العلوم الإنسانية

مفهوم الاغتراب فى الفلسفة

تعريف الاغتراب بشكل عام

مفهوم الاغتراب

  • إن من الصعوبة بمكان وضع تحليل شامل وعام لمفهوم الاغتراب بالاتفاق مع الحاجة النظريّة لوضع أسسٍ فكريّة للبحث الاجتماعي، بحيث تنعكس في حقيقة استخدام هذا المفهوم في عددٍ من المواضيع الإنسانيّة الفلسفة، والسياسة، وعلم الاجتماع، والفلسفة الوجوديّة، والتحليل النفسي، إضافة لعراقيل أخرى تتعلّق باستخدام هذا المفهوم، حيث إنّ موضوع الاغتراب يتصل بعلم الاجتماع لعلاقة هذا المفهوم بتفسير أحد أنواع السلوك الاجتماعي، لكن هذا التفسير يتّسم بعجزه ولا موضوعيّته في محاولة توضيح القيمة العلميّة لأبحاث ودراسات السلوك الاجتماعيّ، إضافة لهذا فإنّ هذا المفهوم يستخدم في شرح وتوضيح التعصّب العنصري والوعي الطبقيّ، والمرض العقليّ، والصراعات السياسيّة والصناعيّة.
  • تمّ بذل العديد من المحاولات الجديّة في الآونة الأخيرة، والتي تستهدف إعطاء الاغتراب مفهوماً يتغلّب عليه الطابع النظامي والعلمي في آنٍ معاً، خاصة إبان الدراسات التي قام بها الباحث (دي دين وجي نيتلر)، وذلك من خلال بحث نشر في المجلّة الأميركيّة عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وستين تحت عنوان (الاغتراب، معناه وقياسه)، إضافةّ لبحث آخر نشره سابقاً يحمل عنوان (قياس الاغتراب). قام كارل ماركس باستخدام مفهوم الاغتراب في نظريّته الاجتماعيّة والاقتصاديّة بعد تحوير المعنى الأصلي لهذا المفهوم الذي وضعه هيجل سابقاً في فلسفته المثاليّة، والتي تؤكّد أهميّة الملك والدولة بالنسبة للواقع الاجتماعي. يقول كارل ماركس بأنّ ظروف العمل القاسية التي أوجدتها المجتمعات الرأسماليّة، ينتج عنها اغتراب العامل، وذلك من خلال حرمانه من الإمكانيّات والفرص الكافية في سبيل تحقيق الرفاهية الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي يسعى لتحقيقها، ويعتبر العامل شخصاً مغترباً عن وسائل الإنتاج طالما أنّه لا يستطيع الوصول إلى السعادة والقناعة في عمله؛ لأنّه لا يستطيع جني ثمرة جهوده وتعبه، فهو بهذا يحقّق معنى الاغتراب عن الطبيعة الحقيقيّة للإنسان على حدِّ تعبير كارل ماركس. يقترح العالم (إيرك فروم) مجموعة صفاتٍ خاصّة تتعلّق بموضوع الاغتراب أوردها في كتابه (المجتمع السليم)، وتعتبر هذه الصفات مشابهة جداً لتلك التي أوردها ماركس، حيث إنّ الاغتراب بالنسبة لفروم هي تلك الحالة التي لا يشعر بها الفرد بأنّه المالك الفعليّ لطاقته وثروته، بل يشعر بأنّه كائنٌ ضعيف يستند كيانه الوجودي على توفر قوى خارجيّة أخرى لا تمت بأيّ صلةٍ لذاته.

