ديني

ابو ذر الغفارى (الزاهد الثائر)

أبو ذر الغفاري عند الشيعة

أبوذرّ الغِفاري، هو جُنْدَبْ بنُ جُنادَة بن سفيان الغِفاري المعروف بأبي ذر الغفاري، من كبار صحابة النبي الأكرم(ص)، والإمام علي(ع) ومن محبي النبي(ص) وأهل بيته (ع). له خصائص ومناقب كثيرة ذكرها الشيعة وأهل السنة. نفاه الخليفة الثالث عثمان إلى الربذة، ومات هناك.

هويته الشخصية
الولادة والنسب
ولد أبو ذر قبل الإسلام أي قبل البعثة النبوية بعشرين سنة في أسرة من قبيلة غفار إحدى القبائل العربية الأصيلة

أبوه: «جنادة».
أمّه «رملة بنت الوقيعة».
كلاهما من قبيلة بني غفار بن مليل.

اختلف المؤرخون في اسم أبيه فقيل: يزيد، وجندب، وعشرقة، وعبد الله، والسكن.

الزوجة والولد
ولد أبو ذر قبل الإسلام بعشرين سنة، ويذكر الكليني رواية حول وفاة ذر. تعرف زوجته بأمّ ذر.

الأسماء والالقاب
عرف باسم ابنه ذر، وأمّا اسمه فقد اختلف فيه. فهناك عدة أسماء ذكرت في كتب التاريخ مثل: «بدر بن جندب» و«برير بن عبد الله» و«برير بن جنادة» و«بريرة بن عشرقة بن عبد الله» و«جندب بن السكن» و«يزيد بن جنادة». إلاّ أنّ المشهور والصحيح هو جندب بن يزيد.

صفاته الخَلقية
يذكر ابن حجر: أنه كان طويلاً أسمر اللون نحيفاً. وروي ابن سعد عن الأحنف بن قيس قال: رأيت أبا ذر رجلاً طويلاً آدم أبيض الرأس واللحية ويقول الذهبي: كان آدم ضخيما جسيما، كثّ اللحية

إسلامه
عن ابن عبد البر: كان إسلام أبي ذر قديماً.ويقول الذهبي: أحد المسلمين الأولين.

ويري البعض أن أبا ذر كان موحداً قبل الإسلام، وكان يعبد الله قبل ثلاث سنوات من بعثة النبي(ص). ويعدّه ابن حبيب البغدادي فيمن كان يرى بحرمة الخمر والأزلام في الجاهلية، وكان من أوائل من آمن برسول الله(ص) بعد ظهور الإسلام. وفي رواية عن أبي ذر يقول فيها: كنت رابع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة، وأنا الرابع أتيت نبي الله(ص)، فقلت: السلام عليك يا رسول الله. أشهد أن لا اله الا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله(ص).

ويروي ابن عباس قصة إسلام أبي ذر يقول : لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله(ص) بمكة قال لأخيه أنيس: اركب إلى هذا الوادي، واعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله، ثم ائتني.

فانطلق الأخ حتى قدم مكّة، وسمع من قوله، ثم رجع الى أبي ذر … فتزود، وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي(ص) وهو لا يعرف، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه الليل، فاضطجع، فرآه علي بن أبي طالب (ع) فقال: كأنّ الرجل غريب. قال: نعم. قال: انطلق إلى المنزل، وتذكر الرواية أنّه ذهب مع علي (ع).

وتكررت هذه الدعوة ثلاث ليال، وفي اليوم الثالث قال له علي(ع): ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد. قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً؛ لترشدني فعلت ففعل فأخبره علي (ع) أنّه نبيّ، وأنّ ما جاء به حق، وأنه رسول الله(ص). فإذا أصبحت فاتبعني، فأني إن رأيت شيئاً أخاف عليك قمت كأني أُريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي قال: فانطلقت اقفوه حتى دخل علي(ع) على رسول الله(ص)، ودخلت معه، وحييت رسول الله(ص) بتحية الإسلام، فقلت: السلام عليك يا رسول الله – فكنت أوّل من حياه بتحية الإسلام – فقال: وعليك السلام، من أنت؟ قلت: رجل من بني غفار فعرض عليّ الإسلام، فأسلمت، وشهدت أن لا اله الا الله، وأن محمداً رسول الله.

