الأسرة في الإسلام

تعريف الاسرة في الاسلام

تعريف الأسرة في الإسلام لغة واصطلاحا

تُعرف الأسرة في اللغة على أنَّها عشيرة الرجل، ورهطه الأقربون، وسُميت الأسرة بهذا الاسم لأنَّها تعني القوة، ويتقوّى بها الرجل، حيث تعد الأسرة الدرع الحصين، وجمعها أُسر، بينما تُعرف الأسرة

في الاصطلاح على أنَّها مفهوم شامل وواسع، وهي الوحدة الاجتماعية التي تحفظ النوع الإنساني كله، وتتألف الأسرة من رجل وامرأة يرتبطان معاً بعلاقة زواج شرعي، وينتج عن هذه العلاقة الأبناء.

يجدر بالذكر هنا إلى أنَّ لفظ الأسرة لم يرد في القرآن الكريم بشكل صريح، وإنما جاءت كلمات مرادفة له، حيث يقول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).

مفهوم الأسرة في الإسلام وخصائصها

خصائص الأسرة

الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع

تُشكل الأسرة أصغر وحدة بنائية في التركيب المجتمعي، وقد شبهها أوجست كونت بأنّها الخلية الأولية التي يتكون منها الجسم بكلّ ما فيه من أعضاء، كما أنّ الأسرة هي البيئة الأولى التي تُحيط بالشخص وتُؤثر فيه، فيتشبع بما تُمليه عليه من ثقافة، ولغة، ومعتقدات، لتكون بذلك نقطة البداية لتطور الشعوب والمجتمعات، والأساس الذي يقوم عليه استقرار العالم أجمع.

الأسرة هي رابطة الدم والمصاهرة

يعيش أفراد الأسرة الواحدة في بيت مشترك يتقاسمون فيه مرافقه وكلّ ما فيه من مقومات للعيش والنمو، ويجمع بينهم وجدانياً واجتماعياً نوعان من الروابط الأسرية، أولهما رابطة الدم الواحد، ولذلك يحملون نفس الاسم الذي هو اسم الجد الأكبر، ويُحاولون صونه واحترامه قدر ما استطاعوا، وثانيهما رابطة الزواج التي أباحها المجتمع حسب ما ساد فيه من عادات وتقاليد.

الأسرة وحدة اقتصادية كاملة

كانت الأسرة وحدةً اقتصاديةً كاملةً متكاملةً منذ قديم الزمن، فتمّت بين زوايا البيت الواحد عمليات الإنتاج والاستهلاك على نطاق ضيق ومغلق، فاتخذ أفراد الأسرة دور المستهلك والمنتج على حدّ سواء، وبعد تطور الأساليب المعيشية والحياتية وما حققته من استقرار لأوضاع الأسرة وأحوالها، تفرد كلّ من الجنسين بأدوار ووظائف مختلفة يُؤدونها، فأصبحت مسؤولية الإنتاج داخل البيت ملقاةً على كاهل الإناث، بينما تولى الرجال دور تأمين الاحتياجات الأسرية بالعمل خارجاً.

الأسرة وحدة قياسية إحصائية

تُسهم الأسرة في تنمية العلوم والمعارف البشرية، وتُعالج العديد من القضايا العلمية والاجتماعية المحيرة، حيث يتمّ إسقاط الكثير من الظواهر التي تحتاج إلى دراسة وتفسير، خاصةً تلك المتعلقة بالتعداد السكاني، والأوضاع الاقتصادية للمواطنين، وغيرهما الكثير، على هذا المجتمع الصغير الممثل بها، وبذلك تُمكن ذوي الاختصاص من إدراك حجم المشاكل ومخاطرها، واتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة لتدارك الأمور قبل تفاقمها.

قيمة الأسرة في الإسلام

الأسرة هي اللبِنة الأساسية في تكوين المجتمع، فمن مجموع الأُسر يتكون المجتمع، وبالتالي فإنّ صلاحها صلاحٌ له، وفسادها إفسادٌ للمجتمع، وبقوة الأسر قوةٌ ودعمٌ للمجتمع، وبضعفها ضعفٌ له، لذلك اهتمّ الإسلام اهتماماً كبيراً في تلك اللبنة، وجعل لها شأناً عظيماً، ومقاماً جليلاً، وفيما يأتي بيان الأمور التي جعلت للأسرة في الإسلام تلك الأهمية:

  • إنّ الأسرة هي الخلية، والوحدة الاجتماعية الأولى التي يتكوّن منها المجتمع، والتي نشأت من أبٍ وأمٍ، اللذان ارتبطا برباطٍ شرعيٍ فيما بينهما.
  • إنّ الأسرة هي بوابة التكاثر البشري، وسرّ البقاء الإنساني، فإنّ وجود الأسر، ينتج الأبناء والذرية.
  • إنّ الأسرة هي الضابط والموجّه للسلوك، وهي المقيمة للمعيار الأخلاقي والتربوي للأبناء، والحافظة لهم من الانحرافات الأخلاقية والفكرية، وذلك من خلال رقابةٍ دائمةٍ، وتعاهدٍ متواصلٍ من ركني الأسرة، وهما: الأب، والأم.
  • إنّ الأسرة هي رباطٌ يحقّق الأنس، والاستقرار، والسكينة لأفراده، ويجلب لهم البركة والخير، والثمرات الكثيرة في الدنيا والآخرة.
  • إنّ الأسرة مؤسسةٌ ممتدة الأثر والزمن، تستوعب الطموحات والآمال، وترسم لكلّ فردٍ من أفرادها دوره المُناط به، تجاه كلّ ما هو حوله، فإن فعلت الأسرة ذلك، فإنّها ستُنتج أسرةً ناضجةً، وأفراداً أسوياء، ينفعون بيوتهم وأمتهم.

كتاب الأسرة في الإسلام

اضغط هنا لتحميل كتاب الاسرة كما يريدها الاسلام

أهمية الأسرة في الإسلام

أهمية الأسرة ومكانتها في الإسلام

كانت الأسرة عند غير المسلمين مُحطّمةً باستمرارٍ، فلمّا جاء الإسلام حرص أشدّ الحرص على إرسائها وتثبيتها وصيانتها من كُلّ ما يؤذيها، كما حافظ على تماسكها بإعطاء كُلّ فردٍ منها دوراً مهمّاً في حياته، فقد أكرم الإسلام المرأة؛ سواءً كانت أمّاً أو بنتاً أو أختاً، وأعطاها حقّها في الميراث وفي غيره، وجعل لها حقوقاً كالرجل في أمورٍ كثيرةٍ، كما أوصى بالزوجة، وأعطى للمرأة حريّة اختيار زوجها، ورتّب عليها مسؤوليّةً كبيرةً في تربية الأبناء، فقد أمر كلاً من الأمّ والأب بالقيام بمسؤوليتاهما في تربية أبنائهما، ثمّ حرص على غرس مبدأ احترام الوالدين وتقديرهما والقيام برعايتهما وطاعة أمرهما، وكذلك فقد حمى الأسرة في عفّتها وطهارتها ونسبها؛ بالتشجيع على الزواج والمنع من الاختلاط بين الرجال والنساء، وهكذا كان لكُلّ فردٍ من الأسرة مهمّته الخاصّة؛ فالآباء والأمّهات يربّون الأبناء تربيةً إسلاميّةً، والأبناء يطيعون الآباء ويحفظون حقوقهم على أساس التقدير والاحترام، فظهرت النتيجة في تماسك الأسر في المجتمع المسلم.

السابق
خصائص علم الاقتصاد
التالي
بحث عن الفلسفة

اترك تعليقاً