القرآن الكريم

أسباب نزول سورة القلم

سبب نزول سورة القلم

أسباب نزول سورة القلم

  • قال تعالى: “وإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، لم يكن في قريش أحد يساوي بأخلاقه أخلاق محمد بن عبدا لله -صلى الله عليه وسلم-، فما كان أحد يدعوه من أصحابه أو أهل بيته إلا وقال لبيك؛ لذلك نزلت هذه الآية لتُبيّن عظمة أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
  • قال تعالى: “وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك”، نزلت عندما أراد الكفار أن يعينوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيصيبوه بالعين، فعصم الله سبحانه وتعالى نبيه.

أسرار سورة القلم

1. هل تعلم من انت بهذا الكون ؟

image

2. إن قسم الله بحرف (ن) رمز فقط لما يلي :
■ = ن = هي السمكة التي تحمل الأرضين على ظهرها وهي في الماء ..
• وتحتها الثور الكبير.
• وتحت الثور الصخرة.
• وتحت الصخرة الثرى.
• إن الثرى لا يعلمه إلا الله تعالى.
2. اسم السمكة (ليواش) ويقال (لويهاء).
3. اسم الثور (بهموت) أو (تلهوت) أو (ليوتا).
4. اسم البحر تحت السمكة هو (عضواص).
5. حجم البحر عضواص هو صغير جدا من (البحر العظيم).
6. البحر العظيم هو داخل (صخرة جوفاء).
7. يوجد بالصورة نفسها (4000 أربعة آلاف) خرق منها خرق واحد فقط يخرج المياه مدى الحياة إلى الأرض لحياة المخلوقات، مصداقا لقوله تعالى : (وجعلنا من الماء كل شئ حي).
8. طول قلم اللوح المحفوظ ما بين السماء والأرض مخلوق من نور الله تعالى.
9. يقال بأن النون هي دواة الحبر لكتابة أعمال المخلوقات كلها من خير أو شر.وحتى النية المخفية بالصدور. وقد ورد بالأثر (نية المؤمن سبقت عمله).
10. إن الله مدح أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم بما لم يمدح به أي مخلوق آخر حتى موسى عليه السلام وهو كليم الله بذاته.
11. إن الوليد بن المغيرة المخزومي وهو (جد سيف الله المسلول “خالد بن الوليد”) كان من غير صلب والده باعتراف أمه مصداقا لقوله تعالى (زنيم). وقد اعترفت عندما هددها بالقتل لأنه صدق كل الصفات المذكورة بهذه السورة الكريمة. فأراد التحقق الصادق من أمه. لأنه أصلا كان مصدقا للقرآن الكريم ولكن غيورا وحاسدا للرسول (صلى الله عليه وسلم) لعدم تنصيبه ملكا للعرب قبل البعثة النبوية الشريفة.

سبب نزول سورة الحاقة

يتركز سبب نزول سورة الحاقة حول الآية الكريمة: “وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ”[٤]، وقد ورد في سبب نزولها ما ورد في حديث عبد الله بن الزبير، قال: سمعت صالح بن هيثم يقول: سمعت بريدة يقول: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعلي: “إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك وتعي، وحق على الله أن تعي”، فنزلت: “وتعيها أذن واعية”

قصة سورة القلم

في هذه الآيات يستعرض لنا القرآن الكريم قصّة أَصْحَابُ الْجَنَّةِ بمعنى البستان المثمر بكثافة كنموذج لذوي المال الذين غرقوا في أنانيتهم، فأصابهم الغرور، وتخلّوا عن القيم الإنسانية الخيّرة، وأعماهم حبّ المال عن كثير من الفضائل.. فالآيات الكريمة تذكر لنا قصّة مجموعة من الأغنياء كانت لهم بستان كثيرة الثمار والاشجار (بستان مثمر) إلا أنهم فقدوها فجأة، وذلك لعتوّهم وغرورهم وتكبّرهم على فقراء زمانهم.
ويبدو أنّها قصّة معروفة في ذلك الزمان بين الناس، ولهذا السبب استشهد بها القرآن الكريم فإلى الآيات ۱۷ الى ۳۲ من سورة القلم.

