ديني

ما الفرق بين التوكل والتواكل

قصص عن التوكل والتواكل




يحكى أن رجلاً متعبداً في قرية كان قدوة للجميع لمستوى تدينه الرائع ، و كان كل أهل القرية يسألونه في أمور دينهم و يتخذونه نموذجاً يحتذى في الإيمان بالل ه.
ويوما ما …. حل طوفان بالقرية أغرقها بالماء و لم يستطع أحد النجاة إلا من كان معه قارب …
فمر بعض أهل القرية على بيت المتعبد لينقذوه فقال لهم : ” لا داعي ، الله سينقذني .. اذهبوا”..
ثم مر أناس أخرون و قال لهم نفس الكلام : ” لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا”..
و مرت أخر أسرة تحاول النجاة بنفس المتعبد و قالوا له :” اركب معنا نحن أخر من في القرية فإن لم ترحل معنا ستغرق” ، فأجاب : ” لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا”..
انتهى الطوفان وتجمع أهل القرية فوجدوا جثة المتعبد فثار الجدل بين الناس ، أين الله؟ .. لماذا لم ينقذ عبده؟… قرر البعض الارتداد عن الدين !..حتى جاء شاب متعلم واعٍ و قال : ” من قال لكم إن الله لم ينقذه ؟… إن الله أنقذه 3 مرات عندما أرسل له ثلاث عائلات لمساعدته لكنه لم يرد أن ينجو!”.
الحكمة : إن الله لا يساعدنا بطرق خرافية ووهمية ، إنما هو يجعل لكل شيء سبباً وعلى الإنسان الاجتهاد و الأخذ بالأسباب كي ينال مساعدة الله .
_ هناك فرق بين التوكل و التواكل…!!
الحمـــد لله الذي تواضـع كل شيء لعظمتـه.. و الحمد الله الذي خضع كل شيء لحكمــه… ..
قـل الحمد لله ..

كيف أتوكل على الله

  • البعد عن الذنوب والمعاصي التي تُغضب الله عز وجل، فإقدام العبد على فعل معصيةٍ ينافي مفهوم التوكل على الله سبحانه. قال تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى).
  • يتحقق التوكل على الله بإيمانِ العبد بأنَّ ما كتب الله سبحانه نافذٌ، وما قدّره الله له كائنٌ، وإن بدت الأمور بعكس ما يريد العبد فعليه الإيمان بأنَّ الله سبحانه قد اختارَ لهُ الأفضل. قال تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
  • تحقيق التوكل لدى العبد لا ينافي السعي والأخذ بالأسباب، التي قدَّر الله عزّ وجل المقدورات بها، وجرت سنة الله في خلقهِ بذلك، فالله سبحانه وتعالى أمر العبد بالأخذ بالأسباب، كما أمرهُ بالتوكلِ عليه سبحانه، فالسعي في الأسباب يكون بالجوارحِ طاعة لهُ، والتوكل على الله يكون بالقلبِ إيماناً بهِ سبحانه، قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)،وقال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ)، وقال سبحانه في سورة الجمعة: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ)، ويغفل الكثير من الناس عن التوكل على الله سبحانه وتعالى، ويقفون على الأسباب الظاهرة المحيطة بهم، ويُتعبون أنفسهم بالأخذِ بالأسباب، ويجتهدون غايةَ الاجتهادِ، ومع هذا كله لا يأتيهم إلا ما كتبهُ الله وقدَّرهُ لهم، ولو أنَّهم إلى جانب أخذهم بالأسباب حققوا التوكل على الله سبحانه بقلوبهم لساق الله إليهم أرزاقهم، مع أدنى وأصغر سببٍ. كما يَسوق للطيور أرزاقها، بمجردِ الغدو والرواح وهو سعيٌ للرزقِ يسير، ولذلك على المسلم أن يتذكر أموراً ثلاث، وهي:
  1. ليس هناك تعارضٌ بين التوكّلِ والأخذ بالأسباب.
  2. يجب على المسلم الأخذ بالأسباب، وإن كانت في نظرهِ ضعيفة في نفسها أو ليس لها تأثيرٌ، فهذه السيدة مريم عندما أراد الله سبحانه أن يُطعمها، أمرها سبحانه بهزِ جذعِ النخلةِ، فأخذت بالأسبابِ رغم ضعفها، روى معاذ بن جبل فقال: (كنتُ ردفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على حمارٍ يقال له عفيرٌ، فقال: يا معاذُ، هل تدري حقَّ اللهِ على عبادِه، وما حقُّ العبادِ على اللهِ. قلت: اللهُ ورسولهُ أعلمُ، قال: فإنَّ حقَّ اللهِ على عباده أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وحقُّ العبادِ على اللهِ أن لا يعذبَ من لا يشرك به شيئًا. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أفلا أبشر به الناسَ؟ قال: لا تبشِّرهم فيتَّكلوا).
  3.  عدم الاعتماد بشكلٍ أساسي وقاطعٍ على الأسباب فقط، وإنَّما يعتمدُ المسلمُ في البداية والنهاية على الله سبحانه، مع أخذهِ بالأسباب، فالله يُقدّر الأمور بأسبابها.
  • يتحقق التوكل بمعرفةِ المسلم أنَّ بتوكلهِ هذا ينالُ رضا الله سبحانه ومحبته، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، ويُجازى المتوكل بالجنة، والتي هي أسمى أماني المؤمن، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ*الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).
  • يتحقق التوكل بشعور العبد بضعفهِ، وفقرهِ، وحاجته لله سبحانه وتعالى، فمهما بلغ من أسباب القوة يبقى ضعيفاً، ويحتاج إعانة الله له في أمور حياته، وفي التغلب على مصائبهِ، وكروبهِ، قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا).

