أمراض العظام

ما أصل كلمة روماتيزم

الروماتيزم

يضم مصطلح الروماتيزم طيفاً واسعاً من الأمراض والمشاكل الصحيّة الناتجة عن مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم للأنسجة السليمة فيه، فقد يؤثر هذا المرض في المفاصل، والأوتار، والأربطة، بالإضافة إلى احتمالية تأثر العضلات والعظام أيضاً بالالتهاب. وفي بعض الأحيان يُطلق على أمراض الروماتيزم اسم الاضطرابات العضلية الهيكلية ، والتي غالباً ما تصيب النساء مقارنةً بإصابتها الرجال، وهنا يمكن القول بأنّ هناك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على المصاب بالروماتيزم، وتتلخص في الشعور بألم في المفاصل، أو المفصل المصاب مع عدم القدرة على تحريكه، بالإضافة إلى انتفاخ أو احمرار المنطقة المتأثرة بالالتهاب، وارتفاع درجة حرارتها، وفي الحقيقة يُشرف على المريض طبيب إختصاصي بأمراض الروماتيزم، ليقوم بوضع خطة علاجية تتضمن مجموعة من الأدوية، والتمارين الرياضية المنتظمة، بالإضافة إلى تقديم نظام غذائي صحي للمريض، والتشديد على أهمية نيل قسط كافٍ من الراحة خلال اليوم.

وأصل كلمة روماتيزم هي كلمة لاتينيّة وأول من أطلق عليها هذا الاسم هو الطبيب الفرنسي (د. بايلو Baillou) حيث إنّه وفي سنة 1642 للميلاد دخلت هذه الكلمة إلى المصطلحات العلميّة، والروماتيزم عبارة عن تلك الآلام الحاصلة في الجهاز الحركي، حيث إنّه يُطلق على أي تخصص طبي يقوم بالتعامل مع أي مرض أو ألم يصيب الجهاز الحركي أربطة المفاصل والمفاصل بالإضافة الى العظام والعضلات، وهناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي أكدّت أنّ مرض الروماتيزم يصيب النساء أكثر من الرجال وتكون الإصابة تتراوح مابين عمر (20-60) سنة، وتختلف الإصابة بالمرض باختلاف الإصابة بالتهاب اللوزتين في عمر الطفولة والعامل الوراثي والسجل الصحّي للعائلة.

معنى روماتيزم

وتندرج تحت أمراض الروماتيزم مجموعة كبيرة من الأمراض والمشاكل الصحيّة الناتجة عن الالتهاب، ويمكن توضيح بعض من هذه الأمراض على النحو الآتي:

