ديني

ما هي الجنة

صفات الجنة

إن للجنة صفات لا تحصى، وفيما يأتي ذكر بعضاً منها مما وردنا عن طريق الوحي:

  • بيوت الجنة: إن بيوت وقصور الجنة تختلف اختلافاً كاملاً عن بيوت الدنيا ولا تشبهها إلا في المسمّى، قال الرسول -عليه السلام- في وصفها: (الخَيْمَةُ دُرَّةٌ، مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا في السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا، في كُلِّ زَاوِيَةٍ منها لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لا يَرَاهُمُ الآخَرُونَ) وهذه القصور تكون لمن قام بحق العبودية لله تعالى، من إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وقيام الليل، و قراءة القرآن الكريم، وترك الجدال والمراء.
  • طعام الجنة وشرابها: إن طعام وشراب الدنيا فيه النافع والضار، وفيه ما يُشتهى وما لا يُشتهى، أما الجنة فشيءٌ آخر، قال الله تعالى: (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ) وقد روى الضحاك عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: في الخمر أربع صفات؛ وهي السكر والصداع والقيء والبول، أما خمر الجنة فمنزّه عن هذه الصفات، أما طعام الجنة ففيه ما تشتهيه الأنفس، قال تعالى: (وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) وأول طعام أهل الجنة زيادة كبد الحوت كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام.
  • لباس الجنة وزينتها: يلبس أهل الجنة من اللباس الفاخر، ويتزيّنون من أجمل الحليّ المصنوعة من الذهب والفضة واللؤلؤ، قال الله تعالى: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ) وهذه الثياب لا تبلى أبداً، وورد عن النبي -عليه السلام- أن ثياب أهل الجنة تخرج من أكمام شجرة مسيرة مائة عام، اسمها شجرة الطوبى.
  • نساء الجنة: وصف القرآن الكريم نساء الجنة بأعظم الأوصاف، ومن ذلك أنهنّ محوّرات العيون، أخّاذات بنظراتهنّ، عظيمات الحسن والجمال، طاهرات قاصرات بطرفهنّ، قال الله تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) وقال نبيّنا الكريم في وصف جمال حور العين: (ولو أنَّ امرأةً منْ نساءِ أهلِ الجنةِ اطَّلعتْ إلى الأرضِ لأضاءتْ ما بينهُما ولملأَتٍ ما بينهما ريحًا ولنَصيفُها على رأسِها خيرٌ منَ الدّنيا وما فيها).
  • غلمان الجنة: قال الله -تعالى- في وصفهم: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا) وهؤلاء الغلمان مخلّدون؛ أي لا يتغيّرون و يبقون على حالة واحدة، ووظيفتهم هي خدمة أهل الجنة وتنفيذ ما يطلبون منهم، وقد شبّههم الله -تعالى- في الآية الكريمة باللؤلؤ؛ وذلك لحسن خلقتهم، أما كلمة منثور فتدل على أنهم مفّرقون في أنحاء الجنة غير مجموعين عند فئة معينة من أهل الجنة، وأنهم دائما مشغولين غير عاطلين عن عملهم، واذا سأل سائلٌ فيمن يكون الغلمان؟ فجوابه: أن العلماء اختلفوا و لكلٍ منهم رأيه، فمنهم من قال أن غلمان الجنة هم أطفال المسلمين الذين يموتون دون سن التكليف، ومنهم من قال أنهم أطفال المشركين، ولكن كان لشيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- رأيٌ آخر ورجّحه على باقي الأقوال، وهو أن الله -تعالى- خلقهم وأنشأهم لخدمة أهل الجنة دون ولادة.
  • أصدقاء الجنة: إن رفاق الجنة لا يتكلّمون إلا الكلام الحسن والطيّب، لأن الله -تعالى- نزع الحقد من نفوس أهل الجنة، وأخرج الضغينة من قلوبهم، قال تعالى: (وَنَزَعنا ما في صُدورِهِم مِن غِلٍّ إِخوانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلينَ).
  • أبواب الجنة: الجنة التي أعدّها الله -تعالى- لعباده المؤمنين عرضها السماوات والأرض، لها ثمانية أبواب، يدخلون منها كل حسب عمله، وهناك من يدعى من أبواب الجنة كلها، ومنهم أبو بكر الصديق قال رسولنا الكريم: (مَنْ أنفقَ زوْجينِ فِي سبيلِ اللهِ نودِيَ مِنْ أبْوابِ الجنَّةِ: يا عبدَ اللهِ هذَا خيرٌ، فمَنْ كانَ مِنْ أهلِ الصلاةِ، دُعِيَ مِنْ بابِ الصلاةِ، ومَنْ كان مِنْ أهلِ الجهادِ، دُعِيَ مِنْ بابِ الجهادِ، ومَنْ كانَ مِنْ أهلِ الصيامِ، دُعِيَ مِنْ بابِ الريانِ، ومَنْ كان مِنْ أهلِ الصدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بابِ الصدَقَةِ. قال أبو بكر: هل يُدْعَى أحدٌ مِنْ تِلْكَ الأبوابِ كلِّها؟ قال: نعم، وأرجو أنْ تكونَ منهم).