معنى التوكل

التوكل لغةً: هو من وَكَلَ، ويعني الاعتماد على الغير لتسيير أمرٍ ما وتفويضه، وإظهار العجز أمامه، فعندما نقول وكلت أمري لفلان فذلك يعني أنني اعتمدت عليه، ووكّل فلان فلاناً إذا استكفاه أمره ثقةً بكفايته، أو عجزاً عن القيام بالأمر بنفسه، ويُقال وكل إليه الأمر وَكْلاً ووكولاً: أي سلمه وترك، والوكيل الذي يقوم بأمر موكله، بينما التوَكُّل في علم الكلام هو جمع العزم على الفعل في اطمئنان القلب إليه تعالى.

التوكل اصطلاحاً: هو صدق الاعتماد على الله في تسيير الأمور، واستجلاب المصالح، ودفع مضارّ الدنيا والآخرة، فيكون العبد واثقاً مما عند الله تعالى، وراضياً به، ويائساً ممّا في أيدي الناس، قال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) ‏[‏المائدة‏:‏ 23‏‏‏]‏، وقال تعالى‏:‏ (إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) ‏‏[‏يونس‏:‏ 84‏‏]‏.

حكم التوكل على الله

  • التوكل بمعنى الثقة بالله والاعتماد عليه في الأمور كلّها واجبٌ، وأمر به الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة من القرآن الكريم، فأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالتوكل عليه، فقال في كتابه الكريم: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
  • التوكل بمعنى أن يجعل الشخص غيره وكيلاً عنه يتصرَّف في شؤونه فيما يقبل النيابة: فهو جائز.
  • التوكل بمعنى الاعتماد على الله والثقة به والرجوع إليه في كل الأمور، لا يدخل في مباحث الفقه، وإنّما موطنه الأصلي كتب الأخلاق والتّوحيد؛ لأن التوكل هنا من الأعمال القلبية مثل: الإيمان، والتّفكر، والصّبر، والرِّضا بالقضاء والقدر، ومحبَّة الله سبحانه وتعالى ومحبّة نبيّه، ومعرفة الله، وتطهير النَّفس من الرذائل كالحسد، والحقد، والرياء في العمل.

نتائج التوكل على الله

الأول :الاستفادة من الطاقات المادية والمعنوية.
إنّ التوكل على الله يدفع الإنسان إلى أن يبذل قصارى جهده في الاستفادة من طاقاته المادية والمعنوية، بَيدَ أنه لا يعتمد عليها اعتماداً كلياً،بل يعتمد على الله تعالى باعتباره السبب الأقصى والنهائي لكل شيء،وقد جاء في بعض الأدعية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ما يُبين هذا الأمر، كماجاء في أدعية الرزق: ((اللهم يا سَبَبَ من لا سَبَبَله،يا سَبَبَ ُكل ذي سَبَبٍ،يا مُسَبِبَ الأسباب من غِير سَبَبٍ،سَببْ لي سَبَباً لن أستطيع لهُ طَلباً))ففي بعض الأحيان إذا أوصدت جميع الأبواب أمام الإنسان فسوف يجد باباً لا يُوصد أمامه وهو باب الله تعالى،القادر على إزالة الكرب وتفريج الملمة.

