أمراض الغدد

عدد الغدد العرقية في جسم الإنسان

عدد أشهر الغدد في جسم الإنسان

يتكوَّن جسم الإنسان مِن العديد مِن الغدد التي تنقسم إلى نظامين رئيسيين، وهما نظام الغدد الصمَّاء والذي يتكون من العديد من الغدد المختلفة مثل غدة ما تحت المهاد، والغدة النخامية، والغدة الصنوبرية، والغدة الدرقية، والغدد جارات الدرقية، والغدد الكظرية، والبنكرياس، والمبايض أو الخصيتين، إذ تقوم هذه الغدد بإفراز الهرمونات التي تتحكم في وظائف مُختلفة في جسم الإنسان مثل في الأيض، ومستوى الطاقة، والتكاثر، والنمو والتطور، وغيرها، وبالتالي تُعتبر هذه الغدد هي المسؤولة عن ضبط عمل الجسم كما يجب، ونظام الغدد خارجية الإفراز والذي يتكون مِن الغدد اللعابية، وغدد العَرَق، والغُدد الثديية، والغُدد الدُّهنية، والغُدد الدمعية، والتي تُساعد في ضبط درجة حرارة الجسم وحماية الجلد وغيرها من الوظائف المهمة لجسم الإنسان.

تعريف الغدد العرقية

إن الغدد العرقية عبارة عن هياكل أنبوبية ملفوفة حيوية تعمل على تنظيم درجة حرارة جسم الإنسان بشكل أساسي، وهناك أنواع مختلفة من الغدد العرقية، وهي: الغدد العرقية الناتحة (Eccrine sweat gland) والغدد العرقية المفترزة (Apocrine sweat gland).

عدد الغدد العرقية في جسم الإنسان

يوجد في جسم الإنسان نحو 2-4 مليون غدة عرقية معظمها من الغدد الناتِحة؛ والتي تُشكّل ما نسبته نحو 75% من كامل مجموع الغدد العرقية في الجسم، ويُكمل النوع الآخر والذي يُمثل الغدد المُفتَرَزة النسبة المتبقيّة، مع الأخذ بالاعتبار تساوي عدد الغدد العرقية في الرجال والنساء، إلّا أنّه وبحسب دراسة نُشرت عام 2010م في مجلّة علم وظائف الأعضاء التجريبي (بالإنجليزية: Journal of Experimental Physiology) أشارت إلى أنّ الرجال يتعرّقون أكثر مُقارنةً بنظيراتهم من النّساء، ويكون ذلك بفعاليةٍ أكبر أيضًا.

ما المناطق التي توجد فيها الغدد العرقية بكثرة في جسمي

توجد الغدد المفترزة العَرَقية عند الإنسان في أماكن محددة فقط من الجسم وهي: الإبط (الإبطين) والهالة وحلمات الثدي وقناة الأذن والجفون والجيوب الأنفية والمنطقة المُحيطة بالشَرج، وبعض الأجزاء من الأعضاء التناسلية الخارجية. وتشمل الغدد المُفْتَرَزَة المُعدَلة الغدد الهَدَبِيَّة في الجفون والغدد الصِّملاخِية التي تنتج شمع الأذن والغدد الثديية التي تنتج اللبن. أما باقي الجسم فتغطيه الغدد العَرقية الناتِحَة.

ومع ذلك، تمتلك معظم الثدييات غير الرئيسيات غددًا عَرقية مُفْتَرَزَة حول الجزء الأكبر من أجسامها. كما أن الحيوانات المستأنَسة لديها غددًا مُفْتَرَزَة في كل جُريب للشعر، ولكن ليس لديها غددًا ناتِحَة إلا في وِسائد القدم والخطم فقط. شأنها شأن الغدد المفترزة عند الإنسان، تُنتِج الغدد المُفْتَرَزَة لدى تلك الحيوانات إفرازات عديمة الرائحة دُهنية غير شفافة والتي تكتسب رائحتها المميزة عند حدوث عملية التحلل البكتيري. وتُزيد الغدد الناتِحَة الموجودة على مخالب هذه الحيوانات من الاحتكاك وتمنعها من الانزلاق عند هروبها من الخطر.

تحليل الغدد العرقية

إليكم أبرز التحاليل في ما يخص تحليل الغدد العرقية:

1. تحليل التعرق (Sweat Test)

أو ما يعرف بفحص كلوريد العرق يتم من خلاله قياس نسبة الكلوريد الناتجة من الغدد العرقية ويستخدم هذا الفحص في تشخيص ما يعرف بالتليف الكيسي وهو مرض وراثي يسبب تراكم المخاط في مختلف أعضاء الجسم وخاصة الرئتين مسببًا بذلك مشاكل في التنفس.

