ديني

سنن الصلوات الخمس

سنن الصلوات الخمس

سنن الصلوات الخمس هي السنن الرواتب التي حافظ على صلاتها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الصلوات الخمس؛ وهي اثنتا عشرة ركعة، وقد حافظ عليها النبي في الحضر وتركها في السفر ما عدا سنة صلاة الفجر؛ فقد صلاها في الحضر والسفر، وقد بَشَّرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- من حافظ على صلاة هذه السنن الرواتب بأنه يُبنى له بيت في الجنة، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن صلَّى كلَّ يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عشرةَ ركعةً تطوعًا؛ بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ) وفيما يأتي بيان وقت هذه السنن وأنواعها:

وقت سنن الصلوات الخمس

عندما يدخل وقت الصلوات الخمس، فإنه يبدأ معها وقت الصلوات المسنونة أو الراتبة لكل صلاة، والتي تنقسم إلى قسمين:

  • السنن القبلية: وهي ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر.
  • السنن البعدية: وهي ركعتان بعد صلاة الظهر، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء.

أنواع سنن الصلوات الخمس

شُرعَت صلاة السنن الرواتب قبل الصلاة وبعدها لسببين: تقرباً إلى الله تعالى، ولجبر النقص الذي يمكن أن يحصل في صلاة الفرض، وهي تنقسم إلى قسمين:

  • سنن مؤكدة: وهي صلاة اثنتا عشرة ركعة، ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء.
  • سنن غير مؤكدة: وهي صلاة أربع ركعات قبل صلاة العصر، وركعتان قبل صلاة المغرب، وركعتان قبل صلاة العشاء.

كيفية صلاة السنن

كيفية أداء صلاة السنة تؤدّى صلاةُ السنّة كما تؤدى الصَّلوات المفروضة بأركانها وشُروطها وسُنَنها، أمّا وَقتُ صلاة السنة فكلُّ وقتٍ من أوقات الليل والنَّهار يجوز للمسلم أن يُصلّي فيه السنة باستثناء أوقات الكراهة، وتُصلّى السنة في النَّهار ركعتين ركعتين، ويُكره أن تًصلّى أربعاً بتسليمةٍ واحدة في النهار، أمّا في الليل فتُصلّى ركعتين ركعتين أو أربع ركعات بتسليمةٍ واحدة أو ست ركعات أو ثماني ركعات أو أكثر من ذلك أو أقل، وذلك لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر قال: (صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى، والوترُ رَكْعةٌ مِن آخرِ اللَّيلِ)وإنّما الفرق بين صلاة النَّهار وصلاة الليل هو حتى لا تفوق صلاة السنة في النهار صلاة الفرض في عدد الركعات، أمّا صلاة الليل فالأصل فيها القيام والتَّنفُّل؛ فجاز أن تزيد عنها في عدد الرَّكعات، وأفضل الصَّلاة ما كانت ركعتين ركعتين في الليل والنهار وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم حيث روى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قال: قُلْتُ: (لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام اللَّيْلَةَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ (البيت من الشَعْر) فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً). وتفتتح الصلاة بتكبيرة الإحرام، ثمّ دُعاء الاستفتاح، ثم قراءة سورة الفاتحة، وما تبع ذلك من ركوع، وسجود، وقيام، وقراءة، وتشهّد، وتسليم.

سنن صلاة الظهر

سنة صلاة الظهر

ثبت في الأحاديث الصحيحة عدّة روايات لصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- لسنة صلاة الظهر على النحو الآتي:

  • أربع ركعات: ركعتان قبل الفريضة، وركعتان بعدها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا).
  • ست ركعات: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (من ثابرَ على اثنتي عشرةَ رَكعةً في اليومِ واللَّيلةِ دخلَ الجنَّةَ أربعًا قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتينِ بعدَها).
  • ثمان ركعات: أربعة قبل الفرض، وأربعة بعدها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن صلَّى أَربَعًا قبل الظُّهرِ، وأرْبَعًا بعدَها، حرَّمَ اللهُ لحمَهُ على النَّارِ). وإذا صلاها المسلم أربع ركعات فالسنة التسليم بين كل ركعتين، ويجوز صلاة أربع ركعات بتسليمة واحدة، ويجوز لمن فاتته سنة الظهر القبلية أن يصليها بعد الظهر، وإذا فاتته وقد خرج وقت الظهر يجوز قضاؤها كذلك.

