احكام الشريعة الإسلامية

حكم مس المصحف للحائض

حكم مس المصحف للحائض

اختلف العلماء رحمة الله عليهم في قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم: فذهب جماعة من أهل العلم إلى تحريم ذلك وألحقوهما بالجنب، وقالوا: ثبت عن النبي ﷺ ما أن الجنب لا يقرأ القرآن، لأن الجنابة حدث أكبر، والحيض مثل ذلك، والنفاس مثل ذلك فقالوا: لا تقرأ الحائض ولا النفساء حتى تطهرا، واحتجوا أيضا بحديث رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن.
وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب؛ لأن مدتهما تطول أيامًا كثيرة فلا يصح قياسهما على الجنب؛ لأن مدته قصيرة؛ لأن في إمكانه إذا فرغ من حاجته أن يغتسل ويقرأ، أما الحائض والنفساء فليس في إمكانها ذلك، وقالوا في الحديث السابق الذي احتج به المانعون إنه حديث ضعيف، ضعفه أهل العلم لكونه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وروايته عنهم ضعيفة.
وهذا القول هو الصواب، فيجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب، لأن مدتهما تطول فقياسهما على الجنب غير صحيح، فعلى هذا لا بأس أن تقرأ الطالبة القرآن، وهكذا المدرسة في الامتحان وغير الامتحان عن ظهر قلب لا من المصحف.
أما إن احتاجت إحداهن إلى القراءة من المصحف فلا حرج عليها بشرط أن يكون ذلك من وراء حائل كالقفازين ونحوهما

حكم مس المصحف للحائض دار الإفتاء المصرية

إذا كانت المرأة جُنُبًا أو حائضًا أو نُفَساء أو غير متطهرة منهما بعد انقطاعهما، أو كانت محدثة حدثًا أصغر، يحرم عليها مس المصحف إلا لضرورة؛ كأن تخاف حرقًا أو غرقًا. نعم، يجوز أن تمس المصحف بحائل منفصل عنه؛ ككيس وصندوق ونحوه.

مس المصحف للحائض عند المالكية

المالكية قالوا: إذا كانت الحائض معلمة أو متعلمة فإنه لا يحرم عليها مس المصحف . أما داود الظاهري فإنه قال: يجوز للمحدث حدثاً أكبر أن يمس المصحف ولا إثم عليه في مسه . وهذه مسألة اختلف الفقهاء فيها على أقوال متعددة كما رأينا ذلك واضحاً من تعدد أقوالهم .

دليل تحريم مس المصحف للحائض

لا يجوز للمحدث والحائض والنفساء والجُنُب مسُّ المصحف مطلقاً، سواء كان ذلك اللمس بحائلٍ أو من غير حائل لورود النهي عن ذلك؛ حيثُ قال تعالى في كتابه العزيز: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) فالنهي الوارد في الآية لم يميّز بين إنْ كان اللمس بحائلٍ أو بغير حائل،

مس الحائض للمصحف في المذاهب الأربعة

اتّفق الفقهاء على عدم جواز مسِّ المصحف مباشرةً للحائض أو المحدث (الحدث الأكبر) إن كان مسّه له دون حائلٍ يحول بينه وبين المصحف، فإن كان مسّ الحائض والمحدث للمصحف بحائلٍ ككيسٍ أو ما شابه ذلك، فهنا وقع الخلاف بين الفقهاء، وفيما يلي ما ذهب إليه الفقهاء، وأدلة أصحاب كلِّ فريق:

  • يرى الشافعيّة والمالكية أنّه لا يجوز للمحدث والحائض والنفساء والجُنُب مسُّ المصحف مطلقاً، سواء كان ذلك اللمس بحائلٍ أو من غير حائل لورود النهي عن ذلك؛ حيثُ قال تعالى في كتابه العزيز: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) فالنهي الوارد في الآية لم يميّز بين إنْ كان اللمس بحائلٍ أو بغير حائل، بل جعله مطلقاً، فيبقى على إطلاقه بحرمة لمس المصحف لغير الطاهر؛ كالحائض والنفساء والمحدث الجنب وغيرهم.
  • ذهب الحنفية والحنابلة إلى جواز مسّ المصحف للمحدث والحائض والنفساء إن كان بينه وبين المصحف حائلٌ؛ كأن يلبس كفاً أو يحمله بكيس، أو يلمسه بوجود حائلٍ يفصل بين يده وبين لمس صفحات المصحف مباشرةً، وقد فرَّق الحنفية بين إن كان الحائل منفصلاً عن المصحف أو متصلاً به، فإن كان منفصلاً عنه جاز للحائض والمحدث مسّه، وإن كان الحائل متّصلاً كجلد المصحف الذي يكون في أصله ومتصلاً به، فإنّه لا يُعد حائلاً، ويمنع من مسّ الحائض للمصحف.

كفارة مس المصحف للحائض

حكم مس المصحف للحائض الإسلام سؤال

اضطرت للمس المصحف وهي حائض

لا يجوز لغير المتوضئ ( الحائض وغيرها ) أن يمس المصحف في قول جمهور العلماء ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرٌ ) رواه مالك في الموطأ (468) وصححه الألباني في “إرواء الغليل” (122) .

وللحائض أن تقرأ القرآن من غير مس للمصحف على القول الراجح ، كما لو قرأت من حفظها ، أو أمسكت المصحف بحائل ، ولها أن تقرأ من المصحف المشتمل على تفسير ، كما هو مبين في جواب السؤال (2564) ، (60213) .

فكان عليك أن تتجنبي مس المصحف مباشرة ، وأن تمسكيه بشيء منفصل عنه كخرقة طاهرة أو تلبسي قفازا ، أو تقلبي أوراق المصحف بعود أو قلم ونحو ذلك .

أما وقد حصل المحظور ، فما عليك إلا أن تستغفري الله تعالى ، وتتوبي إليه ، ونسأل الله أن يتجاوز عنك ، كما نسأله أن يتقبل منك ويثيبك على مساعدتك لأختك .

والله أعلم .

 

 

 

 

السابق
مفهوم الاغماء
التالي
ما هو تليف الرئة

اترك تعليقاً