الثاني :الاطمئنان والاتزان والسكينة.

إنّ التوكل على الله يُحقق الاطمئنان والاتزان ـ الذي أشرنا إليه فيما تقدم ـ وذلك لأنّ التوكل على الله توأم مع ذكرالله تبارك وتعالى، فمن يتوكل على الله ويرى أنّ الأمور بيده تعالى،فهو ذاكر لله في كنه وجوده وفي سريرة نفسه، ولذا، يقول الله تعالى في الذكرالحكيم: {أَلاَبِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }،فالإنسان إذا بذل قصارى جهده مع السير بثبات من خلال توكله على الله يعيش الاتزان والاطمئنان والسكينة في خطواته.

الثالث :تحمل الصعاب واجتياز العقبات.

إنّ المتوكل على الله يستطيع أن يتحمل الصعاب ويجتاز العقبات الكبرى وأن يواجه أعتا القِوى في العالم من دون خوف، وذلك من خلال التوكل على الله بشرط أن يسير على وفق وطبق المنهج الإلهي، فإذا سار الإنسان على طبق الموازين الشرعية والإلهية معتمداً على نفسه ومتوكلاً على الله، فإنّ الصعاب والعقبات الكبرى تتضاءل أمام ناظريه إلى أن تتلاشى، وبالتالي يتحول ذلك المستحيل إلى ممكن، وذلك الممكن إلى واقع، وقد رأينا في سيرة الأنبياء والرسل، بل وحتى في سيرة الصالحين كيف استطاعوا بالاعتماد على ذواتهم، وبتفعيلهم لقدراتهم الذاتية مع توكلهم على الله تعالى أن يُحققوا الإنجازات الكبرى في التاريخ، فمن ينظر إلى سيرة موسى عليه السلام أو إبراهيم عليه السلام في مواجهة تلك القوه الهائلة وذلك الجبروت الكبير، وكذلك من ينظر إلى سيرة ذي القرنين يجد أنّ الاعتماد على النفس والتوكل على الله توأمان،أمكن بهما تحقيق تلكم الإنجازات
الكبرى.

الرابع :السير وفق المنهج الإلهي.

إنّ المتوكل على الله لابد أن يسير على وفق المنهج الإلهي، مع الأخذ بالأسباب الطبيعة الموصلة إلى النتائج – كما أشرنا إلى ذلك سابقاً – ولذا، نجد أنّ القران الكريم أشار مفصحاً وموضحاً لهذه النقطة بالذات، من خلال قوله تعالى : {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، وهذه الآية هي من غُرر وروائع القران الكريم، وكل آي القرآن الكريم غُرر وروائع، فنلاحظ في هذه الآية أنّ القرآن يأمر النبي(ص) كشرح لمنهج رباني عام أن يستشير ذوي الخبرة والاختصاص في المجالات المتعددة، كي يسير على وفق ما توصل إليه من الاستشارة، مع أننا نعتقد أنّ النبي(ص) هو الأعلم والأفضل والأكمل ولا يحتاج إلى أحدٍ سوى الله تعالى، كما أنالله تعالى يريد من ذلك أن يُؤسس منهجاً ربانياً في القرآن الكريم من خلاله يبلورهذا المفهوم العام، لأنّ المسار العام للإنسان الإلهي لابد أن يكون على وفق الاستفادة من الآخرين في تخصصاتهم وحقولهم العلمية المختلفة، وبالتالي، على الإنسان قبل أن يصل إلى المراحل الأخيرة والنهائية للعزم أن يستشير، كما أنه إذا وصل إلى مرحلة العزم والجزم والجزء الأخير من العلة النهائية ـ كما يُعبر عن ذلك العلماء ـلا يكتفي بذلك وحده، بل يحتاج أن يَقرُنَ ذلك بالتوكل على الله.
والآية عندما تقول: {وَشَاوِرْهُم فِي الأَمْرِ}، فلا يعني ذلك أنّ الإنسان يستشير أي شخص حتى لو كان لا يملك تجربة أو لا يحمل اختصاصاً ، بل الاستشارة تكون لذوي الخبرة وأصحاب الاختصاص، ولكنه مع ذلك لا يركن إلى الأسباب الظاهرية وحدها من دون أن يعتقد أنّ الله تعالى بيده جميع الأسباب وهو مسبب الأسباب – كما أشرنا إلى ذلك فيما تقدم .