وقد روت المصادر الشيعية إسلام أبي ذر بصورة أخرى، ففي رواية الكليني عن الإمام الصادق(ع) تنقل إسلامه ضمن حادثة عجيبة

صفات أبو ذر الغفاري

عرف بضخامة جسمه، ونحافته، وكثافة لحيته وطولها وبياض لونها، وكان له ابنة، تولّى عثمان بن عفان رعايتها بعد وفاته، وعرف عنه حبه للفقراء، وعطاؤه وكرمه، وحرصه على التعلّم من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُكثر من سؤاله، حتى أصبح مفتياً على عهد أبي بكر، وعمر، وعثمان.

قصة أبو ذر الغفاري

محامي الفقراء هكذا لقب الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري ، الذي وأسمه الحقيقي هو جندب بن جنادة بن سفيان ، ولد في قبيلة غفار ، وكانت مساكنهم على طريق القوافل بين اليمن والشام .

وكان رجال هذه القبيلة يعملون بقطع الطريق والسطو على القوافل وكان أبو ذر يخرج معهم هو وأخوه أنيس بن جنادة ، لكنه كان يضيق بعبادة الأصنام وكان دائم التفكير والبحث عن الله ، سمع أبو ذر عن بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بمكة فطلب من أخيه أنيس أن يتوجه إلى مكة ويسمع من النبي عليه الصلاة والسلام ويأتيه بالخبر .

ذهب أنيس إلى مكة ، والتقى بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسمع منه ، ثم عاد إلى البادية ، فتلقاه أبو ذر باللهفة ، وسأله عن أخبار النبي الجديد بشغف فقال : لقد رأيت واللهِ رجلاً يدعو إلى مكارم الأخلاق ، ويقول كلامًا ما هو بالشعر ، فقال : وماذا يقول الناس عنه ؟ قال : يقولون : ساحر ، وكاهن ، وشاعر .

فقال أبو ذر : والله ما شفيت لي غليلاً ، ولا قضيت لي حاجة ، فهل أنت كافٍ عيالي حتى انطلق فأنظر في أمره ؟ قال : نعم ، ولكن كنْ من أهل مكة على حذر ، لأن الرجل مُحارَب هناك ، فإذا علموا أنك جئته ربما قتلوك .

وهكذا ترك أبو ذر أهله وتوجه إلى مكة لمقابلة النبي وهو خائف متوجس من أهلها ، وذهب إلى الكعبة فنام هناك فمر عليه سيدنا علي بن أبي طالب ، فأخذه ليبيت عنده ولم يسأله عن شيء وفي الصباح عاد عند الكعبة ، وتكرر هذا الموقف ثلاثة ليالي وفي اليوم الثالث سأله سيدنا علي رضي الله عنه ، عن حاجته فطلب منه عهد على الأمان ، فأمنه علي فقال له ما خبر الرجل الذي يدعى النبوة فأجابه علي والله إنه لرسول الله فإذا ذهبت إلى لقائه فاتبعني وإن رأيت شيئا تخشاه فأرجع .

دخل أبو ذر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال أنه أول من حيا بتحية الإسلام ، ودخل في الإسلام وطلب منه النبي أن يكتم إسلامه فقال أبا ذر ، أنه لن يبرح مكة حتى يجهر بإسلامه فسكت الرسول عليه الصلاة والسلام .

فذهب أبو ذر إلى الكعبة وكان الناس جلوسًا يتحدون فتوسطهم ونادى بأعلى صوته يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، فقامت قريش وقالوا ليكم بهذا الصابئ وقاموا بضربه ليقتلوه فأنقذه العباس عم النبي صلّ الله عليه وسلم .

