اول من ادخل نظام الشرطة في الاسلام قبل معرفة من هو، من الجيد أن نعرف بأنّ الشرطة هي أحد أهم الوظائف في دولة الإسلام، كما تعدّ من أبرز المعالم في حياة الناس والمجتمع، وتتمثل هذه الوظيفة بالجند الذي يقومون بحفظ الأمن والأمان، كما أنّهم ينفذون أوامر القضاء ليكفلوا سلامة الناس وأمنهم وأعراضهم وأنفسهم.[1]
تعريف الشرطة في اللغة والاصطلاح
قبل معرفة اول من ادخل نظام الشرطة في الاسلام لا بدّ من تعريف الشرطة أولًا، ومعرفة معناها في اللغة وفي الاصطلاح، وقد كان هناك خلاف حول أصل كلمة شرطة بمنهم من قال بأنّها من أصول عربيّة ومنهم من قال بأنّها كلمة ذات أصل يوناني، والراجح أنّها م أصل عربيّ، وجذرها اللغوية من شرط وجمعها على أشراط، والشرطة عي العلامة أو العَلم، كما جاء في الآية الكريمة: “فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا”[2]، إذًا فالأشراط هي العلامات، أمّا الشرطة في الاصطلاح في جمعٌ من الجنود يعتمد عليهم الوالي أو الخليفة ليحافظ على استتباب الأمن ويحافظ على النظام، كما أنّ من مهامهم القبض على المفسدين والمجرمين، ويوكل إليهم كلّ عمل يكفل فيه سلامة الناس وأمانهم، وقد سميت بهذا الاسم بسبب العلامات التي وضعها الولاة على لباس جنود الشرطة.[3]
اول من ادخل نظام الشرطة في الاسلام
في الحديث عن اول من ادخل نظام الشرطة في الاسلام فقد كان المسلمون أول من أوجد نظام العسس وهو الاسم الأقدم للشرطة، وكان ذلك في زمن الخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فهو الذي استنّ نظام العسس،[4] كما يُقال أنّ أول من أدخل نظام الشرطة في الإسلام هو عمرو بن العاصّ رضي الله عنه، وأنّه الموجد والمؤسس لنظام الشرطة في العالم، وكان ذلك عندما تولّى إمارة مصر، كما أنّ الشرطة نُظّمت فأصبحت من وظائفها حراسة المدينة في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسُمي رئيسها صاحب الشرطة.[5]
نظام الشرطة في التاريخ الإسلامي
بعد معرفة اول من ادخل نظام الشرطة في الاسلام نستطيع أن نقول بأنّ الشرطة قد بدأت تقريبًا في عهد رسول الله ولكن ليس بمسمّاها الواضح، وقد كانت للحفاظ على الأمن في المدينة، وفي عهد أبي بكر الصدّيق ظلّ الاهتمام بانتشار الطمأنينة واستتباب الأمن قائمًا، وكذلك في عهد من جاء بعده من الخلفاء الراشدين، وقد استنّ عمر بن الخطاب نظامًا أسماه العسس، وكان أول من عسّ بنفسه، فقد كان يرتاد بيوت المسلمين في الليل بعد أن يستأذنهم، فيتفقد أحوال رعيته، وفي النهار يطوف في الأسواق ليتأكد من استتباب الأمور فيها، وكان صاحب الشرطة في العصر الأموي والعباسي يُسهم مع الوالي ومع عمال الخراج بتحصيل الجزية والخراج، كما أنّ صاحب الشرطة كان أحيانًا ينوب عن الوالي في حال غيابه، وقد اتخذت الشرطة في تلك العصور كثيرًا من التدابير والإجراءات لتكافح الجريمة والفساد في المجتمع وتقلل من وجودهما، وذلك بمراقبة الأماكن المشبوهة كالحانات وأماكن الشرب واللهو، ومراقبة الأشخاص الخطرين كأصحاب البدع والمنحرفين، ووظفت الشرطة أيضًا جواسيسًًا لها لينقلوا لها الأخبار، واهتمت بالسبل والمسالك وذلك بوجود نقاط للتفتيش والرصد والحراسة بين المدن.[6]
وهكذا نكون قد عرّفنا الشرطة لغةً اصطلاحًا، وعرفنا اول من ادخل نظام الشرطة في الاسلام، وتحدثنا عن النظام العام للشرطة في عصور التاريخ الإسلامي وما الأساليب التي كانت متّبعةً فيه.
