ديني

ما الفرق بين القلب والفؤاد

الفرق بين الفؤاد والقلب في القرآن الكريم

وردت كلمة القلب في القرآن الكريم أكثر من مرة وبعدة صيغ منها قلوبكم، وقلوبنا، وقلبك، وكذلك كلمة الفؤاد جاءت في عدة مواطن من القرآن الكريم وبصيغ متعددة مثل فؤاد، فؤادك، أفئدتهم، وبينت آيات قرآنية عديدة أن القلب يختلف عن الفؤاد، من عدة نواحٍ، في المعنى والمكان، وهي كما يأتي:

المكان: ففي قوله تعالى: “فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور” [الحج: 46]، بينت الآية السابقة أن مكان القلب هو الصدر، والصدر يعني القلب وليس الفؤاد؛ فالفؤاد محله الدماغ، فالقلب يبقى ولا يزول إلا بموت صاحبه، أما الفؤاد فقد يزول ويذهب ولكن يبقى القلب مستمرًا في عمله، فقد يفقد المرء عقله ويفقد بعض ذكرياته، ولا يزال هو على قيد الحياة.

المعنى: القلب في المعنى القرآني يمتد ليشمل معنى أبعد من ذلك العضو الصغير الذي في الصدر، فمن خلال التدبر في الآيات القرآنية يتضح المعنى الأوسع للقلب؛ إذ يرتبط بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية، التي ينتج عنها سلوك الجوارح، أما الفؤاد فمعناه إدراك الشيء والاقتناع بالأفكار، بعيدًا عن المشاعر والأحاسيس.

مثال توضيحي: وتأكيدًا على كل ماسبق قوله تعالى: “وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ” [القصص: 10]، وهذه الآية الوحيد التي جمعت بين القلب والفؤاد معًا، وكل منهما يحمل المعنى الخاص به، فالفؤاد هو القناعة العقلية، والقلب هو الأفكار والسلوك المرتبطان بالمشاعر والأحاسيس، إذ إن القناعة العقلية التي نتجت عن وحي الله إلى أم موسى بإلقاء رضيعها في اليم، تراجعت واختفت؛ في قوله تعالى: “فأصبح فؤاد أم موسى فارغاً” نتيجة تأثير مشاعر الأم وأحاسيسها النابعة من القلب، وكادت تعترف لآل فرعون بأنها أم الرضيع؛ في قوله تعالى: “لولا أن ربطنا على قلبها” أي منحها الله رباطة جأش وصبر جعلها تحافظ على كتمان الأمر.

الفرق بين القلوب والأفئدة لغويا

القلب والفؤاد في السنة النبوية واللغة العربية :
أما في السنة النبوية فقد أوضح الرسول صلي الله علية وسلم الفرق بين كل من القلب والفؤاد من خلال أحاديث عدة ليدل من خلالها على أن القلب محله الصدر وقد وصف القلب بالرقة بينما الفؤاد وصفه اللين وليس الرقة واللغة العربية قد أوضحت أيضا الفرق بين كل من القلب والفؤاد فإذا قصدت في الحديث القلب فأن تقصد لب الشيء.

أما الفؤاد فهي من التفؤد وهذا يوضح الفرق بين كل منهم في اللغة حيث قد ظل الكثير منا يعلم بأن القلب والفؤاد لهم نفس المعنى وأن كل منهم ليس مستقل بذاته ولكن قد أوضح القرآن الكريم على انه يوجد فرق بينهم منذ مئات السنين.

