القرآن الكريم

الطلاق في الاسلام

اسباب الطلاق في الاسلام

 

  • انعدام الوئام والأُلفة بين الزوجين؛ وذلك لعدم محبة أحد الزوجين للآخر، أو لوجود البغض من كليهما.
  • سوء الخُلق عند أحد الزوجين؛ ممّا يُفسد العِشرة بينهما، كسوء خُلق الزوج وظلمه لامرأته وعدم إنصافه لها، وكسوء خُلق الزوجة وعدم السمع والطاعة لزوجها بالمعروف.
  • سوء الحال بين المرأة وأهل زوجها، أو بين الرجل وأهل زوجته، وعدم الحكمة في معاملتهم.
  • وقوع أحد الزوجين في المعاصي والمنكرات، كتعاطي المسكرات أو غير ذلك من أنواع المحرّمات؛ مما يؤدي إلى سوء الحال بين الزوجين. عدم اعتناء المرأة بالنظافة والتزيّن للزوج باللباس الجميل، والرائحة العطرة، والكلام الطيب عند اللقاء والاجتماع بينهما؛ ممّا يسبّب نفور الزوج من زوجته.
  • تقصير أهل المرأة في السؤال عن الزوج ومعرفة حاله قبل الزواج، أو إخفاء أهل الزوجة العيوب عن الزوج سواءٌ كانت العيوب في دينها أو خُلقها أو جسدها.
  • عدم الكفاءة بين الزوجين في الدين والأخلاق والمكانة الاجتماعية، كأن تكون المرأة عند رجلٍ لا دين له فيُجبرها على الفساد والانحراف، أو يكون الرجل ذا دين، وتكون الزوجة ممّن يتساهلون بالمحرّمات في بيتها ولباسها، أو يؤدّي اختلاف المكانة الاجتماعية إلى ترفّع أحد الزوجين على الآخر؛ فيقع الشقاق بينهما. الغيرة المفرطة التي تؤدّي إلى شكّ أحد الزوجين في الآخر، وتسبّب انعدام الثقة بينهما.
  • عدم معرفة كلٍ من الزوجين بحقوقه التي له وواجباته التي عليه. استخدام الزوج الطلاق كأداةٍ لتهديد الزوجة، إمَّا لإجبارها على عملٍ معيّنٍ، أو لنهيها عن عملٍ ما، فتُقدم المرأة على مخالفة الزوج، ويحدث الطلاق.

 

بحث عن الطلاق في الاسلام

الطَّلاق في الشّريعة الإسلاميّة أمرٌ له العديد من الأحكام والتّبعات؛ لما يترتّب عليه من فكٍّ للرَّابطة الزَّوجيّة وهدمٍ للأُسرة والتي توليها الشّريعة أهميّةً كبرى؛ فالأُسرة حاضنة الأبناء واللَّبِنة الأولى لبناء المجتمع الصّالح. الطَّلاق في اللُّغة من الفِعل طَلَقَ بمعنى خَلَّى أو تنازل؛ فيُقال طَلَقْتُ الدَّابة: إذا سرحت حيث شاءت، أمّا في الشّرع فالطَّلاق هو فكُّ قيد النِّكاح- عقد الزَّواج- بين الزَّوج والزَّوجة. حُكم الطَّلاق في الإسلام يعتمد على حالة كُلٍّ من الزَّوجيّن؛ فإذا كانت الزَّوجة سيئة الخُلق والطِّباع فهو مباحٌ، أمّا إن كان الطَّلاق دون سببٍ فهو مكروهٌ، وفي حال كانت العلاقة الزَّوجيّة بين الزَّوجين مسّتحيلةً وفيها الكثير من الشِّقاق والخِلاف فهو مسّتحبٌ. أمّا إن كانت الزَّوجة لا تحافظ على دينها وصلاتها وعجز الزَّوج عن تقويمها، أو إذا حلف الزَّوج على ترك وطء زوجته ومضت أربعة أشهرٍ ورفض أنْ يطأها ويُكفّر عن يمينه فالطَّلاق هنا واجبٌ، ويكون الطَّلاق محرّماً في حال كانت الزَّوجة حائضاً أو نفاساً، وفي حال وطأها ثم طلقها قبل أن يتبين حملها.