الحياة في الجنة

حياة الجنّة ونعيمها قال عليه الصلاة والسلام: (يقول اللهُ جل جلاه: أعدَدتُ لعباديَ الصَّالحينَ ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر علَى قلبِ بشر) [صحيح مسلم]، فالحياة في الجنّة هي غاية المنى وأمل كل حي، وأقصى غايات العبد المؤمن، ففيها ينال المؤمن أجر ما صبر وعمل في الدنيا من خير وفلاح، وأمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر، وصبره على الطاعات وعن المعاصي، فكانت له الجنّة دار راحة لا عمل فيها ولا حساب، دار جزاء له بالخير، يتمتع فيها كيف يشاء برضا ربه سبحانه، وصفة حياة أهل الجنّة تكون كما يأتي:

  • أعمار أهل الجنّة: يدخل المؤمنون الجنّة وهم أبناء ثلاث وثلاثين، وهو السنّ الذي فيه قوة الإنسان وشبابه.
  • مساكن الجنّة: مساكن الجنّة طيبة كبيرة، واسعة، وهي عبارة عن خيام مصنوعة من اللآلئ المجوفة، فهي لبنة من فضة ولبنة من ذهب وتربتها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت.
  • أنهار الجنّة: أنهار ماءٍ عذبٍ صافٍ، وأنهار لبنٍ لم يتغير طعمه، وأنهار خمرة لذة للعباد المؤمنين، وأنهار عسل صافي شديد النقاء، ومنها نهر الكوثر: وهو نهر ضفافه من ذهب، يجري على الدرر والياقوت، تربته من ريح المسك، وماءه أحلى من العسل، ولونه أشد بياضًا من بياض الثلج.
  • نساء الجنّة: نساء طاهرات مطهرات، لا روائح ولا مفسدات، خاليات من أي عيب أو مذمة، حسان الوجه، والأخلاق أيضًا، فلا ينظرن إلى غير أزواجهن، ولا يغادرن خيامهن.
  • طعام الجنّة: طعام الجنّة طيب قريب دان من أهل الجنّة، وطعام الجنّة من أصناف عدة؛ من لحوم الطير المشوية، والفواكه المتنوعة، والثمار التي لا تُعد ولا تُحصى، فيأكل أهل الجنّة مما يشتهون بلا ضرر أو تخمة.
  • أبواب الجنّة: قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73]، تُفتح أبواب الجنّة أمام أهلها استعدادًا لاستقبالهم؛ فهي دار كرامة، وأجمل منزل، أعده الله تعالى لأوليائه الصالحين، فيبشرون من أول لحظة بالدخول إلى منازلهم؛ منازل الخلود والبقاء، وفي قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ} [ص: 50-51]، إذ إن أبواب الجنّة تبقى مفتوحة بعد دخول أهل الجنّة؛ على خلاف حال أهل النار فإن أبواب جهنم تغلق عليهم.

وصف الجنة بالتفصيل

الجنة هي الفوز المبين، والثواب الجزيل، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز.

فيها قصور مشيدة، وحدائق ممتدة، تجري من تحتها الأنهار، ولها رائحة عبقية زكية تملأ جنباتها، فيها أزواج مطهرة، وولدان مخلدون، ورضوان من الله.

بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، راحة أبدية، ومتعة لا تنتهي، الداخل فيها يسعد فلا يبأس، ويخلد فلا يموت أو يفنى شبابه أو تبلى ثيابه.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :

أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ”

ثُمَّ قَرَأَ “فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”. رواه البخاري

” وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” [التوبة: 72]

” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ” [الكهف: 107-108] .

ففي الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من يدخل الجنة ينعم، لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه “. صحيح مسلم

عن عبد الله بن عمرو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً “. رواه البخاري

” يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ ” [الزخرف: 71] .

أبواب الجنة

أول من يقرع باب الجنة، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويتقدم المؤمنون نحو الجنة، فتفتح أبوابها، وتستقبلهم الملائكة بالتهنئة.