مفهوم الاغتراب في الأدب

  • ويعود أدب الاغتراب إلى ما طرحته الفلسفة الوجودية، بخاصة كتابات “سارتر”أسئلة كثيرة تتصل بوجود الإنسان الحسي والمعنوي في الحياة ، فالإنسان المعاصر إذا انتهى من مشاغله اليومية، استبد به القلق ، بأسئلة محورية عن مبتدئه ونهايته ، فكل شيء حوله هو العدم، ووجوده ذاته سيفضي به إلى الموت في النهاية ، كما أن استبدال أسئلة الميتافيزيقا، بالانكباب على النفس البشرية وتحليلها لن يؤدي في النهاية إلا إلى مزيد من التخبط، لأن النفس البشرية لن تجيب عن أسئلة الماهية.
  • ونرصد – في هذا التوجه – عجز العقل الفلسفي عن تقديم تفسيرات للوجود الإنساني، ولم يفلح التقدم التقني الهائل في تقديم السعادة الكلية للإنسان ، لأن المادية صارت طاغية على النفوس ، وتحول الإنسان إلى شبيه بالمادة أو الإنسان الأدائي المنغمس في متطلبات الحياة ، فازداد الملل وتعاظم الضجر ، ويوازي هذا فقدان الروحانية والعقائد الدينية السماوية التي تجيب عن أسئلة الوجود والغيب، فتخبرنا عما كنا قبل ولادتنا، وعما سنصير إليه عقب موتنا، بل وعن سبب وجودنا في الحياة نفسها ، لأن الفلسفة الحديثة اعتمدت المادية أساسا لها، وأقصت الروحانية ، فتوحش الإنسان المعاصر، وتعلّق بالمال واللذائذ وكلها نكبات للروح.
  • لقد كان الاغتراب – فكرا ورؤية وأحاسيس – شائعا في الكتابة الشعرية خلال عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات في القرن العشرين ، ربما بتأثر واضح من انتشار الفلسفة الوجودية في الإبداع الغربي متجلية في مذهبي السيريالية واللامعقول، مع توافق – دون شك – مع ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية وفكرية في بلادنا؛ تختلف جذريا عما مرت به المجتمعات الغربية المعاصرة من حروب وتدمير وفقدان اليقين، ولكن نزعة الاغتراب التي نلاحظها كانت ضمن التأثر بالأدب الغربي الحديث بشكل عام، بجانب السقوط السياسي والاجتماعي والفكري الذي أصاب المجتمعات العربية، وزيادة تهميش الإنسان، وتسليعه ، وفقدان معاني الانتماء للوطن.
  • وقد ساهمت الإبداعات العربية في انتشار نزعة الاغتراب ، مما أدى إلى تعمق غربة الشاعر /الإنسان وانعزاله ، فبات متأملا للواقع، غير مشتبك معه أو متعارك، وإنما هو منكب على نفسه ، ينأى بها عن آلام واقع طارد أو هكذا تخيّله.

الاغتراب الروحي

  • نظرية كارل ماركس في الاغتراب أو الاستلاب تصف اغتراب (Entfremdung) الناس من بعض جوانب Gattungswesen (“جوهر الأنواع”) نتيجة العيش في مجتمع طبقي. الاغتراب عن الذات هو نتيجة كون الإنسان جزءاً مكانيكياً من الطبقة الاجتماعية ، وهو وضع يجعل الفرد يغترب عن إنسانيته.
  • إن الأساس النظري للاغتراب، ضمن نمط الإنتاج الرأسمالي، هو أن العامل يفقد دوما القدرة على تحديد الحياة والمصير ، عندما يحرم من الحق في تصورأنفسهم مسؤولين عن أفعالهم، من القرار في ماهية تلك الأعمال؛ من تعريف علاقاتهم مع الآخرين؛ ومن امتلاك أغراض قيّمة من سلع وخدمات أنتجوها بعملهم. على الرغم من أن العامل هو إنسان مستقل، بصفته كيانا اقتصاديا، فإن هذا العامل يوَّجه إلى الأهداف ويحوَّل إلى الأنشطة التي تمليها الطبقة البرجوازية ، التي تملك وسائل الإنتاج، من أجل الاستخراج من العامل أقصى مبلغ فائض القيمة ، في سياق المنافسة التجارية بين الصناعيين.
  • كتب كارل ماركس عن نظرية الاغتراب في مؤلفه المخطوطات الاقتصادية والفلسفية 1844 (1927). الأساس الفلسفي لنظرية الاغتراب يعتمد على كتاب جوهر المسيحية (1841) بقلم لودفيغ فيورباخ، الذي ينص على أن وجود إله خارق للطبيعة أدت إلى اغتراب الخصائص الطبيعية للإنسان. وعلاوة على ذلك, في الأنا وذاتها (1845), ماكس شتيرنر زاد على تحليل فيورباخ بأنه حتى مفهوم “الإنسانية” يؤدي إلى اغتراب الأفراد ليفكروا بأبعاده الفلسفية الكاملة؛ رد ماركس وإنجلز على هذه الطروحات الفلسفية في الأيديولوجية الألمانية (1845).

الاغتراب الاجتماعي

  • الإغتراب الاجتماعي هو حالة في العلاقات الاجتماعية تنعكس حسب درجة التفاعل أو التكامل الاجتماعي، والقيم، والأخلاق ودرجة المسافة أو العزلة الاجتماعية بين الأفراد، أو بين الفرد ومجموعة من الناس في مجتمع أو بيئة العمل.
  • فهو مصطلح في اجتماعي وضع من قبل العديد من المنظرين الكلاسيكيين والمعاصرين، فهو مصطلح له العديد من الاستخدامات والضوابط المحددة.