الفرق بين الفؤاد والقلب والنفس والروح

الفرق بين القلب والصدر في القرآن

أولاً – القلب

من معاني لفظة القلب في لغتنا هو تلك العضلة الواقعة في الصدر والتي تضخ الدم الى سائر أنحاء الجسد ، ولكنها في المعنى القرآني تمتد لتشمل معنى أبعد من ذلك ، فحين نتدبر جميع الآيات الكريمة التي ورد فيها ذكر القلب ومشتقاته نجد أن المعنى ينصرف الى المفاهيم والأفكار المرتبطة بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية والتي ينتج عنها السلوك ، ولنأخذ أمثلة من الآيات القرآنية التي وردت فيها اللفظة في صيغها المختلفة ونتدبرها تبعاً لهذا المعنى :
( .. فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ .. ) آل عمران: 159 . أي لو كانت مشاعرك وأحاسيسك التي ينتج عنها سلوكك مع الناس غليظة وقاسية ( غليظ القلب ) لما وجد الناس في أنفسهم رغبة في مصاحبتك ولانفضوا عنك .
( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ، إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الصافات: 83-84 . أي أن من أتباع نوح كان إبراهيم ، الذي جاء ربه بفكر مؤمن على الفطرة ( سليم ) ، ومشاعر وأحاسيس جياشة بحب الله ، فكان سلوكه موافقاً للفطرة لم تشبْه شائبة ( قلب سليم ).
( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ، عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) الشعراء: 192- 194 . أي أن القرآن هو تنزيل من الله تعالى نزل به جبريل عليه السلام ( على قلبك ) لتدرك ما فيه بفكرك ومشاعرك فيؤثر في سلوكك وفي مجتمعك فتصبح منذراً للناس من عذاب الله .
( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ، مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ .. ) النحل: 105- 106 . يستثني الله تعالى من الذين كفروا بعد إيمانهم ذلك الذي أكره إكراهاً على قول كلمة الكفر بينما فكره ومشاعره مطمئنة الى أنه مؤمن في قرارة نفسه ( وقلبه مطمئن ) .
( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) القصص: 10 . أي أن اقتناع أم موسى بالفكرة التي أوحى إليها بها الله من إلقاء ابنها في اليم ليأخذه آل فرعون قد غلبت عليها مشاعر الأم فنسيت ما كان من أمر هذا التدبير وكادت تذهب الى آل فرعون وتعترف لهم بأن الغلام هو ابنها ، لولا أن الله تعالى أمدها برباطة الجأش فمنع أحاسيسها ومشاعرها كأمّ من أن تغيّر الخطة المرسومة ( ربطنا على قلبها ) ، ولتصدق أن وعد الله لها بإعادة ابنها إليها سينجز .
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي .. ) البقرة: 260 . أي أن إبراهيم طلب من الله تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى وذلك ليرى الكيفية التي يحيي بها الله تعالى الموتى ، وليس ليختبر صدق الله في إحياء الموتى لأنه قال ( كيف تحيي الموتى ) ، فأجاب حين سأله الله تعالى أولم تؤمن ؟ قال بلى آمنت ولكنني أريد أن تستقر في فكري الكيفية التي تحيي بها الموتى .
( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ .. ) الأحزاب: 4 . أي أن الإنسان لا يستطيع أن يفكر في أمرين مختلفين في وقت واحد ( قلبين ) ، ذلك أن بؤرة الشعور لا تتسع إلا لفكرة واحدة في الوقت الواحد ، وهذا ينطبق على الرجل والمرأة على السواء ، ولكن الآية راعت ذكر الرجل دون المرأة لكي يشمل معنى القلب كعضو من أعضاء الجسد أيضاً ، حيث أن الله تعالى لم يجعل لأي رجل ( قلبين ) في جوفه ، ولكنه جعل ذلك للمرأة ، فعند حمل المرأة يكون قلب جنينها في جوفها إضافة الى قلبها .
من ذلك ندرك أن معنى ( القلب ) يذهب الى أبعد من كونه عضواً مجرداً من أعضاء الجسم الى معنى المفاهيم والأفكار المرتبطة بالعواطف والمشاعر والمؤثرة في السلوك .

