ديني

قصص عن النظافة في الاسلام

اداب النظافة في الاسلام

1- نظافة الإنسان‏
فلا بد أن يبدأ الإنسان من خلال نفسه فينظفها ومن الأمور التي ورد فيها الإهتمام الخاص:

أ- الأظافر: فقد أولاها الإسلام اهتماماً خاصاً فأمر بقص الأظافر ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: “ من السنة تقليم الأظفار7.

كما أن لتقليم الأظفار فوائد كثيرة واثارا عظيمة ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدر الرزق8.

ومن الاثار المعنوية التي تترتب على إطالة الأظفار ما ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: “إن أستر وأخفي ما يسلط الشيطان من ابن ادم أن صار يسكن تحت الأظافير9.

كما نبه الإسلام إلى عادة سيئة ونهى المسلمين عنها وهي عادة تقليم الأظفار بالأسنان ففي حديث المناهي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن تقليم الأظفار بالأسنان10.

ب- البدن: فإن البدن الذي يفرز العرق ويلاقي الأوساخ في العمل، يستحق أن يحظى بفرصة ليزيل عنه الأقذار، كما أن الناس الذين نجالسهم من حقهم أن لا نؤذيهم برائحة البدن القذر والمتعرق، ففي الرواية الإمام علي عليه السلام: “تنظفوا بالماء من النتن الريح الذي يتأذى به، تعهدوا أنفسكم، فإن الله عز وجل يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به من جلس إليه11.

ومن حق هذا البدن أن يكون طاهراً أيضاً من النجاسات ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طهِّروا هذه الأجساد طهَّركم الله، فإنه ليس عبد يبيت طاهراً إلا بات معه ملك في شعاره، ولا يتقلب ساعة من الليل إلا قال: “اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً12“.

ج- الأسنان: ولو أردنا أن نحصي ما جاء من الروايات الشريفة في الأسنان والاهتمام بها ونظافتها للزمنا كتاب كامل، ولكن نشير باختصار إلى بعض الاداب التي وردت في تنظيف الأسنان، فقد ورد الأحاديث الكثيرة التي تأمر المسلمين باستعمال السواك وهو عود كان يستعمل في السابق في تنظيف الأسنان وغالباً ما يكون من شجر الأراك الموجود في الجزيرة العربية ومن هذه الروايات:

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: “من سنن المرسلين السواك13“.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: “السواك مطهرة للفم مرضاة للرب14.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة15، أي واجباً من الواجبات الشرعية وفي هذا الحديث تأكيد كبير على استحباب السواك، وليس من الضروري أن يكون السواك من الأراك، إلا أن بعض الروايات عبرت أن أفضل السواك الأراك، ولذا فإن فرشاة الأسنان التي نستعملها في هذا العصر يصدق عليها السواك أيضاً.

 

حديث عن النظافة

عن سعد بن المسيب إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إن اللهَ طيّبٌ يحبّ الطيبَ، نظيفٌ يحبُّ النظافةَ، كريمٌ يحبُ الكرمَ، جوادٌ يحب الجودَ؛ فنظفُوا أفنيتكُم؛ ولا تشبّهوا باليهودِ”.

وعن عبد الله بن عمرو إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “استَقيموا ولن تُحصوا واعلَموا أنَّ مِن أفضلِ أعمالِكُمُ الصَّلاةَ ولا يحافظُ علَى الوضوءِ إلَّا مؤمنٌ”

وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قولَه: “إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ”.

خطبة عن النظافة في الاسلام

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأَشهد أن لا إِله إلا الله وحده لا شريك له. وأَشهد أن محمدًا عبده ورسوله بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، فصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار إلى يوم الدين.

 

أما بعد: أيها المسلمون: الإسلام دين الجمال والكمال حث على النظافة والطهارة، قال تعالى: (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرينَ)[التوبة: 108]، وقال تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)[البقر125]، وقال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة: 222].

 

والنظافة تشمل نظافة البدن والثياب والمكان؛ أما نظافة البدن فقد اهتم الإسلام بطهارة بدن الإنسان منذ ولادته إلى وفاته، فإذا ولد أمر بختانه وحلق رأسه، وإذا مات غسل وأحسن كفنه وطيبه.

 

فإذا حان وقت العبادة “الصلاة” أمر بالوضوء، والوضوء لا يقل عن خمس مرات يوميا وهو نظافة وطهارة للأعضاء التي يكثر ظهورها، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ثَوْبَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ“.