مفهوم الاغتراب الثقافي

  • يعكس الاغتراب ضآلة علاقات الشخص الاجتماعية من حيث الشعور بالاندماج أو بوجود القيم المشتركة بينه وبين محيطه الاجتماعي، وهو مفهوم يعني حالة شعور الشخص بالغربة أو العزلة بين الأفراد، في بيئة العمل والمجتمع.
  • فالفرد لا ينغمس في العلاقات الشخصية أو في أي من المجالات العامة مثل الشؤون العامة والعالمية ويكون لديه الشعور بالعجز وأنه لا يملك هدفاً، لأن الشخص لا يمكنه السيطرة على مصيره ولكن يتم تحديده من قبل عوامل خارجية. 
  • ويُستخدَم المفهوم في عدة مجالات من بينها الاغتراب الثقافي ليشير إلى حالة الشخص النفسية وإلى تكوينه الثقافي بما يمس شخصية أمته الثقافية ومكوناتها.
  • وهذا الاغتراب منشؤه في ظل العولمة لعاملين رئيسين: أولهما العملية التعليمية، فدور المؤسسات التعليمية يجب ألا يكون محصوراً في تشكيل القوى العاملة اللازمة لسوق العمل .
  • وإنما يجب أن تكون قوة موجهة لأبنائنا فكرياً وتربوياً وثقافياً، عليها أن تعمل على تنشئة الأفراد، الذين ينتمون الى المجتمع وهم يعرفون تاريخه ويستوعبون ثقافته ويرتبطون بلغتهم ويندمجون فيه ويتعاملون فيه على أسس احترام الذات واحترام الآخرين والثقة بالنفس، والوعي بالذات القومية ومتطلباتها. 
  • وفي مجال التعليم والتربية فرضت العولمة وجودها في الوطن العربي من خلال ما نشهده من نمو في انتشار الجامعات الأجنبية والمدارس ذات المناهج الأميركية والانجليزية التي تعزز الاغتراب الثقافي، ومع وجود مثل هذه الجامعات والمدارس تراجع الاهتمام باللغة العربية لحساب اللغة الإنجليزية . 
  • وتراجع الاهتمام بالمواد الفكرية والثقافية مثل الدراسات المعنية بالثقافة الوطنية والتاريخ العربي والقضايا الاجتماعية والأدب العربي التي تبني شخصية الإنسان وتعزز انتماءه لثقافة أمته. فالتعليم هو القوى الكامنة التي تعمل على النمو العقلي والبدني والاجتماعي وفرض أنماط القيم الإيجابية المقبولة اجتماعيا لتشكيل شخصية الأطفال والشباب.

مظاهر الاغتراب

مظاهر الاغتراب النفسي :
أورد علماء النفس وعلماء الاجتماع أمثال نتلر , وفروم وسكنر , عدداً من المظاهر لاغتراب من خلال ما قدموه من دراسات وبحوث في هذا المجال , وفيما يلي عرض لأهم مظاهر الاغتراب التي شكلت عوامل مشتركة للعديد من الأبحاث والدراسات .

