الأسرة في الإسلام

كيف يمكن تحقيق التماسك الاسري بين الافراد

تعريف التماسك الأسري

لفهم مدلول التماسك الأسري يجب أولا تفكيك المصطلح عموما إلى مصطلحين آخرين هما: التماسك و الأسرة لتوضيح معنى كل منهما:

التماســك لغــة:

– مشتق من الفعل « مسك ، يمسك مسكا به : أخذ به و تعلق ».
– مسك بالشيء و أمسك به و تمسك و تماسك و استمسك و مسك كله: احتبس و أمسكت بالشيء و تمسكت به و استمسكت به و امتسكت كله: بمعنى اعتصمت.

التماســك اصطلاحــا:

” هو عملية اجتماعية تؤدي إلى تدعيم البناء الاجتماعي و ترابط أجزائه، و تعمل على توحيد الجماعات المختلفة عن طريق عدة روابط و علاقات اجتماعية مثل: التوافق، التضامن، التعاون، التآلف، التكافل…. “.

التماسك الأسري pdf

التماسك الاسري بصيغة PDF

التماسك الأسري وأثره في الاستقرار النفسي والاجتماعي

مما لا شك فيه ان الاسرة هي الخلية الاولى في بناء المجتمع و الفرد هو اللبنة الاولى في بنائها و التماسك و الترابط الاسري يعد ظاهرة قويمة و سوية للعائلة السعيدة المتماسكة و المترابطة في شتى جوانب الحياة النفسية والتربوية و الاسرية و الاجتماعية.

طبعا تبرز اهمية التماسك و الترابط الاسري في حماية افراد الاسرة و المجتمع على حد سواء من الوقوع فريسة  للاكتئاب و الامراض النفسية و التفكك الاسري و التصدع المجتمعي و بالتالي تقودهم الى الامن و الاستقرار النفسي و الطمأنينة و الازدهار بحيث الاسرة المضطربة و المتصدعة لا تولد إلا مجتمعا مضطربا و متصدعا و العكس صحيح أي ان المجتمع المضطرب و المتصدع لا يولد إلا اسرة مضطربة و متفككة اذ  ثمة علاقة جدلية بين الاسرة و المجتمع تؤثر و تتأثر ببعضها البعض و الدليل على ذلك ان البناء الثقافي و الاجتماعي الذي يعيشه الافراد ، انما يؤثر اكيد في صيغة معاييرهم و اتجاهاتهم و قيمهم داخل الاسرة و ايضا المجتمع بحيث نجد ان كل فرد من افراد الاسرة يحرص على القيام بواجبه خير قيام ، مع الحرص على مصلحة الاخرين و مراعاة حقوقهم ، مما يظهر الاسرة و كأنها جسد واحد ، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر و الحمى ، و بالتالي فان التماسك  و الترابط و الاتحاد و التعاون و التآزر و التكافل داخل الاسرة يؤدي الى الاستقرار النفسي و الاجتماعي لأفرادهما ، و يجنب افرادها الامراض النفسية و التوتر و القلق و الاكتئاب و الانحراف و يساعدهم  على زيادة التحصيل الدراسي ، ويجعل هذه الاسرة عنصرا فعالا في بناء نساء و رجال المستقبل و بناء صرح المجتمع المتين الذي لا تهزه العواصف و لا الازمات.
كما لا ننسى بان الإسلام رسم الصورة المثلى للأسرة المسلمة المتماسكة و المترابطة و حدد الأسس الشرعية لبناء صرحها ، و خصائصها و بيَّن كل ما من شأنه أن يقوض بنيانها و يهدمه ، كما حدد حقوق أفرادها و واجباتهم ، و وضع الضوابط و التشريعات التي تنظم العلاقات بين أفرادها ، بما يؤمن و يكفل استقرارها و توازنها و يحقق سعادتها و كينونتها و يحصنها من الاضطراب و الانهيار و التفكك.

دور الزوجة في زيادة الترابط الأسري

ما هو دور الزوجة في زيادة الترابط الاسري

الأم لها مكانة رئيسية في الأسرة، وهي التي بإمكانها ان تدير العلاقات الأسرية بين جميع أفرادها.