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: “أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَات؟“ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: “إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ علَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ“، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ“(رواه مسلم).

 

والغسل وهو تعميم البدن بالماء لا أقل من مرة بالأسبوع، قال عليه الصلاة والسلام: “حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما يغسل فيه رأسه وجسده“(متفق عليه).

 

وإذا ظهرت من الجسد رائحة العرق فمطلوب من المسلم تنظيفه بالماء سواء كان بالبدن أو الثياب، روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ والْعَوَالِي فَيَأتُونَ في الغُبَارِ، فَيُصيبُهُمْ الغُبَارُ والْعَرَقُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ العَرَقُ فَأتى رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِنْسَان مِنْهُمْ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “لَوْ أنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا“.

 

أيها المسلمون: ومما جاءت به الشريعة الإسلامية: المحافظة على خصال الفطرة، وفيها من النظافة والطهارة لمن حافظ عليها من صحة الأبدان والعقول ما لا يحصى ذكره، وفضلا عما يكسبه من الأجور في الدنيا والآخرة، روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكِ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ“ قَالَ زَكَريَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: “وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ. إِلاَّ أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ” زَادَ قُتَيْبَةُ: قَالَ وَكِيعٌ: “انْتِقَاصُ الْمَاءِ يَعْنِي الاسْتِنْجَاءَ“.

 

وكان عليه الصلاة والسلام “يَتَسَوَّكُ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ وَصَلاَةٍ، وَعِنْدَ دُخُولِ المَنْزِلِ، وَإذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ النَّوْمِ، وَكَانَ إِذَا عَطَسَ غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدِهِ أَوْ بِثَوْبِهِ، وَغَضَّ بِهَا صَوْتَه“(رواه أبو داود والترمذي)، وكان يقول: “مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ“(رواه أبو داود) وإكرامه بتنظيفه والاعتناء به.

 

أيها المسلمون: وأما نظافة الثياب، فقد وردت النصوص الشرعية في ذلك، قال تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)[المدثر: 4]، قال محمد بن سيرين: “أي اغسلها بالماء”، روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ“ قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَناً؟ قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ“.

 

وروى أبو داود في سننه: “مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ، أَوْ مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدْتُمْ، أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ“.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فتوبوا إليه واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

وبعد: أيها المسلمون: وأما نظافة المكان فإنه يشمل نظافة المساجد والبيوت والطرقات والحدائق والمنتزهات والأماكن العامة، وغيرها، قال تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)[البقرة: 125].

قال الشيخ ابن سعدي -رحمه الله-: “أوحينا إليهما وأمرناهما بتطهير بيت الله من الشرك والكفر والمعاصي ومن الرجس والنجاسات والأقذار“.

 

كما أمر عليه الصلاة والسلام بنظافة المساجد، وأن تطيب وتجنب الأقذار والروائح الكريهة، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عائشة قالت: “أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ”، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: “أَنَّ امرَأَةً سَودَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسجِدَ، فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ فَسَأَلَ عَنهَا؟ فَقَالُوا: مَاتَتْ، فَقَالَ: “أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟” قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا، فَقَالَ: “دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا“ فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: “إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ -عز وجل- يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ“، وفي رواية: “كَانَتْ تَلْتَقِطُ الْخِرَقَ، وَالْعِيدَانَ مِنَ الْمَسْجِدِ”.

 

وحث النبي -صلى الله عليه وسلم- على تنظيف البيوت وتطهيرها، قال صلى الله عليه وسلم: طَهِّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ، فَإِنَّ الْيَهُودَ لا تُطَهِّرُ أَفْنِيَتَهَا“(رواه الطبراني في الأوسط).

 

ونهى النبي عن التخلي في طريق الناس أو ظلهم، روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “اتَّقُوا اللعانين؛ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ“.

 

كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بإماطة الأذى عن طرقات المسلمين، روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنْ الطَّرِيقِ“.

