الاسره والمجتمع

7 عادات فعالة لتتوقف عن إرضاء الآخرين

7 عادات فعالة لتتوقف عن إرضاء الآخرين

يقول إليانور روزفيلت (Eleanor Roosevelt): “لن تقلق كثيراً بشأن ما يقوله الناس عنك لو علمت أنَّهم قلَّما يفعلون ذلك”، ويقول باولو كويلو (Paulo Coehlo): “عندما تقول “نعم” للآخرين، تأكد من أنَّك لا تقول “لا” لنفسك”.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب هينريك إيدبرك (Henrik Edberg)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في التوقف عن إرضاء الآخرين من خلال عدة أمور يجب الإقلاع عنها.

عندما تعتاد على إرضاء الناس في حياتك، فقد يكون لذلك تأثير خفي وسلبي فيك وفي الأشخاص من حولك أيضاً؛ فعندما تحاول إرضاء الآخرين في حياتك:

  • لا تتصرف على طبيعتك، وتحاول تخمين ما يجب فعله؛ممَّا يُشعِرك بالقلق والتوتر.
  • تشعر أحياناً بأنَّ الآخرين يستغلون عادتك في إرضاء الناس، وبأنَّك غير منسجم مع ما تريده في أعماقك.
  • قد يكون لهذا تأثير غير مباشر في الآخرين من حولك؛فقد يرون ما تخفيه، ويشعرون باضطرابك وقلقك الدفين، ممَّا يصيبهم بالحيرة والانزعاج كونهم يشعرون أنَّك لست صادقاً وصريحاً معهم.

لذا فإنَّ محاولة إرضاء الآخرين طوال الوقت غالباً ما يكون خياراً أسوأ ممَّا قد يظنه المرء في البداية، ولكن كيف يمكنك تغيير هذا السلوك والتوقف عن إرضاء الناس على حساب تطلعاتك واحتياجاتك؟

أود أن أشارككم 7 أفكار وعادات قوية ساعدتني في ذلك:

1. إدراك أنَّ الأمر لا يتعلق بك وبما تفعله أيَّاً كان:

إرضاء الناس غاية لا تُدرَك، ولا يتعلق الأمر بما تفعله أو لا تفعله، بل بالآخرين أنفسهم؛ فربَّما يعود السبب إلى كونهم يمرون بوقت عصيب، أو لأنَّهم  غير معجبين بك، أو غير سعيدين في حياتهم الزوجية، أو يعانون من ديون كثيرة أو من آلام الأسنان التي لا تتوقف، وغيرها من الأسباب التي لا علاقة لك بها.

يمكنك من خلال إدراك هذا والتيقن من أنَّك لا تستطيع جعل الجميع يحبونك أو تجنب الصراع مهما فعلت أن تتخلى عن هذه العادة غير الفعالة والمدمرة.

2. تعلُّم كيفية الرفض:

إن كنت تحب إرضاء الناس، فمن الطبيعي أن تجد صعوبة في رفض طلباتهم؛ ولكنَّه أمر حيوي بالنسبة إليك، ويتعلق بسعادتك ومستويات التوتر لديك، وبقدرتك على عيش الحياة التي تريدها حقاً.

إليك فيما يأتي 5 نصائح جعلت الرفض أمراً سهلاً بالنسبة إليَّ في معظم الأوقات:

2. 1. اكسب ودَّ الآخرين وقدِّم عذرك:

إنَّه لمن السهل على الناس قبول رفضك إذا كسبت ودهم أولاً، فعلى سبيل المثال: قل أنَّك تشعر بالإطراء أو أنَّك تقدِّر عرضهم اللطيف، ثم أضف أنَّك لا تمتلك الوقت الكافي لفعل ما يريدونه منك.

2. 2. صرِّح بمشاعرك إن ألحوا في طلبهم:

قُل أنَّك لا تشعر أنَّ هذا العرض مناسب لحياتك الآن، أو أنَّك تشعر بالإرهاق ولديك الكثير من الالتزامات ولا يمكنك تلبية طلبهم؛ إذ يمكن لإعلام الآخرين بما تشعر به بصراحة أن يساعدهم على فهم موقفك من الأمر بصورة أفضل، ومن الصعب جداً أن يجادلوك بما تشعر به مقارنة بما تعتقده.

