ديني

مظاهر اليسر في الصلاة

اليسر في الإسلام

حكم الصلاة

تعدّ الصلاة في الدين الإسلامي من أعظم ما أُمر به بعد الشهادتين، ولها مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، والصلاة فرض على كلّ مسلم بالغ عاقل، قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،[١] والصلاة هي عماد الذي لا يقوم إلّا بها، وأوّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله، فصلاح العمل يكون بصلاح الصلاة وفساد العمل يكون بفسادها، كما أنّها آخر ما أوصى به الرّسول محمّد عليه الصلاة والسلام، وممّا يدلّ على عظم مكانة الصلاة أنّ الله لم يفرضها بواسطة جبريل في الأرض، وإنّما فرضها ليلة المعراج فوق سبع سموات، حيث كانت خمسين صلاة ممّا يدلّ على عظمتها ومحبّة الله -تعالى- لها، ومن ثمّ خفف الله عن عباده وجعلها خمس صلوات في اليوم والليلة.

أهمية الصلاة

تعتبر الصلاة شريعة للأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، التي أوحى الله سبحانه وتعالى بها إليهم، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ} فهي ذات أهمية كبيرة، وذات قدر عظيم، فما هي أهمية الصلاة ولذلك ذكر العلماء رحمهم الله سبحانه وتعالى للصلاة عدداً من فوائد الصلاة وأهميتها التي تعود على الفرد وعلى المجتمع،وما يأتي بيان ذلك:

  • في إقامة الصلاة راحة لنفس العبد المؤمن وطمأنينة لقلبه.
  • الصلاة ملجأ للعبد وسلوى له مما يصيبه من الهموم والأحزان[٥]، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
  • الصلاة تعين العبد على ما يصيبه من مصائب وشدائد في حياته[٥]، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} .
  • الصلاة سبب في تحصيل العبد للرزق الطيب الحلال[٥]؛ قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ}.
  • الصلاة وسيلة في حفظ الأمن في المجتمع، والقضاء على الجريمة فيه، وتربية أفراده على الفضيلة والعفة[٥]، قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.
  • الصلاة نورٌ يضيء للعبد ما في الدنيا من ظلمات، ويضيء له قبره وآخرته.
  • الصلاة سبب في حصول النصر والتمكين والأمن والطمأنينة، لعباد الله المؤمنين.
  • الصلاة خلاصٌ للعبد من الجزع عند حدوث الضرّاء، ومن المنع في السرّاء.
  • تعوّد العبد المسلم على تنظيم وقته، واسترواحه من العمل بين فترة وأخرى فيستعيد بذلك نشاطه الذهني ونشاطه الجسمي.

التخفيف في الصلاة

النبي ﷺ أرشد الأئمة إلى أن يرفقوا بالناس، فقال: أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة، فالواجب على الإمام أن ينظر في الأمر وألا يشق على الناس، والقدوة هو النبي ﷺ في أفعاله كلها، لقول الله -سبحانه-: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، فكان -عليه الصلاة والسلام- يصلي صلاة وسطاً ليس فيها إطالة تشق على الناس، فالواجب على الأئمة أن يتأسوا به ﷺ, وأن يقتدوا به في الصلوات الخمس كلها حتى لا يفتنوا الناس وحتى لا يشجعوهم على ترك الصلاة في الجماعة، فإذا صلى صلاة وسطاً ليس فيها مشقة على الناس اجتمع الناس وصلوا جماعة ورغبوا في الصلاة وتواصوا بأدائها في المساجد، ولهذا في اللفظ الآخر: أيها الناس إن منكم منفرين، يعني منفرين من الصلاة في الجماعة، فأيكم أم الناس فليخفف، ولهذا قال النبي لمعاذ: أفتان أنت يا معاذ؟, وقال بعدها: هلا قرأت بسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى, والشمس وضحاها، واقرأ باسم ربك، هذا بعده اللهمصلي عليه وسلم، قبلها أيكم أم الناس فليخفف ثم أرشد إلى هلا قرأت: بسبح اسم ربك الأعلى، وإذا السماء انشقت، وفي بعضها والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، يعني في أوساط المفصل، يعني هذه الصلاة وما يشابهها في العشاء والظهر والعصر، أما الفجر، فكان يقرأ أطول من ذلك، كان ﷺ يقرأ في الفجر بالطور، وق والقرآن المجيد، واقتربت الساعة, والواقعة وما أشبهها -عليه الصلاة والسلام- فالفجر يطول فيها بعض الطول مثل ق ونحوها، وفي الظهر, والعصر, والمغرب, و العشاء, بأوساط المفصل، وفي المغرب في بعض الأحيان بقصاره وفي بعض الأحيان يطول فيها كما فعل النبي ﷺ لكن الأغلب بالقصار.

ماهي الصلاة

الصلاة في الإسلام هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وفي الحديث: «عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله Mohamed peace be upon him.svg يقول: “بُني الإسلام على خمسْ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً”». وقوله أيضاً: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»، وهي الفرع الأول من فروع الدين عند الشيعة  والصلاة واجبة على كل مسلم، بالغ، عاقل، ذكر كان أو أنثى، وقد فرضت الصلاة في مكة قبل هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة في السنة الثانية قبل الهجرة، وذلك أثناء الإسراء والمعراج.

في الإسلام تؤدى الصلاة خمس مرات يومياً فرضا على كل مسلم بالغ عاقل خالي من الأعذار سواء كان ذكرا أو أنثى. بالإضافة لصلوات تؤدى في مناسبات مختلفة مثل: صلاة العيدين وصلاة الجنازة وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف. والصلاة هي وسيلة مناجاة العبد لربه، وهي صلة بين العبد وربّه.

قصص عن يسر الإسلام

السابق
النوافل ومتى تصلى
التالي
وقت صلاة التهجد

اترك تعليقاً