احكام الشريعة الإسلامية

حكم شرب الدخان

حكم التدخين مكروه

م يبق مجال للشك الآن في تحريم الدخان لأنه ظهرت أضراره وشخص الأطباء أضراره الكثيرة وخطره العظيم وصاروا يحذرون منه ، ففيه إجماع من الأطباء في العالم على أن التدخين مضر ، وما كان مضرا فهو حرام ، لقوله صلى الله عليه وسلم:”” لا ضرر ولا ضرار ” والدخان خبيث ، خبيث في رائحته وخبيث في طعمه وخبيث في أثره ، وما كان خبيثا فهو حرام ، لقوله تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم :{ يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث } فكل ما كان خبيثا فهو محرم والدخان هو أشد الخبائث . والدخان أيضا لا فائدة فيه في وجه من الوجوه والله تعالى حرم الشيء إذا كان ضرره أكثر من نفعه فكيف إذا كان ضرره خالصا ليس له منفعة لوجه من الوجوه ، فإن تحريمه أشد ، والدخان ضرر محض ليس فيه أي فائدة ، فإذا كان كذلك فلا شك في تحريمه ولا شك في المنع منه ، لأن ديننا دين الرحمة ودين الحكمة فلا يحل شيئا الله وفيه مصلحة ظاهرة أو مصلحته أرجح مما فيه من المضرة ولا يحرم شيئا إلا ما كان ضرره خالصا أو ضرره راجحا ، والدخان ضرره خالص . فهو أشد تحريما من غيره.

حكم التدخين في الإسلام باختصار

  حكم التدخين في الإسلام

د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد: فقد ظهر التدخين في بلاد المسلمين من حوالي أربعة قرون تقريباً، في سنة 1000 من الهجرة ظهر التدخين في البلاد الإسلامية، ومنذ ظهوره والعلماء مختلفون في حكمه وخصوصاً في أول الأمر، لأنه عندما ظهر لم يكن يعرف الناس له أضراراً واضحة إلا إنه يؤدي إلى رائحة كريهة، أو قد يصاب من يدمنه بالسعال مثلاً، أو يؤثر على الصحة ا لعامة بعد مدة أو نحو ذلك، ولم يكن الأمر واضح الضرر في ذلك الحين ولذلك هناك العلماء اختلفوا فيه، هناك من قال: هو مباح على أن الأصل في الأشياء الإباحة، وهناك من قال: هو مكروه بل قالوا: أقل ما يقال فيه إنه مكروه، لأنه يضهي الإنسان يضر الإنسان في نفسه ويضر غيره، وإذا كان الإسلام كرِه أكل البصل والثوم والكرات وهذه الأشياء وقال: “من أكلها فلا يقربن مصلانا” أو “فليعتزل مسجدنا” لأنها تؤذي برائحتها فهذا أقل ما يقال في الدخان، وبعضهم قال: إنه حرام لأنه يضر بالإنسان، قالوا: صحيح إن ضرره ليس ضرراً فورياً ولكنه ضرر تدريجي، يعني بعد مدة يعرف الإنسان أن هذا شيء مضر ولا يمكن أن يبيح الإسلام للإنسان أن يضر نفسه، وهذا- في الحقيقة- أعتقد أنه هو الرأي السليم، الرأي السليم الذي اتجه إليه معظم فقهاء العصر أن التدخين ينبغي أن يحرم، لماذا؟ لأن الله تعالى قال في وصف رسوله -عليه الصلاة والسلام- كما ذكرنا في الحلقة السابقة عن المخدرات: (يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ) فمن يقول إن هذه السيجارة من الطيبات؟ هي من الخبائث الضارة المؤذية المهلكة المدمرة، وأنا أرى إنه رأي الفقيه هنا ينبغي أن يبنى على رأي الطبيب، إذا قال الطبيب إن هذه السيجارة ضارة فيجب على الفقيه أن يقول هذه السيجارة حرام، لأنه لا يمكن أن يبيح الإسلام الضرر والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: “لا ضرر ولا ضرار”.

حكم التدخين في المذاهب الأربعة

قد تبيَّن لنا مما مَضى ضررُ التدخين البالغ في كل واحدة من هذه الضروريَّات؛ ولذلك صرَّح العلماء المحقِّقون من المذاهب الأربعة وغيرهم بتحريمه:

‌أ- فمن الحنفيَّة: الشيخ محمد العيني، وله رسالة في تحريمه، ومنهم الشيخ محمد الخواجة، وعيسى الشهاوي الحنفي، ومكي بن فروج، وعمر بن أحمد المصري الحنفي، فقد قال ما نصُّه: الآثار النقليَّة الصحيحة، والدلائل العقلية الصريحة، تُعْلِن بتحريم الدُّخَان… إلخ.

