منوعات

حلول حديثة للبطالة

حلول مشكلة البطالة

بعد التحدث عن أسباب البطالة وعن أثر البطالة على الفرد والمجتمع يجب التعرف إلى حلول مشكلة البطالة، فبالرغم من أن البطالة مشكلة كبيرة جدًا ومنتشرة في أغلب المجتمعات، إلا أنه من الممكن أن يكون هناك حلول لها، ومن أهم حلول مشكلة البطالة ما يأتي:

  • بناء صناعات تتطلب المزيد من الناس حتى مع تحقيق ربح.
  • خفض تكلفة المنتجات ومواصلة القيام ببعض الابتكارات حتى يتم إطلاقها عند إطلاق منتج جديد فتستمر عملية البيع والشراء.
  • إذا لم يكن الشخص متعلمًا حتى المستوى الذي يمكنه من أن يحصل على وظيفة جيدة فيجب أن يكون هناك بعض الفرص لتعلم المهارات التي يمكنه من خلالها القيام ببعض العمل الحر.
  • يجب إعطاء الزراعة أولوية عالية في البلد الذي يكون فيه المناخ الزراعي جيد فالجانب الزراعي يساعد بالتقليل من البطالة.
  • يجب أن يكون هناك أنظمة جيدة بأسعار منخفضة حتى لا يتردد الناس في زيارة المستشفيات، وبهذه الطريقة ستزداد الوظائف في المجال الطبي.
  • يجب أن يدرس الجميع مهارات الإنترنت حتى يتمكن من تعلم بعض المهارات السهلة دون دفع رسوم للتدريب.
  • إذا تم توفير مرافق نقل جيدة بخيارات منخفضة التكلفة مثل بعض خدمات سيارات الأجرة، فإن هذا يلهم الناس على استئجار سيارات الأجرة بدلًا من قيادة السيارة الخاصة بهم، لأنه سيدفع أقل وهذا يوفر فرص عمل في قطاع القيادة.

بحث حلول البطالة

طرق حل مشكلة البطالة

  • تأهيل الخريجين من الشباب حول حاجة سوق العمل للتخصصات المختلفة، وتأهيلهم بما يتطلبه سوق العمل وتوجيههم إلى التخصصات المهنية التي يعزف عنها الكثير من الشباب.
  • تنظيم عملية استخدام العمالة الوافدة وتوفير فرص العمل للسكان المحليين.
  • تنشيط المناخ الاقتصادي وتطوير أساليب وطرق العمل التي توفر فرص عمل جديدة.
  • إقامة المشاريع التي تحتاج إلى أيدي عاملة، وعدم استخدام الآلات، والتي تاخذ مكان عمل الكثير من الأيدي العاملة وتؤدي إلى تسريحهم.
  • عمل الدراسات الاستراتيجية وإنشاء المراكز المتخصصة التي تنظم فرص العمل داخل المجتمع.
  • التعاون فيما بين القطاع العام والقطاع الخاص في محاولة توفير فرص العمل المختلفة.

علاج البطالة في الإسلام

من خصائص شريعة الإسلام أنها استوعبت كافة قضايا الحياة، وسائر جوانبها، وهي امتداد شمل قضايا الزمن المتجدد، فليست مقصورة على فترة زمنية أو رقعة مكانية، يحتاجها الناس على اختلاف أنواعهم؛ لأنهم يجدون فيها الدواء النافع، والعلاج الناجع، فلا يوجد داء إلا وله في شريعة الإسلام دواء.

ومن هذه المشكلات التي تعترض حياة الناس، وتؤثر عليها سلبًا من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية، والنفسية مشكلة البطالة.

فما مفهوم البطالة، وما أنواعها، وما آثارها، وما علاج الإسلام لها؟

أولًا: مفهوم البطالة:

كل من هو قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى[1].