نتائج تحليل التعرق:

يكون نسبة الكلوريد في العرق عند الأشخاص الذي يعانون من التليف الكيسي أكثر من الأشخاص الذين لا يعانون منه، ولفهم ما تعنيه نتائج فحص التعرق إذا كان مستوى الكلوريد

  1. أقل من أو يساوي من 29 ملي مول لكل لتر : غير محتمل الإصابة بالتليف الكيسي.
  2. ما بين 30 – 59 مللي مول لكل لتر : محتمل الإصابة بالتليف الكيسي ويحتاج لمزيد من الفحوصات .
  3. أكثر من أو يساوي 60 مللي مول لكل لتر : تشخيص الإصابة بالتليف الكيسي.

2. تحليل رد الفعل العصبي الكمي للغدد العرقية (QSART)

هو اختبار يقيس مدى جودة عمل الأعصاب اللاإرادية التي تتحكم في إفراز العرق فهو يفيد في تقييم اضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي أو إعتلال الأعصاب المحيطة.

يتم الفحص من خلال تحفيز مناطق محددة من الجلد تحفيزًا كهربائيًا خفيفا يسمى الإرحال الأيوني الذي يسمح للأستيل كولين وهي مادة كيميائية طبيعية يفرزها الجسم لتحفيز الغدد العرقية ثم يقاس حجم العرق الناتج عن هذا التحفيز، ونتائج تحليل رد الفعل العصبي الكمي للغدد العرقية:

  • في المعدل الطبيعي يبدأ إفراز العرق بعد 1– 2 دقيقة ويزيد إفرازه لمدة تصل إلى 5 دقائق بعد التحفيز ثم يبدأ بالانخفاض تدريجيًا.
  • متوسط إنتاج العرق لدى الذكور 2-3 ميكرولتر لكل سنتيمتر مربع
  • متوسط إنتاج العرق لدى الإناث 0.25 – 1.2 ميكرولتر لكل سنتيمتر مربع

في الحالة الطبيعية يجب أن تكون هنالك زيادة في مدة وكمية التعرق بعد التعرض للمحفز الكهربائي أما إذا كان الشخص يعاني من فقدان النهايات العصبية الودية اللاإرادية التي تطلق الأستيل كولين فإن وضع المحفزات الكهربائية لن يؤدي إلى زيادة التعرق.

حيث يتمكن الأطباء التمييز بين الفشل الناتج من تلف النهايات العصبية اللاإرادية في الغدد العرقية أو الفشل بسبب التنظيم غير الطبيعي في حركة الأستيل كولين من الجهاز العصبي المركزي إلى الغدد العرقية.

3. تحليل رد فعل الجسم لتنظيم الحرارة بواسطة التعرق (Thermoregulatory Sweat Test)

يقيس هذا التحليل قدرة جسم الإنسان على إنتاج العرق من خلال مختبر خاص يتحكم بدرجة الحرارة والرطوبة وتدفق الهواء وهو مهم لتشخيص بعض الإضطرابات العصبية اللاإرادية المسؤولة عن تنظيم درجة الحرارة في الجسم من خلال إنتاج العرق.

يقوم التحكم بالحرارة والرطوبة في المختبر الخاص بتحفيز إنتاج العرق في جميع مناطق الجلد القادرة على إنتاج العرق وتسمح كاميرا خاصة للطبيب بالتحليل الفوري والكمي لطريقة تفاعل الأعصاب اللاإرادية مع ظروف المختبر.

نتائج تحليل تنظيم الحرارة بواسطة التعرق:

يكون جسم المريض مغطى بنوع خاص من البودرة متغيرة اللون عند اختلاطها بالعرق حيث يتم التقاط صور رقمية توضح أماكن إنتاج العرق من خلال ظهور لون لها أما الأماكن التي لم تظهر أي تغير في لونها تدل على عدم استجابة الجسم للمؤثرات التي تعرض لها بالتالي اعتلالات في استجابة الجهاز العصبي اللاإرادي.

التهاب الغدد العرقية

يمكن للجريبات الشعرية والغدد التي تفرز العرق تحت الإبطين وفي المنطقة التناسلية وتحت الثديين أن تصبح مسدودة، مما يجعلها غير قادرة على إبعاد الجلد المتموت وإصدار مفرزاتها، وهذا ما يقود إلى تجمّع البكتيريا في منطقتها ويسبّب ما يُدعى التهاب الغدد العرقية.

