يُعد علم البلاغة فرعًا مهمًا من فروع اللغة العربية، ويُقسم إلى ثلاثة علوم، وهي: علم البيان، علم البديع، وعلم المعاني، وكل علم من هذه العلوم يختصّ بدراسة أمور محددة، فما الفرق بين التشبيه والاستعارة؟
التشبيه والاستعارة
تعريف التشبيه وأركانه
هو عقد مقارنة بين شيئين يشتركان في صفة واحدة، ومن هذا التعريف نستنتج أنَّ للتشبيه مجموعة من الأركان، وهي:
المُشبه: وهو الشيء الذي يُراد إلحاقه بغيره، مثل: (محمد كالأسد في الشجاعة).
المُشبه به: وهو الشيء الذي يُلحق به المشبه، مثل: (محمد كالأسد في الشجاعة).
أداة التشبيه: وهي اللفظ الذي يدل على التشبيه، ويربط المشبه بالمشبه به، وقد تكون هذه الأداة حرفًا مثل: (كـَ، كأنَّ)، أو اسمًا مثل: (مثل، شبه، نظير)، أو فعلًا مثل: (يُشبه، يُماثل، يُحاكي)، وقد تذكر الأداة في التشبيه أو تُحذف.
وجه الشبه: وهي الصفة المشتركة بين المشبه والمشبه به، وتكون في المشبه به أقوى منها في المشبه، وقد يُذكر وجه الشبه في التشبيه أو يُحذف.
ففي جملة (العلماء مثل المصابيح في هداية الناسِ)، العلماء هي المشبه، والمصابيح هي المشبه به، ومثل هي الأداة، وهداية الناس هي وجه الشبه.
الاستعارة
الاستعارة هي تشبيه بليغ، حُذف منه المشبه أو المشبه به، وقد ذكرنا سابقًا أن التشبيه البليغ يتكون من (مشبه + مشبه به) فقط.
وعليه فإنّ الفرق بين الاستعارة والتشبيه البليغ هو أنَّ الاستعارة يُحذف منها المشبه أو المشبه به، ولمزيد من التوضيح، انظر إلى الجمل التالية:
(الجندي أسدٌ يزأر في المعركة): في هذه الجملة يوجد تشبيه بليغ، لوجود الركنين المشبه (الجندي) والمشبه به (الأسد).
(زأر الجندي في المعركة): في هذه الجملة يوجد استعارة، لأنَّه شبه الجندي بأسد يزأر، وذكر فقط المشبه (الجندي) وحذف المشبه به (الأسد).
ننصحك بقراءة أنواع الشعر في اللغة العربية
الفرق بين التشبيه والاستعارة
أورد الجرجاني حالتَينِ للمشابهة يمكن من خلالهما تمييز الاستعارة عن التشبيه، وهي كالتالي:
الأولى:
أن تسقط ذكر المشبه حتى لا يعلم من ظاهر الحال أنك أرَدْتَه؛ وذلك أن تقول: “عنت لنا ظبية”، وأنت تريد امرأة، و”وردنا البحر”، وأنت تريد الممدوح، فأنت في هذا الكلام إنما تعرف أن المتكلم لم يرد المعنى الموضوع له الاسم في اللغة بقرائن؛ كدليل الحال، أو بمقام السؤال، أو بفحوى الكلام، أو نحو ذلك، ولو لم توجد القرائن، لكان انصرف ذهنُكَ إلى حقيقة الاسم؛ وهو الحيوان أو البحر، ولم تفهم مراد القائل، وهذه الحالة هي حالة الاستعارة.
والحالة الثانية:
أن تذكر كل واحد من المشبَّه والمشبَّه به؛ فتقول: “زيد أسد”، و”هند بدر”، وهذه الحالة لا يمكن أن ينصرف فيها ذهنك إلى الحقيقة الموضوع لها الاسم الثاني، وهي الأسد كحيوان؛ لأنه من المحال أن يكون الشيء رجلًا وأسدًا في نفس الوقت؛ وإنما يكون رجلًا بصفة الأسد، وهذه الحالة هي التشبيه.
يمكنك مشاهدة مقالة الحروف الساكنة والمتحركة في اللغة العربية