 

ثانيًا: أنواع البطالة:

معظم الدراسات التي تناولت قضية البطالة قسمتها باعتبارات عديدة من زوايا مختلفة، من أهم الأنواع:

1 – البطالة الإجبارية.

2 – البطالة المقنّعة.

 

ثالثًا: الآثار والنتائج المترتبة على البطالة:

تعد مشكلة البطالة من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع لما لها من آثار خلقية ونفسية، واقتصادية، واجتماعية وسياسية على مستوى الفرد والمجتمع.

الآثار الاجتماعية:

للبطالة آثار اجتماعية منها:

♦ ارتفاع معدل الجريمة:

ظاهرة البطالة من أقوى العوامل المهيئة لمناخ الجريمة والانحراف (ويربط علماء الاقتصاد بين الجريمة والدورات الاقتصادية: ففي فترات الكساد تزداد البطالة والفقر وبالتالي تكثر الجرائم، وفي دراسة اتضح أن 25% من أطفال المناطق الفقيرة يجنحون للجريمة، بينما لا تتجاوز هذه النسبة 1% في الدول الغنية.

كما بينت دراسة أخرى أن الحاجة إلى المال كانت الدافع وراء 68.9% من جرائم العاطلين)[3].

♦ التفكك الأسرى:

لا شك أن الفراغ يصيب نفس العاطل بضرر نفسي فيتجه نحو العنف تجاه الأبناء والزوجات، بسبب التكاليف المادية الملقاة على عاتقه فتكثر الخلافات مما يؤدي إلى الطلاق، وتفكك الأسرة.

♦ عمالة الأطفال:

الأزمات الاقتصادية تتسبب في تسريب عدد كبير من التعليم مما يدفع بالأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة لاسيما إذا كانت الأسرة فقيرة، بدعوى عدم جدوى التعليم.

الآثار الخلقية والنفسية:

تمثل البطالة عاملًا مساعدًا للانحراف الخلقي، والاضطراب النفسي، للفراغ الذي يشعر به العاطل.

ومن هذه الآثار :

♦ انتشار السرقة.. لأن الفقر سبب في عجز الراغبين عن سد احتياجاتهم، وسبب في عجزهم عن الزواج بالوجه المشروع.

♦ تعاطي المخدرات.

♦ انتشار الرشوة.

♦ انتشار النصب والاحتيال.

♦ الغش والتزييف والتزوير.

♦ الإلحاد: وهذا من أخطر الآثار النفسية للبطالة، فالملحد وجد فراغًا زمنيًا وعقليًا، بحيث أصبح مهيَّأً لتلقي الأفكار الإلحادية بسهولة.

الآثار الاقتصادية:

♦ تؤدي البطالة إلى حرمان الاقتصاد القومي من مساهمات جانب من موارده المتاح وبالتالي انخفاض حجم الناتج القومي المحتمل.

♦ تضخم ظاهرة التكدس الوظيفي وعمل الشباب بأنشطة هامشية.

♦ انتشار ظاهرة الفقر وانخفاض القوة الشرائية للأفراد.

♦ تفاقم ظاهرة الركود التضخمي.

 

الآثار السياسية:

♦ ضعف الانتماء للوطن.

♦ التطرف والعنف.

♦ ضعف المشاركة السياسية.

رابعًا: علاج الإسلام للبطالة.

واجه الإسلام مشكلة البطالة بعدة وسائل:

♦ الدعوة إلى العمل وبيان فضله:

حث الإسلام على العمل ودعا إليه، وقاوم الكسل ولم يرتضيه مسلكًا للمسلم، وصحح مفهوم التوكل على الله وأنه لا يتعارض مع قانون الأخذ بالأسباب.

قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ (سورة الملك الآية:15).

فالعمل يعد جهادًا في سبيل الله؛ لذا ربط الله بينه وبين من خرج مجاهدًا.

فقال تعالى: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ (سورة المزمل. الآية:20).