تبدأ علاقة الأم بطفلها من وقت مبكر، فهي تنفرد بمرحلة تكونه داخل بطنها، ولا يستطيع أحد أن يشترك معها بتلك المرحلة.

ثم أثناء إرضاعه ترتبط الأم بأبنائها ارتباطًا شديدًا، حيث تمنحه الشعور بالدفء والقرب.

كما إنها توفر له تغذية طبيعية مفيدة، تغذي جسمه وتمده بالعناصر اللازمة.

لذلك كثيرًا ما ينصح الأطباء بضرورة إرضاع الأم لطفلها، وعدم غض الطرف عن ذلك إلا في الحالات المرضية.

غالبًا ماتقضي الأم معظم ساعات اليوم ملازمة لأولادها، عكس الأب الذي يخرج للعمل ويعود ليلًا.

لذلك فغالبًا ماتقع عليها مسئولية تربيتهم تربية قويمة، والإطلاع على كافة تفاصيل حياتهم، والمناقشة معهم.

كما أن للأب دور مهم أيضًا، لا يمكن إغفاله؛ فلا يمكن حصر دوره في توفير الأمور المادية فقط.

الترابط الأسري وأثره في بناء المجتمع

الترابط الأسري! وما أدراك – أخي العزيز ما الترابط الأسري؟! إنه موضوع ذو أهمية عظيمة، وله دور ريادي في ترابط المجتمع، وكلما اشتد وقوي ترابط تلك الأسر ازداد تماسك المجتمع، وقلّت همومه ومشاكله، وتحسّنت حاله وأوضاعه، وعم الحب والخير والتواصل؛ فالترابط عامل رئيس من عوامل الصلاح الاجتماعي. ويعتبر الترابط الأسري – ولله الحمد والفضل – سمة بارزة، وخاصية تمتاز بها بلادنا (المملكة العربية السعودية)، وصفة طيبة جبل هذا الدين الحنيف أبناء هذا الوطن الكريم عليها. ولكي يتحقق الترابط الأسري في معناه الحقيقي – أخي الحبيب – ينبغي توافر العناصر، وتفعيل تلك الأسباب التي تقوي ذلك الترابط الأسري، وهي كثيرة جدا وفي مقدمتها: التربية الصالحة وفق مبادئ الدين الإسلامي قولاً وعملاً، فالدين هو الحصن الحصين، والسياج المنيع الذي يحفظ الأفراد والأسر والمجتمع، ويكفل لهم حياة سعيدة ملؤها الطمأنينة والأمن والاستقرار. ومن تلك العوامل: الأسرة وهي النواة الحسنة واللبنة الفعالة في تكوين الأسر، والعنصر القوي في ترابط المجتمع، فالوالدان لهما دور عظيم في نجاح الأسر، أو إخفاقها، ولهما عن طريق التربية الهادفة ما بين النصح والإرشاد والتوجيه والاهتمام، ومتى كان التواصل على الحب والخير والوفاء ما بين أفراد الأسر المتعددة كان الصلاح الاجتماعي، وأينما وجد الترابط الأسري ما بين تلك الأسر المختلفة صلح حال المجتمع، ومن تلك الأسباب: صلة الرحم والأقارب والتعرف على أخبارهم، والاطمئنان على أحوالهم، والحرص على صلتهم رغم الهجر والصدود والخلافات، ومنها: الحرص على حضور المناسبات، وتبادل الزيارات التي تقوي تلك الوشائج والصلات، وتزرع المحبة بين الأفراد والجماعات كالأعياد والأفراح والولائم. ومن تلك العوامل القوية: النية الخالصة والحب الصادق في الله ولله. ومنها: إيجاد الحلول الناجحة للمشاكل الأسرية قبل أن تتفاقم الأحداث، وتتأزم الأمور فتكون القطيعة بين الأقارب والصدود، وإن كانت هذه بعضاً من العوامل الإيجابية فإن هناك على النقيض عوامل تنقض أواصر الأسر، وتؤدي إلى التفكك الأسري، ثم التفكك الاجتماعي منها: ضعف الرادع الإيماني والوازع الديني عند البعض، وغياب التربية القويمة من قبل الوالدين للأبناء، أو الإجحاف والقصور في أساليب التربية الناجحة الهادفة، ومن العوامل التي تهدم كيان الأسر، وتقطع التواصل ورحم الأسر من الوريد إلى الوريد ظاهرة الطلاق التي تشتت الأسر، وتفرق بين أفرادها بين بيوتات متعددة، وتثير من التعب والقلق والمشاكل ما الله به عليم. ومنها: العداوة والبغضاء، وهجر ذوي الأرحام والقطيعة والصدود التي تمزق أواصر الترابط، وكذلك النقد الجارح للأبناء أو ما بين الأقارب وذلك عن طريق التهكم والسخرية والهمز واللمز الذي زعزع الثقة لدى الأبناء، ونشر الهجر والعداوة ما بين الأقارب. ومما انتشر في هذا العصر الثورة المعلوماتية التي حملت معها الغزو الفكري والثقافي والأخلاقي وغيرها كثير، واستخدمها القاصرون استخداماً سيئاً عن طريق تلقي أفكار وسلوكيات منحرفة كان لها التأثير السيئ على الأفراد والأسر والمجتمع.