الخامس :عدم الغرور والتكبر .

وأيضاً من نتائج التوكل على الله أنّ الإنسان لا يُصاب بالغرور، ولا يعتريه الكبرياء مهماحقق من إنجازات، لأنه يرى أنّ تلكم الإنجازات الكبرى والعظيمة لم تتحقق من خلال ذاته وحدها، وإنما كانت بتوفيق ومعونة وتسديد من الباري تبارك وتعالى، وباعتباره يسير في صراط العبودية المستقيم فلا يُصاب بالغرور ولا تعتريه الكبرياء،لأنّ ذلك يُدلل على وجود مرض وحقارة في ذاته، لا تنسجم مع صراط العبودية ـ الذي أشرنا إليه ـوذلكما يوضحه الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، ولذا،يقول إمامنا الصادق عليه السلام: ((ما من رجل تكبّر أوتجبّر إلا لذلةٍ وجدها في نفسه ))، ويقول عليه السلام أيضاً))ما من أحدٍ يتيه( التيه هو الكبرياء مع اختيال )إلا من ذِلَةٍ يجدها في نفسه ((،وهذا الإنسان المؤمن الذي يسير في ذلك المسار الراشد ويُعلّم أبناءه على السير فيه،لا يجد ذِلَةً في نفسه بتوكله على الله ،{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}.

السادس :معرفة الحدود والقدرات والإمكانيات.

إنّ المتوكل على الله يعرف حدوده، ويدرس إمكانياته دراسةً متقنةً ومقننةً، وهذا يُدلل عليه ما أوضحناه فيما تقدم، غير أننا نشير إليه بتفصيل أكثر، فالإنسان إذا انطلق في قرارته من تهور ودون دراسة أو أقدم على فِعلٍ دون حكمة واستشارة فإنّ النتيجة لنتكون كما يصبو إليه.
وذلك بخلاف، ما لو انطلق من خلال معرفة الحدود والإمكانيات والدراسة الدقيقة والمتوازنة،ثم سار على وفق معرفته لقدراته وإمكانياته، فإنه سيصبح مورداً وموئلاً لتقديرواحترام المجتمع الذي يعيش في كنفه، وبالتالي سوف تتعزز ثقته بنفسه، وسوف يتمكن من التقدم إلى الأمام بخطواتٍ ملؤها الثبات والنجاح، يقول إمامنا أميرالمؤمنين عليه السلام موضحاً لهذا الأمر: (( من وقف عند قَدرِهِ أكرمه الناس))، ويقول عليه السلام: (( من تعدى حدَّه أهانه الناس))، (كتاب الغُرر للآمدي).
إذاً هذه النتائج تترتب على مسألة التوكل على الله، والمربي الناجح الذي يريد أن يُوصل أسرته إلى قمة الكمال لابد أن يُعزز في هذه الأسرة هاتين الجنبتين:
الأولى:الاعتمادعلى النفس بتفعيل الطاقات، والذي قلنا أنّ الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تُشير إلى هذه الأمر بعنوان اليأس عما في أيدي الناس .
الثانية:هو أن يَقرُنَ الثقة بالنفس والاعتماد على ذاته بالتوكل على الله،حتى لا يُصاب باليأس أو يعتريه الغرور، بل يصل إلى شاطئ الأمان وساحل النجاة.

