أمراض الغدد

ما هي أسباب سرطان البروستاتا

البروستاتا

تُعتبر البروستاتا غدة بحجم حبة الجوز وتقع بين المثانة والقضيب الذكريّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ البول ينتقل من المثانة إلى القضيب عبر الإحليل الذي يمرّ في مركز البروستاتا، وفي الحقيقة تصل البروستاتا إلى حجمها الناضج في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 10 و14 عاماً، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك ما يُعرف بغدة سكين (skene’s gland) في النساء التي تقع في نهاية الإحليل، وتُشبه البروستاتا في الرجال، ولهذا يُطلق عليها في بعض الأحيان بروستاتا النساء.

ما هي أسباب سرطان البروستاتا

في الحقيقة ليس من السهل تحديد السبب الدقيق للإصابة بسرطان البروستاتا، إذ إنّ الإصابة بهذا النّوع من السرطانات قد تكون نتيجة تأثير عوامل متعددة، بما في ذلك العوامل الوراثية والتّعرض للسموم البيئية كبعض أنواع المواد الكيميائية أو الإشعاعية. ويُمكن القول بأنّ طفرات الحمض النووي (DNA) أو المادة الوراثية قد تؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية، ويُمكن تفسير ذلك بأنّ هذه الطفرات قد تتسبّب بنمو خلايا البروستات بشكل غير طبيعي وغير مُتحكّم به، وقد تستمر هذه الخلايا غير الطبيعية بالنّمو والانقسام إلى أن يتطور الورم.

هل سرطان البروستاتا مميت؟

تعتمد إجابة هذا السؤال على المرحلة التي تم اكتشاف السرطان فيها ، حيث أنه هناك عدة مراحل لسرطان البروستاتا منها:

  • المرحلة الأولى: يكون فيها السرطان موجوداً فقط في البروستاتا.
  • المرحلة الثانية: يبدأ السرطان بالانتشار إلى جميع أنحاء البروستاتا، لكنه لم يصل إلى باقي أنحاء الجسم.
  • المرحلة الثالثة: يبدأ السرطان بالانتشار حول الحوصيلات المنوية، وتكون نسبة الشفاء في هذه المرحلة حوالي 50%.
  • المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان في جميع أنحاء الجسم ومنها: المثانة، والمستقيم، والعظام وغيرها، وتكون نسبة الشفاء فيها ضئيلة.

هل سرطان البروستاتا يصيب الشباب

يمكن أن يُعاني البعض من مشكلة تضخم البروستاتا الحميد (Benign prostatic hyperplasia) كإحدى المضاعفات الصحية لتقدم العمر، ولعلّ هذا ما يُفسّر ارتفاع نسبة الإصابة بتضخم البروستاتا بين الرجال الذين تقدموا في العمر، وفي المقابل يمكن أن يُعاني رجال في مرحلة الشباب من هذه المشكلة، ويجدر بالذكر أنّ تضخم البروستاتا اضطراب صحي شائع الحدوث، وعلى الرغم من تأثيره في صحة المصاب بشكل سلبيّ، إلا أنّ هناك العديد من الخيارات العلاجية التي تُقدّم للسيطرة على الحالة بما فيها بعض تعديلات نمط الحياة والعلاجات المنزلية، ويجدر التنبيه إلى أنّ تضخم البروستاتا يُعدّ تضخماً حميداً غير سرطانيّ، كما أنّه لا يزيد فرصة المعاناة من سرطان البروستاتا.

أعراض سرطان البروستاتا الحميد

هناك العديد من العلامات والأعراض الشائعة لسرطان البروستاتا الحميد، والتي لا تشكل مشاكك كبيرة لأصحابها، ومن هذه العلامات والأعراض ما يأتي:

  • صعوبة البدء بالتبول.
  • ضعف تيار البول أو توقف التيار وبدأه بشكلٍ متكرر.
  • الحاجة الملحة والمتكررة للتبول.
  • المراوغة عند الإنتهاء من التبول.
  • زيادة تواتر التبول الليلي.
  • سلس البول.
  • عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكلٍ تام.
  • التبول المؤلم.
  • الرغبة المفاجئة في التبول.

وفي المقابل هناك الأعراض الأقل شيوعًا لسرطان البروستاتا الحميد، والتي تصيب الأشخاص المصابين بشكل نادر، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • عدم القدرة على التبول بشكلٍ عام.
  • الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
  • وجود دم في البول.

ومن المهم إدراك أن حجم البروستاتا لدى المريض لا يحدد شدة الأعراض لديه، فالبعض يعانون من سرطان البروستاتا والتي تكون متضخمة بشكلٍ طفيف فقط والذي قد يؤدي إلى ظهور أعراض كبيرة لديهم، في حين أن الرجال الذين يعانون من مرض البروستاتا المتضخمة بشكلٍ كبير، يعانون من أعراض بولية بسيطة، وقد تستقر الأعراض وتتحسن في نهاية الأمر.

أعراض سرطان البروستاتا بالتفصيل

يُعتبر ظهور الأعراض بشكلٍ عامّ أمراً نادراً في حالة الإصابة بسرطان البروستاتا (Prostate Cancer) في المراحل المُبكرة منه، وتجدر الإشارة إلى أنّ أعراض هذه الحالة تتشابه مع الأعراض المُصاحبة للإصابة بتضخم البروستات الحميد (Benign prostatic hyperplasia) أو التهاب البروستاتا (Prostatitis)، وفيما يأتي بيان لأبرز الأعراض التي قد تُصاحب الإصابة بسرطان البروستاتا:

  • الحاجة للتبوّل بشكلٍ مُتكرر.
  • صعوبة في بدء أو إيقاف التبول.
  • ضعف تدفّق البول، أو حدوثه بشكلٍ تدريجيّ، أو تقطّعه.
  • الشعور بألم أو حُرقة أثناء التبوّل.
  • صعوبة في انتصاب العضو الذكري.
  • انخفاض كمية السائل التي تخرج أثناء القذف.
  • الألم أثناء القذف.
  • ظهور دم في البول أو السّائل المنوي.
  • الضغط أو الألم في المستقيم.
  • الألم أو التصلّب في أسفل الظهر، أو الحوض، أو الوركين، أو الفخذين.

