صلبة تمتلىء بالسوائل، وتتكون هذه العقيدات داخل الغدة الدرقية، وعادةً لا تشكل خطورة على الصحة، فأغلبها لا يكون ورم سرطاني، ويمكن التعايش بها.
  • ولكن تستدعي بعض حالات عقيدات الغدة الدرقية استئصالها، وذلك حينما تصبح هذه العقد كبيرة وتؤثر على وظائف الغدة الدرقية أو تسبب مشاكل صحية في الجسم.

مضاعفات إزالة الغدة الدرقية

من أبرز مضاعفات استئصال الغدة الدرقية ما يلي:

الإصابة بقصور الغدة الدرقية:

  • إن الإصابة بخمول أو قصور في إفراز هرمونات الغدة الدرقية هو أحد المضاعفات الشائعة بعد عملية استئصال الغدة.
  • ويتم التحكم بقصور الغدة الدرقية من خلال أخذ الهرمون المصنع للغدة الدرقية على شكل أقراص دوائية من أجل الموازنة في إفراز الهرمون بصورة طبيعية.

الإصابة بقصور الغدة جار الدرقية:

  • إن الإصابة بقصور الغدة جار درقية (Parathyroid Gland) قد تكون إصابة دائمة أو مؤقتة، ولكن نسبة حدوثها قليلة نظرًا لوجود أربع غدد من جار درقية تتحكم بمستوى الكالسيوم في الدم.
  • يتم فحص الكالسيوم في الدم قبل و بعد إجراء العملية، وفي بعض الحالات يتم صرف أقراص من الكالسيوم لفترة قصيرة.

تهيج الغدة الدرقية:

  • بما يعرف بأزمة التسمم الدرقي هي حالة يزيد فيها هرمون الغدة الدرقية المفرز، تحدث بعد استئصال الغدة؛ لكنها حالة غير شائعة الحدوث. وعادة يرتبط تهيج الغدة الدرقية بمرض غريفز.

نزيف دموي:

  • قد يحدث نزيف في منطقة النسيج الرقبة، بالتحديد بمنطقة المحيطة بالعملية. وهي غير شائعة، إذ إن نسبة حدوثها تتراوح حالة واحدة من بين 300 حالة، بحيث يظهر النزيف بعد 24 ساعة من إجراء العملية، وقد يحدث بعد العملية بنسبة قليلة جدًا.
  • وتتم المعالجة من خلال عملية جراحية لمنطقة الورم الدموي.

الإصابة بالعدوى:

  • أن احتمال الإصابة بإحدى أنواع العدوى نادر جدا، مقارنة بالعمليات الجراحية الأخرى. وفي حالة وجود عدوى يقوم الطبيب بصرف المضادات الحيوية الوريدية.

تراكم السوائل:

  • تراكم السوائل تحت الجلد، بالتحديد في منطقة الجرح من الأمور الشائعة حدوثها بعد أي عملية جراحية، إذ أنها تختفي هذه السوائل بصورة طبيعية من خلال امتصاص الجسم لها.

إصابة العصب الحنجري:

  • يوجد أعصاب بالقرب من الغدة الدرقية، وقد يصيب هذه الاعصاب بتلف إما في العصب الحنجري الراجع أو الفرع الخارجي من العصب الحنجري العلوي، إذ أنها من المضاعفات نادرة الحدوث.
  • حيث أنها تؤثر على الصوت و ضيق التنفس وسعال عند التحدث، وقد يتطور إلى التهاب رئوي. وينصح بمراجعة الطبيب الأنف والأذن والحنجرة لإجراء تنظير حنجرة لمعرفة إذ يتوجب الأمر التدخل الجراحي.

ضيق التنفس بعد استئصال الغدة الدرقية

من مضاعفات استئصال الغدة الدرقية حدوث نزيف وهذا النزيف من الممكن أن يستمر في التجمع في منطقة القصبة الهوائية مما يشكل ضغط على الجهاز التنفسي مما يتسبب في صعوبة التنفس.

الدورة الشهرية بعد استئصال الغدة الدرقية

لدى الغدة الدرقية تأثير كبير على الدورة الشهرية وذلك بسبب تأثيرها المباشر على المبايض وتفاعلها الغير مباشر مع بروتين الجلوبين الرابط للهرمون الجنسي (Sex-hormone binding globulin).

ونتيجة لدورها المهم في صحة الجهاز التناسلي فإن اضطرابات الغدة الدرقية قد ينتج عنها اضطرابات بالدورة الشهرية.

في بعض الحالات الطبية؛ قد تحفز الغدة الدرقية على إفراز هرمونات زائدة عن حاجة الجسم مما يسبب ظهور تغيرات شكلية بالغدة الدرقية مثل تورمها و نمو الخراجات أو العقيدات؛ وفي هذه الحالات قد يلجأ الأطباء إلى استئصال الغدة الدرقية.

يؤثر استئصال الغدة الدرقية على غزارة الدورة الشهرية، فعندما يكون إفراز هرمونات الغدة الدرقية كثير أو قليل؛ فإن غزارة الدورة الشهرية إما أن تكون خفيفة أو غزيرة.

إضافة إلى ذلك فإن استئصال الغدة الدرقية قد يسبب حالة طبية تسمى انقطاع الحيض؛ حيث تنقطع الدورة الشهرية عن المرأة لعدة أشهر أو أكثر.

