ديني

صفات جبريل عليه السلام

صفات جبريل عليه السلام

الصفة الأولى: عظمة الخلقة

روى ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني) عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سئل: يا محمد! كيف يأتيك الذي يأتيك؟ -يعني جبريل -عليه السلام- فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر)، ويؤيده ما رواه ابن حبان عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (رأيت جبريل -عليه السلام- عند سدرة المنتهى، وعليه ستمائة جناح، ينثر من ريشه تهاويل الدر والياقوت و(تهاويل الدر والياقوت) أي: الأشياء المختلفة الألوَان…وأصلها مما يهول الإنسان ويُحيّره”.

ولجبريل -عليه السلام- القدرة على التشكل بأجسامٍ أخرى، ولكنه كان أكثر ما كان يأتيه في صورة الصحابي الجليل (دِحْية الكلبي)، فروي مسلم عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (عرض علي الأنبياء…ورأيت جبريل، فإذا أقرب من رأيت شبهاً دحية بن خليفة)، وإنما جُعِلت هذه الصفة أول الصفات لارتباطها بالقدرة التي أودعها الله في جبريل -عليه السلام- ليأتي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيعلمه القرآن بإطلاق الزمان والمكان، وعلى أي هيئة كان.

وهل كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يرى جبريل -عليه السلام- في خلقته الأصلية دائماً؟

الجواب: لم يره كذلك إلا مرتين، فقد ثبت في “صحيح مسلم” عن عائشة-رضي الله تعالى عنها- مرفوعاً: (لم أره يعني جبريل -عليه السلام- على صورته التي خُلِق عليها إلا مرتين)، وبين أحمد والترمذي في حديث ابن مسعود أن الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خُلِق عليها، والثانية عند المعراج.

ورؤيته لجبريل -عليه السلام- مرة تحقق جملة أمور من حيث نقل القرآن:

منها: إيقاع الطمأنينة في قلب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- برؤيته لعظيم قدرة الله عز وجل تتجلى في جبريل -عليه السلام- من جهة، ومن جهة أخرى لطمأنته، وتثبيت قلبه على قدرة جبريل -عليه السلام- على نقل القرآن، وتبليغ رسالة ربه دون توانٍ، وزادت هذه الطمأنينة تأكيداً برؤيته له مرة أخرى.

ومنها: دفع توهم أن الذي يأتيه شيطان لا من قلبه فقط، بل من قلب غيره.

الصفة الثانية: أنه مَلَك

و(الملَك) واحد الملائكة، وهو في الأصل جمع ملأك، ثم حذفت همزته لكثرة الاستعمال، فقيل: ملك، وقد تحذف الهاء فيقال: ملائك، وقيل أصله: مألك بتقديم الهمزة من الألُوك الرسالة، ثم قدمَت الهمزة وجُمع. فالرسالة طبيعة ذاتية ملازمة لكون الملك ملكاً، وهذه الرسالة هي ما يصدر إلى الملائكة من أوامر، فيؤدونها أدق أداء، وأتمه، وليس يخفى أن هذه هي أولى وسائل اليقين في نقل القرآن؛ إذ كون الرسالة طبيعة ذاتية في الملائكة يستلزم: الأمانة في نقلها، وإتقان النقل، ويعضد هذا أنهم المختارون ليكونوا وسائط بين الله -عز وجل- وخلقه، ولذا فقوله تعالى: {لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء:27] إيضاحٌ لحال الملائكة، وليس بتأسيس لصفة جديدة بعد نعتهم بالملائكية، واقتضى هذا الإيضاحَ دحضُ تخرصات الشرك وأهله في طبيعة الملائكة.

الصفة الثالثة: الروح

ورد لفظ {الروح} على عدة معانٍ في القرآن الكريم، ولا خلاف ين المفسرين في أن المراد به في قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ} [الشعراء:194] هو جبريل عليه السلام. وذكر ابن سعد في “الطبقات الكبرى”، أن جبريل -عليه السلام- يسمى روح القدس؛ لأنه خُلِق من طَهارة.