أعراض سرطان البروستاتا المتقدم

قد تتضمن علامات وأعراض المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا ما يلي:

  • التبول المؤلم
  • ضعف قوة التدفق في مجرى البول
  • دم في السائل المنوي
  • ألَمَ العِظام
  • تورم كلتا الساقين
  • الإرهاق

علاج سرطان البروستاتا المنتشر في العظام

أظهرت دراسة حديثة أن إضافة العلاج الإشعاعي إلى جانب العلاج التقليدي تؤدي إلى زيادة بنسبة 11% في البقاء على قيد الحياة لبعض الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم، وهي دراسة أجريت في جامعة برمنغهام، ومولت من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.

وتعتبر واحدة من أكبر التجارب السريرية لسرطان البروستاتا، والتي تم عرضها في الاجتماع العلمي السنوي للجمعية الأوروبية لعلاج الأورام، والذي عقد خلال الفترة من 19 – 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018 في ميونخ، ألمانيا، ونشرت نتائجها أيضا في مجلة The Lancet.

في السابق، لم يكن هناك أدلة على أن للعلاج الإشعاعي أي فائدة مباشرة في علاج سرطان البروستاتا المنتشر بالفعل، وكان هدف الدراسة الإجابة عن سؤال: هل العلاج الإشعاعي يمكن أن يفيد مرضى سرطان البروستاتا المنتشر؟

ويمكن أن تؤدي نتائج الدراسة لتغيير الممارسة الطبية الحالية، واقتراح إضافة العلاج الإشعاعي إلى جانب العلاج الهرموني لرعاية الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم، والذي يؤثر على مئات الآلاف كل عام في العالم.

وشملت الدراسة حوالي 2000 رجل مصاب بأمراض متقدمة، وأعطي نصفهم العلاج التقليدي الحالي فقط، في حين تلقى النصف الآخر العلاج التقليدي مع العلاج الإشعاعي على موقع الورم الرئيسي.

ووجد الباحثون أنه من بين الرجال الذين انتشر مرض السرطان لديهم إلى العقد الليمفاوية و/ أو العظام المجاورة، وتم علاجهم بعلاج إشعاعي إضافي، نجا حوالي 80% منهم لمدة 3 سنوات على الأقل. وبالمقارنة، فإن 70 في المائة من الرجال الذين لم يتلقوا العلاج الإشعاعي الإضافي كانوا أحياء بعد 3 سنوات، وتحققت الفائدة فقط بالنسبة لهذه المجموعة من الرجال، مع عدم وجود أي تحسن في معدلات البقاء بين الرجال الذين انتشر سرطانهم إلى أعضاء أخرى أو عظام بعيدة.

وجدير بالذكر أن سرطان البروستاتا هو السرطان الثاني الأكثر شيوعا في الرجال حول العالم، والسبب السادس للموت من السرطان في الرجال، والتقديرات المسجلة في سنة 2012 تشير لحوالي 1.1 مليون حالة سنوياً، ووفيات تقدر بحوالي 307000 سنوياً.

وفي هذه الدراسة، كان 40% من الرجال الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان البروستاتا حديثًا في المجموعة يعانون من مرض انتشر في العقد اللمفاوية و/ أو العظام المجاورة، مما يشير إلى أن النتائج قد تفيد مئات الآلاف حول العالم.

وقال الدكتور كريس باركر، رئيس فريق البحث: “تظهر نتائجنا تأثيراً قوياً لبعض الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم، وهذه النتائج يمكن ويجب أن تغير مستوى الرعاية في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف: “حتى فترة قريبة وقبل دراستنا كان يعتقد أنه لا فائدة من علاج البروستاتا نفسها إذا كان السرطان قد انتشر بالفعل لأنه سيكون مثل إغلاق الباب بعد فرار الحصان، ولكن هذه الدراسة تثبت فائدة العلاج الإشعاعي لسرطان البروستاتا، وعلى عكس العديد من علاجات السرطان الجديدة، يعد العلاج الإشعاعي علاجًا بسيطًا ورخيصًا نسبيًا ومتاحًا في معظم أنحاء العالم”.

وقال البروفيسور نيكولاس جيمس، الباحث الرئيسي في الدراسة: “أي شخص يعاني من سرطان البروستاتا المتقدم لا يشفى من مرضه بالعلاج الهرموني وحده، وهذه النتائج الهامة يجب أن تغير مستوى الرعاية لبعض الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم – ويمكن تنفيذها غدًا”.

وقال البروفيسور تشارلز سوانتون، كبير أطباء السرطان في المملكة المتحدة: “هذه اكتشافات هائلة يمكن أن تساعد الآلاف من الرجال في جميع أنحاء العالم، وهذه الدراسة تقدم خطوات كبيرة في إيجاد طرق جديدة لعلاج سرطان البروستاتا”.

السابق
ما هو هرمون الحليب
التالي
دواء أدسيركا – Adcirca لعلاج أعراض تضخم البروستاتا

اترك تعليقاً