 

أيها المسلمون: لا شك أن المحافظة على نظافة الأماكن العامة والطرقات والمنتزهات وغيرها هو من المحافظة على المال العام الذي يشترك فيه الناس جميعا، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)

 

احاديث نبوية عن النظافة قصيرة

يحث الاسلام على النظافه كما يظهر من الاحاديث التاليه:

1-تخللوا فإنه نظافة والنظافة تدعو إلى الإيمان والإيمان مع صاحبه في الجنة . الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 1/137 خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما][وروي] موقوفا بإسناد حسن وهو الأشبه

2-تخللوا فإنه نظافة، و النظافة تدعو إلى الإيمان، و الإيمان مع صاحبه في الجنة. الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: السيوطي – المصدر: الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم: 3267 خلاصة حكم المحدث: حسن

3-إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود. الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: السيوطي – المصدر: الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم: 1748 خلاصة حكم المحدث: حسن

أهمية النظافة في الإسلام

تكمُن أهمية النظافة في الإسلام في العديد من الأمور والجوانب، وفيما يأتي بيان البعض منها:

  • بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ النظافة والطهارة شطر الإيمان.
  • يعدّ الإسلام دين الطهارة والنظافة بأشمل معانيها، حيث حرص على نظافة العقيدة من الخرافات والأباطيل، وحرص أيضاً على نظافة الأخلاق من الفواحش والرذائل، ونظافة اللسان من الفحش والشتم من الكلام، ونظافة البدن والثياب من الأوساخ والأقذار، إضافةً إلى الحرص على نظافة البيت والمسجد والطريق.
  • أثنى الله سبحانه على المتطهّرين.
  • النظافة والطهارة توافقا الفطرة السليمة التي فطر الله -تعالى- الناس عليها، حيث إنّ الإنسان مجبولٌ على حبّ النظافة والطهارة والجمال، والإسلام دين الفطرة
  • تقي النظافة والطهارة من العديد من الأمراض، حيث إنّ انعدام الطهارة سببٌ في عددٍ من الأمراض
  • جُعلت الطهارة شرطاً لصحة الصلاة، وصحّة الطواف أيضاً عند الكثير من العلماء.

خطبة عن النظافة للنابلسي

الخطبة : 0036 – النظافة من الإيمان .

1975-05-23

الخطبة الأولى :

الحمد لله نحمده ، و نستعين به و نسترشده و نعوذ به من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لك ، إقراراً بربوبيته و إرغاماً لمن جحد به و كفر ، و أشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق و البشر ، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلي وسلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و أصحابه و ذريته و من تبعه ذي إحسان إلى يوم الدين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

صحة الإنسان تكمن بأتباع سنن القرآن الكريم

أيها الإخوة المؤمنون ؛ إن الحديث عن النظافة الذي كان موضوع الخطبة السابقة يسوقنا إلى الحديث عن العناية بصحة الجسم ووقايته من الأمراض في ضوء ما جاء به القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام .
عن سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا))

[أخرجه الترمذي]

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

 

(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا فِي الدُّنْيَا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ وَالْمُعَافَاةِ فَسَلُوهُمَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ))

اللهم ارزقنا العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة .

وفي محنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطائف توجه إلى ربه وقال :

(( اللهم إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولك العتبى حتى ترضى لكن عافيتك هي أوسع لي ))

فمن منا أيها الإخوة من لا تهمه صحته ، ومن منا من لا يقلقه شبح مرض وبيل ، ومن منا لا يتمنى أن يصبح معافى في جسمه ، يتمتع بقوته وسمعه وبصره ، ومن منا لا يرجو من ربه العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة …
ثم ما قيمة المال إذا ضاعت الصحة ، وما قيمة الصحة إذا ضاع الإيمان ؟
أيها الإخوة ؛ إن معظم الناس يدركون هذه الحقائق ، أو هذه المسلمات ، ولكنهم لا يسلكون السبيل التي رسمها القرآن الكريم الذي ضمن سعادة الإنسان وصحة جسده .
لقد أشار القرآن الكريم إلى مبادئ أساسية في الطب الوقائي ولا يخفى أن درهم وقاية خير من قنطار علاج .

1 ـ الاستقامة

أولى هذه المبادئ ” الاستقامة ” فالاستقامة فضلاً عن أنها طاعة لله عز وجل وقربة إليه وكرامة عنده هي صحة وطمأنينة وسعادة فلابتعاد عن الخمور والمسكرات مهما اختلفت أسماؤها والمخدرات صحة وأية صحة فكم من معدة مقروحة ، وكم من كبد أصابها تشمع ، فأودت بصاحبها بسبب الإدمان ، وما أسكر كثيره فقليله حرام ، وما أسكر كثيره فملء الكف منه حرام ، وقد جُمع الشر كلُّه في بيت وأرتج عليه فكان مفتاحه السكر ، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وغض البصر والابتعاد عن الملهيات والمثيرات هو ابتعاد عن الزنا والابتعاد عن الزنا صحة وأية صحة ، إن وحدة المرض في الزهري تستطيع أن تدخل الجسم عن طريق الزنا فقط واسمها اللولبية الشاحبة كُبِّرت الكتروني 36 ألف مرة فبدت كالأفعى فسميت أفعى الزنا تستطيع أن تدخل جسم الإنسان عن طريق الزنا وتبقى فيه مدة قد تصل إلى خمس عشرة سنة ، وبعدها تظهر في الدماغ أو اختلال في العقل بسبب إصابة مراكز المحاكمة ، أو عمى في العين ، أو قرحاتٌ مرعبة تظهر في الوجه ، وداخل الفم ، وفي أي مكان .
أيها الإخوة ؛ هذه ليست مبالغات ولكنها حقائق ، أخذتها من كتاب طبي ويعرفها الأطباء منكم ، قال تعالى :