‌ب- ومن المالكية: كنون وأبو زيد عبدالرحمن الفاسي وغيرهم، قال الفاسي في حكم الدُّخَان: إن الذي ينبغي اعتمادُه، ويرجع إليه في صلاح الدِّين والدنيا، مع وجوب الإعلان والإعلام والإشادة في جميع بلاد الإسلام؛ أنَّ الدُّخَان المذكور حَرام الاستعمال؛ لاعتراف كثيرين ممن له تمييز وتجربة بأنه يُحدِث تفتير أو تخدير… إلخ.

‌ج- الشافعيَّة: ومنهم ابن علان شارِح رياض الصالحين، وله رسالتان في تحريم الدُّخَان، ومنهم الشيخ عبدالرحمن الغزي، وإبراهيم بن جمعان، وتلميذه أبو بكر الأهدل، وغيرهم، قال ابن علان في رسالته إعلام الإخوان بتحريم الدُّخَان: وقد اتَّفق العلماء على حِفْظ العقول وصَوْنها من المفتِّرات والمخدرات، إلى قوله: لأنَّ كلَّ ما غيَّر العقل بوجْهٍ من الوجوه، أو أثَّر فيه بطريقة تناوله، فهو حرام.

‌د- الحنابلة: وقد اتَّفق علماء الحنابلة على تحريمه ـ إلاَّ مَن شذَّ ممَّن لا يُعْتَد به ـ، وممن صرَّح بتحريمه علماءُ الدعوة من أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتلامذتهم رَحِم الله الجميع، منهم:

1- الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، قال ما نصُّه: وبما ذكرنا من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكلام أهل العلم يتبيَّن لك تحريم التتن ـ أي: الدخان ـ الذي كثُرَ في هذا الزمان استعمالُه، وصحَّ بالتواتُر عندنا والمشاهدة إسكاره في بعض الأوقات، خصوصًا إذا أكْثَرَ منه أو قام يومًا أو يومين لا يَشربه، ثم شَرِب منه، فإنه يُسْكر ويُزيل العقْل.

2- الشيخ عبدالله أبابطين، قال عن الدُّخَان: والذي نرى فيه التحريم لعِلَّتين:

إحداهما: حصول الإسكار به إذا فَقَده شاربُه مدَّة ثم شَرِبه أو أكثر منه، وإن لَم يحصلْ إسكارٌ، حصل تخديرٌ وتَفتير.

الثانية: أنه مُنْتِن ومُسْتَخْبَث عند مَن لَم يَعْتَده… إلخ.

3- الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، فقد قال: لا ريبَ في خبث الدُّخَان ونَتنه، وإسكاره أحيانًا وتفتيره، وتحريمه بالنقْل الصحيح والعقل الصريح، وكلام الأطباء المعتبَرين.

هل التدخين من الكبائر

التدخين من الصغائر وليس من الكبائر حسب التعريف المشهور وهو ان الكبيره هي ما صاحبه عند النهي عنه لعن او غضب او وعيد النار او كان من الحدود و نحوذلك وما عداه فيكون من الصغائر ومن المعلوم ان العلماء مختلفون في حد الكبيرة ماهي ؟ على اقوال مبسوطة في مواضعها .
والتدخين يؤدي الى الموت بالاستمرار عليه والمداومة عليه وبدونها لا يؤدي الى الموت وكثيرمن المباحات اذا افرط الانسان في استعمالها فانها تؤدي الى امراض كثيرة