محاضرة عن التوكل على الله مكتوبة

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي فقَّه من أراد به خيرًا في الدين، وشرع أحكام الحلال والحرام في كتابه المبين، وأعز العلم ورفع أهله الذين اتقوه وكانوا به عالمين، أحمده حمدًا يفوق حمد الحامدين، وأشكره على نعمه التي لا تُحصى وإياه أستعين، وأستغفره وأتوب إليه وأتوكل عليه إنه يحب المتوكلين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وبذلك أُمرت وأنا من المسلمين، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله الذي أرسى قواعد الشرع وبيَّنها أحسن تبيين، صلى الله عليه  وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد فيا أيها المؤمنون! اتقوا الله ربكم؛ فإنه أهل أن يُتقى، واشكروه على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، فقد تأذن بالزيادة للشاكرين، وتوبوا إليه فإننا خطاءون وهو الغفور الرحيم .

معاشر المسلمين: إن الخلق مهما تباينت اتجاهاتهم، وتفرقت مذاهبهم، وتباعدت دياناتهم، إلا أنهم مفطورون على الفقر والاحتياج إلى الغير، ولهذا تجد أن غنيهم وفقيرهم وإن تفاوتت طبقاتهم لهم ما يركنون إليه، ويستعينون به ويستشيرونه في أمورهم، ولو انعزل أحدهم عن الناس لضاقت عليه الدنيا بأسرها؛ لأنه خالف الفطرة التي فُطر عليها .

عباد الله: لقد أفلح وأنجح من كان اعتماده وتوكله على الله، وكان لجوؤه وافتقاره إلى الله -عز وجل-، ولقد خاب وخسر من كان لجوؤه وتوكله على مخلوق ضعيف مثله .

أيها الناس: إن التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب، بل إن الإعراض عن الأخذ بالأسباب تواكل وقدحٌ في العقل، ولهذا قرن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بين التوكل والأخذ بالأسباب، وبيَّن ذلك عمليًّا في أثناء حياته، فمن ذلك أنه عليه الصلاة والسلام كان يلبس لأمة الحرب، ويظاهر بين درعين، وكان يطلب الرزق من مظانه، وكان ينهى عن الاتكال المفضي إلى ترك العمل وإنكار الأسباب .

معاشر المسلمين: إن الناظر في أحوال الخلق يرى أنهم أصناف متعددة في باب التوكل فصنف اتكل على ربه، وعلم أن مقاليد الخلق بيده فهو متعلق بالله يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعلم أن الأخذ بالأسباب من تمام التوكل وهؤلاء هم المتوكلون حقًّا.

وصنف آخر: وهم الذين ادعوا التوكل، وهو منهم براء؛ فهم يتركون العمل باسم التوكل، وما ذاك إلا أنهم تكاسلوا عن فعل السبب، وهؤلاء في الحقيقة هم المتواكلون، المخالفون للهدي المحمدي، وفيهم قال عمر لما رأى بعد الصلاة قومًا قابعين في المسجد بدعوى التوكل على الله، فعَلَاهم بدرته، وقال: “لا يقعُدَنَّ أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، وإن الله يقول: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) [الجمعة: 10].

وصنف ثالث: وهم الذي ركنوا إلى الأسباب، واعتمدوا عليها، وأعرضوا عن التوكل؛ فهم في حقيقة الأمر قد اعتقدوا -وإن لم يلفظوا بذلك- أن الأسباب هي التي تفعل وتؤثر بنفسها، وهؤلاء هم المشركون بربهم، الذين خطئوا طريق الحق والهدى، وما ذاك إلا أنهم نظروا إلى الأسباب، فغلوا فيها، وتعلقوا بها، ونسوا بل أعرضوا عن مسببها -سبحانه وتعالى-، وهذا ينبئ عن ضعف اليقين وعدم الإيمان بالغيب، فهم إلى الأسباب الظاهرة يهرعون، وإن هذا لقدح في العقيدة وخلخلة لركائز التوحيد من قلوب المتواكلين .

عباد الله: إن التوكل على الله هو دواء القلوب المريضة، وهو الطمأنينة والراحة الدائمتان، بل هو نسيان القلق والحرص اللذين هما داء كثير من الخلق في هذا الزمن، ولقد أخبر -سبحانه- أنه يحب المتوكلين، ولهذا أمر عباده بالتوكل، فقال: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159],

بل عيَّر –سبحانه- الذين يتوكلون على غيره، وبيَّن أن ذلك من باب العجز والضعف، فكيف يتوكلون على من لا يستطيع لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، وأخبرهم أنه المستحق للتوكل وحده (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) [الفرقان: 58]، فأي مخلوق مهدد بالموت، ولهذا لا يصلح للتوكل عليه، فضلاً عن عجزه وضعفه عن ذلك .