2. 3. ساعدهم قليلاً:

إذا كان ذلك ممكناً، فأنهِ ردك باقتراح شخص تعتقد أنَّه يستطيع المساعدة أو أنَّه الشخص المناسب الذي يحتاجون إليه؛ إذ إنِّي أفعل هذا كثيراً عندما أشعر أنَّني أفتقر إلى المعرفة أو الخبرة التي يبحث عنها صديق أو زميل عمل.

2. 4. ذكِّر نفسك بأهمية الرفض:

سيعرفك الناس جيداً ويعرفون حدودك من خلال سلوكك؛ فإذا دافعت عن نفسك ورفضت طلبهم وكنت حازماً بشأن ما لا تريده، سيبدأ الناس في استيعاب ذلك، وتواجه بمرور الوقت مواقف أقل يحاول فيها أحدهم أن يُلِّح أو يضغط عليك لتلبية طلبات لا ترغب في الخوض فيها.

2. 5. اشعر بالذنب بشأن الرفض، لكن لا تتصرف بناء على ذلك:

اشعُر بذلك لفترة من الوقت؛ ولكن في الوقت نفسه، اعلم أنَّ هذا لا يعني أنَّ عليك التصرف بناء على هذا الشعور والموافقة على ما يريدون منك فعله.

3. تذكُّر أنَّ الناس لا يكترثون كثيراً بما تقوله أو تفعله:

يعود سبب تصرفك بطريقة ترضي الآخرين وتعيق تقدمك في الحياة إلى اعتقادك أنَّ الناس يهتمون كثيراً بما تقوله أو تفعله؛ ولكن رغم أنَّك قد تكون الشخصية الرئيسة في حياتك وفي ذهنك، فأنت لست كذلك في حياة الآخرين؛ إذ إنَّ الناس منشغلون بالتفكير والقلق بشأن حياتهم الخاصة، ولديهم ما يكفي ليشغل بالهم كأطفالهم، ووظائفهم، وهواياتهم، وأحلامهم، ومخاوفهم.

قد يجعلك إدراك هذا الأمر تشعر بأنَّك أقل أهمية، ولكنَّه يمكن أن يحررك من كل هذه القيود أيضاً.

4. تعلُّم كيفية التعامل مع النقد والتهجم اللفظي:

إنَّ النصيحة رقم 1 في هذا المقال هي إحدى النصائح التي ستساعدك على التعامل مع النقد والخوف منه؛ إذ يتعلق الأمر في أغلب الأحيان بالشخص الآخر ووضعه في الحياة في الوقت الحالي، وليس بما فعلته أو لم تفعله.

فيما يأتي بعض النصائح التي ساعدتني في التعامل مع المواقف السلبية أو الحرجة:

4. 1. تمهَّل قبل الرد:

خذ نفساً عميقاً إن كنت في محادثة مع شخص ما، أو انتظر بضع دقائق قبل أن ترد على الرسائل في بريدك الإلكتروني الوارد؛ إذ ستقلل من خلال القيام بذلك من خطر لوم نفسك أو ارتكاب خطأ ما؛ حيث إنَّ تهدئة نفسك قليلاً قبل الرد فكرة جيدة دائماً.

4. 2. تذكَّر أنّه يمكنك التغاضي عن الأمر:

لا يتعين عليك الرد على جميع الرسائل السلبية التي قد تتلقاها عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي أو في الحياة الواقعية؛ إذ يمكنك ألَّا ترد، وتتغاضى عن الأمر وتتابع التقدم؛ فصحيح أنَّ هذا لا يُثمِر في كل المواقف، ولكن من الهام أن تتذكر من وقت إلى آخر أنَّ لديك هذا الخيار.

4. 3. لا بأس في الاختلاف:

لقد استغرقت وقتاً طويلاً لأستوعب هذا الأمر، فقد أردت تأييد الناس، ووددت لو أنَّهم يرون الأمور بالطريقة التي أراها؛ ولكن لا بأس إن كان لديكم آراء مختلفة حول بعض القضايا، وترك الأمر عند هذا الحد؛ ففي النهاية، وجدت أنَّ الحياة أصبحت أسهل وأبسط عندما بدأت تقبُّل هذه الفكرة وهذا المنظور.