  1. فقدان القوة :
    يتمثل في شعور الفرد بأنه لا يستطيع التأثير في المواقف الاجتماعية التي يتفاعل معها , وفقدان الشعور بأهميتها , وأن الفرد لا يستطيع توقع ما سيحدث له مستقلاً , ولا يجد تفسيراً مقنعاً لما يحدث من تغيرات في حاضره , وقد عبر سيمان المشار إليه في الحديدي عن ذالك , بأنه الحالة التي لا يتلاءم فيها مفهوم الفرد للتوقعات في التأثير بالأحداث الاجتماعية والسياسية , بمعني أن للفرد محدوداً بأنه يستطيع من خلال سلوكه أن يحقق أي مكافأة شخصية يبحث عنها .
  2. اللامعني :
    الاغتراب هو اللامعني , وهكذا فإن الاغتراب يظهر عند الفرد الذي لا يكون لديه وضوح فيما يعتقد , وكذالك عدم توفر المستويات الدنيا من الوضوح في اتخاذ القرار , فالشخص المغترب يتسم بالتوقع المنخفض لإمكانية القيام بأي نشاطات وسلوكات , وذالك نتيجة للنتائج السابقة للسلوك , وكذالك الفرد بعدم وضوح الأهداف الاجتماعية , وقناعته بأن ما يسعي إليه المجتمع في الوقت الحاضر من أهداف تتعارض مع القيم الإنسانية وتعاليم الدين , وعليه يصبح الفرد يفتقر إلي مرشد أو موجه لسلوكه , ويتعمق الإحساس لديه بالفراغ الهائل نتيجة لعدم توفر أهداف أساسية تعطي معني لحياته وتستثمر قدراته .
  3. اللامعيارية :
    هي تلك المرحلة التي يصبح فيها الفرد مفتقراً إلي المعايير الاجتماعية المطلوبة لضبط سلوك الأفراد , وان معايير المجتمع التي كانت تحظي بالاحترام لم تعد تستأثر بذالك الاحترام الأمر الذي يفقدها سيطرتها على السلوك , وعليه فان اللامعيارية تمثل الموقف الذي تتحطم فيه المعايير الاجتماعية المنظمة لسلوك الفرد , بحيث تغدو غير مؤثرة فيه , ولا تؤدي وظيفتها كقواعد للسلوك , ففي حالة الاغتراب تغرق القيم في خضم الرغبات الشخصية الباحثة عن الإشباع بأية وسيلة , فيشعر الفرد باختلال المعايير الاجتماعية التي اصطلح عليها المجتمع , والمتمثلة في العادات والتقاليد والأعراف وأخلاقيات التعامل التي تحكم السلوك .
  4.  العزلة الاجتماعية :
    هي عبارة عن حالة ينفصل بها الفرد عن المجتمع والثقافة , مع الشعور بالغربة وما يصاحبها من خوف وقلق , وعدم ثقة بالآخرين , وتفرد الذات والإحساس بالدونية تارة وبالتعالي تارة أخري , ويكون ذالك لانعدام التكيف الاجتماعي , أو لضالة الدفء العاطفي , أو لضعف الاتصال الاجتماعي للفرد فالأفراد الذين يحبون العزلة , لا يرون قيمة كبيرة لكثير من الأهداف والمفاهيم التى ينميها المجتمع .
  5.  الغربة عن الذات :
    يعبر هذا المفهوم عن شعور الفرد بانفصاله عن ذاته لعدم القدرة على إيجاد الأنشطة المكافئة ذاتياً , وشعور بأن ذاته الخاصة وقدراته عبارة عن وسيلة أو أداة , ويعبر الفرد عن ذالك بعدم الانتماء واللامبالاة إلي عدم الاهتمام بمجريات الأحداث الاجتماعية , والعزوف عن المشاركة في النشاطات التي عادة ما تثير اهتمام الآخرين وتفاعلهم , وفقدان الدافع لتحقيق النجاح في الحياة ومحدودية الطموحات الشخصية , أما عدم الانتماء فيشير إلي أن الفرد لا ينتسب لجماعته الأساسية ولا يرضي عنها , ولا يشعر بالفخر بها , وكذلك يرفض القيم السائدة والثقافية الخاصة ويشعر بعدم الفخر والامتنان لهذا المجتمع
    وقد تتوفر هذه المظاهر جميعاً بالشخص المغترب وقد تكون بعض هذه المظاهر حسب شدة ومرحلة الاغتراب لديه ( موسى , 2003 ) .

مستويات الاغتراب

الاغتراب عند ماركس

  • يمثل الاغتراب الحالة التي تميز التناقضات القائمة في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع، وهو السيرورة التي يفقد فيها الإنسان ذاته تحت تأثير العوامل الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الدينية، و يصبح عبدا للأشياء المادية فتتصرف فيه السلطات الحاكمة تصرفها في السلع التجارية. فهو الحالة التي يكون عليها العامل عندما يكون العمل مجبرا، أي عندما يكون العمل وسيلة لا غاية في حد ذاته.

و ماركس يوضح أن العمل في النظام الرأسمالي يؤدي إلى الاغتراب في ثلاث مستويات:

  • أولا في مستوى العلاقة الخاصة التي للعامل بما ينتجه : يقول ماركس “كلما تجسد العامل بعمله كلما أصبح العالم الغريب والموضوعي الذي ينتجه قويا وكلما تفقر العامل ذاته ” ذلك أن المنتوج يسبب العامل من فردانيته ويفلت منه في ذات الوقت فهو ليس ملكا له و إنما هو ملكا للآخر.
  • المستوى الثاني من الاغتراب ناتج عن تنظيم العمل : ذلك أن العامل ليس حرا فهو محكوم بالضرورة و نشاطه ليس له خاصية تلقائية الاختيار، فالعمل يبدو واجبا و خاصة لا يحقق إشباع حاجة بل يصبح هو ذاته وسيلة لإشباع حاجة خارجة عنه و هكذا يفقد معناه وغايته بتموضعه في المنتوج و بجعله للعمل وسيلة لا غاية يدخل العامل في سيرورة افتقار تميز الاغتراب .
  • المستوى الثالث ينتج عن هذين المستويين الأولين و يتمثل في اغتراب ماهية الإنسان بما أن العمل لن يكون النشاط الذي يمكن الإنسان من التحقق بل أن الإنسان يضيع و تتشوه ماهيته و تتحطم في سيرورة العمل لأن الإنسان في هذه الظروف الرأسمالية لا يعيش ليعمل بل يعمل ليعيش وليستهلك

 

السابق
دواء أوبتيلون optilone يستخدم لعلاج التهاب العين
التالي
دواء أوبتيمارك Optimark علاج يشارإليه أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي

اترك تعليقاً