 

♦ توجيه الطاقات المعطلة واستثمارها:

ينبغي استثمار الثروة البشرية وإيجاد فرص للقادرين، وتأهيل العاطلين، وإعدادهم لسوق العمل.

كما وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – الأنصاري الذي جاء يسأله وهو يقوى على العمل والإنتاج. عن أنس (أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله فقال: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى، حِلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء قال: ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده فقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثاً؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما للأنصاري وقال: اشتر بأحدهما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوماً فائتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده ثم قال: اذهب فاحتطب وبع فلا أرينك خمسة عشر يوماً ففعل فجاءه وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسالة لا تصلح إلا لثلاث: لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع )[5].

يقول الأستاذ عبدالقادر المطري: ويجمع هذا الحديث عدة فوائد منها:

– لم يعالج الرسول صلى الله عليه وسلم السائل المحتاج بالمعونة المادية الوقتية فقط.
– لم يعالج الرسول صلى الله عليه وسلم المشكلة بالوعظ المجرد والتنفير من المسألة.
– جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآلية يعالج مشكلته بنفسه وبشكل ناجح.
– تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل السائل وللبشرية بضرورة استغلال الموارد المتاحة وإن صغرت في حجمها أو نوعها.
– إرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل للعمل الذي يناسب شخصيته وقدرته، ومهارته وظروفه والبيئة التي يعيشفيها.
– أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم فترة زمنية خمسة عشر يوماً ليعرف مدى ملاءمة هذا العمل للرجل، وهل يحتاج لعمل آخر أم لا.
– هيأ الرسول صلى الله عليه وسلم له ظروف العمل وآلته عندما أخذ الآلة وشدها بحبل
– أوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس الرجل روح المبادرة للعلم وتحدي الصعاب.
– أصبح هذا الرجل صاحباً لمشروع صغير بلغة العصر الحديث).

♦ المحافظة على المال ودوام استثماره وتنميته.

♦ إحياء ما دعا إليه الفقه الإسلامي من (المضاربة).

♦ إنشاء المشروعات الصغيرة والحرفية.

♦ دور الزكاة في سد احتياجات العاجزين عن الكسب.

نتائج مشكلة البطالة

– أمراض نفسية أو ادمان مخدرات للهروب من الواقع الأليم، يمكن أن تصل لإنتشار الجرائم والعنف، ويمكن تصل أيضاً لضعف الانتماء للبلد وكراهية المجتمع وحتى يمكن أن تصل لعنف وإرهاب.

– انحلال أخلاقي وفقد القيم في المجتمع.

– إهدار الأموال الطائلة (المليارات) التي استثمرت.

بدأت تظهر في مجتمعنا صورة متكاملة لأوضاع شاذة في شكل تعاطي المخدرات والسرقة والاغتصاب والاحساس بالظلم الاجتماعي وما تولد عنه من قلة الانتماء والعنف وارتكاب الأعمال الارهابية والتخريبية وهناك فئة أخرى تقوم بالكبت بداخلها مما يتحول بمرور الوقت إلى شعور بالإحباط ويخلق شباباً مدمراً نفسياً وعضوياً.

وما الجرائم التي نطالعها يومياً على صفحات الحوادث من اغتصاب وسرقة وقتل وعنف، ما هي إلا أصدق ترجمة وأدل تعبير عن حالة التخبط والواقع المتردي لشباب عاجز عن نيل أبسط حقوقه، شباب يمتلك الطاقة والطموح ولا يجد المنفذ الطبيعي لتوجيهها، وللأسف قبل أن يبادر المجتمع بالسؤال: لماذا انتشرت هذه الجوانب السلبية بادر بالإدانة دون أن يبحث وينقب في جذور المشكلة الأصلية وهي البطالة وقلة فرص العمل المتاحة أمام الشباب.