وهذه الصفة الجليلة لجبريل -عليه السلام- ورد مدحه بها في معرض التأكيد على سلامة نقل القرآن، وبيان خصائص لفظه من سورة الشعراء، وذلك دالٌ على مبلغها من جلالة القدر في نقل القرآن من السماء إلى الأرض، ولعل من أسرارها في هذا الباب أن الروح فيه معنى الحياة والحركة، ويومئ ذلك إلى أن تلقي جبريل -عليه السلام- للقرآن من الله -عز وجل- تلقٍ حي، لا يعروه شائبة كسل، أو موات. ويزيد هذا المعنى إيضاحاً أن لفظ {الروح} لم يرد في القرآن الكريم إلا للأمور التي استأثر الله -عز وجل- بها بأحد أنواع الاستئثار؛ علماً (كروح الإنسان)، أو قولاً (كالقرآن)، وهذا يثبت ما ذُكِرَ من علاقة سلامة نقل القرآن من السماء إلى الأرض، ودقة نقله كما قاله الله -عز وجل-، بوصف جبريل -عليه السلام- بالروح.

كما أن من أهم مقتضيات كونه روحاً: إمكانية الاتصال المطلق، مع خفاء ذلك على من حوله، وذاك يمكنه من المجيء إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دون أن يشعر به أحد، وذلك لأن الروح تطلق على ما خفي.

الصفة الرابعة: السرعة والفورية في النـزول بالوحي القرآني

ففي نموذج البلاغ العام في الحاكم، قال صهيب -رضي الله عنه-: (يا رسول الله! ما سبقني إليك أحد، وما أخبرك إلا جبريل). 

وفي البلاغ القرآني الخاص روى سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أنه قال: رأيت مروان بن الحكم جالساً في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أملى عليه {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ} [النساء:95] –قال-: كما جاء في البخاري، فجاء ابن أم مكتوم وهو يمليها عليّ، فقال: يا رسول الله! لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلاً أعمى، فأنزل الله -عز وجل- على رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن تُرَض فخذي، ثم سُرِّي عنه…فأنزل الله -عز وجل-: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ}.

الصفة الخامسة: القوة

كما قال تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم:6] أي: هو صاحب جسم في قوة وقدرة عظيمة على الذهاب فيما أُمر به، والطاقة لحمله على غاية من الشدة لا توصف.

على أنه ينبغي التنبيه من خلال الاستعراض لمظاهر قوة جبريل -عليه السلام- الخلقية إلى أن هذه الخلقة العظيمة التي هيأه الله -تعالى ذكره- بها، تحمل في طياتها تهيئته بحمل الأجهزة التكوينية المناسبة لحفظ كلام الجبار عز وجل عند استماعه، ثم نقله له كما هو إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالسرعة المطلوبة في الوقت المعين.

من صفات ووظائف سيدنا جبريل عليه السلام

إنّ المتفكرَ في مخلوقات الله المتدبرَ بآياته البينات يتوقف عند ذكر ملائكة الله مليًا ليتفكر في عظمة الخالق جل وعلا في خلقهم، فهم عالَمُ عظيم جدا لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، قال تعالى:{وما يعلم جنود ربك إلا هو} صدق الله العظيم.
وإذا أردنا في هذه الحلقات أن نتكلم عن أعظم هؤلاء الملائكة الكرام الذي هو سيّدنا جبريل عليه السلام فإننا سنفتتح حلقتنا الاولى بالحديث عن خلقهم وصفتهم وأين يسكنون إلى ما هنالك من النعوت التي وصفهم بها ربُّنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.
يقول ربُّنا سبحانه وتعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنين كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير}.
إن الايمان بالملائكة الكرام لا بد منه فقد عدّه رسول الله

