ما هو اليقين في الدعاء
اليقين :
هو الالحاح على الله في طلب ما تتمنى والثقة به أنه سيستجيب
وأن من آداب الدعاء الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة ( ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة ….)
ابراهيم عليه السلام كان يدعو بالولد والدليل في قوله تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام ((رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ))
[الصافات : 100]
ثم تأتي الآية التي بعدها مبشرة له (( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ )) [الصافات : 101]
لم تذكر لنا الآيات استغراب ابراهيم عليه السلام أو تعجبه حين بشر باسماعيل كما كان حاله واستغرابه بعد ذلك حين بُشر باسحاق
فعندما بشر باسحاق قال عليه السلام ((قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * َقالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ ))[الحجر : 54 – 55]
استغرب الولد مع كبر سنه وكون زوجته عاقر
وقال تعالى على لسان زكريا عليه السلام (( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء )) [آل عمران : 38]
((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ )) [الأنبياء : 89]
وحينما بُشر بالغلام قال (( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً )) [مريم : 8]
استغرب الولد مع كبر سنه وكون زوجته عاقر
وفي السيرة النبوية
جاء من حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من عبدٍ تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها, إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها ” قالت: فلما توفي أبو سلمة رضي الله عنه قلت: ومن خيرٌ من أبي سلمة؟ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم عزم الله علي فقلتها، فما الخلف؟! قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المقصود أن أم سلمة دعت الدعاء وهي لا تعلم أحدا أفضل من وجهة نظرها من زوجها ومع ذلك دعت واستجيبت دعواها وعوضها الله بخير من مشى على وجه الأرض
فكيف أجمع بين ( ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة ، و اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) وبين ما سبق ؟
كيف أجمع بين اليقين عند الدعاء وبين كوني بشر وعلمي محدود وأنني قد يخطر لي ما خطر لمن سبق ذكرهم وهم خير مني ؟
فعندما بشر باسحاق قال عليه السلام ((قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * َقالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ ))[الحجر : 54 – 55]
استغرب الولد مع كبر سنه وكون زوجته عاقر
وقال تعالى على لسان زكريا عليه السلام (( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء )) [آل عمران : 38]
استغرب الولد مع كبر سنه وكون زوجته عاقر
المقصود أن أم سلمة دعت الدعاء وهي لا تعلم أحدا أفضل من وجهة نظرها من زوجها ومع ذلك دعت واستجيبت دعواها وعوضها الله بخير من مشى على وجه الأرض
فكيف أجمع بين ( ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة ، و اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) وبين ما سبق ؟
كيف أجمع بين اليقين عند الدعاء وبين كوني بشر وعلمي محدود وأنني قد يخطر لي ما خطر لمن سبق ذكرهم وهم خير مني ؟
صفات أهل اليقين
شَبُّوا على عِشق ِ الشهادة ِ والفدا | ولكل ِ مكرمة ٍ خيول ُ سباق ِ |
وتشبثوا ِبعُرى اليقين وكلما | جاش َ الغُزاةُ تشمَّروا عن ساق |
لا تَجْزَعِي إن الفؤادَ قد امتطى | ظهرَ اليقينِ وفي معارجِه ارتقَى |
غذيتُ قلبِي بالكتابِ وآيِّه | وجعلتُ لي في كلِّ حقٍّ منطقًا |
ووطئتُ أوهامِي فما أسكنتُها | عقلِي وجاوزتُ الفضاءَ مُحلقًا |
ما معنى كلمة اليقين في القرآن
- ﴿٩٩ الحجر﴾ الموت
- ﴿٩ الحجر﴾ اليقين: الحق الذي وعدك الله من نصره لك و لدينه. أو هو الموت المتيقَّن وقوعُه، و هو جزء من الحق.