ويدخلوها منعمين، خالدين فيها، وللجنة ثمانية أبواب، منها باب للمصلين، وباب للمتصدقين، وباب للمجاهدين، وباب للصائمين، .

وعلى كل باب ملائكة تدعو المؤمنين للدخول من الباب الذي يخصهم، ومن المؤمنين من يدعون للدخول من أبواب الجنة الثمانية.

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أنا أول من يقرع ” أي: باب الجنة. رواه مسلم

” وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ” [الزمر: 73]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة،

ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً “.

رواه البخاري ومسلم

عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم”. رواه البخاري ومسلم

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“من أنفق زوجين في سبيل الله من ماله، دُعي من أبواب الجنة، وللجنة ثمانية أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة،

ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام “.

فقال أبو بكر: والله ما على أحد من ضرر دعي من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم”. النهاية لابن كثير

الجنة ونعيمها

الجنة في القرآن

آيات وصف الجنة في القرآن الكريم أعد الله لعباده المتقين الجنة جزاءً لهم، ففيها أنهار من خمر، وعسل، وحور عين كأنهن المرجان والياقوت، لم يمسسهن قبل أنس ولا جان، وخدم وولدان، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وأعظم نعيم فيها على الإطلاق النظر إلى وجه الله تعالى، وقد ورد ذكر الجنة ووصفها في الكثير من آيات القرآن الكريم، ويمكن ذكر بعض آيات وصف الجنة في القرآن الكريم فيما يأتي:

  • قال الله تعالى في سورة البقرة: ومن آيات وصف الجنة في القرآن الكريم التي جاءت في هذه السورة قوله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
  • قال الله تعالى في سورة الأعراف: {وَنَزَعنا ما في صُدورِهِم مِن غِلٍّ تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ وَقالُوا الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي هَدانا لِهـذا وَما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَولا أَن هَدانَا اللَّـهُ لَقَد جاءَت رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ وَنودوا أَن تِلكُمُ الجَنَّةُ أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ}.
  • قال الله تعالى في سورة الزمر: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ططِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ*وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
  • قال الله تعالى في سورة النحل: {وَقيلَ لِلَّذينَ اتَّقَوا ماذا أَنزَلَ رَبُّكُم قالوا خَيرًا لِلَّذينَ أَحسَنوا في هـذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ وَلَنِعمَ دارُ المُتَّقينَ*جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ لَهُم فيها ما يَشاءونَ كَذلِكَ يَجزِي اللَّـهُ المُتَّقينَ * الَّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبينَ يَقولونَ سَلامٌ ععَلَيكُمُ ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلونَ}.
  • ومن آيات وصف الجنة في القرآن الكريم قال الله تعالى في سورة الكهف: {إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا * أُولـئِكَ لَهُم جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ يُحَلَّونَ فيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلبَسونَ ثِيابًا خُضرًا مِن سُندُسٍ وَإِستَبرَقٍ مُتَّكِئينَ فيها عَلَى الأَرائِكِ نِعمَ الثَّوابُ وَحَسُنَت مُرتَفَقًا}.
  • قال الله تعالى في سورة مريم: {فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا * إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولـئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظلَمونَ شَيئًا * جَنّاتِ عَدنٍ الَّتي وَعَدَ الرَّحمـنُ عِبادَهُ بِالغَيبِ إِنَّهُ كانَ وَعدُهُ مَأتِيًّا * لا يَسمَعونَ فيها لَغوًا إِلّا سَلامًا وَلَهُم رِزقُهُم فيها بُكرَةً وَعَشِيًّا*تِلكَ الجَنَّةُ الَّتي نورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّ}.
  • قال تعالى في سورة الرحمن: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتوتُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
  • قال الله تعالى في سورة الواقعة: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ * مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ*بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ* وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا * وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا*لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ}.

الجنة والنار

الجنة

يرجع أصل كلمة الجنة في اللغة إلى الفعل جن بمعنى ستر، وتُعزى تسميتها بهذا الاسم لكثرة الأشجار فيها بما في ذلك النخيل، وإنّ أشجار الجنة ونخيلها تكون مُلتفّة على بعضها البعض بطريقة تستر ما فيها، وأمّا تعريف الجنة في الاصطلاح فهي الدار التي أعدّها الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين المُوحّدين لتكون لهم جزاءً ونعيماً، فقد أعدّ فيها سبحانه ما تشتهيه أنفسهم وتطيب به أعينهم، وذلك ثواباً لهم على الأعمال الصالحة التي قدموها في دنياهم، وقد ورد اسم الجنة في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، وجاء بمصطلحات مختلفة، منها دار الخلد، وجنة المأوى، وجنة الفردوس، وغير ذلك، وقد جاء في وصفها أنّها بعرض السماوات والأرض، أُكُلها دائم، وظلّها دائم، أي أنّ النعيم فيها مقيم، والمساكن فيها طيبة، والأنهار تجري فيها، وهذه الأنهار على أنواع عديدة، فمنها ما هو من عسلٍ مُصفّىً، ومنها ما هو من ماء نظيف، وأنهار من لبنٍ لم يتغير طعمه ولا رائحته ولا مذاقه.

