تعليم

الشعر العمودي

الشعر العمودي هو واحد من أهم أنواع الشعر العربي وقد شغل الشعر منذ سنوات كثيرة أهمية بالغة في مختلف المجتمعات العربية من حيث ما تم تناوله من مواد أدبية على مر وتعاقب العصور، وهو ما يعود إلى العصر الجاهلي وحتى ظهور الإسلام، يليه كلاً من العصر الأمور والعباسي، ومع الوقت أخذت القصيدة العربية تختلف في شكلها من حيث المفردات، المعنى، المبتغى والغرض، وما ورد على مر الزمان من القصيدة العربية قد انقسم إلى أقسام ثلاثة أولها الشعر العمودي، وثانيها التفعيلة، وثالثها شعر الرباعيات.

وبين كلاً من تلك الأنواع الثلاثة من الشعر يكمن الاختلاف بالعديد من النقاط التفعيلية بما يجعله يتخذ الشكل العمودي وشكل الأسطر أي نظام البيتين أو الشطرين وهو ما كان الشعراء القدماء ملتزمون به، ولكن بالعصر الحديث أصبح الشعراء يخرجون عن ذلك التقليد بحيث قاموا بكتابة نوع الشعر الحر المكون من شطر واحد، وسوف نتحدث تفصيلاً في المقال التالي عن الشعر العمودي من حيث المفهوم والخصائص، وما الفرق بينه وبين الشعر الحر .

الشعر العمودي

  • هو واحد من أنواع الشعر العربي الذي يكتب وفقاً لقواعد العروض الموضوعة من قبل (الخليل بن أحمد الفراهيدي) الذي منح الحفاظ على وزن الشعر وما يتعلق باتصاله منذ بدايته حتى نهايته اهتماماً كبيراً، ويتكون الشعر العمودي من بيتين أو شطرين، بحيث يعرف الشطر الأول بالصدر، بينما الشطر الثاني يطلق عليه العجز، بينما الشطرين في مجموعهما فيعرفان بالبيت.
  • ظل الشعراء يتبعون نوع الشعر العمودي في كتابتهم للشعر حتى ظهرت مدارس الشعر الحديثة، ويجدر الإشارة إلى وجود الكثير من الشعراء بالعصر الحديث يميلون إلى الكتابة وفقاً لطريقة وأسلوب الشعر العمودي والذي يشترط به أن تتم الكتابة وانتقاء الألفاظ والمفردات باللغة العربية الفصحى، وبه يلتزم الشعراء بما قام الخليل الفراهيدي بوضعه من بحور الشعر الستة عشر.

المقصود ببحور الشعر والقصيدة

تمثل القصيدة العمود الرئيسي لمختلف أنواع الشعر العربي حيث يعرف الشعر بأنه كلام مُقفى وموزون يتم نظمه بأبيات، ومن ثم يتم جمع تلك الأبيات في لتكون قصيدة شعرية، ولا يطلق على الأبيات الشعرية قصيدة إلا بالحالة التي تتطابق فيها مع بعض الشروط المتمثلة في الآتي:

  • أن تكون أبيات القصيدة جميعها على الوزن الشعري ذاته تتبع وتتفق مع تفعيلات البحر الشعري.
  • توحيد القافية في كافة أبيات القصيدة الشعرية.
  • أن تكون فكرة القصيدة ومضمونها مترابطة، متتابعة ومتناسقة.
  • لكي يتم نظم القصائد الشعرية يتعين على الشاعر الإلمام التام بعلم العروض الشعري الموضوع من قبل الفراهيدي لتنظيم البحور الشعرية والأوزان.
  • أن يكون الشاعر على علم بالتقطيع العروضي الخاص بالأبيات لكي يتجنّب الوقوع بالخطأ في الوزن والقافية.

الجدير بالذكر أن الشعر يتميز بالقواعد والتنظيم الذي يحكم كلاً من نظمه ووزنه، وعادة ما تكون القصيدة الشعرية ملتزمة في أبياتها بالوزن والقافية، كما أن الشعر العربي مكون وفقاً للفراهيدي بستة عشر بحراً شعرياً وهي (الطّويل، المَديد، البَسيط، الوافر، الكامل، الهَزَج، الرَّجَز، الرَّمَل، السّريع، المُنسرِح، الخفيف، المُضارِع، المُقتَضَب، المُجتثّ، المُتقارِب، والمُتدارَك).