من هدي الآيات
يقول الله في بداية هذه الحكاية: «إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ».
المشهور أنّ الجنة المشار اليها في الاية كانت في أرض اليمن أمّا مفردة البلاء تعنى الاختبار وإصابة المصيبة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين: الصرم هو قطع الثمار من الاشجار، ليصرمنها مصبحين اي ليقطعنّ ثمار الجنة في بدايات الصباح «وَلا يَسْتَثْنُونَ»، أي لا يتركون منها شيئاً للمحتاجين فإنّ ذلك ناشيء عن البخل وضعف الإيمان وليس الفقر «فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ» والطائف هو العذاب الذي يأتي بالليل، فمفردة طائف من مادّة (طواف)، وهي في الأصل بمعنى الشخص الذي يدور حول شيء معيّن، كما تستعمل أحياناً كناية عن البلاء والمصيبة التي تحلّ في الليل، وهذا المعنى هو المقصود هنا.
فأصبحت كالصريم: الصريم من مادّة (صرم) بمعنى (القطع) وهنا بمعنى (الليل المظلم) أو (الشجر بدون الثمار) أو (الرماد الأسود) لأنّ الليل يقطع عند مجيء النهار، كما أنّ النهار يقطع عند مجيء الليل، ولذا يقال أحياناً لليل والنهار (صريمان)، والمقصود بذلك هو: البلاء السماوي الذي تمثل بصاعقة عظيمة – فيما يبدو- أحالت البستان إلى فحم ورماد أسود.
فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ: فإنّ اصحاب البستان كانوا على تصوّرهم أنّ أشجار جنتهم المملوءة بالثمر، جاهزة للقطف: «فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ، أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ»:
(أغدوا) من مادّة (غدوة) بمعنى بداية اليوم، وكلمة صارمين بمعنى عازمين على الصرم أي القطع.
وعلى ضوء المقدّمات السابقة: «فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ» فهم كانوا يتكلمون بهدوء حتى لا يصل صوتهم إلى الآخرين، ولا يسمعهم مسكين، كى لا يأتي لمشاركتهم في عملية جني الثمر أو تناول شيء من الفاكهة.
وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ: حرد على بمعنى الممانعة التي تكون توأماً مع الشدّة والغضب، نعم إنهم كانوا في حالة عصبية وإنفعالية من حاجة الفقراء لهم وإنتظار عطاياهم، ولذا كان القرار بتصميم أكيد على منعهم من ذلك، عبارة إنا لضالون تعنى عدم إهتدائهم إلى طريق البستان أو الجنة.
ثمّ أضافوا: «بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ» أي أردنا أن نحرم الفقراء والمحتاجين من العطاء إلاّ أننا حرمنا أكثر من الجميع.
«قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ»، اي ألم أقل لكم اذكروا الله بالتعظيم وتجنبوا مخالفته واشكروا نعمته وامنحوا المحتاجين شيئاً ممّا تفضّل الله به عليكم.
تستمّر الآيات فتقول «فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ»، اي أنّ كلّ واحد منهم في الوقت الذي يعترف بذنبه، فإنّه يلقي بأصل الذنب على عاتق الآخر، ويوبّخه بشدّة.

قصة أَصْحَابُ الْجَنَّةِ

كان في قديم الزمان رجل صالح وله بضعة أولاد… قصّ الله علينا قصتهم في سورة القلم.
كان لذلك الشيخ الصالح بستان جميل عامر بمختلف أنواع الأشجار المثمرة، وجداول الماء العذب تسقيها، فتعطي تلك الأشجار فواكة لذيذة وكثيرة ومتنوعة.
وكان ذلك الشيخ قد جعل نصيباً من تلك الثمار للفقراء والمساكين، الذين كانوا يتوافدون أيام قطافها إلى البستان، ليأخذوا نصيبهم منها، وكان الشيخ يعطيهم ممّا رزقه الله بنفس طيبة وقلب سعيد، لأنه كان يعرف أنه بذلك يرضي الله تعالى، ويدخل السعادة على قلوب أولئك المعذّبين.
وكان جميع أولاد الشيخ الصالح – إلاّ واحداً منهم – يكرهون فعل أبيهم، ويعتبرونه تبذير أو إنفاقاً في غير موضعه حتى إذا ما مات أبوهم الشيخ، قرّروا أن يحتكروا ثمرات البستان لأنفسهم، ليكثروا مالهم، ويسعدوا أنفسهم وأولادهم، وليذهب الفقراء إلى حال سبيلهم.
قال أحدهم: لقد صار البستان لنا، وسوف نجني منه الكثير.
وقال الثاني: ولن ندع الفقراء يقتربون منه.
وقال الثالث: ولن يطمع الفقراء بعد اليوم بشيء منه.
قال أوسط الإخوة، وكان معجباً بأبيه وبكرمه وإنفاقه على الفقراء وَالْمَسَاكِينِ: أنصحكم أن تسيروا على ما كان يسير عليه أبوكم، فالله سبحانه وتعالى قد جعل للفقراء والمحتاجين حقاً في هذا المال.
قال كبيرهم: إنه مالنا… وليس لأحد حق فيه.
قال أوسطهم: بل إنه – كما كان يقول أبونا – إنه مال الله، وقد استودعنا الله إياه، وللفقراء نصيب فيه.
إشتدّ الجدال وطال الحوار، وغلب الأخ الأوسط على أمره، وائتمر الإخوة فيما بينهم، أن يبكروا إلى تلك الجنة الدانية القطوف، وأن يأخذوا كل ما فيها من فواكه وثمار قبل أن ينتبه الفقراء والمساكين ويأتوا – كعادتهم أيام أبيهم – ليأخذوا حصتهم ونصيبهم منها.
نام الإخوة الأشحّاء على أحكام الغد الممتلىء بالغنى والثروة، واستيقظوا في الجزء الأخير من الليل، وبادروا إلى بستانهم، وعندما وصلوا إليه وقفوا ذاهلين، فقد كان البستان قاعاً صفصفاً، فقد احترق بأكمله.
قال كبيرهم: لا… لا… هذا ليس بستاننا.
قل الآخر: إنّ بستاننا جنة تجري من تحتها الأنهار، وهذا خراب.
قال أوسطهم: بل إنه بستانكم … قد أرسل الله عليه طائفاً من البلاء جعله كما ترون، لأنكم لم تفعلوا كما كان يفعل أبوكم، ولم ترضوا بما أعطاكم، لم تعطوا الفقراء حقهم الذي فرضه الله لهم في بستانكم .. ولقد نصحتكم، ولكنكم لا تحبّون الناصحين.

