ثقافة عامة

لماذا نفقد الحافز أحياناً؟ وكيف نحل هذه المشكلة؟

لماذا نفقد الحافز أحياناً؟ وكيف نحل هذه المشكلة؟

كم مرة بدأت مشروعاً وأنت مفعم بالحماسة، ثم ما لبثت أن فقدت حافزكَ تدريجياً؟ هل بدا العمل الذي لطالما كنت تتطلع إليه دائماً عملاً روتينياً مملاً، وبدأت تتساءل قائلاً: “لماذا أُزعِج نفسي؟”، وتخليت عن المشروع برمته؟

قد تبدأ وظيفة جديدة مليئة بالتحديات، ولكن سرعان ما تفقد اهتمامك بها وتقدم استقالتك؛ أو ربما قد تبدأ ممارسة هواية جديدة لطالما أردت ممارستها، ولكنَّك تتوقف عنها بعد أسابيع قليلة؛ فإن كنت تعاني من فقدان الحافز، فأنت لست وحدك، وما عليك إلَّا أن تتابع القراءة لتكتشف السبب وتحل هذه المشكلة.

لا تعتمد على الحلول السريعة لتحفيزك:

توجد طريقة لاستعادة حافزك على الأمد الطويل، ونتحدث هنا عن حلول طويلة الأمد، وليس علاجات قصيرة الأمد كالحصول على استراحة، أو الاستماع إلى أغانٍ تحفيزية، أو تناول مشروبات الطاقة؛ ففي حين أنَّ هذه الاستراتيجيات قد تنجح لفترة من الوقت، إلَّا أنَّها ليست بفاعلية إيجاد حافز طويل الأمد.

هل تريد أن تتخبط في كل مشروع، وتشعر بالغضب، وترغم نفسك على إنجاز العمل؟ أم تفضل الاستفادة من الحوافز اللامتناهية التي لا تتطلب جهداً كبيراً؟

إذا كنت تريد حقاً أن تتعلم كيف تبقى متحفزاً، فأنت بحاجة إلى فهم ما الذي يحفزك وما الذي لا يهمك حقاً؛ لذا تابع القراءة لتكتشف كيف تفعل ذلك.

علامات فقدان الحافز الشائعة:

إذا كنت تشعر أنَّ حافزك قد تعرض إلى انتكاسة في الآونة الأخيرة، فتحقق ممَّا إذا كنت تعاني من أيٍّ من هذه العلامات الشائعة:

1. الشعور بالملل من روتينك اليومي:

هل سئمت من فعل الأمر نفسه يوماً بعد يوم؟ هل سئمت من وظيفتك أو مشروعك الكبير أو واجباتك المدرسية؟ هل تبحث عن طرائق لتجنب ما يُفترَض بك فعله؟

إنَّ الشعور بالملل والتعب ممَّا تفعله دليل على أنَّ حافزك يتضاءل.

2. الشعور بأنَّك لا تستطيع إحداث فارق:

ربَّما بدأت تنفيذ مشروع وأنت مفعم بالأمل والحماسة، وتتطلع إلى تغيير العالم بمساهماتك؛ ولكن إذا فقدت هذا الشعور، وشعرت أنَّ ما تفعله ليس مجدياً ولا معنى له، فقد حان الوقت للتصرف.

3. لست راضياً بما فعلته:

إنَّ محاولة أن تكون مثالياً سبب شائع لفقدان الحافز؛ ذلك لأنَّ بلوغ الكمال أمر مستحيل، حيث يخشى الكثيرون منَّا تجربة أمور جديدة أو إكمال المشاريع التي بدؤوها؛ ذلك لأنَّنا نقول في أنفسنا: “لماذا الاهتمام وإضاعة الوقت إن كان عملنا سيبوء بالفشل على أي حال؟”؛ لكن بدلاً من ذلك، يجب أن نركز على بذل قصارى جهدنا.

4. الشعور بالتوتر بسبب عملك:

هل تشعر دائماً بالتوتر والإرهاق بسبب أعباء عملك؟ عندما يسبب لك عملك القلق، فمن المرجح أن تتجنبه، وسيجعلك هذا تدور في حلقة مفرغة من التوتر وفقدان الحافز.

5. مقارنة نفسك بالآخرين:

يُعدُّ هذا النوع من المقارنات طريقة سريعة لتدمير حافزك، بصرف النظر عن العمل الذي تقوم به؛ لذا توقف عن محاولة أن تكون أفضل من الآخرين، وركِّز على أن تكون أفضل حالاً ممَّا أنت عليه الآن بدلاً من ذلك.

ثلاثة أسباب تقتل الحافز:

1. عدم وجود هدف:

إذا كنت لا تهتم بما تفعله، فلن تكون متحفزاً؛ لذا ابحث عن معنى لما تفعله، أو انقل تركيزك إلى أمر يثير اهتمامك.

2. تحديد أهداف غير واقعية:

سيجعلك تحديد أهداف طموحة جداً وصعبة المنال ثمَّ الفشل في الوصول إليها ترغب في الاستسلام بسرعة؛ لذا بدلاً من ذلك، حدد أهدافاً قابلة للتحقيق، واستمتع بالرضا الذي ستحظى به من خلال تحقيق الأهداف الصغيرة التي تُحدِث فارقاً في القريب العاجل.

3. محاولة إرضاء الجميع:

إنَّه لمن المستحيل إرضاء الجميع طوال الوقت؛ لذا ركِّز على هدفك، وافعل ما تعتقد أنَّه صحيح، ولا تحاول تغيير نفسك لتثير إعجاب الآخرين.

كيف تبقى متحفزاً طوال الوقت؟

هل أنت مستعد لمعرفة سر البقاء متحفزاً لبقية حياتك؟ إليك ما عليك القيام به في أربع خطوات بسيطة:

  • حدِّد هدفاً واضحاً يثير اهتمامك حقاً.
  • اجعل أهدافك قابلة للقياس والتحقيق؛ أي استعد للنجاح بوضع أهداف واضحة تعلم أنَّك قادر على تحقيقها.
  • كن طموحاً، ولا تُضِع أهدافاً سهلة التحقيق، وثق بنفسك وبما يمكنك تحقيقه.
  • فكر أبعد من نفسك، حيث يدوم التحفيز لفترة طويلة عندما نركز على أمور أبعد من أنفسنا؛ لذا، فكر كيف تساعد مَهمَّتك الآخرين، وستجد كيف تُفتَح لك أبواب كثيرة من التحفيز.

الخلاصة:

هل تعمل في وظيفة تكرهها وتشعر أنَّ هذه الخطوات لا تنطبق عليها؟ لقد ثبت أنَّ الرغبة في إعالة الآخرين يمكن أن تعزز الحافز حتى عندما لا تجد معنى في وظيفتك الحالية؛ لذا ابحث عن هدف تؤمن به حقاً، ولن تعاني أبداً من فقدان الحافز مرة أخرى.

 

السابق
لماذا نصبح أكثر نجاحاً عندما نتحدى المخاطر؟
التالي
ما هو الإبداع وكيف يعمل؟ وهل يمكنني أن أصبح مبدعاً؟

اترك تعليقاً