ثانياً – الصدر

ورد تعبير ( الصدر ) ومشتقاته في القرآن الكريم في 46 موضعاً ، ومن عجيب القرآن الكريم أن قيمة كلمة ( صدر ) بحساب الجمّل القرآني هو 46 أيضاً ، حيث ص = 22 ، د = 16 ، ر = 8 ، فيكون المجموع 46 مساوياً لعدد مرات ورود الكلمة ومشتقاتها في القرآن كله .
وفيما عدا الآيتين (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) الزلزلة: 6 . و ( .. قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ..) القصص: 23 . فإن المعاني التي حملها تعبير ( الصدر ) تنحصر في معنيين اثنين هما ( مستودع الأسرار والنيّة ، والحالة النفسية ) . وسوف نضرب لكلا المعنيين أمثلة من ثلاث آيات كما يلي :
الآيات التي تشير الى كون الصدر مستودع السر والنية :
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ) العنكبوت: 10 .
( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) غافر: 19 .
( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران: 29 .
الآيات التي تشير الى كون الصدر معبّراً عن الحالة النفسية :
( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) هود: 12 .
( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) الأنعام: 125 .
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) يونس: 57 .
وإن تتبعت جميع الآيات الباقية التي ذكر فيها الصدر لوجدتها جميعاً لا تخرج عن هذين المعنيين ( معنى مستودع السر والنيّة ، ومعنى الحالة النفسية )

الفرق بين القلب والعقل

العقل

إنّ الفروق بين العقل والقلب كثيرة وواضحة، فكما ذكرت فالعقل هو أداة الإنسان التي بها يعقل ويدرك، وهو القوة التي تساعده على أن يميز ويستنبط العلاقات والترابطات وأسلوب حلّ المشكلات بصورة سريعة ودقيقة، كذلك إدراك أوجه الشبه والاختلاف بين الظواهر المختلفة، أضف لذلك الطلاقة اللغويّة والأساليب المبتكرة والاختراعات كل ذلك وأكثر ،وقادر أيضاً على فهم ما يجري وما يحدث من حوله دون مساعدة من أحد، وكلّما كان الإنسان أكثر قدرة على ذلك كان مستوى ذكائه وقدرته العقلية أعلى وأكبر، ولذلك نجد بأنّ العباقرة ميّزوا بما تفضّل الله عليهم من قدرة عقلية عالية تساعدهم وتمكّنهم من استخدامها بسهولة وفي كافّة الاتجاهات، كذلك نجد من يتّصفون بقدرات قليلة فيعجزون عن رؤية العالم من وجهة نظر الآخرين، ولذك أيضاً كلّه نجد بأنّ المرء إذا ذهب عقله فإنّه يرفع عنه التكليف، وهنا تكمن أهميّة العقل فهو القدرة التي تساعدنا على أن نكون أكثر إبداعاً وتميّزاً وأكثر نجاحاً وخبرة، ومع هذا فقد وجد العلماء أنّ الإنسان لا يستخدم من قدرته هذه سوى 10% وأنّه لو استخدم 50% منها لتحوّل الكون إلى جنّة، كما أنّه وبالعقل وصل الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى فمن رأى الكون وما فيه من سماوات وأرض سيقوده ذلك إلى ربه وكما قال آينشتاين: “من يتفكّر بالكون يدرك بأن الخالق لا يلعب بالنرد” ولأجل ذلك كلّه كان العلماء أكثر الناس معرفة بربهم بعد الأنبياء.

القلب

القلب هو الأداة التي بها نحسّ ونشعر، فهي التي من خلالها نستشعر إنسانيتنا ونحسّها، وقد سمّي بالقلب لما له من تقلّب وعدم بقائه على شيء معيّن، فهو ما بين ذلك وذاك كما تجري به الأمور والمواقف، لهذا كلّه كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يكثر في سجوده من قراءة :”اللهم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك” نظراً لتقلبه كما أسلفت، وممّا ذكر عن القلب ما روي عن الرسول بأنّ قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيفما شاء، ولولا القلب ما شعرنا بمتعة الحياة فهو الذي به نحب ونكره وهذا الوجود الذي بني على الجمال والكمال وبديع الصنعة وما أقامته شعائر الحب ما كنّا سندرك ذلك لولا هذا القلب الرقيق الذي ينبض بين ضلوعنا، كما أنّ القلب هو مصدر الإيمان والكفر واليقين، كما بينت ذلك الآية: “فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”، حيث وجد العلماء أنّه يدرك من الأمور التي تتصل بالله والقرآن، بالاضافة إلى ما وجدوه في أنّ القلب له ذاكرة تشبه ذاكرة الدماغ لكنها أقلّ قدرة وحجم تقوم بتخزين آيات القرآن الكريم فيها،