التفكك الأسري

التفكك الأسري أو التصدع الأسري حالة من الخلل الوظيفي نتيجة لخلافات أو تخلي أحد الوالدين عن الأدوار الأساسية المنوطة به، مما يؤدي إلى خلل وظيفي عام لعمل الأسرة ككل، والذي يعرف في المفاهيم الاجتماعية بالتفكك الأسري، ويشير إلى الفشل في الدور التربوي الرئيس للأسرة حيث ينخفض مستوى مساهمتها في عملية التنشئة الاجتماعية، وفي بناء شخصية الفرد بصورة مستمرة وضبط سلوك الفرد وتوجيهه وفق متطلبات الحياة.فهو انهيار الوحدة الاسرية وانحلال بناء الادوار الاجتماعية لافراد الاسرة.

الأسرة المختلة هي عائلة يتواجد فيها النزاع، وسوء السلوك/التصرف، وغالباً ما يكون إهمال الأطفال أو سوء معلملتهم على وجه الخصوص من جانب الآباء مستمراً وبشكل منتظم، مما يؤدي إلى قيام أشخاص آخرين غيرهم بتلبية مثل هذه الاحتياجات. ينمو الأطفال أحيانًا في هذه العائلات على أساس فهمهم أن هذا هو التسلسل الطبيعي للعائلات بشكل عام. والأسر التي تعاني خللاً وظيفيًا هي السبب الرئيسي لانتاج نوعين من الأشخاص البالغين غير الأصحاء، أحدهما عادة ما يكون مسيئًا بشكل علني، وقد يتأثر أيضًا بالإدمان، مثل تعاطي المخدرات™(مثل الكحول أو المخدرات)، أو أحيانًا مرض عقلي غير معالج.

الآباء والأمهات الذين يعانون من اختلال وظيفي أحداً منهم تربى في عائلة مختلة وظيفياً وقد تأثر بها. في بعض الحالات، اساءة معاملة أحد الآباء (وهو في الغالب يكون القوة الأكبر في العائلة) لأطفاله أو إهمالهم، مع عدم اعتراض الوالد الآخر أو عدم قدرته على الإعتراض، يؤدي إلى تضليل الأطفال في الحكم واللوم على أي منهم.

العلاقة بين أفراد الأسرة

تعتمد الأسرة في حياتها على الترابط والتكافل وحسن المعاشرة والتربية الحسنة، وحسن الخلق ونبذ الآفات الاجتماعية؛ وهي تلك التي تبنى على التكافل القائم على أساس من التماسك والتناصر بين أفراد الأسرة الواحدة وهذا يدل على تفاهم أفراد الأسرة.

السابق
اهمية الزواج
التالي
كيف تجعل ابنك يحبك

اترك تعليقاً