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾

[الآية:32 سورة الإسراء]

2 ـ التطهر

وثاني المبادئ الوقائية التي جاء بها القرآن التطهر من كل درن وخبث والعناية بنظافة الجسم والملبس والمطعم والمشرب ، وقد فصلت في الحديث عن النظافة في الخطبة السابقة وقد رأيتم كيف أن النظافة صحة وأية صحة قبل أن تكون طاعة وجمالاً .

3 ـ الاعتدال

وثالث هذه المبادئ الوقائية التي جاء بها القران الاعتدال في كل شيء في الطعام والشراب واللذة والنوم واليقظة والعمل والراحة والغضب والرضا والانفعال والتأثر ، فالأمراض الخطيرة قد تسببها انفعالات شديدة ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال :

(( أحْبِبْ حبِيبَك هَوْنا مَّا ، عسى أن يكونَ بَغِيضَكَ يوماً مَّا ، وأبْغِضْ بغيضَك هَوْنا مَا عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً ما ))

[أخرجه الترمذي]

وقال تعالى :

﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾

[سورة الأعراف الآية”31]

 

4 ـ المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء

 

ورابع هذه المبادئ الوقائية التي جاء بها الإسلام أن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء وما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه ، و البطنة تذهب الفطنة ، وإن عشر ما نأكله يكفي لبقائنا أحياء ، وتسعة الأعشار الباقية تكفي لبقاء الأطباء أحياء .

لذلك رد عليه الصلاة والسلام الطبيب الذي أرسله إليه المقوقس قائلاً :

(( اذهب لا حاجة لنا بك ، نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع ))

وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كلان لابد فاعل ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ، فإذا استطاع المرء أن يترك الطعام قبل أن تمتلئ المعدة بقليل فنعما يفعل ، وعندها يحس بنشاط لا يوصف وحيوية يعرفها من ذاقها .

أيها الإخوة ؛ إن معظم الأمراض التي يشكو منها الناس كاضطراب الكبد ، وارتفاع الضغط ، وقصور القلب ، وتصلب الشرايين ، والأسيد أوريك ، هي في رأي الطب أعراض ، وليست أمراضاً ، هي أعراض لمرض واحد هو البدانة التي تتأتى من الإسلاف في تناول الطعام ، والشراب ، قال تعالى :

﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾

[سورة الأعراف الآية : 31]

وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها :
أن أول بدعة ابتدعها المسلمون بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشبع ، والشبع فضلاً عن أنه يسبب متاعب لصاحبه ، يورث تكاسلاً وتقاعساً عن تأدية الصلوات ، وسائر العبادات .
ومن السنة شرب الماء مصاً ، وقعوداً وعلى ثلاث دفعات ، قال عليه الصلاة والسلام :

(( مصوا الماء مصاً ولا تعبوه عباً فإن الكباد من العب ))

وسوف أفصل في هذا الحديث في خطبة أخرى إن شاء الله .
ومن السنة أن ينام المرء باكراً ، ويستيقظ باكراً ، فالأطباء يؤكدون أن ساعة نوم في أول الليل لا تعدلها ثلاث ساعات في آخره ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
“عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((اللَّهُمَّ بَارِكْ لأمَّتِي فِي بُكُورِهَا قَالَ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلاً تَاجِرًا وَكَانَ إِذَا بَعَثَ تِجَارَةً بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ))

[أخرجه أبو داود والترمذي]

” عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا))

[أخرجه البخاري ومسلم ]

أو كما قال .
أيها الأخوة الكرام ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وصلوا ما بينكم وبين ربكم تسعدوا ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .

والحمد لله رب العالمين

 

السابق
كيفية الاغتسال عند خروج المني
التالي
فوائد الكركم

اترك تعليقاً