سنن الصلوات الخمسة

سنة صلاة الفجر

إن من أفضل سنن الصلوات التي حافظ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحضر والسفر، صلاة ركعتين قبل صلاة الفجر، وذلك لعظيم فضلها الذي بَيَّنه في قوله: (ركْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)، وتختص ركعتا سنة صلاة الفجر بخصائص جمعها ابن عثيمين فيما يأتي:

  • الرسول -صلى الله عليه وسلم- حافظ على صلاة ركعتي سنة صلاة الفجر في الإقامة والسَّفر.
  • ثواب صلاة ركعتي سنة الفجر عظيم، فهي خير من الدُّنيا وما فيها.
  • السنة في صلاة ركعتي سنة الفجر التخفيف بقدر المستطاع، لكن دون الإخلال بواجبات الصلاة.
  • قراءة المصلي في الركعة الأولى من سنة صلاة الفجر سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة الإخلاص.
  • يجوز للمسلم إذا فاتته صلاة سنة الفجر قبل فرض الفجر، أن يصلّيها قضاءً بعد الانتهاء من التسبيح الوارد بعد الصلاة، ويجوز له أن يؤخّر قضاءها إلى وقت صلاة الضحى؛ أي بعد شروق الشمس، وقال ابن باز: إذا فاتته صلاة سنة الفجر وفرضه، فيُسَنّ له قضاء السنة والفرض على الترتيب.

سنة صلاة الظهر

ثبت في الأحاديث الصحيحة عدّة روايات لصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- لسنة صلاة الظهر على النحو الآتي:

  • أربع ركعات: ركعتان قبل الفريضة، وركعتان بعدها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا).
  • ست ركعات: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (من ثابرَ على اثنتي عشرةَ رَكعةً في اليومِ واللَّيلةِ دخلَ الجنَّةَ أربعًا قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتينِ بعدَها).
  • ثمان ركعات: أربعة قبل الفرض، وأربعة بعدها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن صلَّى أَربَعًا قبل الظُّهرِ، وأرْبَعًا بعدَها، حرَّمَ اللهُ لحمَهُ على النَّارِ).
  • وإذا صلاها المسلم أربع ركعات فالسنة التسليم بين كل ركعتين، ويجوز صلاة أربع ركعات بتسليمة واحدة، ويجوز لمن فاتته سنة الظهر القبلية أن يصليها بعد الظهر، وإذا فاتته وقد خرج وقت الظهر يجوز قضاؤها كذلك.

سنة صلاة العصر

لا يوجد لصلاة العصر سنة راتبة أكّد عليها الشارع وجعل لها ثواباً خاصاً، ولكن من شاء أن يتنفّل قبل العصر فهو من الأمور الحسنة، لكن ليس له أن يعيب على من ترك ذلك، وقد جاء استحباب بعض الفقهاء للتنفّل قبل العصر لسببين:

  • السبب الأول: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (رحمَ اللَّهُ امرأً صلَّى قبلَ العصرِ أربعاً).
  • السبب الثاني: أن صلاة سنة قبل صلاة العصر يدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ).

أما بالنسبة لسنة صلاة العصر البعدية، فلا تُشرع بدون خلاف، بل نُقِلَ الإجماع على ذلك؛ لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- الوارد في حديث أبي هريرة: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ).