فلم علم الرسول صلّ الله عليه وسلم ، قال له ألم أقل لك أن تكتم إسلامك يا أبا ذر ، فقال للنبي والله إنها حاجة في نفسي فطلب منه الرسول عليه الصلاة والسلام ، أن يرجع إلى غفار ويدعوهم للإسلام ، فلما وصل إلى غفار لقيه أخوه أنيس فسأله عما فعل فقال له ، أني أسلمت فأسلم أنيس من فوره وذهبا إلى والدتهما ودعاها إلى الإسلام ، فأسلمت هي الأخرى ، وظل أبو ذر وأسرته يدعون أهل غفار إلى الإسلام ، حتى أسلم كثير من قبيلته وظل في غفار حتى غزوة الخندق ، ذهب إلى المدينة ليقيم بجوار رسول الله صلّ الله عليه وسلم ولم يكن له بيتا فكان ينام في المسجد.

فلما أتت غزوة تبوك أصر على الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن يملك إلا ناقة ضعيفة لا تقوى على السير في الصحراء ، فخرج بها وماتت الناقة في وسط الطريق فأصر على استكمال الطريق سيرًا على قدميه في حر الصحراء .

فلما وصل الجيش قال أحد الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام أن أبا ذر ، قد تخلف عن الجهاد وأجاب الرسول كلا لم يتخلف عنا أبو ذر ، وفجأة رأى بعض الجنود من بعيد رجلًا يمشي فوق الرمال فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : إنه أبو ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده .

عاش أبو ذر بالمدينة المنورة حتى وفاة الرسول صلّ الله عليه وسلم ، فلم يطيق العيش بالمدينة بعدها فغادر إلى الشام ، وهناك لم يعجبه أحوال الناس من البذخ والترف وترك الإنفاق على الفقراء ، فكان دائم الخطبة في الأغنياء وحثهم على الأنفاق فأحبه الفقراء ، وقلق حاكم الشام معاوية بن أبي سفيان من كلام أبا ذر فطرده من الشام ، وبنى له بيتا في منطقة بعيدة تسمى الربذة ، وأعطاه إبلا وخصص له عطاء وحين مرض أبو ذر مرض الموت ، جلست زوجته تبكي فمر بها جماعة فسألوها ، ما بها فأخبرتهم أن أبا ذر يموت ولا تجد له كفنا فعرفوا أنه من صحابة الرسول وخلع واحدًا منهم رداءه وكفنوه به.

 

لماذا سمي أبو ذر الغفاري بهذا الاسم

هو جندب بن جناده الغفاري،
كان من شدة ايمانه اذا لقي في طريقه ذرا (النمل الصغير) حملها ورفعها عن الطريق تورعا وخوفا من ان تدوسها الأقدام، وهو من بني غفار الذي كانوا قطاع طرق وكانوا من الد اعداء الاسلام وقد فرح الرسول باسلامه كثيرا.

 

أبو ذر الغفاري ومعاوية

ففي الشام ، كان المجال لأبي ذر أوسع من أيّ بلد آخر. كما كانت نظرته الى معاوية ، تختلف عن نظرته إلى عثمان.

فهو يعرف معاوية على حقيقته ، ويعرف إسلام معاوية واسلام أبيه من قبله ، لذلك كان صريحاً في أقواله ، وخطبه ، ومواعظه ، وواضحاً في دعوته ومنهجه ..

كان صريحاً في موقفه الذي ربّما تكتم منه بعض الشيء في المدينة ، فكان يركز على الانحراف السائد آنذاك ، واستئثار الولاة بالفيء ، وعدولهم عن جادة الحقّ ، واطفائهم للسنّة ، وإحيائهم للبدعة. الى غير ذلك ، ممّا يدعو إلى إثارة الناس.

وبذلك فتح على عثمان جبهة جديدة ـ ربّما لم تخطر على باله ـ استهدفته ومعاوية معاً.

« كان يقوم في كلّ يوم ، فيعظ الناس ، ويأمرهم بالتمسّك بطاعة الله ، ويحذرهم من ارتكاب معاصيه ، ويروي عن رسول الله (ص) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه وعليهم‌ السلام ويحضهم على التمسّك بعترته »

وكان يقول : « أمّا بعد ، فانّا كنّا في جاهليّتنا ، قبل أن ينزل علينا الكتاب ، ويبعث فينا الرسول ، ونحن نوفي بالعهد ، ونصدق الحديث ، ونحسن الجوار ، ونقري الضيف ، ونواسي الفقير. فلمّا بعث الله تعالى فينا رسول الله ، وأنزل علينا كتابه ، كانت تلك الأخلاق يرضاها الله ورسوله ، وكان أحقّ بها أهل الاسلام ، وأولى ان يحفظوها ، فلبثوا بذلك ما شاء الله أن يلبثوا.