مشكلة البطالة في الوطن العربي

تُعَد مشكلة البطالة من المشكلات المعقّدة التي تواجه العالم العربي، إذ يصل عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي حوالي 22 مليون عاطل من إجمالي قوى عاملة يبلغ نحو 120 مليون عامل، يضاف إليهم سنوياً 3 ملايين و 400 ألف عامل سنوياً، في ضوء حقيقة مفادها أنّ 60% تقريباً من سكان البلاد العربية دون سن الـ 25 سنة، وهو الأمر الذي يتوقّع معه أن يصل عدد العاطلين عن العمل عام 2025 إلى حوالي 80 مليون عاطل، مما يتطلّب ضخ نحو 70 مليار دولار لرفع معدّلات النمو الاقتصادي في الدول العربية، وذلك لخلق ما لا يقل عن 5 ملايين فرصة عمل سنوياً، ويمكن إدراك خطورة مشكلة البطالة بالنظر إلى الآثار السلبية التي تخلفها تلك الظاهرة والتي تتمثّل أهمها في الآتي:
1- إصابة الشباب بالإحباط وبأمراض نفسية عديدة تؤدي إلى مشاكل اجتماعية عديدة.
2- ازدياد معدّلات انتشار الجرائم وإدمان المخدرات.
3- ضعف الانتماء للوطن، وكراهية المجتمع، وهو الأمر الذي يؤدِّي إلى ممارسة العنف والإرهاب.
4- إهدار الموارد التي يتم استثمارها في تعليم الشباب ورعايتهم صحياً واجتماعياً.
ويمكن القول إنّ أهم أسباب لظاهرة البطالة في الوطن العربي تنبع بصفة خاصة من طبيعة المنطقة وتتمثّل أهم تلك الأسباب في الآتي:
1- معدّل النمو السكاني في الوطن العربي والذي يُعَد من أعلى المعدّلات العالمية.
2- عدم مواكبة النظام التعليمي العربي لمتطلّبات سوق العمل، وهو الأمر الذي يؤدِّي إلى تكدُّس أعداد هائلة من خريجي الجامعات في صفوف الباحثين عن العمل، وهو الأمر الذي أدّى إلى زيادة نسبة البطالة بين حملة المؤهّلات الدراسية عنها في أيِّ شريحة أخرى فعلى سبيل المثال لا تتعدّى نسبة البطالة من الأميين في مصر على 4.1%.
3- تراجع نسبة نمو الناتج القومي الداخلي الإجمالي للدول العربية من 6% عام 2000 إلى 1.5 خلال عام 2001، و 3% خلال الفترة الماضية.
4- تطبيق سياسات الانفتاح الاقتصادي في العديد من الدول العربية وما صاحبها من تطبيق لبرامج الخصخصة، وهو الأمر الذي أدّى إلى تسريح أعداد كبيرة من العاملين.
5- عدم إقبال الشباب على العمل المهني بسبب النظرة الاجتماعية لذلك العمل، والتخوُّف من تحمُّل المخاطرة في الأعمال الحرة والميل إلى الأعمال المستقرة ذات الدخل الثابت.
6- نقص الاستثمارات الموجَّهة لتنمية الاقتصاد العربي سواءً على المستوى الدولي أو الداخلي، حيث يواجه قطاع الاستثمار في العالم العربي مشكلتان رئيسيتان هما نقص الاستثمار الأجنبي الموجَّه إلى الدول العربية والذي لا يتعدّى نسبة 1% من حجم الاستثمارات الأجنبية العالمية .. والمشكلة الثانية تتمثّل في هجرة رؤوس الأموال العربية إلى الخارج وعدم مشاركتها في تحقيق التنمية العربية.