وقال جل وعلا: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) [المزمل: 9]، وأخبر سبحانه أنه لا يضيع من توكل عليه، بل هو ناصره ومؤيده (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]، وأنه كافٍ من توكل عليه (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر: 36]، (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) [النساء: 81].

أيها المؤمنون: إن التوكل هو شعار المؤمنين، وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلون، فهذا نبي الله شعيب لما كاده قومه وهموا بإخراجه قال: (عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) [الأعراف: 89].

وأخبر عن نبيه نوح أنه نصح قومه وواجههم بالحق متوكلاً على الله، فقال: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ) [يونس: 71].

وهكذا نبي الله موسى –عليه السلام- كان يوصي قومه بالتوكل مبينًا لهم أن التوكل هو عامل النصر على عدوهم (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) [يونس: 84].

وهذا نبي الله داود لما هدده قومه بغضب الآلهة عليه، وأنها ستصيبه بالسوء أعلن في وجوههم  أنه متوكل على الله متحديًا لآلهتهم  (قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [هود: 54- 56].

وهذا نبي الله يعقوب لما فقد أحب أولاده إليه يوسف -عليه السلام-، ثم طلبوا منه أخاه الآخر ليؤذن لهم بالميرة، خاطبهم بخطاب يبين عظيم توكله على ربه سبحانه: (وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) [يوسف: 67].

معاشر المؤمنين: إن المتوكل حقًّا هو من يعلم أن الله ناصره ومؤيده، وأنه هو رازقه دون من سواه، فيركن إليه، فبه يعتصم وعليه يتوكل، كما كان حال المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-  أخرج أحمد وغيره من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا غزا قال:  اللهم أنت عضدي وأنت نصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل”..

‌ اللهم إنا نسألك التوفيق لمحابك من الأعمال، وصدق التوكل عليك، وحسن الظن بك. أقول قولي ……

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله عليه يتوكل المتوكلون، وإليه يفزع الخائفون، لا إله إلا هو الإله الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتوكلين من خلق الله أجمعين صلى الله عليه وعلى آل وصحبه أجمعين.

أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا ربكم وعليه توكلوا إن كنتم مؤمنين، واعلموا أن التوكل عمل قلبي، فيجب تفريغ القلب من التوكل على غير الله، فلنقطع آمالنا في الناس، ولنعلقها برب الناس، فالناس أسباب، والله هو المسبِّب فهو خالق الأسباب جميعًا، فمن تعلق بالسبب قطع به، ومن توكل على المسبب أذن في نجاح السبب .

أيها المؤمنون: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21]، ومن تأمل سيرة المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-  رأى فيها صدق التوكل والثقة بالله تعالى وتفويض الأمر إليه .

أخرج البخاري ومسلم من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: “غزونا مع  رسول الله غزوة قِبل نجد في وادٍ كثير العضاه، فنزل رسول الله تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها، قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، قال: فقال رسول الله: إن رجلاً أتاني، وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت، وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتًا في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟ قال: قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قال: قلت الله. قال: فشام السيف، فها هو ذا جالس، ثم لم يعرض له رسول الله”.

وفي رواية فسقط السيف من يده، فأخذه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: “من يمنعك مني؟” قال: “كن خير آخذ”.

ففي هذه القصة تفويض الأمر إلى العزيز العليم، واليقين التام أن ما قدره الله كائن لا محالة، وكذلك إذا تأملت حال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حال الهجرة من مكة ظهر لك ذلك جليًّا.

أخرج البخاري ومسلم من حديث أنسٍ عن أبي بكر -رضي الله عنه- قال: قلت للنبي وأنا في الغار: “لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا”، فقال: “ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما”.. الله أكبر .. أين الجبناء الذين يحسبون كل صيحة عليهم !!

