ما هو ثواب صيام عاشوراء ؟ من التساؤلات التي يتطلّع الكثير من المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها في معرفتها، وذلك لعظم هذا اليوم، وما له من فضلٍ جزيلٍ عند رب العالمين -سُبحانه-، وقد حثّنا النبي -صلى الله عليه وسلّم- إلى المسارعة إلى فعل الخيرات في هذا اليوم، وفيما يلي سنتعرّف على يوم عاشوراء، وما هو ثواب صيام.
قصة صيام عاشوراء
ما هي قصة صيام يوم عاشوراء ؟ ترجع قصة عاشوراء إلى زمن موسى -عليه السّلام-؛ فهو اليوم الذي نجّى فيه الله -تعالى- موسى ومن معه من بطش فرعون، وذلك لما أمر الله موسى أن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة فرعون الذي كان يقول لهم: ” أنا ربكم الأعلى”، فلمّا علم بذلك فرعون؛ طارد موسى ومن معه؛ حتى وصلوا إلى البحر؛ فأمر الله موسى: ” أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلّ فرق كالطّود العظيم”[1]؛ فنجّى الله موسى ومن معه، وغرق فرعون وجنده.[2]
ثواب صيام عاشوراء
يوم عاشوراء من أفضل الأيام عند الله- سُبحانه-، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلّم- يتحرّى الصيام في هذا اليوم عن أي يومٍ آخر، ومما يدُلّ على ذلك، ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال:” (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”[3]، كما أن صيام هذا اليوم يُكفّر ذنوب سنة ماضية، ويدُل على ذلك ما رواه الإمام مسلم عن أبي قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله- عنه لأنه قال:” وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ”.[4]
حكم صيام عاشوراء
الأحكام الفقهيّة قد تنسخها أحكامًا أخرى بتغيّر الزّمان أو المكان، ومعنى الحكم المنسوخ: هو الذي يكون له حكمٌ معيّن كالوجوب، أو الاستحباب، أو غيرهما، ويتغيّر الحُكم بتغيُّر الزمان أو المكان، فقد كان حكم صيام عاشوراء في بادئ الأمر واجبًا، وبعد أن فرض الله على المُسلمين صيام رمضان؛ نُسخ هذا الحكم من الوجوب إلى الاستحباب.[5]
ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على ثواب صيام عاشوراء ، وحكم صيام يوم عاشوراء، وهل هو من الأحكام المنسوخة التي تغيّرت باختلاف الزمان أو المكان، أم أنّها من الأحكام الثابتة التي لم تتغيّر، وما هي قصة صيام يوم عاشوراء، وهل كان المسلمون أول من صاموا عاشوراء أم سبقهم غيرهم.