7- سوء التخطيط القومي الذي يؤدِّي إلى عدم اختيار المجالات المناسبة التي يوجّه لها الاستثمار القومي.
8- ضعف قواعد البيانات العربية والمعلومات حول الباحثين عن عمل، وهو الأمر الذي يضفي غموضاً على حجم سوق العمالة في الوطن العربي.
وانطلاقاً من الحقائق السابقة وضعت الدول العربية حلولاً للتعامل مع المشكلة سواءً على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي، تمثّلت أهم تلك الحلول في الآتي:
1-الحلول الفردية
تعمل كلُّ دولة من الدول العربية على حدة لإيجاد الحلول والوسائل المناسبة للتغلُّب على المشكلة، حيث يختلف حجم المشكلة من دولة إلى أخرى في الوطن العربي، وإن كانت تقدّر نسب البطالة في العالم العربي ما بين 15 و20%، فعلى سبيل المثال تُعَد فلسطين والعراق صاحبتا أكبر معدّل للبطالة في العالم العربي، حيث يصل معدّل البطالة بها إلى 60%، وتُعَد الجزائر صاحبة أعلى معدّل في حجم البطالة على المستوى العربي بعد العراق وفلسطين والذي يصل إلى 20%، في حين تصل نسبة البطالة في السعودية إلى 15%، وفي سلطنة عمان إلى 17.2%، وفي قطر إلى 11.6%.
ففي الجزائر اتخذت الحكومة عدّة خطوات تمثّلت في إنشاء لجان في كلِّ ولاية لتمكين الشباب من فرص عمل، وإنشاء جهاز للإدماج المهني للشباب عام 1990 في إطار وزارة العمل والحماية الاجتماعية، كما تم إنشاء التعاونيات بين الشباب والتي يقصد بها لتمويل مشاريع الشباب بواقع 30% والباقي تساهم به البنوك لإيجاد فرص عمل مؤقتة بأجور توازي الحد الأدنى المطلوب.
وعلى المستوى الخليجي سعت الدول إلى حل مشكلة البطالة عن طريق إحلال العمالة الوافدة لديها والتي يصل عددها إلى 18 مليون عامل .. فعلى سبيل المثال تمثِّل العمالة الوافدة في دولة الإمارات 80% من حجم السكان و 72% في قطر، و 63% في الكويت، و30% في السعودية، و26% في كلٍّ من قطر وعمان، وهو الأمر الذي أدّى إلى مطالبة رجال الأعمال في تلك الدول لتشغيل أبناء تلك الدول العاطلين عن العمل بإحلال العمالة الوطنية محل الأجنبية، وهو الأمر الذي أدّى إلى وضع خطط وطنية تسير كلُّ دولة وفقاً لها لإحلال تلك العمالة.
2- الحلول الجماعية
تعمل الدول العربية مجتمعة على إيجاد حلول لتلك المشكلة من خلال منظمة العمل العربية والتي تتمثّل أهم أهدافها في الآتي:
أ تبنِّي مشروعات تنموية لتعزيز الاستثمارات واستيعاب العمالة في الوطن العربي.
ب حث الدول العربية على إعطاء العمالة الوطنية الأولوية في التوظيف داخل كلِّ دولة ثم العمالة العربية.
ج تنسيق الجهود في ميدان العمل والعمال على المستويين العربي والدولي.
د تقديم المعونة الفنية في ميادين العمل إلى أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول الأعضاء.
ه السعي إلى تطوير تشريعات العمل في الدول الأعضاء والعمل على توحيدها.
و العمل على تحسين ظروف وشروط العمل في الدول الأعضاء.