من أهم الأمور ونحن نؤمن بوجودهم ولو لم نرهم، إذ الآيات البينات والأحاديث الشريفة ناضحة بما يؤكد وجودهم وهم مخلوقات كريمة على الله، أجسامهم نورانية أي من نور ليسوا كالبشر من طين ولا هم ذكور ولا إناث وليسوا كالجن من نار والله خلقهم لعبادته تعالى، فهم لا يفتُرون عن عبادته ولا يسأمون ولا يملّون من الطاعة إذ عليها قد جبلوا، يقول ربُّنا في سورة الأنبياء : {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}.
وقال: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
فهم ينفذون ما يأمرهم به ربُّنا تعالى ولا يحيدون عن أمره قيد أنملة وليس فيهم الشهوة التي ركبت في بني آدم ،ولم تجعل فيهم الميول نحو الشر والفساد، ولهم وظائف عديدة فمنهم المُوَكّل بالرياح أو النبات أو بقبض الأرواح أو بسؤال القبر أو بحفظ المؤمنين أو بكتابة ما يتلفظ به المرء، وغيرها من الوظائف التي يُوكّلهم بها المولى عز وجلّ.
وأما صفتهم فإنهم كما قلنا أجسامٌ نورانية، لهم اجنحة، وسيّدنا جبريل عليه السلام له ستُ مائةِ جناحٍ، كلُّ جناح يسد ما بين المشرق والمغرب وكما أوردنا سابقا فالملائكة ليسوا اناثًا ولا ذكورًا، انما قد يتشكلون بأشكال الرجال جميلي الشكل من دون آلة الذكورة
تسمية سيدنا جبريل عليه السلام

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيّما على نبينا المصطفى وبعد، اخوة الايمان، نتابع في حلقتنا الثانية من برنامج جبريل عليه السلام الكلام عن هذا الملك الكريم ، يقول ربنا تعالى في سورة النحل: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}.

إن روح القدس هو سيدنا جبريل عليه السلام وقد أيّد الله به أنبياءه الكريم ومنهم موسى وعيسى ومحمد

، وورد أن النبي

قال لحسان بن ثابت: “اهجر قريشا وروح القدس معك”، ومرة قال له: “وجبريل معك”، ويقوي ذلك قول الله تعالى: {اذ أيدتك بروح القدس}.

وقيل سمي جبريل بذلك لان الغالب على جسمه الروحانية وكذلك سائر الملائكة، أو لأنه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح، فإنه هو المتولي لإنزال الوحي وقد أيّد الله تعالى سيّدنا عيسى عليه السلام بروح القدس جبريل عليه السلام ما لم يُؤيد قبله أحدا من الأنبياء لأنه هو الذي بشّر مريم بولادته ونفخ هو –أي جبريل- بأمر من الله روح عيسى في مريم، وكان يسير معه حيث سار وكان معه حين صعد إلى السماء.

وأيّد الله سبحانه وتعالى سيّدنا محمّدًا بروح القدس جبريل عليه السلام في مواطن ومواقع كثيرة سيكون لنا وقفات عند بعضها إن شاء الله في الحلقات المقبلة من برنامجنا هذا.

وقد تكرر في القرآن الكريم تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بروح القدس، يقول ربنا عز وجل في سورة البقرة: {وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس}، وفي سورة المائدة قال ربنا سبحانه وتعالى مخاطبًا سيدنا عيسى عليه السلام: {اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ ايدتك بروح القدس}، وفي موضع آخر من القرآن الكريم سمى الله تعالى جبريل عليه السلام بالروح الأمين، يقول الله عز وجل في سورة الشعراء: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين}،وقد يسمى جبريل عليه السلام بالروح فما ورد في سورة مريم في قول الله تعالى: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا}، فالمقصود هنا بالروح سيدنا جبريل عليه السلام عندما جاء متشكلا على غير هيئته الحقيقية بسورة رجل إلى السيدة مريم عليها السلام يبشرها بعيسى

أسماء جبريل عليه السلام

  • جبريل والروح القدس
  • إسرافيل
  • ملك الموت (عزرائيل)
  • ميكائيل* هاروت وماروت
  • مالك (خازن النار)

أسماء جبريل عليه السلام مع الدليل

سيدنا جبريل هو اعظم الملائكة وهو الملك الموكل بنزول الوحي ولذلك يبغضه اليهود لانه نزل بالوحي على سيد الانبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وله في القران اسماء كثيرة منها :-
1-الروح الأمين
{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} (193) الشعراء

روح القدس
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (102) النحل

رسول كريم
{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} (19) {ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} (20) التكوير

الروح
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} (38) النبأ

شكل سيدنا جبريل الحقيقي

ميكائيل عليه السلام

من هو الملك ميكائيل عليه السلام وما وظيفته فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف فقال  هو المكلف بإنزال الأمطار وإنبات النبات والخِصْبُ (وهو نقيض الجَدْبُ) بوجه عام بإذن الله .