- اليقين من صفة العلم فوق المعرفة والدراية وأخواتها، يقال: علم يقين، ولا يقال: معرفة يقين، وهو سكون الفهم مع ثبات الحكم، وقال: ﴿﴾ [التكاثر/5] (الآية: ﴿﴾ )، و ﴿﴾ [التكاثر/7] (الآية: ﴿﴾ ) و ﴿﴾ [الواقعة/95] (الآية: ﴿﴾
كيف اتعلم اليقين بالله
إن اليقين يزيد بكثرة التأمل في كتاب الله وتدبر معانيه، وتدبر الآيات الكونية، وتدبر معاني صفات الله تعالى، ومما يزيده كذلك كثرة سؤال الله تعالى الإيمان واليقين والهدى، ففي الحديث: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. ومما يزيده كذلك العمل بما تعلم العبد من الدين، وتعبده لله تعالى، وذكره إياه في كل حال، ومما يزيده كذلك كثرة النظر في نصوص الوحي التي يكثر فيها الترغيب والترهيب والوعد والوعيد، ولا يلزم من زيادة اليقين أن توجد كرامات ولا أن تترك الأسباب، فكثير من الصحابة لم تكن لهم كرامات، وكان الأنبياء والصحب يتكسبون؛ كما في حديث البخاري: وأن نبي الله داود كان يأكل من كسبه. وقد تاجر الصحابة وزرعوا وامتهنوا المهن، وكذلك خيار السلف بعدهم.
كيف يحصل اليقين
قال ابن تيمية رحمه الله : وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء
أحدها : تدبر القرآن
والثاني : تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآيات التي تبين أنه حق
والثالث : العمل بموجب العلم
قوة اليقين بالله
اليقين بالله المنافي للشكّ هو من تمام التوكّل عليه وحسن الثقة به، وهو من تَمام الإيمان بالله عز وجل، الإيمان الذي لا يخالطه أيّ شك، وهو كذلك سكون القلب واطمئنانه عند العمل بعيداً عن وساوس الشيطان وإغراءات النفس، وهو من ثمرات الإيمان الصحيح بالله عزّ وجل. لليقين بالله أسبابٌ تقود إليه، ومظاهرُ تدلّ عليه، وثمراتٌ وفوائدُ تترتّب عليه، وفيما يأتي شيء من التفصيل في ذلك.
الأسباب المؤدية لقوّة اليقين بالله
- قوّة الإيمان واستقراره في النفوس؛ فالإيمان يقود إلى كلّ خير، ومن ذلك حسنُ الثقة بالله عزّ وجلّ.
- العلم المَقرون بالعمل؛ فالعلمُ يدفع عن صاحبه الجهلَ، ويقودُ إلى تمامِ الإيمان والثقة بالله عزّ وجلّ، وينقلُ صاحبه من دائرة القَول إلى دائرة العمل، لِتكتملَ بذلك شخصيّة الإنسان المسلم.
- حسنُ الصُّحبة، وذلك بمصاحبة الأخيارِ، وتجنّب مصاحبة الأشرار؛ فالصديق يُؤثّر في صديقه سلباً أو إيجاباً.
- دراسةُ التاريخ والسيرة، والتعرّف على أخبارِ من اكتسبوا صفاتٍ مثل قوّة اليقين والإيمان بالله وحسنِ التوكّل عليه: كالصحابة والتابعين، والصالحين.
تعريف اليقين في الفلسفة
تعريف اليقين عند المتكلمين نجده متأثرا بمناهج الشك عند الفلاسفة فقالوا هو: (( العلم بالشيء بعد أن كان صاحبه شاكا فيه سواء كان ذلك العلم ضروريا او إستدلاليا))[1]..وهو (( العلم بحقيقة الشيء بعد النظر والإستدلال)) [2]..ومعناه أن يعتدل المرء التصديق والتكذيب حتى يصل بالإستدلال والبرهان المنطقي المرتب ترتيبا فلسفيا معينا إلى إزالة الشك ومن ثم يصل إلى اليقين..أي أن: اليقين مبني على الشك في المقدمات مهما كانت تلك المقدمات يقينية..وتأسيسا على هذا التعريف وقع التعميم وصار هو المنهج الأوحد في بلوغ اليقين.. يقول الغزالي رحمه الله -في إحدى مراحله الفكرية-: ( (من لم يشك لم ينظر ومن لم ينظر لم يبصر..ومن لم يبصر بقى في الضلال والعمى)[3] ..وبالتأسيس على هذه التعريفات وقع رد إيمان المقلد دون تفصيل العبارة سواء بالتعصية أو بالتكفير ليخلصوا في النهاية إلى أنه : (( لا يصح أن يؤخذ الإيمان بالله من كلام الرسل ولا من الكتب المنزلة ))[4] ويروا أنه ((لا بد أن يصل الإنسان إلى معرفة الله أولاً بعقله ثم يصل إلى الإيمان بالرسل))