 

شروط الطلاق في الاسلام

  • شروط الرجل المطلق أن يكون العقد الذي بينه وبين المرأة المطلقة عقد زواج صحيح ومُثبت. البلوغ، فطلاق الشخص الصغير لا يقع في جميع الحالات سواءً كان مميزاً أو غير أو لا لمثل هذا الأمر، مراهقاً أو غير مراهق. العقل، وقد ذهب الفقهاء وعلماء الدين إلى عدم صحة طلاق المجنون أوالمعتوه، كما واختلفوا في صحة وقوع طلاق السكران. القصد والاختيار، بمعنى أنه قصد اللفظ الموجب للطلاق من دون إجبار، واتُفق على صحة طلاق الهازل والمازح، أمّا المخطئ والمُكرَه والغضبان، والسفيه، والمريض فقد اخُتلف في صحة طلاقهم.
  • شروط المرأة التي تُطلق أن تكون هناك علاقة زوجية بينها وبين الرجل، بكتاب ووثيقة رسمية. تعيين المطلقة بالإشارة أو بالصفة أو بالنية، حيثُ اتفق علماء الدين على اشتراط تعيين المطلقة.

انواع الطلاق في الاسلام

الطلاق السنّي هو طلاق المرأة المدخول بها ولم تكن حائضاً، وهو مباح في الشرع،[٦] ولصحّة حصول الطلاق السنّي، يجب أن تتحقّق فيه عدّة شروط على النحو الآتي:[٧] أن لا تكون المرأة حائضاً حال طلاقها، وعلى الرغم من أنّ الطلاق يقع إذا طلّق الرجل المرأة وهي حائض، إلّا أنّه يكون قد اقترف ذنباً عليه الاستغفار والتوبة منه. أن لا تكون المرأة في طُهر جامعها فيه الرجل، وإذا طلّقها الرجل في هذه الحالة فإنّ الطلاق يقع، ويكون الرجل قد اقترف ذنباً عليه الاستغفار والتوبة منه، وحتى يقع الطلاق صحيحاً يجب أن ينتظرها حتى تحيض وتطهر ولا يجامعها، ثمّ يُطلّقها بقوله: “أنت طالق”، أو “طلّقتك”، أو “زوجتي فلانة طالق”، وإذا قال: “أنتِ طالق بالثلاثة”، أو “أنتِ طالق طالق طالق”، فإنّه لا حاجة لهذه الزيادة؛ لأنّها لا تقع إلّا طلقة واحدة، ويُعَدّ الزوج آثماً بقولها، ويحتاج إلى التوبة، والاستغفار

الطلاق البدعيّ قسّم العلماء هذا النوع من الطلاق البدعي الذي يُعَدّ مُخالفاً للشرع إلى نوعَين، هما:[٨] طلاق بدعيّ من حيث الوقت: بمعنى أنّ الوقت الذي طلّقها فيه كان في وقت حيضتها، أو نفاسها، أو في وقت طُهرٍ جامعها فيه ولم يتبيّن حملها، وهذا النوع من الطلاق يقع إلّا أنّ فاعله يأثم، وعليه أن يراجع زوجته إن لم تكن الطلقة الثالثة، ويكون ذلك على النحو الوارد في قوله -صلّى الله عليه وسلّم- لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما سأله عن ابنه الذي طلّق زوجته وهي حائض: (مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيَتْرُكْهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وإنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ).[٩] طلاق بدعيّ من حيث العدد: بمعنى أنّ عدد الطلقات التي طلّقها بها لا تصحّ؛ كأن يقول لها: “أنتِ طالق بالثلاثة”، أو يقول لها: “أنتِ طالق، طالق، طالق” في المجلس نفسه، إذ إنّ هذا النوع من الطلاق يقع طلقة واحدة مع إثم فاعله، أمّا إذا كانت غير مدخول بها، أو كانت صغيرة لم تَحِض بعد، أو كبيرة قد أَيِست من المحيض، فله أن يُطلّقها متى شاء، ولا بدعة في طلاقها.

متى يجب الطلاق في الاسلام

جعلت الشريعة الإسلامية قيوداً لإيقاع الطلاق، حتى تمنع من التسرع فيه، وتحافظ على الرابطة الزوجية، فإذا توافرت تلك القيود في الطلاق، وقع موافقاً للصورة الشرعية ولا إثم فيه، إمّا إن اختلّ أحد تلك الشروط، أو فُقد، فإنّه يقع موجباً للسخط الإلهي والإثم، وفيما يأتي بيان القيود الثلاثة:[٥] أن يكون الطلاق لحاجةٍ مقبولةٍ شرعاً. أن يوقع الزوج الطلاق على زوجته، في طُهرٍ لم يجامعها فيه. أن يوقع الزوج الطلاق على زوجته مفرّقاً، وليس في جلسةٍ واحدةٍ. كما ضيّق الإسلام وقت جواز الطلاق إلى أضيق حدّ، وذلك لرغبة الإسلام في استدامة الحياة الزوجية بين الزوجين، وكراهة الفرقة بينهما، ومن أجل تقليل فرص هدم البيوت، وتشتيت الأسر بالطلاق الذي يعصف بأفراد الأسرة جميعاً، وهكذا فقد جعل الإسلام وقت الطلاق مضيّقاً، ينحصر في وقت الطهر الذي لم يجامع الزوج فيه زوجته، فالمرأة عادةً تطهر ثلاثةٌ وعشرون يوماً، وتحيض سبعة أيامٍ من كلّ شهرٍ، فإذا جامع الرجل زوجته في طهرها، حُرّم عليه طلاقها في ذلك الطهر، أمّا في حالة الحيض، والنفاس، فلا يجوز الطلاق فيهما مطلقاً، وهكذا بقي حال كون المرأة حاملاً، ووقت حمل المرأة من الأوقات التي تُنقص عزم الإنسان على إيقاع الطلاق غالباً، كما ويُضعف الرغبة في الفراق، ويتضح ممّا سبق أنّ وقت جواز الطلاق من كلّ شهرٍ ضيقٍ جداً، وذلك بعد الطهر من الحيض، وقبل أن يحصل الجماع بين الزوجين.