سنة صلاة المغرب

يُسَنّ صلاة ركعتين قبل صلاة المغرب، لكنها ليست سنة راتبة، وهذا مذهب الشافعية، وبعض الحنفية، ورواية عند الحنابلة، وهو مذهب بعض السلف، ودليلهم على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، قالَ: في الثَّالِثَةِ لِمَن شَاءَ كَرَاهيةَ أنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً) أما سنة المغرب البعدية فهي ركعتان من السنن الراتبة، ويُسَنّ أن يقرأ فيها المصلي سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية، وتُسْتحَبّ صلاة التطوع عموماً بين المغرب والعشاء، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة.

سنة صلاة العشاء

ليس لصلاة العشاء سنّة قبلية راتبة، لكن إذا صلى المسلم قبلها فإنه يدخل في عموم حديث: (بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ) وهذا يعني أن يصلّي السنة القبليّة ركعتين بعد الأذان وقبل الإقامة، وهذا ما كان يفعله الصحابة، ويُشرع هذا الفعل قبل كل الصلوات، ولو زاد المصلي قبل صلاة العشاء عن ركعتين فلا بأس فهو وقت صلاة تطوع، أما سنة صلاة العشاء البعدية الراتبة المؤكدة فهي ركعتان، وللمسلم أن يصلي بعدها ما يشاء من قيام الليل، سواء صلى قبل أن ينام، أو نام واستيقظ للصلاة.

السنن المستحبة

سنن الصلاة وفرائضها

فرائض الصلاة

لا تتحقّق الصلاة إلّا بالإتيان بعددٍ من الأفعال والأقوال فيها، وهي ما تسمّى بالفرائض، وهي:

  • القيام في صلاة الفريضة للقادر عليه.
  • تكبيرة الإحرام، وتكون بقول: “الله أكبر”.
  • قراءة سورة الفاتحة.
  • السجود، والصورة الكاملة له تكون بتمكين مواضع مخصوصةٍ من محلّ السجود، وهي: الجبهة، والأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف أصابع القدمين، وأقلّ السجود يكون بوضع جزءٍ من كلّ عضوٍ.
  • الرفع من السجود.
  • الجلوس بين السجدتين، والسنة الافتراش فيه على الرجل اليسرى، ونصب الرجل اليمنى وتوجيهها إلى القبلة.
  • الطمأنينة، وتكون في كلّ ركنٍ فعليٍ. التشهّد الأخير والجلوس له.
  • التسليمتين، وتكونا بقول: “السلام عليكم ورحمة الله”.
  • الترتيب بين الأركان.

سنن الصلاة

تتعدّد سنن الصلاة التي يستحبّ للمصلي الإتيان بها، منها القولية والفعلية، وبيانها فيما يأتي:

  • رفع اليدين ممدودتي الأصابع حذو المنكبين أو الأذنين عند التكبير.
  • وضع اليد اليمنى فوق اليد اليسرى، ووضعها على الصدر.
  • النظر إلى محلّ السجود، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ إغماض العينين لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، إلّا أنّه يجوز للمصلي إغماض عينيه إن انشغل نظره بما حوله بما يؤثر على خشوعه وتدبّره في صلاته.
  • دعاء الاستفتاح.
  • الاستعاذة بالله من الشيطان قبل البدء بقراءة الفاتحة. قول: “آمين” بعد الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة، ويسنّ القول للإمام والمأموم على حدٍ سواءٍ.
  • قراءة ما تيسّر من القرآن الكريم بعد قراءة سورة الفاتحة في أول ركعتين من الصلاة.
  • التسبيح في السجود والركوع.
  • ذكر الله بعد الرفع من الركوع.
  • الدعاء بين السجديتن.
  • الجلوس جلسةً خفيفةً بعد السجود الثاني، وقبل القيام للركعة الثانية والرابعة.
السابق
ما كيفية سجود الشكر
التالي
دواء بريكس – prex علاج ألم الأعصاب يرافقه إصابة في الحبل الشوكي

اترك تعليقاً