حساب الثلث الأخير من الليل
يتم حساب الثلث الأخير من الليل عن طريق معرفة عدد الساعات بين غروب الشمس وطلوع الفجر، حيث إنّ الليل يبدأ من وقت غروب الشمس وينتهي في وقت طلوع الفجر، فإذا كانت الشمس تغرب الساعة الخامسة مساءً، ويطلع الفجر في الساعة الخامسة صباحاً فإنّ ثلث الليل الواحد مقدار أربع ساعات، وثلثي الليل مقداره ثماني ساعات، وعليه فإنّ الثلث الأخير يبدأ من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى الساعة الخامسة وهي ساعة طلوع الفجر وصلاته، وباستخدام هذه الطريقة يمكن معرفة ثلث الليل ونصفه وثلثيه، وفي المثال السابق تكون الساعة التاسعة مساءً هي ثلث الليل، أما نصفه فيصادف الساعة الحادية عشرة، والثلث الأخير يمتد من الساعة الواحدة حتى الخامسة،[١] ويمكن إذاً حساب الساعات التي توافق الثلث الأخير عن طريق حساب عدد ساعات الليل التي تبدأ بغروب الشمس وتنتهي طلوع الفجر، وتقسم هذه الساعات على الرقم ثلاثة.
فضل الثلث الأخير من الليل
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
“يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ:
مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ” (رواه البخاري، ومسلم). - عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
“مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ،
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ،
ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ” (رواه البخاري). - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
” مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ طَاهِرًا يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى يُدْرِكَهُ النُّعَاسُ لَمْ يَنْقَلِبْ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ
يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه” (رواه الترمذي).
الثلث الأخير من الليل اليوم
يبدأ الليل من غروب الشمس وينتهي وقته بطلوع الفجر، وعليه فإذا كانت الشمس تغربُ على الساعة الخامسة مساءً وإذا كان الفجر يطلع الساعة الخامس صباحاً، فإنَ ثلث الليل مدته 4 ساعات، وثلثي الليل مدته 8 ساعات، وعليه فإنّ الثلث الأخير يبدأ من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى الساعة الخامسة، أي إلى وقت صلاة الفجر، وتمكّننا هذه الطريقة من معرفة نصف وثلث وثلثي الليل، فثلث الليل في هذا المثال يكون في الساعة التاسعة، ومنتصفه هو الساعة الحادية عشر، والثلث الأخير يبدأ من الساعة الواحدة إلى الخامسة
متى ينتهي الثلث الأخير من الليل
ورد في الحديث: ((ينزل الله سبحانه وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل)) الحديث، متى يبدأ الثلث الأخير ومتى ينتهي؟
قد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات النزول وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له . . .
وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات صفة النزول على الوجه الذي يليق بالله سبحانه لا يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[1]، وقال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[2]، فالواجب عند أهل السنة والجماعة إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل مع الإيمان بها واعتقاد أن ما دلت عليه حق ليس في شيء منها تشبيه لله بخلقه ولا تكييف لصفته بل القول عندهم في الصفات كالقول في الذات، فيما يثبت أهل السنة والجماعة ذاته سبحانه بلا كيف ولا تمثيل فهكذا صفاته يجب إثباتها بلا كيف ولا تمثيل ، والنزول في كل بلاد بحسبها؛ لأن نزول الله سبحانه لا يشبه نزول خلقه وهو سبحانه يوصف بالنزول في الثلث الأخير من الليل في جميع أنحاء العالم على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه، ولا يعلم كيفية نزوله إلا هو، كما لا يعلم كيفية ذاته إلا هو عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[3]، وقال عز وجل: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[4]، وأول الثلث وآخره يعرف في كل زمان بحسبه فإذا كان الليل تسع ساعات كان أول وقت النزول أول الساعة السابعة إلى طلوع الفجر، وإذا كان الليل اثنتي عشرة ساعة كان أول الثلث الأخير أول الساعة التاسعة إلى طلوع الفجر وهكذا بحسب طول الليل وقصره في كل مكان. والله ولي التوفيق.
متى يكون الثلث الأخير من الليل في الإمارات
وأضاف المركز أن تحديد توقيت الثلث الأخير من الليل، يتم بحساب عدد الساعات من بعد آذان المغرب وحتى الفجر، ثم يقسم المجموع الكلي للساعات على 3 ، والناتج يبدأ عنده ثلث الليل الأخير.
الثلث الأخير من الليل واستجابة الدعاء
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)}، قيام الليل: من النوافل المطلقة، وحكمه سنة مؤكدة، ولقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- به، ويسنّ للمسلمين قيام الليل؛ اقتداء بالرسول -عليه الصلاة والسلام-، وطلباً للأجر والفضل الكبيرين، ويكون مقدارها إحدى عشر ركعة مع الوتر، أو ثلاث عشرة ركعة مع الوتر.
أكد علماء الفقه الإسلامي أن صلاة قيام الليل تكون بعد صلاة العشاء، وتجوز طيلة الليل إلى قيام الفجر، ويكثر فيها طلب الحوائج والفرج والمغفرة من خلال الاجتهاد في الدعاء، فيعد قيام الليل من أكثر السنن المحببة إلى الله سبحانه، والمستجاب بها الدعاء، وخاصة في الثلث الأخير من الليل بعد نصفه، فيقسم الليل أنصافاً، ثم القيام في الثلث الأول من النصف الثاني، ثم النوم آخر الليل، حيث ينزل الله -جل وعلا- إلى السماء الدنيا في هذه اللحظات، نزولاً يليق بعظمته وجلالته، وتكون فيها ساعة استجابة لا يرد الله بها دعاء العبد.