ثمّ ان الولاة ، قد أحدثوا أعمالاً قِباحاً لا نعرفها. من سنَّة تطفى ! وبدعة تحيى ! وقائل بحق مكذَّب ، وأثرة لغير تقى ، وأمين ـ مُستأثر عليه ـ من الصالحين … »

وكان يعيد هذا الكلام ويبديه !

وكان أبو ذر ، ينكر على معاوية ، أشياء يفعلها ، فبعث إليه معاوية يوماً ثلاثمائة دينار !

فقال أبو ذر لرسوله : إن كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا ، أقبلها ، وان كانت صلة ، فلا حاجة لي فيها. وردّها عليه

وكان أبو ذر يقول بالشام : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ، ولا في سنّة نبيّه (ص) والله إنّي لأرى حقّاً يطفأ ، وباطلاً يحيا .. الخ ..

ولم يكن أبو ذر ، غريباً عن الشام ـ أرض الجهاد ـ على حدّ تعبيره ، وعن معسكر المسلمين هناك ، فقد اشترك في غزوة الصائفة ـ الروم ـ كما شارك في فتح قبرص ، وكان أحد الصحابة البارزين في تلك المعارك ـ كما مرّ معنا.

فكان يحدث بأحاديثه تلك أمام العامّة والخاصّة ، كما كان يحدث بها أمام الجند ، ممّا دفع حبيب بن مسلمة الفهري ـ أحد القادة ـ الى تحذير معاوية من مغبَّة ذلك ، وهذا ما يؤكّده قول ابن بطَّال ـ المتقدّم ـ من أنّه كان كثير المنازعة لمعاوية والاعتراض عليه ، وكان في جيشه مَيل له.

ولا يغرب عن بالنا ، أنّ معاوية ـ بالاضافة الى تكريس نفسه أميراً على الشام ـ كان يمني نفسه بالخلافة مع أوّل فرصة تلوح ، وكان يمهد لذلك أيّام إمارته. لذا ، فانّه يرى أنّ وجود أبي ذر وأمثاله من المبرّزين ، ضمن دائرة سلطانه ، قد يحول دون استقامة هذا الأمر له ، فكان أحرص على إبعاده عنه ، من ابعاد عثمان إيّاه عن المدينة. فكتب الى عثمان فيه :

« انّك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر »

والواقع : أنّه أفسدها على معاوية وعلى عثمان معاً ، لأنّه كان يندد بأعمال الولاة ، وانجرافهم ، واستئثارهم بالفيء ، بحجّة انّه « مال الله » ، وكأن الله سبحانه قد أوكل بهذا المال ـ المال الذي أفاءه الله على المسلمين بفضل جهادهم ـ الى عثمان ، كي يبيح لمعاوية صرفه في سبيل غاياته الشخصيّة. وكي يعطيه لمروان بن الحكم ، وللحكم ابن أبي العاص ـ طريد رسول الله ـ ، ولأبي سفيان !! ولعبد الله بن سعد ! ومن هم على شاكلتهم ممّن جرّوا الويلات على هذه الاُمّة بتحكّمهم في رقاب الناس ، وفي مقدراتهم.

ويظهر انّ عثمان ـ بعد ورود كتاب معاوية عليه ـ وجد مبرّراً للانتقام من أبي ذر ، وتأديبه كما يشتهي ، فكتب الى معاوية :

« أمّا بعد ، فاحمل جندباً اليّ على أغلظ مركب وأوعره .. »

أبو ذر الغفاري سير أعلام النبلاء

https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=130&idto=133&bk_no=60&ID=110

أبو ذر الغفاري يحبه الله

وصفه النبي بأنه أصدق أصحابه وأن الله يحبه من فوق سبع سماوات

حديث الرسول عن أبي ذر الغفاري

https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=7015&idto=7016&bk_no=52&ID=2171

السابق
أعراض أورام الرأس
التالي
كيف انسي حبيبي

اترك تعليقاً