  • التهاب المفاصل الروماتويدي: (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)؛ يعدّ التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض الالتهاب المزمنة، التي تصيب غالباً المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين، بالإضافة إلى أنّها في بعض الحالات قد تصيب أجزاء أخرى من الجسم، كالرئتين، والعينين، والأوعية الدموية، والجلد، فيعاني المريض المصاب بهذا المرض من التهاب، وانتفاخ في المنطقة المتأثرة، بالإضافة إلى الألم الشديد.
  • النقرس: (بالإنجليزية: Gout)؛ يحدث مرض النقرس نتيجة ارتفاع مستوى بلورات حمض اليوريك في الجسم، الأمر الذي يؤدّي إلى تراكمها في الأنسجة، فتتسبّب بانتفاخ، واحمرار، وسخونة المنطقة المصابة، والتي غالباً ما تكون إصبع القدم الكبير، وفي بعض الحالات قد تمتد الإصابة لتصيب مفاصلاً أخرى من الجسم، وتجدر الإشارة إلى احتمالية انخفاض كفاءة الكلى وقدرتها على القيام بوظائفها، بسبب ارتفاع نسبة بلورات حمض اليوريك في الجسم.
  • التهابُ الأوعيةِ الدمويَّة: (بالإنجليزية: Vasculitis)؛ يُعدّ التهاب الأوعية الدموية من أمراض الالتهاب الخطيرة والنادرة، والتي من الممكن أن تتسبّب بنقص تروية النسيج الذي تغذية الأوعية الدموية بالدم، وقد يعاني المصاب بهذا المرض من الضعف الشديد في أطرافه، بالإضافة للحمى، والسعال، كما قد يُلاحظ ظهور بقع حمراء، وتقرحات على سطح الجلد.
  • الذئبة: تُعدّ الذئبة من أمراض المناعة الذاتيّة، التي تسبّب للمريض مجموعة من المشاكل المختلفة، كألم وتيبّس المفاصل، وظهور الطفح الجلدي، وفي بعض الحالات قد تظهر تقرحات في الفم والأنف وفروة الرأس، بالإضافة لتسبّبها بالإصابة بالحمّى، والتعب، وصعوبة التنفّس بعمق.
  • تصلب الجلد: يُعدّ تصلّب الجلد من الأمراض المزمنة التي تؤثّر في النسيج الضام في أجزاء مختلفة من الجسم، فالأعراض التي قد يعاني منها المريض مختلفة، وتعتمد على الجزء المصاب بالمرض.
  • متلازمة شوغرن: في الحقيقة نجد أنّ ما يقارب 4 مليون شخص في الولايات المتحدّة يعاني من هذه المتلازمة، والغالبيّة من النساء، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الأعراض التي تظهر على المصاب تشبه إلى حدّ كبير أعراض اضطرابات أخرى لذلك يصعب تشخيصه، ويمكن ذكر بعض من الأعراض التي قد يعاني منها المريض المصاب بمتلازمة شوغرن على النحو الآتي:
  1. جفاف الفم.
  2. جفاف أو حرقة في الحلق.
  3. صعوبة في المضغ، أو البلع، أو الكلام.
  4. الإرهاق والتعب العام.
  5. المعاناة من مشاكل هضمية.
  6. جفاف المهبل.
  7. جفاف الجلد وظهور الطفح الجلدي عليه
  8. . آلام المفاصل.
  • التهاب التجويف الكيسي: وفي هذه الحالة المرضيّة، يصاب الكيس الزلالي الصغير المملوء بالسائل بالالتهاب، وتجدر الإشارة إلى أهمية هذا الكيس الزلالي في تقليل الاحتكاك بين المفاصل.
  • التهاب العضلات: وهو من أمراض الروماتيزم التي يحدث فيها التهاب عضلي، وقد يؤثّر هذا المرض في أي جزء من عضلات الجسم المختلفة.
  • التهاب المفاصل الصدفي: وهو نوع من أنواع التهابات المفاصل التي تصيب مفاصل أصابع اليدين والقدمين، ويتميّز هذا النوع من التهاب المفاصل بأنّه يترافق مع إصابة الجلد بالصدفيّة.
  • التهاب المفاصل الجرثومي: وهو نوع من التهابات المفاصل التي تحدث نتيجة الإصابة بالعدوى، مثال ذلك؛ الإصابة ببكتيريا النيسريّة البنية.

أسباب الروماتيزم

السبب وراء روماتيزم المفاصل ما زال مجهولاً، إلا أن الخبراء يعتقدون أن الأمراض الروماتيزمية تنتج عن مجموعة من الجينات والعوامل البيئية بشكل عام أن تؤدي بعض المتغيرات الجينية إلى زيادة قابلية الشخص للإصابة بهذه الأمراض ومن الممكن أن تؤدي العوامل البيئية إلى ظهور المرض، وقد يكون بسبب خلل في الجهاز المناعي، أو بسبب الإصابة بأحد أنواع الفيروسات ويقال بأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالروماتيزم أكثر من الرجال، والأعمار التي تصاب بهذا المرض هي من عمر 20 إلى 60 سنة، أو بسبب تعرض الشخص للحوادث المباشرة على المفصل.

روماتيزم الجلد

يعتبر «التصلّب الجلدي الروماتزمي» من الأمراض النادرة نسبياً، اذ يتراوح معدّل الإصابة به بين 138 إلى 286 حالة لكل مليون فرد أي ما يعادل إصابة واحدة بين كلّ ألف، وذلك حسب إحصائية طبية أميركية حديثة. ولكن، تزداد نسبة الاصابة بين النساء، مقارنة بالرجال، اذ تسجّل إصابة 400 حالة لكل مليون سيدة تتراوح أعمارهن ما بين 35 و65 عاماً، وذلك أكثر بثلاثة إلى خمسة أضعاف من الرّجال. وينتج عن خلل في جهاز المناعة الذي يحمي الجسم من الجراثيم والفيروسات الضارة، ما يترتب عليه قيام الجسم بإنتاج أجسام مضادّة تصيب الأنسجة السليمة في الأجزاء المختلفة منه مؤدية إلى تلفها. وتظهر بعض حالات التصلّب الجلدي بعد التعرّض الى تأثير بعض المواد الكيميائية.