من هدي الائمة (عليه السلام)
ورد في حديث عن الإمام الباقر (عليه السَّلام) أنه قال: إنّ الرجل ليذنب الذنب، فيدرأ عنه الرزق، وتلا (عليه السَّلام) هذه الآية: «إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ، وَلا يَسْتَثْنُونَ، فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ».
وعن الامام الصادق (عليه السَّلام): كنت آمر إذا أدركت الثمرة ان يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس ويأكلوا، وكنت آمر في كل يوم أن يوضع عشر بنيات يقعد على كل بنية عشرة كلّما أكل عشرة جاء عشرة أخرى يلقى لكلّ نفس منهم مدّ من رطب، وكنت آمر لجيران الضيعة كلّهم الشيخ والعجوز والصبي، والمريض والمرأة ومن لا يقدر أن يجيء فيأكل منها لكلّ إنسان منهم مدّا.

دروس وعبر

جُبِلَ الإنسان وطبع على حبّ المال، ويمثل هذا الحبّ غريزة في نفسه، لأنّ له فوائد شتى، وهذا الحبّ غير مذموم إذا كان في حدّ الإعتدال، وجعل نصيباً منه للمحتاجين، وهذا لا يعني الإقتصار على أداء الحقوق الشرعية فقط، بل أداء بعض الإنفاقات المستحبّة.
فالتعلّق بالمال حينما يكون بصورة مفرطة وجشعة فهو يأخذ شكلاً منحرفاً وأنانياً، وقد لا يكون بحاجة إليه، فحرمان الآخرين والإستئثار بالأموال والتلذّذ بحيازة النعم والمواهب الإلهية دون سواه، مرض وبلاء كما نلاحظ في حياتنا المعاصرة، مفردات ونماذج كثيرة في مجتمعاتنا البشرية تعيش هذه الحالة.
البلاء والعذاب والمرض والمشاكل الاجتماعية والفردية والغلاء والتضخم وما شابه، كلّ ذلك ليس عقوبة دائماً فإنّ الله قد يستهدف من العذاب تربية الانسان وإيقاضه من غفلته.
مثل العذاب الذي أنزل على أَصْحَابُ الْجَنَّةِ الدينوية هذه، بناءً على رأي اولئك الذين يرون أنّ توبتهم قد قبلت، بعدما أعربوا عن ندمهم، لينتهجوا بعدها نهج أبيهم في الانفاق على الفقراء والمساكين، ممّا وفر الأرضية لأن يرزقهم الله الجنة مرة اخرى.
اجل قصّة «أَصْحَابُ الْجَنَّةِ»، هي كشف وتعرية واضحة لنفسيات مريضة لأصحاب الأموال الذين يستأثرون بالخير والنعم والهبات الإلهية، ويؤكدون ذلك بحصرها فيهم دون سواهم … ويتجسّد هذا المعنى في الخطّة التي أعدّت من جانب أَصْحَابُ الْجَنَّةِ في حرمان المحتاجين، بالتفصيل الذي ذكرته الآيات الكريمة.
وهذا مثل ضربه الله لكفار قريش، فيما أنعم به عليهم من إرسال الرسول الكريم إليهم، فقابلوه بالتكذيب والمخالفة، «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ».