حكم التدخين في الإسلام والادلة الشرعية على ذلك

شرب الدخان محرم بالكتاب والسنة، لما يترتب عليه من المضارالمهلكة، والعواقب الوخيمة، قال تعالى: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) [المائدة: 4].
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) [البقرة: 172].
وقال عز من قائل مخبراً عما بعث لأجله رسوله صلى الله عليه وسلم: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) [الأعراف: 157].
ومعلوم لدى كل عاقل أنه لو سئل أي شخص أين يضع الدخان؟ هل يضعه تحت الطيب أم الخبيث؟ لأجاب كل ذي بصيرة أنه من الخبائث. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا ضرر ولا ضرار” رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما، وصححه الشيخ الألباني .
وقد ثبت بشهادة الأطباء المختصين أن التدخين سبب إصابة تسعة من بين كل عشرة من المصابين بسرطان الرئة، وكذلك يدخل التدخين ضمن مسببات أمراض القلب والجلطة الدماغية وانتفاخ الرئة والتهاب القصبة الهوائية، وكذا هو سبب للإصابة بالعنة، أو الضعف الجنسي.
وقد قال أطباء بارزون: إنه يجب التعامل مع النيكوتين الموجود في التبغ كباقي المخدرات الخطيرة مثل: الهيروين والكوكايين.
وقد يضلل بعض الناس بأن السجائر قليلة القطران لا تضر أو ضررها قليل، وهذا غير صحيح فقد أعلن وليام دونالدسون رئيس مكتب الإشراف الصحي بالحكومة البريطانية أن السجائر التي يتم تسويقها على أنها تحتوي على نسبة منخفضة من القطران يمكن أن تكون هي المسؤولة عن ازدياد حالات الإصابة بأحد الأنواع النادرة لسرطان الرئة، ووصف بعض السجائر بأنها منخفضة القطران تعبير ينطوي على تضليل المستهلك، حيث إن ذلك يوحي بأن هذه السجائر أقل ضرراً بالصحة.
وفضلاً عن أن التدخين مهلكة للبدن ـ الذي هو أمانة لا يجوز التصرف فيه بما يضره ـ فهو كذلك إضاعة للمال الذي يسأل عنه العبد يوم القيامة من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي. وقال أيضاً: “إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال كثرة السؤال وإضاعة المال” متفق عليه.
ولو رأيت رجلاً يمسك بيده مالاً ويوقد فيه النار لما ساورك شك في أنه مجنون. والمدخن يفعل ذلك تماماً، فماذا يقال عنه؟ نسأل الله الهداية والتوفيق.
وما سبق عام في شرب الدخان، سواء كان عن طريق السجائر، أو عن طريق ما يسمى بالشيشة. ولايعدز الإنسان بحجة أنه لايستطيع التوقف عن شربه لأن الانقطاع عنه ممكن عادة، وقد تركه كثير من الناس، ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة قوية، ومما يقوي العزيمة إيمان الشخص بأنه ذنب تجب منه التوبة، وليس عادة يخير المرء بين فعلها وتركها. والله الموفق. والمال المكتسب من الدخان يأخذ حكمه في الحرمة.
والله أعلم.

حكم شرب السجائر دار الإفتاء

هناك أدلة كثيرة على تحريم تعمد استنشاق وابتلاع الدخان الناتج عن حرق نبات التبغ أو التنباك – أي ما يسمى السجاير والأرجيلة – نذكر بعضًا منها:

1- قوله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) الأعراف/157، ولا شك أن الدخان يصنف من الخبائث لا من الطيبات من حيث الطعم والرائحة والآثار في البدن.

2- حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ). رواه الإمام أحمد وأبو داود، ولا أحد يجادل بأن الدخان مفتر للجسم.

3-  وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَمَنْعًا وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ) والدخان فيه إضاعة للمال واستهلاك لمبالغ طائلة بلا فائدة.

4- قوله صلى الله عليه وسلم: (لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ) رواه أحمد وابن ماجه، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الضرر سواء كان ضررا جسيما، أو ماديا، أو فكريا، والدخان ضار بكل ذلك.

5- وفي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه: (فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ) أخرجه مسلم، وفي الحديث أيضا أنه قال: (من آذى مسلما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) رواه الطبراني في الأوسط، والمدخن يؤذي الناس برائحته سواء وقت التدخين أو بعد التدخين.

6- إذا اعتبر البعض أن الدخان معصية لكنه صغيرة من الصغائر فالجواب أن الصغيرة يكون لها حكم الكبيرة بواحد من الأشياء التالية:

أ. الإصرار عليها.

ب. التهاون بها والاستخفاف، وعدم المبالاة بفعلها.

ج. الفرح والسرور بها.

من كل هذا يظهر أن الدخان حرام، ومن ابتلي به فعليه أن يقلع عنه ويتوب، ويعترف بخطئه لعله أن يرزق التوبة، لا أن يدافع عن خطئه ويفتي بإباحة ما قام الدليل على تحريمه، وقد كان أحد إخواننا مبتلى به، وإذا سئل عنه قال: هو حرام، فرزقه الله التوبة عنه.

السابق
ما حكم تنظيم النسل
التالي
حكم قضاء الصلاة

اترك تعليقاً