أمراض الغدد

أنواع تضخم الغدة الدرقية

تضخم الغدة الدرقية البسيط

تُفرز الغدّة الدرقية هرمونات تتحكم في كيفية استهلاك خلايا الجسم للطاقة، بما يُعرف بعملية الأيض ، وفي الحقيقة يعتبر عنصر اليود من العناصر المهمة لمساعدة الغدّة على تصنيع هذه الهرمونات، ولذلك يُعدّ نقص اليود هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بتضخّم الغدّة الدرقية البسيط، ومن الأسباب الأُخرى لتضخم الغدة الدرقية البسيط نذكر:

  • الإصابة بمرض مناعي ذاتي (Autoimmune Disease)، تُهاجم فيه خلايا الجهاز المناعي الغدّة الدرقية.
  • التدخين.
  • تناول بعض أنواع الأطعمة، كالفول السوداني، والصويا، ومشتقات البروكلي والملفوف.
  • الإصابة بالعدوى، وتُعدّ سبباً نادراً.
  • الإصابة بالدُراق العُقيدي السّام (Toxic Nodular Goiter)، ويُقصد بذلك تضخّم الغدة الدرقية، حيث تحتوي الغدة على عُقيدات صغيرة تسبب زيادة إفراز هرمونات الغدة.

أنواع تضخم الغدة الدرقية

أولاً: تضخم الغدة الدرقية المنتشر السلس:

يُسبِّب تضخم الغدة الدرقية المتشر السلس ظهور كتلة في مُقدمة الرقبة، وفي الحقيقة، قد تؤدي هذه الحالة إلى زيادة أو انخفاض في نشاط الغدة الدرقية، ومن أنواعه تضخُّم الغدة الدرقية المُنتظم المُنتشر ، إذ تتمثل هذه الحالة بتضخّم كامل الغدة الدرقية، وهُناك العديد من الأسباب المؤدية للإصابة بها، والتي نذكر منها ما يأتي:

التهاب الغدة الدرقية: ومن أسباب الإصابة بهذه الحالة ما يأتي:

  • التهاب الدرقية لهاشيموتو (Hashimoto’s thyroiditis)، وهو أحد اضطرابات المناعة الذاتية.
  • الخضوع للعلاج الإشعاعي في منطقة الرقبة.
  • الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية.

داء غريفز: (Graves’ disease)، وهو أحد انواع أمراض المناعة الذاتيّة المُسبِّبة لإنتاج كميّات كبيرة من هرمون الثيروكسين.

تناول بعض الأدوية: مثل الليثيوم (Lithium) والأميودارون (Amiodarone).

أسباب أخرى: وتتضمّن:

  • العوامل الوراثية.
  • نقص مستوى اليود في الجسم.
  • الأمراض المؤدية إلى اضطرابات في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.

ثانياً: تضخم الغدة الدرقية العقيدي:

ويتميز بوجود كُتل في الغدة الدرقية، ومن الجدير بالذكر أنَّ معظمها غير ضار، ولكن يُنصَح بمراجعة الطبيب؛ بهدف تشخيص الحالة وتقييمها على النّحو الصحيح، وقد تُوجد على شكل عقيدة مفردة، أو عدّة عقيدات، وقد تتطّب بعض الحالات اللجوء للجراحة خاصّة في حال أثرت في عمليات البلع أو التنفُّس، أو إذ أثرت على المظهر الخارجي للشخص، أو في حال الاشتباه بوجود عقيدة سرطانية، أما في حال كانت العقيدة نشِطة؛ بحيث تُفرز كميّات كبيرة من الهرمونات فيتمّ علاجها بالأدوية، أو اليود المشِّع، أو الجراحة، ويُمكن بيان أنواع العقيدات على النّحو الآتي:

  • عقيدات غروية ومفرطة التنسُّج: (Colloid and Hyperplastic nodules)، وعادةً ما تكون حميدة.
  • الورم الغدي: (Thyroid adenoma) ويكون حميداً، ولكن يتمّ استئصاله جراحيّاً في معظم الأحيان للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانيّة.
  • الكيس الدرقي: (Thyroid cyst)، وهو عبارة عن كيس يحتوي على سائل، وعادةً ما يُعالج عن طريق الخزعة بالإبرة الدقيقة.
  • سرطان الغدة الدرقية: ويُمثل أحد السّرطانات النّادرة، ولكنّ احتماليّة التّعافي من هذا المرض مُرتفعة.

