ديني

عمل المراة في الاسلام

مجال عمل المرأة في الإسلام

المجال العملي للمرأة أن تعمل بما يختص به النساء مثل أن تعمل في تعليم البنات سواء كان ذلك عملا إداريا أو فنيا ، وأن تعمل في بيتها في خياطة ثياب النساء وما أشبه ذلك ، وأما العمل في مجالات تختص بالرجال فإنه لا يجوز لها أن حيث أنه يستلزم الاختلاط بالرجال وهي فتنة عظيمة يجب الحذر منها ، ويجب أن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال : “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء “. فعلى المرء أن يجنب نفسه وأهله مواقع الفتن وأسبابها بكل حال .

حكم عمل المرأة المتزوجة

لم يمنع الدين الإسلامي المرأة من العمل أو التجارة، إذ إنّ مجال الكسب مباحًا للرجل والأنثى على حدٍّ سواء، يقول تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105]، وقال أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29]، وفي هذه الآيات الكريمة وما سواها جاء الأمر عامًّا للرجال والنساء، ولذلك فللمرأة أن تدخل مجال العمل سواء أكانت متزوجة أم غير متزوجة، كأن تكون طبيبةً أو ممرضةً أو معلمةً أو ما شابه ذلك من الأعمال التي يمكنها أن تعمل بها، وبالرغم من إباحة العمل والتجارة للمرأة فلا بد من وجود ضوابط شرعية وشروط تلتزم المرأة بها عند خروجها للعمل، ليكون عملها غير مخالف لأوامر الشريعة الإسلامية.

حكم عمل المرأة في مكان مختلط

فإن عمل المرأة الملتزمة باللباس الشرعي والبعد عن الخلوة بالأجانب مباح، وأما الخلوة بأجنبي فمحرمة للنهي الوارد فيها في حديث الصحيحين، وإذا كان عملها مع رجال عدة فإنه تنتفي به الخلوة ولو كانت مع رجلين عند كثير من أهل العلم، وهو الراجح إن أمنت الفتنة، .
وضابط الاختلاط المحرم هو اجتماع الرجال والنساء دون الالتزام بالضوابط الشرعية، كأن تكون هناك مماسة بين الجنسين، أو تبرج من النساء، أو خضوع منهن بالقول، ونحو ذلك، وأما مجرد الاجتماع بين الجنسين تحت سقف واحد مع التزام الضوابط الشرعية فلا حرج في ذلك إذا كانت المرأة تلتزم بالحجاب الشرعي وتتحفظ غاية التحفظ في معاملة الرجال الأجانب, وتلتزم أثناء الكلام بالآداب الشرعية من ترك الخضوع بالقول ونحو ذلك، والبعد عن كل ما يثير الفتنة، والمحافظة على غض البصر.

حكم عمل المرأة المتزوجة في مجال التعليم

إن العمل الذي يلائم فطرة المرأة الخَلقية ووظيفتها الجسدية لا حرج فيه إذا ما أمنت الفتنة وروعيت الأحكام الشرعية، من خلال امتناع الخلوة وجميع التصرفات غير الشرعية، وكان ذلك بإذن زوجها إن كانت متزوجة، وهذا مثل تدريسها للبنات أو عملها في مستشفى خاص بالنساء ونحو ذلك، ومن ذلك يتبين لك أن عمل المرأة مدرسة للبنات، ليس فيه من حرج ما لم يؤد إلى محظور، أو يترتب عليه تفريط في بعض الواجبات.

وأما أن تكون المرأة مدرسة لقسم من الرجال أو مختلط بين الرجال والنساء، فإن في ذلك من دواعي الفتنة والفساد ما يجعله غير مباح، وخصوصاً إذا صحب ذلك ما هو موضة للعصر في سفور واختلاط وخضوع بالقول وغير ذلك مما لا يخفى ضرره.

دليل شرعي على عمل المرأة

كانت النساء في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعملن، وكان ذلك شائعاً معروفاً، لا غريباً مستنكراً، إلّا أنّ ذلك كان منضبطاً بضوابط شرعيةٍ تحفظهنّ من الفتنة، وتحفظ المجتمع كذلك، ويمكن تقسيم العمل الذي كانت تتصدر له النساء في ذلك العهد إلى أربعة أقسام:

  •  العمل الطبيّ، فكانت النساء المسلمات يخرجن مع جيوش المسلمين؛ لمداواة الجرحى، وتطبيبهم، والقيام على رعايتهم، وكنّ يخرجن مع أرحامهن، فيسقين الجيش، ويحضرن له الطعام وغير ذلك من المستلزمات، ودليل ذلك ما روته أم عطيةٍ رضي الله عنها فقالت: (غزوتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سبعَ غزواتٍ، أُخلِّفُهم في رِحالِهم، فأصنع لهم الطعامَ، وأُداوي الجَرحى، وأقوم على المَرضى)
  • العمل في مجال الزراعة، فكانت النساء تقطف الثمار، وترعى الزرع، فقد طُلّقت امرأةٌ في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأرادت أن تقطف ثمار نخلها، فجاءها رجلٌ ينهاها عن ذلك، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (بلى، فجدي نخلَكِ، فإنك عسى أن تصدَّقي أو تفعلي معروفًا).
  • العمل في مجال الأشغال اليدوية، فقد ورد عن رائطة زوجة ابن مسعود -رضي الله عنهما- أنّها: (كانتِ امرأةً صَنَاعًا وليس لعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ مالٌ، وكانت تُنفِقُ عليه وعلى ولدِه مِن ثمرةِ صنعتِها).[٦] العمل في التعليم والفتوى، وإنّ ذلك جليٌ جداً في سير كثيرٍ من الصحابيات، منهنّ زوجات الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ كعائشة، وأم سلمة رضي الله عنهما، بل إنّ من الحِكم التي أشار إليها العلماء في تعدد زوجات الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أن يعلّمن الأمة سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وطريقته في التعامل معهن، فيكون بذلك قدوةً للرجال في التعامل مع زوجاتهم.
السابق
اهمية الحوار في الاسلام
التالي
فوائد الكاكا

اترك تعليقاً