ومن نعيم الجنة أيضاً: فاكهة بألوانها المختلفة، وخمرة لذّة للشاربين، وتمتاز خمرة الآخرة عن الدنيا بأنّها لا تُذهب العقول وإنّما تُدخل السرور على قلب من يشربها، وملابس أهل الجنة الاستبرق والسندس، أي من الحرير الناعم الطبيعيّ، وإنّ المتقين الذين هم أهل الجنة ومن تبعهم بعمل صالح إلى يوم الدين يتّكئون في الجنة على سُرر، ويطلبون ما يشتهون من لحم طير وغيره، ويُزوّجهم الله تعالى بالحور العين، والحور العين خارقات الحُسن والجمال في عُمُر الشباب لم يطأهنّ أيّ من الإنس أو الجنّ من قبل، وغير ذلك الكثير من النعيم الدائم الذي يصعب حصره في سطور، ويجدر بالذكر أنّ للجنة درجات، أعلاها على الإطلاق الفردوس الأعلى، وأمّا بالنسبة لعدد درجاتها فلم يُعرف على الوجه الأكيد، ولكن ورد فيه آراء، منها أنّ عدد درجاتها بعدد آيات القرآن الكريم، وذلك بالأخذ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأ، وارتَقِ، ورتِّل كَما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا، فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بِها).

النار

تُعرّف النار في اللغة على أنّها اللهب أو الحرارة المُحرقة، أمّا في الاصطلاح فهي الدار التي أعدّها الله تعالى خاتمة لعذاب من كفر به سبحانه، والناس والحجارة هم وقودها، وذلك مصداقاً لما جاء في قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) وكما أنّ للجنة منازل فإنّ للنار دركات، ويُدخل الله تعالى أهل النار الدركات المختلفة بحسب مدى عصيانهم وسوء أعمالهم، وإنّ أسفل دركاتها اُعدّت للمنافقين كما جاء في قول الله جلّ وعلا: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا).

يوجد في النار ألوان من العذاب يتمنى أهلها عندما يرونها لو يفتدون أنفسهم بأيّ شيء، ويمكن تخيل ذلك ببيان أنّ نار الدنيا بحرارتها ولهيبها ما هي إلا جزء قليل من جهنّم، وفي النار سلاسل يُسلك فيها أهلها، وأغلال تُسحب أعناقهم بها، وماؤها حميم، وظلها يحموم، وهواؤها سموم، وعند لفحها للوجوه تتركها عظماً بلا لحم، وتصهر البطون وما فيها، كما أنّ جهنّم ضيقة ينحشر بها الكافرون والمنافقون متراصّين، وذلك زيادة لهم في ألوان العذاب وأشكاله، وأمّا طعام أهل النار فهو الضريع، والضريع شوك مرّ نتن لا يُشبع، وهذا ما يدفعهم لتناول صديد وقيح الأبدان، وشرابهم حميم شديد الحرارة يُقطّع الأمعاء والأحشاء، وثيابهم من نار، وإنّ من شدة ما في جهنّم من عذاب يتمنى أهلها لو يموتون، ولكن يزداد عليهم العذاب.

تعريف الجنة

الجنة في الإسلام هي المكان الذي أعده الله لعباده الصالحين بعد الموت والبعث والحساب مكافأة لهم، وهي من الأمور الغيبية أي أن وسيلة العلم بها هي القرآن والسنة النبوية فقط. والإيمان بالجنة ووجودها هو جزء من الإيمان باليوم الآخر الذي هو أحد أركان الإيمان الستة في الإسلام. ويؤمن المسلمون بأن الجنة دار نعيم لا يشوبه نقص ولا يعكر صفوه كدر، ولا يُمكن أن يتصور العقل هذا النعيم. فقد قال الله في الحديث القدسي: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: Ra bracket.png فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ Aya-17.png La bracket.png[الآية 1]».

السابق
ما فوائد الماء والليمون
التالي
معنى اسم تولين

اترك تعليقاً