أسباب البطالة

تعدُّ البطالة مِنْ أهمّ الأزمات التي تُهدّدُ استقرار المُجتمعات، وتوجدُ مَجموعةٌ مِنَ الأسبابِ التي تُؤدّي إلى ظهورها، والتي تختلفُ مِنْ مُجتمعٍ إلى آخر، ومِنْ أهمها: الأسبابُ السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، ولكلٍّ منها مُؤثراتٌ ونتائجُ سلبيّةٌ تُؤثّرُ على المُجتمع. والآتيّ معلوماتٌ عن هذه الأسباب:

الأسباب السياسيّة

الأسباب السياسيّة للبطالة هي كافّةُ المُؤثّرات المُرتبطة بالبطالةِ والمُتعلّقة في السّياسةِ الخاصّة لدولةٍ ما، ومِن أهمها:

  • انخفاضُ القدرةِ على دعمِ قطاعِ الأعمال من جانب الحكومات الدوليّة.
  • انتشارُ الحروب والأزمات الأهليّة في الدّول.
  • غياب تأثير التّنمية السياسيّة على الوضعِ الاقتصاديّ والاجتماعيّ في الدُّولِ النّامية.

الأسباب الاقتصاديّة

الأسباب الاقتصاديّة للبطالة من أكثر الأسباب انتشاراً وتأثيراً على البطالة، والتي تُؤدّي إلى رفع مُعدّلاتها الدوليّة، ومن أهمّ هذه الأسباب:

  • زيادة عدد المُوظّفين مع قلّة الوظائف المعروضة، وهي من المُؤثّرات التي تنتجُ عن الرّكودِ الاقتصاديّ في قطاع الأعمال، وخصوصاً مع زيادة أعداد خريجِي الجامعات، وعدم توفير الوظائف المُناسبة لهم.
  • الاستقالة من العمل والبحثُ عن عملٍ جديد؛ وهي بطالةٌ مُؤقّتة، والتي تشملُ كلّ شخصٍ تخلّى عن عمله الحالي بهدف البحث عن عملٍ غيره، ولكنّه يحتاجُ إلى وقتٍ طويل للحصول على عمل، لذلك يُصنّفُ في فترةِ بحثه بأنّه عاطلٌ عن العمل.
  • استبدالُ العمال بوسائل تكنولوجيّة كالحاسوب، والتي أدّتْ إلى زيادةِ المَنفعة الاقتصاديّة على الشّركات بتقليل نفقات الدّخل للعمّال، ولكنّها أدّتْ إلى ارتفاعِ نسبة البطالة.
  • الاستعانةُ بموظّفين من خارج المُجتمع، وهي التي ترتبطُ بمفهوم العمالة الوافدة سواءً في المِهَن الحرفيّة، أو التي تحتاجُ إلى استقدامِ خُبراءٍ من الخارج، ممّا يُؤدّي إلى الابتعادِ عن الاستعانةِ بأيّ مُوظّفين أو عمّال مَحليّين.

الأسباب الاجتماعيّة

الأسباب الاجتماعيّة للبطالة هي الأسباب المُتعلّقةُ بالمجتمعِ الذي يتأثّرُ في كلٍّ من الأسباب السياسيّة والاقتصاديّة الخاصّة بالبطالة، ومن أهمّ الأسباب الاجتماعيّة:

  • ارتفاع مُعدّلات النموّ السُكانيّ مع انتشارِ الفقر، والذي يُقابله عدم وجود وظائفَ أو مِهَن كافية للقوى العاملة.
  • غياب التنميّة المَحليّة للمُجتمع، والتي تعتمدُ على الاستفادةِ من التّأثيرات الإيجابيّة التي يُقدّمها قطاع الاقتصاد للمُنشآت.
  • عدم الاهتمامِ بتطوير قطاعِ التّعليم، ممّا يُؤدّي إلى غيابِ نشر التّثقيف الكافي، والوعي المُناسب بقضيةِ البطالة بصِفَتِها من القضايا الاجتماعيّة المُهمّة.
  • زيادة أعداد الشّباب القادرين على العمل مع شعورهم باليأس؛ بسبب عدم حصولهم على وظائفَ أو مهنٍ تُساعدهمُ في الحصولِ على الدّخل المُناسب لهم.
  • غياب التّطوير المُستمرِّ لأفكارِ المشروعات الحديثة، والتي تُساعدُ على تقديمِ العديد من الوظائف للأفراد القادرين على العمل.ِ
السابق
فوائد الميرمية لهرمون الحليب
التالي
دواء بيفلوكس – Peflox لعلاج التهاب الأذن

اترك تعليقاً