5. وضع الحدود:

إذا وضعت حدوداً، فسيصبح من الأسهل مع مرور الوقت فعل الشيء نفسه تجاه الآخرين أيضاً؛ كما يمكن أن تساعدك هذه الحدود أيضاً على التركيز على نحو أفضل على ما يهمك حقاً؛ وهذه بعض الحدود اليومية التي ساعدتني في هذين الأمرين:

5. 1. ضبط وقت بدء العمل ونهايته:

لا أعمل قبل الساعة 8 صباحاً، وأُنهي عملي على جهاز الكمبيوتر في الساعة 7 مساءً على أبعد تقدير.

5. 2. العمل في مكانٍ خالٍ من عوامل التشتيت:

أُعطِّل تفعيل إشعارات البريد الإلكتروني وبرامج المراسلة، وأضبط هاتفي الذكي على الوضع الصامت، وأضعه في مكان بعيد عني.

5. 3. التحقق من البريد الإلكتروني مرة واحدة فقط في اليوم:

سيكون من السهل بالنسبة إليَّ أن أفقد التركيز ويكون لديَّ الكثير من الأفكار التي تدور في ذهني في أثناء العمل إذا تحققت من بريدي الإلكتروني باستمرار.

6. تعزيز تقدير الذات:

يُعدُّ هذا أمراً هاماً للغاية؛ فمن خلال تعزيز تقديرك لذاتك، ستحترم نفسك وتعطيها حقها من الاهتمام والرعاية، وتقدر وقتك وطاقتك أكثر، ويصبح من الطبيعي أن ترفض طلباً ما عندما تحتاج إلى ذلك فعلاً، وتصبح قادراً على التخلص من النقد والتفكير السلبي حول ذاتك بسهولة أكبر غالباً.

بالإضافة إلى ذلك، ستكون أقل قلقاً بشأن استمالة الآخرين ليحبوك طوال الوقت؛ ذلك لأنَّك الآن تحب وتقدر نفسك أكثر، ولأنَّ اهتمامك بما قد يعتقده الآخرون أو يقولونه عنك سيقل أيضاً.

7. تركيز اهتمامك على ما تريده من حياتك:

إذا كنت تعرف ما هو الأكثر أهمية بالنسبة إليك وتركز عليه كل يوم، ستبدأ تلقائياً بالرفض والتوقف عن إرضاء الناس على حسابك نفسك؛ ذلك لأنَّك ستركز طاقتك ووقتك على احتياجاتك وتطلعاتك الخاصة.

لن تتقدم في حياتك بعد الآن دون تركيز واضح على الهدف، وهو أمر رائع؛ لكن عندما تفتقر إلى ذلك، فمن السهل أن تقع في فخ مسايرة شخص آخر فيما يريده؛ فكيف تفعل هذا عملياً؟

حسناً، قد يستغرق ضبط ما تريده في أعماقك بعض الوقت، ولكن هذه بداية جيدة:

الخطوة 1، اسأل نفسك: ما هي أهم 3 أشياء في حياتي الآن؟

قد تكون عملك، أو عائلتك، أو حياتك المهنية، أو صحتك، أو هواية التصوير، أو رياضة كرة القدم، أو تحسين حياتك الاجتماعية، أو تبسيط منزلك، أو أي شيء آخر يثير شغفك ويعني لك الكثير.

الخطوة 2، أنشئ 1-3 تذكيرات:

اكتب أهم 3 أشياء لديك على قطعة صغيرة من الورق، وضعها على منضدة سريرك حتى تكون أول شيء تقع عيناك عليه كل صباح؛ كما يمكنك أيضاً تدوين ملاحظات أخرى بالإجابات نفسها لتضعها على الثلاجة وفي مكان عملك.

هناك أيضاً بديل فعال عن الملاحظات الورقية وهو استخدام تطبيق تذكير على هاتفك الذكي، حيث أستخدم تطبيق جوجل كيب (google keep) المجاني لتذكيري بالأمور الهامة في حياتي كل يوم.

لقد ساعدتني هاتان الخطوتان البسيطتان كثيراً في تتبع أولوياتي وتذكير نفسي بها كل يوم حتى لا أبدأ في الانجراف بعيداً عمَّا هو أكثر أهمية بالنسبة إلي.

 

السابق
كيف تحدد وتُنمِّي مَواطن قوتك الشخصية؟
التالي
دواء ايفوريكس – evorex لعلاج الوسواس القهري

اترك تعليقاً