أين ضعفاء اليقين الذين حفيت أقدامهم في طلب الدنيا، وهم يحسبون أن رزق الله يجلبه حرص حريص، فأضاعوا الدين لجلب الدنيا، قال الإمام أحمد: “صدق التوكل على الله أن يتوكل على الله، ولا يكون في قلبه أحدٌ من الآدميين يطمع أن يجيئه بشيء، فإذا كان كذلك، كان الله يرزقه وكان متوكلاً”.

أيها المسلمون:

إن طلبتم النصر والفرج من كربات الدنيا وضيقها فتوكلوا على الله (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 160].

وإذا أعرض عنكم الخلق كلهم، فاربطوا حبائلكم مع الله وتوكلوا عليه (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 129].

وإذا طلبتم الصلح والإصلاح بين قوم فلا تتوسلوا إلى ذلك إلا بالتوكل على الله (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 51].

وإذا خشيتم البأس من أعداء الله أو تسلط الشيطان فلا تلتجئوا إلا إلى الله؛ بالتوكل عليه

(إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل: 99].

وإذا أرتم أن تنالوا محبة الله فعليكم بالتوكل على الله (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].

قال سعيد بن جبير في قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]، قال: “التوكل جماع الإيمان”.

قال ابن رجب -رحمه الله-: “ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين وتعلق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي تُطلب بها الحوائج؛ فإن الله يكفي من توكل عليه كما قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]” .

أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن سعيد بن المسيب أن سلمان وعبد الله بن سلام التقيا فقال أحدهما لصاحبه: إن لقيت ربك فأخبرني ماذا لقيت منه، وإن لقيته قبلك فأخبرتك، فتوفي أحدهما فلقيه صاحبه في المنام فقال: توكل وأبشر، فإني لم أر مثل التوكل قط، قالها ثلاث مرات.

وأخرج أحمد عن سفيان -رضي الله عنه- عمن أخبره أن لقمان -عليه السلام- قال لابنه: “أي بني! إن الدنيا بحر عميق، وقد غرق فيها ناس كثير، فاجعل سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإيمان بالله، وشراعها التوكل على الله، لعلك أن تنجو، ولا أراك ناجيًا” .

أيها المؤمنون: إن التوكل على الله زاد المتقين، وأنس الخائفين، والمعين على طاعة رب العالمين، أخرج مسلم في صحيحه من حديث عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: “يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير” يعني من التوكل على الله.

اللهم اجعلنا ممن توكل عليك فكفيته، واستهداك فهديته، واستنصرك فنصرته…

جزاء التوكل على الله

التوكل علي الله تبارك وتعالى من أعظم العبادات والطاعات وسبب لدخول الجنة  وهو الثقة بالله عز وجل والاعتماد عليه تسليم الأمور إليه في كل الأحوال وفيما يريد من حاجات الدنيا والآخرة وما يخشي منه ويخافه مع القيام بجميع الأسباب التي إذن الله بها ولا يعتمد عليها في حدوث النتائج ، قال تعالى ” {‏وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 23‏.‏‏]وقد جعل الله سبحانه وتعالي التوكل شرطا من شروط الإسلام والإيمان وهو حسيب كل من توكل عليه فيكفيهم إذا استعانوا به ولجئوا إليه واعتمدوا عليه يقول الله عز وجل:” ومن يتوكل على الله فهو حسبه” (الطلاق:3).  والحسيب هو الكافي بعلمه ورزقه وهو حسيب عباده وكافيهم إذا توكلوا عليه حق التوكل.

التوكل علي دليل على صحة إسلام العبد ومن أعظم الأعمال القلبية التي تقربنا إلى الله عز وجل ومن مقتضيات الإيمان التي تقوي الصلة بين العبد وربه فكلما ازداد إيمان المسلم كلما أزداد توكلا على الله تبارك وتعالى وإن ضعف إيمانه ضعف توكله على الله، قال تعالى:” وعلى الله فليتوكل المؤمنون ” [آل عمران: 122]، وفي الآية الأخرى:” وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ” [يونس: 84].

 وقد جعل الله سبحانه وتعالي التوكل عليه سبباً في حب الله للعبد فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” أربع لا يعطيهن الله إلا من أحب: الصمت وهو أول العبادة، والتوكل على الله، والتواضع والزهد في الدنيا” رواه الطبراني .

السابق
ما هي نواقض الاسلام
التالي
طريقة عمل المسخن

اترك تعليقاً