ثالثا: تضخم الغدة الدرقية خلف عظم القص:

وهو عبارة عن امتداد الأنسجة المكوِّنة للغدة الدرقية أسفل فتحة الصّدر العلوية، إذ يقع ما نسبته 50% أو أكثر من الكتلة المُتضخّمة في المنْصِف ، وفي الحقيقة، تزداد هذه الحالة شيوعاً بين النّساء، خاصّة ما بين الخمسين والستين من العمر، وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين منه، ويُمكن بيانهُما على النحّو الآتي:

  • الأساسي: ويُمثل النّوع النادر، وتنتج هذه الحالة عن وجود أنسجة للغدة الدرقية في المنْصِف، بحيث تكون هذه الأنسجة غيرُ متّصلة بأنسجة الغدة الدرقية الموجودة في الرقبة، إذ تستقبل هذه الأنسجة الشاذة ترويتها الدموية بشكلٍ مُنفصل.
  • الثانوي: وفيها تتواجد انسجة الغدة الدرقية في العنق بصورةٍ طبيعية، ولكنّها تنزاح نحو المُنصف إلى الأسفل نتيجة الجاذبية، والضغط السّالب داخل الصدر، والسّحب الناتج عن عملية البلع، بالإضافة إلى وجود حواجز تمنع انزياح الأنسجة نحو اتجاهاتٍ أخرى، وتجدر الإشارة إلى اتصال هذه الأنسجة المُنزاحة بالأنسجة الأصلية، واستقبالها لذات التروية الدموية.

هل انتفاخ الغدة الدرقية خطير

عادة وفي معظم الحالات يكون تضخم الغدة الدرقية بسيطاً ولا يترافق مع إلتهاب أو ظهور أعراض شديدة أو أي تأثير على وظيفة الغدة، كما لا يكون هناك سبب واضح للإصابة، أما في بعض الحالات النادرة، يكون تضخم الغدة الدرقية ناتج عن الإصابة بالسرطان.

تضخم الغدة الدرقية السرطاني

يتطور سرطان الغدة الدرقية (Thyroid cancer) داخل خلايا الغدة الدرقية، التي هي عبارة عن غدة تشبه الفراشة في شكلها، موجودة في قاعدة الرقبة، تحت تفاحة آدم (جَوزة الحلق – Adam’s apple) بقليل. تنتج الغدة الدرقية هرمونات وظيفتها تنظيم معدل نبض القلب، ضغط الدم، درجة حرارة الجسم والوزن.

ومن المُلاحظ، في السنوات الأخيرة، أن نسبة المصابين بسرطان الغدة الدرقية (Thyroid cancer) في ازدياد مستمر، الأمر الذي يحصل، بحسب رأي الأطباء، نتيجة لتطوير تقنيات جديدة تمكن من اكتشاف أورام سرطانية صغيرة جدًا في الغدة الدرقية لم يكن في الإمكان اكتشافها حتى الآن.

وغالبا، لا تظهر أعراض سرطان الغدة الدرقية في مراحل المرض المبكرة، لكن الورم السرطاني في الغدة الدرقية قد يسبب الأعراض التالية:

  • كتلة تظهر تحت الجلد يمكن تحسسها عند لمس منطقة الرقبة
  • ظهور تغيرات في الصوت، تشمل بحة تتفاقم باستمرار
  • مشاكل في البلع
  • آلام في الرقبة والحلق
  • انتفاخ الغدد اللمفاوية في منطقة الرقبة

هل تضخم الغدة الدرقية يسبب الاختناق

من الممكن أن يتسبب تضخم الغدة الدرقية بحدوث ضيق في التنفس ، حيث أنه عند أداء أي نشاط بدني بسيط يبدأ الشخص يشعر بضيق التنفس، ويتزايد عدد ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم أو على العكس ينخفض، فقد تكون هذه إشارة إلى اضطراب عمل الغدة الدرقية.

علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة

يُلجأ للخيارات الجراحية في علاج تضخم الغدة الدرقية في حال كان التضخم كبيراً لغاية تسببه بالانزعاج للمصاب أو تأثيره في قدرة الشخص على البلع والتنفس، أو في حال المعاناة من عقيدات الغدة الدرقية التي تتسبب بفرط نشاطها، وعلى أية حال إنّ الجراحة لا يُشترط فيها استشصال الغدة بأكملها، وإنّما يمكن أن يقتصر الأمر على استئصال جزء منها، وبعيداً عن الخيارات الجراحية، هناك عدد من الطرق العلاجية التي يمكن اللجوء إليها لعلاج تضخم الغدة الدرقية، نذكر من هذه الطرق ما يأتي:

  • تعديلات نمط الحياة: في حال كان الغذاء هو السبب وراء الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، فيمكن عندها إجراء ما يأتي:
  1. الحرص على تناول كمية كافية من اليود، وخاصة في حال الحمل، والرضاعة، وكذلك للأطفال والرضّع، وإنّ المعدل اليومي الذي يُنصح به من اليوم هو 150 ميكروغراماً، وهذا ما يُعادل نصف ملعقة كبيرة من الملح المُدعّم باليود، ومن مصادر اليود أيضاً: المأكولات البحرية مثل الجمبري، وحليب البقر، واللبن.
  2. الامتناع عن فرط استهلاك اليود: هناك بعض الحالات التي يكون فيها السبب وراء الإصابة بتضخم الغدة الدرقية هو استهلاك كميات كبيرة من اليود، وعلى الرغم من نُدرة حدوث هذه الحالات، إلا أنّها واردة وممكنة، ويجدر في مثل هذه الحالات الحدّ من تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على اليود.
  • العلاج بالمراقبة: يلجأ الطبيب المختص لمبدأ العلاج بالمراقبة القائم على الاكتفاء بمشاهدة الحالة ومتابعتها دون إجراء تدخل طبيّ في الحالات التي يكون فيها التضخم صغيراً، بالإضافة إلى عدم تأثير هذا التضخم في وظيفة الغدة الدرقية.
  • العلاجات الدوائية: يعتمد اختيار الدواء على السبب الكامن وراء الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، فمثلاً إذا كان السبب هو خمول نشاط الغدة الدرقية، فإنّ علاج التضخم يكون بالسيطرة على هذه الحالة، وذلك بصرف دواء ليفوثيروكسين (Levothyroxine) الذي يُعدّ هرموناً بديلاً لهرمونات الغدة الدرقية، ويمكن كذلك صرف بعض الهرمونات للسيطرة على فرط نشاط الغدة الدرقية في حال كانت هذه المشكلة هي السبب وراء التضخم، وأخيراً في حال كان السبب بالتضخم هو التهاب الغدة الدرقية يمكن أن يلجأ الطبيب المختص لوصف الأسبرين والكورتيكوستيرويدات المضادة للالتهاب.
  • العلاج باليود المُشعّ: ويُطبّّق هذا العلاج بصرف حبوب تُعطى عن طريق الفم، ليتمّ امتصاصها إلى مجرى الدم لتصل إلى الغدة الدرقية، وسرعان ما تدمر خلاياها، وعلى الرغم من نجاح هذا العلاج في الغالب في السيطرة على تضخم الغدة الدرقية، إلا أنّه عادة ما يُسفر عن خمول نشاطها.
السابق
الركعتان اللتان تؤديان قبل الصلاة عند دخول المسجد تسمى
التالي
من انواع الشرك الخفي

اترك تعليقاً