وتختلف أعراضه حسب نوع التّصلّب الجلدي ومكان الإصابة به. وقد قسّم الباحثون هذا المرض إلى أنواع عدّة، أبرزها:

1- التصلّب الموضعي: ينقسم إلى نوعين هما:

  • التصلب الجلدي الخطّي Linear Scleroderma: هو عبارة عن تليّف في الجلد يأتي على شكل خطّ يصيب الجلد في أماكن معيّنة كالأقدام وسواعد اليدين والوجه.
  • البقع الدائرية المورفيا Morphea: تصيب الجلد في منطقة واحدة أو أماكن عدّة على شكل بقع دائرية، تأتي غالباً في منطقة الجذع. وتميل هذه البقع إلى أن تكون بيضاء محاطة بمنطقة حمراء من حولها. وقد أكدت الدراسات الحديثة أن هذه الأنواع لا تؤثر على الأعضاء الداخلية للجسم.

2- التصلّب الجهازي: يمكن أن يصيب أي عضو في الجسم كالجلد والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية. وقد قام العلماء بتصنيفه إلى أنواع ثلاثة، هي:

  • المرض الروماتزمي المختلط Overlap syndrome: يصاحب أمراض روماتزمية أخرى كالذئبة أو الروماتويد.
  • التصلب الجلدي المعمم Diffuse Scleroderma: يتأثّر الجلد بهذه الحال بشكل أوسع انتشاراً وأكثر خطورة، اذ تصبح منطقة جلد أصابع المريض جافة وخشنة الملمس.ويصاحب المرض ترسّب لمادّة بيضاء تشبه الطبشور تحت الجلد قد تتسرّب وتخرج من تحت الجلد إلى الخارج أو قد تتجمّع عادةً في مقدمة الأصابع أو في أيّ مكان آخر في الجسم، ما يجعل المريض يشعر بأن أصابع يده وأقدامه تغيّر لونها إلى الأبيض فالأزرق ثم الأحمر. كما يعدّ فقدان الإحساس والشعور بالألم عند تعرض الأطراف المصابة للبرودة من الأعراض المصاحبة للمرض، ما أسماها الباحثون بـ «ظاهرة رينودز»، كما قد يشعر المريض بألم أو صعوبة في البلع وحموضة في المعدة أو الصدر خصوصاً عند الاستلقاء على الظهر بعد تناول الطعام، فضلاً عن الشعور بانتفاخ في البطن، مع احتمالية حدوث اختلال في وظيفة الأمعاء قد يؤدّي إلى عجز في امتصاص الأغذية.
  • التّصلّب الجلديّ المحدود Crest Syndrome: يؤثّر على الجلد في منطقة اليدين ولا يتجاوز في غالبية الأحيان بداية المرافق وأصابع القدم والرجلين إلى منتصف الساق. وقد نوّه الأطباء إلى التشابه الكبير بين التصلّب الجلدي المحدود والمعمم في الأعراض، مع الاختلاف في مدى تأثر الجلد بها، بينما تتشابه إلى حد كبير درجة تأثر الأعضاء الداخلية بهذه الأمراض.

ويعتبر التصلب الجلدي مرض مزمن قد يلازم المرء طوال حياته، وقد توصّل الباحثون الى أنّهليس هناك علاج يقضي على المرض بشكل نهائي، بل يقتصر على التحكّم بالأعراض ومنع حدوث المضاعفات قدر الإمكان. وكلّما بدء العلاج مبكراً، كلّما كانت النتيجة أفضل. كما لا يصنّف تصلُّب الجلد مرضاً معدياً بمعنى أنه لا ينتقل عن طريق المصافحة أو العناق أو التقبيل أو الاتصال الجنسي أو ملامسة الدم أو سوائل الجسم أو المشاركة بأدوات الطعام. ويوصي الأطباء المريض بمجموعة من العلاجات الدوائية، أهمها:

  • الأدوية المضادة للالتهاب للتخفيف من الألم والتورم والتصلّب والالتهاب.
  • الكورتيزون: يمكن العلاج بحقن الكورتيزون في مفصل واحد أو أكثر أو في مناطق الإلتهاب الأخرى للتقليل من الآثار الجانبية له.
  • الأدوية المعدلة لطبيعة المرض DMARDS: تحدّ هذه الأدوية العلاجية من تطوّر المرض وتمتاز بأنها تعمل ببطء عن طريق إيقاف جهاز المناعة من مهاجمة المفاصل والأعضاء الداخلية، كما أنها قد تحتاج إلى أسابيع عدّة قبل أن يشعر المريض بالتحسّن

علاج الروماتيزم

لا يوجد علاج نهائيّ لمرض الرّوماتيزم بمُختلف أنواعه، بل يتمّ تخفيف أعراض المرض والحدّ من تطوّره باسْتخدام أدويةٍ مُختلفة مثل مُسكنّات الألم والكورتيزون، وكذلك تعليم المريض اتّباع أساليبَ جديدةٍ للقيام بأنشطته اليوميّة، واستخدام الأجهزة المُساعِدة لتقليل الجهد والضّغط على المَفاصل والعظام.

وفي حال حمّى الرّوماتيزم يتركّز العلاج في الرّاحة التّامة في الفراش خلال المرحلة النّشطة من المرض، ويبقى المريض في الفراش إلى أن تخفّ الحرارة ويخفّ الْتهاب المفاصل والقلب كذلك، ومن ثمّ يُنصَح المريض بالحركة تدريجيّاً، إضافة إلى العلاج الدوائيّ.

العلاج الدوائيّ:

  • البنسلين أو المُضادّات الحيويّة: يُستعمَل للقضاء على البكتيريا المُسبّبة للالتهاب كما في حال حمّى الرّوماتيزم، حيث يتمّ علاج بقايا البكتيريا العُقديّة، ويُستخدَم الفينوكسيميثل بنسلين، ويُعطَى عن طريق الفم 250 ميلليغرام كل 6 ساعات يوميّاً، أو 500 ميلليغرام كل 12 ساعة لمدّة عشرة أيّام. وفي حالة وجود حساسيّة للبنسلين تُستخدَم مُضادّات الإريثروميسين أو التيتراسايكلين.
  • الأسبرين: يُعطى مريض الرّوماتيزم 3 غرام/اليوم الواحد مُقسّمةٌ على عدّة جرعات، أمّا مريض حمّى الرّوماتيزم يُعطى 80 ميلليغرام/ كيلوغرام/اليوم الواحد على أربع جرعات مُتساوية وبما لا يتجاوز 6.5 غرام يوميّاً، وبعد مرور أسبوع إلى أسبوعين تُقلَّل الجرعة إلى 60 -70ميلليغرام/ كيلوغرام /اليوم الواحد، ويُعتَبَر الأسبرين فعّال جدّاً في علاج هذا المرض.
  • الكورتيزون: يعمل على تخفيف الالتهاب والألم، وإبطاء تدهور حالة المفاصل والأنسجة، حيث يُعطى المريض 60-120 ميلليغرام يوميّاً مُقسّمةٌ إلى أربع جرعات حتّى تخفّ أعراض المَرض، ويَصل مُعدّل ترَسّب كريات الدّم الحمراء إلى الوضع الطبيعيّ، وبعدها لا يتمّ إيقاف الجرعة بشكل مُفاجئ، وإنّما يتمّ تخفيضها تدريجيّاً خلال فترة أسبوعين.
  • مُضادّات الروماتيزم المُعدّلة لسَيْر المرض: تُعطى هذه الأدوية لِتبطِّئ تطوّر المرض وحماية المَفاصل من التشوّه الدّائم، ومثال عليها الميثوتريكسيت، والهيدروكسيكلوروكوين.
  • بالنّسبة إلى مرَض الرّقاص سيدينهام عند مَرضى حُمّى الرّوماتيزم فهو الأصعب علاجاً؛ وذلك بِسبب الحركات اللاإراديّة التي تتداخل مع أداء المريض لِوظائفه اليوميّة. لذا يجب أولاً وضْع المريض في بيئة هادئة واسْتخدام المُهدّئات التي من أشهرها دواء الهالوبيريدول، كذلك تمَّ إثبات أن دواء الكارباميزيبين الذي يُستخدَم في علاج التشنّجات، وهو فعّال لعلاج هذا المرَض.
السابق
دواء أوراتاب – oratab لعلاج الصداع النصفي
التالي
دواء أوراب فورت – orap forte لعلاج متلازمة توريت

اترك تعليقاً