ولميكائيل ملائكة يعملون تحت إمرته لا يعصون له أمرا ، يقومون بتصريف الرياح وتوجيه السحاب حيث شاء الله. وهو الملك الثاني الذي جرى النَصُّ على إسمه صراحة في القرآن الكريم؛ (هو وجبريل) عليهما السلام.

وهو مصنف أيضا من أشراف الملائكة المقربين ومن الملائكة المرسلين، وكان ميكائيل عليه السلام ممن تعددت رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم .

وهو ثابت بنص حديث شريف حسن رواه الإمام أحمد عن أنس بن مالك. قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: [مالي لم أرى ميكائيل ضاحكا قط ؟] فأجاب جبريل: [ما ضحك ميكائيل منذ خُلِقَتِ النارُ]. ومن ثم فمن عموم اللفظ والسياق في السؤال يتضح لنا أنه صلى الله عليه وسلم شاهده أكثر من مرة واحدة.

كما يتضح لنا من جانب آخر طبيعة وسجايا هذا الملك الكريم التي جبله الله عليها وغرسها فيه من رحمة بالخلق ورقة تجاههم وحب للخير بوجه عام.

وقد ذهب السلف الصالح من الفقهاء أنه ما من قطرة ماء تنزل من السحاب على الأرض إلا ومعها ملك يقررها في موضعها من الأرض؛ حتى لو كانت نازلة إلى داخل فم أو فوق جسد كائن حي… ولذلك كان الدعاء عند هطول المطر والغيث مستجاباً، واستحب الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك وحث عليه.

وقال تعالى فى سورة البقرة  قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (97).
قال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري رحمه الله : أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا [ على ] أن هذه الآية نزلت جوابا لليهود من بني إسرائيل ، إذ زعموا أن جبريل عدو لهم ، وأن ميكائيل ولي لهم ، ثم اختلفوا في السبب الذي من أجله قالوا ذلك . فقال بعضهم : إنما كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر نبوته . ذكر من قال ذلك.
حدثنا أبو كريب ، حدثنا يونس بن بكير ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس أنه قال : حضرت عصابة من اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا أبا القاسم ، حدثنا عن خلال نسألك عنهن ، لا يعلمهن إلا نبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” سلوا عما شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة وما أخذ يعقوب على بنيه ، لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعني على الإسلام ” . فقالوا : ذلك لك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” سلوني عما شئتم ” . فقالوا : أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن : أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه

من قبل أن تنزل التوراة ؟ وأخبرنا كيف ماء المرأة وماء الرجل ؟ وكيف يكون الذكر منه والأنثى ؟ وأخبرنا بهذا النبي الأمي في النوم ووليه من الملائكة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم لتتابعني ؟ ” فأعطوه ما شاء الله من عهد وميثاق . فقال : ” نشدتكم بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا فطال سقمه منه ، فنذر لله نذرا لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن أحب الطعام والشراب إليه ، وكان أحب الطعام إليه لحوم الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها ؟ ” . فقالوا : اللهم نعم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اللهم اشهد عليهم . وأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، الذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق ، فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله ، وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد ذكرا بإذن الله ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل كان الولد أنثى بإذن الله ؟ ” . قالوا : اللهم نعم . قال : ” اللهم اشهد ” . قال : ” وأنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه ؟ ” . قالوا : اللهم نعم . قال : ” اللهم اشهد ” . قالوا : أنت الآن ، فحدثنا من وليك من الملائكة ، فعندها نجامعك أو نفارقك . قال : ” فإن وليي جبريل ، ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه ” . قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدقناك . قال : ” فما منعكم أن تصدقوه ؟ ” قالوا : إنه عدونا . فأنزل الله عز وجل : ( قل من كان عدوا لجبريل ) إلى قوله : ( لو كانوا يعلمون ) [ البقرة : 103 ].

السابق
ما هو ورم المخ
التالي
ما هو فتق المعدة

اترك تعليقاً