علاج الغدد العرقية

قد يصف الطبيب واحد أو أكثر من هذه الأدوية لعلاج حالة الالتهاب والوقاية من تطورها وذلك بناءً على كلِّ حالة وما يراه الطبيب مناسبًا:

  • بعض الأدوية الفموية أو الموضعية المضادة للجراثيم والموقفة لنموّها.
  • الأدوية التي تعمل على تخفيف الحالة الالتهابية -والتي تُعدّ نتيجة لردّة فعل الجسم تجاه العامل الممرض- كالستيروئيدات، سواء فمويًا أو حقنًا موضعيًا.
  • بعض العلاجات الهرمونية يمكن أن تساعد الصادات الحيوية لتحسين النتيجة المرغوبة.
  • الأدوية الكابحة للجهاز المناعي، ولكن هذه الأدوية تحمل مخاطر الإصابة بالإنتانات المتعدّدة الأخرى.
  • الأدوية المسكّنة للألم كالأدوية التي تُباع بدون وصفة طبية، والأدوية الأكثر فعالية والتي قد يصفها الطبيب عند اللزوم.

الإجراءات الجراحية لعلاج التهاب الغدد العرقية تحت الإبط:

يمكن اتّخاذ بعض الإجراءات الجراحية لتحسين الحالة الالتهابية، فالطرق المتّبعة تعتمد على امتداد الجروح وموقعها وعوامل أُخرى، ومن الخيارات الجراحية المتّبعة ما يأتي:

  • فتح الأنفاق وكشفها للسطح الخارجي.
  • التنضير الجراحي لإزالة عقيدة أو حويصل واحد.
  • الشق الجراحي وتصريف القيح المتشكل.
  • استئصال الأنسجة المتضرّرة مع العلاج الكهربائي الموضعي، وهذا يُحتفظ به للحالات الشديدة.
  • الإزالة الجراحية للجلد المتضرّر مع ما حوله من الأنسجة القريبة.

دمامل الغدد العرقية

هي مرض جلدي مزمن يظهر فيه انسداد في بصيلات الشعر في مناطق الجلد المحتوية على الغدد العرقية المفرزة للعرق مصاحب للإلتهاب مما يتسبب بحدوث إحمرار وتورم مؤلم ثم حدوث كتل تسرب القيح وتترك ندبًا وغالبًا تتواجد بشكل رئيسي في الإبط ،الثدي وبين الفخدين.

وتختلف حدة الأعراض من شخص إلى اخر حيث تتراوح شدة الإصابة من حكة خفيفة وعدم الشعور بالراحة إلى ظهور مناطق حمراء متورمة ومؤلمة ممتلئة بالقيح ذو الرائحة الكريهة بسبب تكاثر البكتيريا بداخلها ثم تاركة ندبات بعد انفجارها.

يمكن للدمامل العودة مرة أخرى في نفس المكان أو في المناطق المجاورة مما يؤدي إلى حدوث تشققات مستمرة بالجلد وبمرور الوقت تظهر أنفاق تربط الدمامل متكررة الحدوث ببعضها أسفل الجلد.

علاج الإصابة بدمامل الغدد العرقية:

أولاً : العلاج بالأدوية:

قد يصف الطبيب أحد الأدوية الاتية:

  • كريمات المضادات الحيوية الموضعية: توصف في الحالات ذات الأعراض الخفيفة حيث توضع الكريمات بشكل مباشر على الجلد لمقاومة العدوى مثل الكليندامايسين والجنتاميسين.
  • العلاج الجهازي: يوصف في الحالات الأكثر تعقيدًا وإنتشارًا بإستخدام المضادات الحيوية عن طريق الفم أو الحقن المثبطة للإلتهاب في الجسم حيث يستغرق الأمر أسبوعين لملاحظة الفائدة.
  • مسكنات الألم: حيث يصف الطبيب مسكن للالام الناتجة عن الدمامل.

2. العلاج الجراحي

  • الظهور المتكرر للدمامل الممتلئة بالقيح و المصاحبة للالتهابات المتكررة بالرغم من استخدام الأدوية يستدعي في بعض الأحيان للتدخل الجراحي أوإزالة مناطق الصغيرة من الإلتهابات المتكررة وتفريغ محتويات الدمامل حيث يوفر بعض الراحة للمريض أو إزالة جميع الانسجة المصابة مما يقلل فرصة عودتها مرة أخرى .
السابق
الصف الخامس من خصائص الحضارة الإسلامية
التالي
نقص هرمون الغدة النخامية

اترك تعليقاً