سبب نزول سورة الجن

سبب نزول سورة الجن

بينما كان النبي – عليه الصلاة والسلام – متوجهاً هو وأصحابه إلى سوقِ عُكاظ، لاحظ الجن أنَّ أمراً ما استجدَ وتغير؛ فبعدَ أنْ كان الجن يسترقونَ السمع إلى خبر السماء وما يُقدرُه الله تعالى للخلائق من أمورِ الغيب، أصبح الأمر صعباً وشاقاً للغاية، فقد سخر الله تعالى الشُهُب والنيازك تَتَربص بالجن الذين يسترقون السمع، وتقذفهم من كل جانبٍ يأتونَ منه.

جاءَ الجن إلى أقوامهم لِيُعلِموا الخبر ويستبينوا المسألة فقال بعضهم: أذهبوا في مشارق الأرض ومغاربها حتى تعلموا ما استجد من أمر ذلك، فذهب بعضهم نحو تهامة إلى رسول الله – عليه الصلاة والسلام – وهو يُصلي بأصحابهِ صلاة الفجر، وفي هذه اللحظات استمع الجن إلى آيات القرآن الكريم فعلموا الأمر، فسارع الجن إلى أقوامهم يعلمونهم الخبر وكيف أنّهم استمعوا إلى القرآن العجب الذي لم يَسبق لهم سماعُ مثل آياته.

آمن الجن بدعوة الله تعالى وامتثلوا لرسالة التوحيد بعد أنْ أدرَكوا أنّهم لنْ يعجزوا الله تعالى في الأرض، وبعد أنْ أدركوا أنَّ الرّشد والبعد عن الضلالة هو السبيل الوحيد لنيل رضى الله تعالى وثوابه، ونَعتَ الجن حال البشر الذين يلوذون بالقاسطين منهم ظانين أنّ عندهم الخبر واليقين، وهم في واقع الحال لا يزيدونهم إلا رهقاً وتعباً وعجزاً.

سبب نزول سورة الملك

نزلت في المشركين الذين كانوا يتهامسون للنَيل من الرّسول محمد – عليه الصلاة والسلام – ، وكانوا يقولون لبعضهم البعض: (أسروا قولكم، حتى لا يسمع قولكم إله محمد)، فأخبر جبريل – عليه السلام – النبي بقولهم هذا وسعيهم للنيل منه، فنزلت الآية من سورة الملك (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).

سبب نزول سورة نوح

ذكر أهلُ العلم في كتب التفسير أنّ مقاصد نزول القرآن الكريم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- متعددةٌ ومنها: التعليم والترغيب والترهيب وذِكر الأحكام والإخبار عن الغيبيات وسرد القصص وغيرها من المقاصد؛ ولهذا توجد سورٌ في القرآن الكريم لم يرتبط نزولها بسببٍ معينٍ وإنما نزلت على النبي -عليه الصلاة والسلام- لغايةٍ أخرى ومن هذه السور سورة نوح، فهي واحدةٌ من القَصص القرآني المتكرّر في أكثر من سورةٍ ثمّ أفرد الله تعالى قصة نوحٍ مع قومه بسورةٍ مستقلّةٍ وفي ذلك إشارةٌ إلى طول الفترة الزمنيّة التي قضاها نوحٌ في دعوة قومه إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأوثان التي يعبدون من دون الله، فكانت النتيجة إمعانهم في الكفر حتى تواصوا به جيلًا بعد جيلٍ إلى أن توجه نوحٌ -عليه السلام- بالدعاء إلى ربه كي يُنزل بهم العذاب الأليم بعد أن يئس من إيمانهم، وقد أنزل الله هذه السورة على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من غير مناسبةٍ أو سببٍ إنما لغاية تثبيت الرسول والربط على فؤاده وتسليتِه بقصص من قبله من الأنبياء الذين قوبلوا من أقوامهم بالكفر والتكذيب والعِناد كما فعل كفار قريشٍ بل كانوا أسوأ وأضلّ سبيلًا، وأيضًا بثّ الثقة في نفوس المؤمنين بأنّ نصر الله قادمٌ لا محالة كما نصرَ نوحًا ورهطه على قومهم الكافرين، كما أنّ في إخبار الرسول عن قصة نوحٍ دليلٌ على صِدق نبوته وأنّ الله هو من أطلعه على ما مضى قصص الأقوام.

السابق
فوائد الكركم مع العسل على الريق
التالي
قارة آسيا وتضاريسها

اترك تعليقاً