فوائد الطلاق في الاسلام

منح كلٍّ من الزوجين بداية حياةٍ جديدةٍ مع إنسانٍ جديدٍ؛ ففي بعض حالات الزواج يتعرّض أحد الطرفين إلى الكثير من الدمار النفسي أو الجسدي وفي الغالب تكون المرأة، وعندما يتم الطلاق يستطيع كلاهما أن يبدأ حياةً جديدةً مستقرةً بعيداً عن المشاكل والهموم، وهذا يؤدي إلى زيادة الانتاجية في المجتمع.

حصول الأطفال في بعض الحالات على فرصةٍ جديدةٍ للعيش بطريقةٍ صحيّةٍ، فغالباً عندما يكون الزوجان غير متفقين وتغلب عليهما الكراهية فإن المشاكل فيما بينهما تكون كبيرةً وتؤثر على سير حياة الأبناء وتسبب لهم الأذى النفسي وكره الحياة وعدم القدرة على التركيز والاستقرار، بل قد تسبّب لهم الانحراف عن الطريق السليم واتباعهم للعصابات والأشخاص الذين يسلكون الطريق الخاطىء، كما قد تتوفّر لدى الابن نتيجة عكسيّة فيهرب من المنزل ليبتعد عن جو المشاكل بين والديه.

 

الطلاق الرجعي في الاسلام

هو الطلاق الذي يملك فيه الزوج حق الرجعة، وتكون هذه الرجعة بلا عقد أو مهر، وبدون رضا الزوجة، والرجعي يكون دون الطلقة الثالثة للمدخول بها، أما غير المدخول بها فبمجرد طلاقه إياها فإنّها تبين منه، ولا تكون له عدة عليها.[١] Volume 0%

ملخص احكام الطلاق

  • الطلاق يقع من الزَّوج المميز المختار العاقل منه شخصياً أو بواسطة وكيله.
  • الطلاق لا يقع من الزوج المجنون أو المريض؛ بحيث أصبح لا يدرك ما يفعل، أو من كان في حالة سُكرٍ أو تعاطٍ لمخدرٍ؛ لأنّ زوال العقل في هذه الحالات لا يُعتد بقراره فالعقل هو مناط الأحكام والتكليف.
  • الطلاق يقع من الشخص في حالة الغضب إذا كان يدرك ما يقول، أمّا إذا لم يدرك ما يقول من شدّة الغضب فلا يقع الطلاق.
  • الطلاق يقع من المتلفّظ بألفاظ الطلاق ولو كان على سبيل الهزل والمُزاح..
  • الطلاق في الشرع يكون بأنْ يطلّق الرجل زوجته طلقةً واحدةً في طُهرٍ لم يجامعها فيه ويتركها حتى تنقضي عدتها.
  • الطلاق البدعيّ: هو الطلاق الذي لا يقع على الصورة التي شرعها الدين الإسلامي كأن يطلقها ثلاثاً بلفظٍ واحدٍ، أو يطلقها وهي حائض أو نفساء.
  • الطلاق لا يقع إلّا عند تلفّظ الزوج أو وكيله بألفاظ الطلاق، كما يقع الطلاق بالكتابة إذا نوى ذلك، وبالإشارة إذا كان الزوج لا يستطيع الكلام اشارةً مفهومةً.
  • عدد الطلقات ثلاث طلقات بين كلّ واحدة وأخرى للزوج أن يراجع زوجته، وبعد الطلقة الثالثة لا يحقّ له مراجعتها وتطلّق طلاقاً بائناً بينونة كبرى.

 

السابق
تعرف على أسباب عسر الهضم
التالي
تشمع المرارة

اترك تعليقاً