القلب والفؤاد والعقل واللب

الفرق بين القلب والفؤاد والعقل أو اللب في ضوء النصوص الشرعية

فإن الناظر في نصوص الوحي يجد أن هذه الألفاظ متقاربة المعاني، ولكن بينها فروقًا بينها أهل العلم، فقد قال الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن عن القلب: وقلب الإنسان قيل: سمي به لكثرة تقلبه، ويعبر بالقلب عن المعاني التي تختص به من الروح والعلم والشجاعة وغير ذلك، وقوله تعالى: وبلغت القلوب الحناجر { الأحزاب/10} أي: الأرواح، وقال: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب { ق: 37} أي: علم وفهم، وكذلك: وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه {الأنعام: 25} وقوله: وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} { التوبة: 87} وقوله: ولتطمئن به قلوبكم { الأنفال:10} أي: تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم.

والقلب إنما سمي قلبا لكثرة تقلبه، ولذا قيل:

وما سمي الإنسان إلا لنسيه          ولا القلب إلا أنه يتقلب.

وعن أنس ضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. الحديث رواه أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط.

وأما الفؤاد: فهو القلب كما جاء في لسان العرب لابن منظور: والفُؤادُ: القَلْبُ لَتفَؤُّدِه وتَوَقُّدِه.

وفي مفردات القرآن: الفؤاد كالقلب لكن يقال له فؤاد إذا اعتبر فيه معنى التفؤد، أي: التوقد، قال تعالى: ما كذب الفؤاد ما رأى { النجم:11} وجمع الفؤاد: أفئدة، قال تعالى: فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم { إبراهيم: 37}، وقال تعالى: نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة { الهمزة: 6ـ 7}، وتخصيص الأفئدة تنبيه على فرط تأثير له، قال البرهان البقاعي: وخص بالذكر لأنه ألطف ما في البدن، وأشده تألما بأدنى من الأذى، ولأنه منشأ العقائد الفاسدة، ومعدن حب المال الذي هو منشأ الفساد والضلال، وعنه تصدر الأفعال القبيحة. اهـ.

وأما العقل: فهو القوة التي بها يعلم الإنسان ويميز ويدرك، فهو من الإمساك والربط كعقل البعير بالعقال: ربطه به وإمساكه، قال الراغب في المفردات: العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم، ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة عقل، وإلى الأول أشار صلى الله عليه وسلم بقوله: ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل ـ وإلى الثاني أشار بقوله: ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هُدى أو يرده عن رَدىً.

والحديثان ضعيفان كما قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء، وهذا العقل هو المعني بقوله تعالى: وما يعقلها إلا العالمون { العنكبوت: 43}، وكل موضع ذم الله فيه الكفار بعدم العقل فإشارة إلى الثاني دون الأول وكل موضع رفع فيه التكليف عن العبد لعدم العقل فإشارة إلى الأول.

وأما اللب من كلِّ شيءٍ: فهو خالِصُه وخِيارُه، ومن الإنسان العقل الخالص من شوائب الهوى والشهوات، واللَّبِيبُ: العاقل، جاء في مفردات القرآن: اللب: العقل الخالص من الشوائب، وسمي بذلك لكونه خالص ما في الإنسان من معانيه كاللباب واللب من الشيء، وقيل: هو ما زكى من العقل، فكل لبّ عقل، وليس كل عقل لبا، ولهذا علق الله تعالى الأحكام التي لا يدركها إلا العقول الزكية بأولي الألباب نحو قوله: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب { البقرة: 269} ونحو ذلك من الآيات. اهـ.

القلب والفؤاد في القرآن الكريم للباحث المهندس علي منصور كيالي

السابق
دواء كالسيوم ساندوز – (calcium sandoz)لعلاج هشاشة العظام.
التالي
دواء كالسيوم زائد فيتامين د – calcium plus vit D لعلاج فرط الحساسية

اترك تعليقاً