خصائص الشعر العمودي

الشعر العمودي متميز عن غيره من أنواع الأشعار الأخرى ببعض الخصائص والتي سوف نذكرها فيما يلي:

  • الاستعانة بالأمثال في القصائد العمودية بشكل كبير.
  • أن تبدو البديهة واضحة وظاهرة بالأبيات الشعرية.
  • التقارب بأساليب التشبيه المستخدمة.
  • أن يتم استخدام الوصف بالقصيدة في شكله الصحيح.
  • الحفاظ على الاستقامة بالألفاظ.
  • صحة ما يرد في القصيدة الشعرية من معاني.
  • الترابط من حيث الشعور والغرض والأفكار بالقصيدة المكتوبة.

الشعر الحر

  • مثل اسمه يأتي مفهومه حيث إن الشعر الحر هو ما لا يلتزم كغيره من أنواع الشعر العربي الأخرى بالوزن والقافية ولكنه يظل متبعاً تفعيلة واحدة، كما أنه مكون من أبيات شعرية كل منها يتكون من شطر واحد وليس شطرين، ويرجع ظهوره إلى منتصف القرن العشرين تحديداً في فترة الخمسينات.
  • ومن أهم شعرائه الشاعر بدر شاكر السياب، والشاعرة العراقية نازك الملائكة التي تعد الشاعرة الرائدة في ذلك النوع من الشعر بالعراق حيث وضعت تعريف للشعر الحر بأنه ما تكون أبياته مكونة من شطر واحد فقط دون ثبات لطوله أو تحديد لذلك الطول، ويقوم على أساس المعنى البسيط السلس ووحدة التفعيلة.
  • ومن أمثلة نوع الشعر الحر الذي قد ورد عن الشاعرة نازك الملائكة في مطلع قصيدتها التي حملت عنوان (شجرة القمر):

على قمّةٍ من جبال الشمال كَسَاها الصَّنَوْبَرْ

وغلّفها أفُقٌ مُخْمليٌّ وجوٌّ مُعَنْبَر

الشعر العمودي والشعر الحر

  • تم تصنيف الشعر العمودي في اللغة العربية بكونه أصل الشعر وترجع كتابات الشعراء العرب به إلى قديم الزمان منذ ظهر الشعر وبدأ تداوله ونظمه ولذلك أطلق عليه ووصف بالشعر التقليدي حيث التزم العرب عند نظم الشعر به مما جعله تقليدياً، بينما الشعر الحر فيطلق عليه شعر التفعيلة، إذ أنه يلتزم بتفعيلة واحدة بالقصيدة على خلاف من الشعر العمودي الذي يتبع في نظم القصيدة أكثر من تفعيلة لنفس البحر الشعري المكتوب بالقصيدة.
  • ويرجع السبب في ظهور الشعر الحر إلى اختلاف الحاجات والأساليب والوقت، وما لحق باستخدامات الشعر من تطور عبر الزمن خاصة فيما يتعلق بالألفاظ وما يتم طرحه من موضوعات بشعر التفعيلة يتسم بالشمولية أكثر من الشعر العمودي نظراً لما يتبعه الشاعر من حرية في نظم شعره، بينما العمودي فنجده ملتزم بالوزن و نفس بحر الشعر الذي تمت كتابة الأبيات وفقاً لهم، إذ أن كل نظام لا تقع عليه الكثير من القيود ولكنه يتضمن العديد من المميزات التي تسمح للشعراء وتتيح لهم المجال للإبداع به.

الفرق بين الشِّعر الحر والشِّعر العمودي

  • الشعر العمودي يلتزم في أبياته بشطرين، بينما الشعر الحر يتكون من سطر أو شطر واحد.
  • يميز الشعر العمودي التزامه بالبحر الشعري والمضمون والشكل ووحدة الوزن والقافية، بينما الشعر الحر نجده بعيداً عن شكل الشعر التقليدي الذي يتبعه الشعر العمودي ويلتزم به.
  • من الممكن في الشعر الحر أن يتم اختزال بعض أبيات القصيدة دون أن يترتب على ذلك تأثير على كلاً من التذوق الأدبي والمعنى، بينما في الحالة التي يتم بها اختزال شطر أو أكثر من الشعر العمودي فسوف يترتب على ذلك بدون شك تخلخل وانعدام اتزان في طبيعة القصيدة بشكل عام، وبالتالي يفقد القارئ انسجامه واستمتاعه بها.
  • يرجع ظهور الشعر الحر إلى ما يقرب من بداية الانفتاح والتحرر لدى الغرب، حيث نجد الكثير من المصطلحات في القصائد قد تكون غير متسقة مع اللغة العربية من حيث أسلوبها ومفرداتها، في حين أن الشعر العمودي يختلف عن ذلك من حيث أصالته اللغوية إذ تمت كتابته على يد شعراء استوحوا أفكارهم وأبياتهم مما يحيط بهم من ظروف بيئية.
السابق
الاكل الذي يحتوي على فيتامين ب
التالي
الانتحال العلمي

اترك تعليقاً