استئصال الغدة الدرقية يمنع الحمل

  1. عملية استئصال الغُدَّة الدَّرَقِيَّة بشكل كامل أو جزئي لا تؤثِّر على الحمل، بشرط الالتزام بأخذ الجرعة المناسبة من الهرمون الدَّرَقِي، وذلك من خلال إجراء الفحوصات الدموية؛ للتأكد من أن الجرعة مناسبة للجسم.
  2. يجب تأجيل الحمل مدة ثلاثة أشهر أو أكثر بعد إجراء العملية، وفي حالة الحاجة إلى جرعات من اليود المُشِعِّ يوصي الأطباء بتأخير الحمل لمدة سنة واحدة على الأقل.
  3. الأفضل المتابعة مع الطبيب المختص قبل التخطيط للحمل؛ لتَلافِي مواجهة أي مشاكل، سواء للأم أو جنينها.

استئصال الغدة الدرقية والجنس

من الجدير بالذكر أن لاستئصال الغدة الدرقية تأثير على الخصوبة عند كل من الرجل والمرأة؛ إذ يؤدي انخفاض مستوى هرمونات الدرقية نتيجة استئصال الغدة الدرقية إلى التأثير سلبًا على عملية الإباضة عند النساء، وقد تُعاني البعض منهن من عدم انتظام الدورة الشهرية، أو فرط الطمث، أو انقطاع الطمث كاملًا، أما عند الرجال فإن لانخفاض مستويات هرمونات الدرقية تأثيرًا سلبيًا على عدد الحيوات المنوية وشكلها وحركتها أيضًا.

نصائح بعد استئصال الغدة الدرقية

غالبًا ما يبقى المريض يومًا إلى ثلاثة أيام في المستشفى بعد إجراء عملية الغدة الدرقية، لذا من المهم اتباع بعض النصائح للعناية بمكان الجرح وتجنب حدوث المضاعفات، إذ تتضمن هذه النصائح ما يأتي:

1. العناية بالجرح

  • غالبًا ما تعد النصائح المرتبطة بالعناية بالجرح من أكثر نصائح ما بعد عملية الغدة الدرقية أهمية، إذ يتم تسكير الجرح بعد إجراء العملية بواسطة الغرز، ومن ثم وضع الشرائط وتغطيتها بالضمادات، وغالبًا ما تبقى الشرائح المعقمة على الجرح لمدة أسبوع، كما يتم إزالة الغرز من قبل الطبيب بعد أسبوع ونصف من إجراء العملية.
  • وعلى الرغم من أن حدوث الالتهابات في منطقة الجرح غير شائع، إلا أنه يجب ملاحظة حدوث احمرار أو تصريف من مكان الجرح، وفي حال حدوث ذلك يجب مراجعة الطبيب فورًا.
  • كما يمكن التقليل من ظهور الندبة مكان الجرح من خلال استخدام واقي الشمس عند التعرض لأشعة الشمس لمدة عام كامل بعد إجراء العملية، وغالبًا ما تتلاشى في شكل خط رفيع قليل الوضوح.

2. التحكم بالألم

  • غالبًا ما يحتاج الشخص بعد إجراء عملية الغدة الدرقية إلى تناول مسكنات الألم خلال الأيام الأولى من إجراء العملية، إذ يمكن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأسيتامينوفين عند اللزوم وحسب تعليمات الطبيب، إذ يعد كيفية إدارة الألم جزءًا لا يتجزأ من نصائح ما بعد العملية الجراحية.

3. النظام الغذائي

  • من الممكن تناول الطعام المعتاد بعد إجراء العملية الجراحية، ولكن في بعض الأحيان قد يشعر المريض بصعوبة في البلع في الأيام الأولى، لذا ينصح في البداية بشرب السوائل وتناول الأطعمة اللينة، مثل الطعام المهروس أو الزبادي، كما ينصح بزيادة الأطعمة الغنية بالألياف للتقليل من الإمساك.

4. تناول الأدوية

يحتاج الجسم لبعض الأدوية عند عملية الغدة الدرقية، نذكر منها ما يأتي:

  • بديل هرمون الغدة الدرقية: إذ يجب تناول حبة يوميًا قبل الإفطار من بديل هرمون الغدة الدرقية وذلك لتعويض الهرمون الذي يجب إفرازه منها للجسم.
  • الكالسيوم: إذ تنخفض مستويات الكالسيوم في الجسم بعد استئصال الغدة الدرقية بشكل مؤقت أو دائم، لذا من الضروري تناول مكملات الكالسيوم لتعويض النقص.
  • فيتامين د: يعطى فيتامين د لتحسين امتصاص الكالسيوم من الجسم.

5. نصائح أخرى

أيضًا تتضمن نصائح ما بعد عملية الغدة الدرقية ما يأتي:

  • أخذ قسط كافٍ من الراحة عند الشعور بالتعب.
  • النوم بشكل جيد، وينصح بوضع وسادتين تحت الرأس لإبقاء الرقبة مرفوعة.
  • تجنب النشاط البدني الشاق أو رفع الأشياء الثقيلة لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع من إجراء العملية.
  • المشي بشكل منتظم، إذ يساهم ذلك في زيادة تدفق الدم وتسهيل حركة الأمعاء.
  • الاستحمام مع إبقاء ضخ الماء بعيدًا عن الجرح، وتجفيف الجرح مباشرةً عند تعرضه للماء.
السابق
تحميل منصة مدرستي للايفون … رابط منصة مدرستي التعليمية
التالي
أعراض اضطراب الهرمونات

اترك تعليقاً